العوامل المرتبطة بالعنف لدي طلاب مدارس التعليم الثانوي الفني وطرق مواجهته (دراسة ميدانية) … د. محمد جبر السيد عبد الله جميل

د. محـمــد جــبر السيد عبد الله جمــيل: أستاذ مساعد بكلية العلوم الاسلامية، جامعة المدينة العالمية – ماليزيا

مشكلة الدراسة
تواجه المدارس موجة متصاعدة من عنف الطلاب في الآونة الأخيرة. حيث تؤكد دراسات عديدة على تفاقم حدة عنف الطلاب بالمدارس تتمثل أهم مظاهره في الاعتداء البدني على الزملاء والمعلمين وإتلاف الممتلكات المدرسية. وتؤكد هذه الدراسات علي أن العنف الطلابي بات يمثل ظاهرة عامة في المدارس الثانوية.
ونظراً لما يترتب على هذه المشكلة من تكوين بيئة غير آمنة لعمليتي التعليم والتعلم بهذه المدارس، مما قد يحول بينها وتحقيق الأهداف التربوية المنشودة منها، كان السعي لدراسة العوامل المؤدية إلى مشكلة تزايد سلوك عنف الطلاب بمدارس التعليم الثانوي.
وتتركز مشكلة الدراسة الحالية في دراسة العوامل المرتبطة بمشكلة تزايد سلوك عنف الطلاب بمدارس التعليم الثانوي الفني بمحافظة الشرقية وطرق مواجهتها. وهذا كمدخل لبلورة إطار تفسيري يساعد على فهم سلوك عنف الطلاب في ارتباطه بالإطار الثقافي والاجتماعي والسعي نحو طرح تصور يمكن أن يساهم في الحد من تزايد هذا السلوك في مدارس التعليم الثانوي الفني بمحافظة الشرقية ويمكن تحديد مشكلة الدراسة في التساؤل الرئيس الآتي:
ما العوامل التي تؤدي إلي عنف الطلاب في مدارس التعليم الثانوي بمحافظة الشرقية، وما الوسائل التي يمكن من خلالها مواجهته من وجهة نظر العاملين بهذه المدارس؟
ويتفرع عن هذا التساؤل الرئيس التساؤلات الفرعية التالية:
1- ما العوامل المجتمعية المؤدية إلى تزايد سلوك عنف الطلاب في مدارس التعليم الثانوي الفني بمحافظة الشرقية من وجهة نظر المديرين ، الوكلاء، المعلمين، الإخصائيين العاملين بهذه المدارس؟
2- ما العوامل التعليمية المؤدية إلى تزايد سلوك عنف الطلاب في مدارس التعليم الثانوي الفني بمحافظة الشرقية من وجهة نظر المديرين ، الوكلاء، المعلمين، الإخصائيين العاملين بهذه المدارس؟
3- ما العوامل الطلابية المؤدية إلى تزايد سلوك عنف الطلاب في مدارس التعليم الثانوي الفني بمحافظة الشرقية من وجهة نظر المديرين ، الوكلاء، المعلمين، الإخصائيين العاملين بهذه المدارس؟
4- كيف يمكن الحد من العوامل المؤدية إلى تزايد سلوك عنف الطلاب في مدارس التعليم الثانوي الفني بمحافظة الشرقية من وجهة نظر المديرين، الوكلاء ، المعلمين، الإخصائيين العاملين بهذه المدارس؟

أهداف الدراسة
انطلاقاً من التساؤلات السابقة تتحدد أهداف الدراسة كالآتي:
1- محاولة التعرف على العوامل المجتمعية التي تؤدي إلى تزايد سلوك عنف الطلاب في
مدارس التعليم الثانوي الفني بمحافظة الشرقية من وجهة نظر المديرين، الوكلاء، المعلمين، الإخصائيين العاملين بهذه المدارس.
2- محاولة التعرف على العوامل التعليمية التي تؤدي إلى تزايد سلوك عنف الطلاب في مدارس التعليم الثانوي الفني بمحافظة الشرقية من وجهة نظر المديرين، الوكلاء، المعلمين ، الإخصائيين العاملين بهذه المدارس.
3- محاولة التعرف على العوامل الطلابية التي تؤدي إلى تزايد سلوك عنف الطلاب في مدارس التعليم الثانوي الفني بمحافظة الشرقية من وجهة نظر المديرين، الوكلاء، المعلمين، الإخصائيين العاملين بهذه المدارس.
4- محاولة التعرف على الطرق التي يمكن من خلالها الحد من العوامل التي تؤدي إلى تزايد سلوك عنف الطلاب في مدارس التعليم الثانوي الفني بمحافظة الشرقية من وجهة نظر المديرين ، الوكلاء، المعلمين، الإخصائيين العاملين بهذه المدارس.

أهمية الدراسة
تتضح أهمية الدراسة في أنها:
– تساعد على فهم تزايد سلوك عنف الطلاب في مدارس التعليم الثانوي الفني بمحافظة الشرقية في مجالها الثقافي والاجتماعي، ومن ثم فهي تشكل حلقة في سلسلة الدراسات التي أجريت في ميدان عنف الطلاب بالمدارس على وجه الخصوص، والعنف المدرسي على وجه العموم.
– يمكن أن يفيد من نتائجها المديرين، الوكلاء، المعلمين الإخصائيين العاملين بمدارس التعليم الثانوي الفني بمحافظة الشرقية في التخطيط لمواجهة مشكلة تزايد عنف الطلاب في هذه المدارس، بما يسهم في توفير مناخ تعليمي آمن يساعد على بلوغ الأهداف التربوية المأمولة من هذه التخصصات الحيوية من التعليم.

مصطلح الدراسة
عنف الطلاب:
يعرَّف عنف الطلاب في هذه الدراسة بأنه: أحد صور انحراف السلوك الطلابي الذي يتسم باستخدام القوة البدنية أو المادية أو التهديد باستخدامها بقصد إلحاق الأذى البدني أو المعنوي أو الضرر المادي بالزملاء أو المعلمين أو الممتلكات المدرسية.
افتراضات الدراسة
تنطلق الدراسة من الافتراضات الآتية:
1- إن مشكلات التعليم ليست ظواهر منفصلة عن الحركة التاريخية للمجتمع، وعليه فإن السعي نحو فهم هذه المشكلات يستلزم النظر إليها في علاقتها بالسياق المجتمعي.
2- إن مشكلات التعليم ذات طبيعة مركبة معتمدة. فعواملها عديدة ومتشابكة ، بحيث يصعب ردها إلى عامل سببي وحيد. كما أن هذه العوامل لا تمارس تأثيرها في تكوين هذه المشكلات واستمراريتها بصورة مستقلة عن بعضها البعض ، بل تعمل بصورة متداخلة ومتفاعلة.
3- وبناءاً على هذه الطبيعة المتعددة الأوجة لمشكلات التعليم، فإن مواجهتها تتطلب تناولاً يتسم بالشمول والتكامل والتنسيق بين قطاعات المجتمع المختلفة، فنجاح المدرسة في التغلب على هذه المشكلات يتوقف على ما في المجتمع من عوامل مساعدة أو معوقة.

منهج الدراسة
تعتمد الدراسة على المنهج الوصفي. ويستخدم في إطار هذا المنهج المدخل التحليلي. حيث تحليل العوامل المؤدية إلى مشكلة تزايد سلوك عنف الطلاب في مدارس التعليم الثانوي الفني بمحافظة الشرقية وطرق مواجهتها في ارتباطها بالإطار المجتمعي الذي أحاط بنشأتها وتطورها.

حدود الدراسة
الحدود الموضوعية: تقتصر الحدود الموضوعية على دراسة العوامل المؤدية إلى مشكلة تزايد سلوك عنف الطلاب في مدارس التعليم الثانوي الفني بمحافظة الشرقية وطرق مواجهتها.
الحدود المكانية: تقتصر الحدود المكانية على مدارس التعليم الثانوي الفني (زراعي – تجاري – صناعي) نظام ثلاث سنوات بمحافظة الشرقية.
الحدود البشرية: تقتصر الحدود البشرية على عينة من المديرين، الوكلاء، المعلمين، الإخصائيين العاملين بمدارس التعليم الثانوي الفني بمحافظة الشرقية.
إجراءات الدراسة
عينة الدراسة:
تتكون العينة الإجمالية للدراسة من (315) مديراً، وكيلاً، معلماً، وإخصائياً تم اختيارهم بطريقة طبقية عشوائية من (6) مدارس ثانوية فنية (زراعية – تجارية – صناعية) نظام ثلاث سنوات بمدينتي الزقازيق وديرب نجم بمحافظة الشرقية.

أداة الدراسة
تعتمد الدراسة على استبانة مقفولة – من إعداد الباحث – بغرض جمع البيانات المتعلقة بأهداف الدراسة.

نتائج الدراسة
أسفرت الدراسة الحالية عن العديد من النتائج فيما يتعلق بالعوامل المرتبطة بعنف الطلاب في مدارس التعليم الثانوي الفني، وطرق مواجهته؛ منها ما يتعلق بالمجتمع، ومنها ما يتعلق بالنظام التعليمي. وذلك علي النحو الآتي:
الفرع الأول: العوامل المرتبطة بعنف الطلاب في مدارس التعليم الثانوي الفني بمحافظة الشرقية:
المحور الأول: العوامل المرتبطة بالمجتمع:
العامل الأول: ضعف دور الأسرة في التنشئة الدينية للأبناء.
العامل الثاني: غياب الجزاءات القانونية الرادعة للأفراد عن الإقدام على ارتكاب العنف.
العامل الثالث: ضعف دور الأسرة في الرقابة والمتابعة المستمرة للأبناء.
العامل الرابع: كثرة مواد العنف في وسائل الإعلام:
العامل الخامس: افتقاد القدوة الحسنة في وسائل الإعلام.
العامل السادس: تراجع دور الأجهزة الثقافية والإعلامية في التوعية الدينية للأفراد.
العامل السابع: انتشار أماكن اللهو الرخيص (المقاهي – أندية الفيديو) حول المدارس.
العامل الثامن: قصور الرقابة الأمنية في أماكن التجمعات الطلابية بالمدارس.
العامل التاسع: ضعف فعالية المؤسسات الشبابية (مراكز وأندية الشباب) في شغل أوقات فراغ الشباب وامتصاص طاقاتهم.
العامل العاشر: تعرض بعض الأسر للحرمان من إشباع الحاجات الأساسية ونقص الخدمات الضرورية.
العامل العاشر م: التفاوت الطبقي الشديد.
العامل الأخير: تدعيم بعض الثقافات الفرعية (مثل ثقافة بعض الأحياء الشعبية) للعنف كوسيلة لحل المشكلات التي يواجهها الأفراد.

المحور الثاني: العوامل المرتبطة بالتعليم:
أولا: العوامل المرتبطة بالمناهج الدراسية
العامل الأول: ضعف اهتمام المناهج الدراسية بإكساب الطلاب أخلاقيات التعامل السليم مع الآخرين.
العامل الثاني: ضعف اهتمام المناهج الدراسية بتنمية قدرة الطلب على ضبط النفس والتحكم في السلوك.
العامل الثالث: ضعف مراعاة المناهج الدراسية للتفاوت بين الطلاب في القدرات والاستعدادات.
العامل الأخير: ضعف اشباع المناهج الدراسية لحاجات الطلاب الأساسية (كالحاجة إلى التقدير الاجتماعي).
ثانيا: العوامل المرتبطة بالمعلم:
العامل الأول: ضعف التزام بعض المعلمين بأخلاق المهنة (افتقاد روح الانضباط).
العامل الثاني: تراجع دوربعض المعلمين في التوجيه الخلقي والسلوكي للطلاب.
العامل الثالث: ضعف إلمام بعض المعلمين بالمهارات اللازمة للتعامل السليم مع مشكلات الطلاب السلوكية.
العامل الرابع: ضعف فاعلية طرق التدريس المتبعة من قبل بعض المعلمين في جذب وتشويق الطلاب.
العامل الأخير: استخدام بعض المعلمين للعقاب بكثرة في تقويم الطلاب.
ثالثا: العوامل المرتبطة بالإدارة المدرسية:
العامل الأول: افتقاداً الإدارة المدرسية للسلطات القانونية التي تمكنها من الحد من عنف الطلاب بالمدارس.
العامل الثاني: ضعف دور بعض الإخصائيين الاجتماعيين والنفسيين في بحث مشكلات الطلاب وإيجاد الحلول المناسبة لها.
العامل الثالث: اعتبار نسبي النجاح في الشهادات معيار فعالية المدرسة.
العامل الرابع: ضعف استخدام بعض الإدارات المدرسية لسلطاتهم في مواجهة مشكلات الطلاب السلوكية
العامل الخامس: ضعف اهتمام بعض الإدارات المدرسية بتوعية الطلاب بطبيعة العنف ومخاطره.
العامل السادس: تراجع دور المدرسة في توفير الرعاية الاجتماعية والاقتصادية للطلاب.
العامل السابع: ضعف اهتمام بعض الإدارات المدرسية بالأنشطة الطلابية.
العامل الأخير: تراجع دور بعض الإدارات المدرسية في تنمية القيم الخلقية في نفوس الطلاب.
المحور الثالث: العوامل المرتبطة بالطلاب:
العامل الأول: ضعف الوازع الديني لدى الطلاب.
العامل الثاني: تراجع قيم الانضباط في نفوس الطلاب (كاحترام الآخرين، احترام السلطة، احترام الملكية العامة والخاصة).
العامل الثالث: شعور الطلاب بالإحباط لاعتقادهم بعدم قدرة التعليم على تأمين مستقبلهم الوظيفي.
العامل الرابع: قابلية الطلاب للاستهواء والتقليد الأعمى لنماذج العنف.
العامل الخامس: فهم الطلاب الخاطئ للرجولة (ربط الرجولة بالعنف في التعامل مع الآخرين).
العامل السادس: الفهم الخاطئ لدى الطلاب بأن التسامح دليل على الضعف والجبن وأن الانسان المسالم تضيع حقوقه.
العامل السابع: ضعف رغبة الطلاب في التعلم.
العامل الأخير: ضعف الشعور بالانتماء للمدرسة لدى الطلاب.
الفرع الثاني: طرق مواجهة عنف الطلاب في مدارس التعليم الثانوي الفني بمحافظة الشرقية
المحور الأول: المواجهة على الصعيد المجتمعي:
– تشديد الرقابة الأمنية على حمل الطلاب للأسلحة.
– إيلاء المؤسسات الدينية المزيد من الاهتمام نحو تبصير الأسرة بدورها في التنشئة الدينية السليمة للأبناء.
– تفعيل مراكز الإرشاد الأسري لدورها في تبصير الأسرة بأساليب التنشئة الاجتماعية السليمة للأبناء.
– إسهام وسائل الإعلام في إلقاء المزيد من الضوء على القدوة الحسنة في المجتمع.
– تفعيل دور الأجهزة الثقافية والإعلامية في التوعية الدينية للشباب.
– التقليل من مواد العنف في وسائل الإعلام.
– تفعيل دور المؤسسات الشبابية في شغل أوقات فراغ الشباب وامتصاص طاقاتهم.
– تفعيل برامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية بما يساعد على إشباع الحاجات الأساسية وتوفير الرعاية الاجتماعية للفئات المحرومة.
– إسهام وسائل الإعلام في تبصير الشباب بطبيعة العنف ومخاطره.
– العودة بسن الحدث إلى 15 عاماً بدلاً من 18 عاماً ليخضع كل من يبلغ هذه السن لطائلة قانون العقوبات في حالة الارتكاب المتعمد لأعمال العنف.
– تبني القطاع الحكومي للسياسات الاجتماعية الرشيدة التي تساعد على تقريب الفوارق بين الطبقات.

المحور الثالث: المواجهة على الصعيد التعليمي
أولاً: المواجهة على مستوى المناهج الدراسية:
– إيلاء المزيد من الاهتمام لمناهج التربية الدينية بما يساعد على تفعيل دورها في تنمية الوعي الديني للطلاب وإكسابهم القيم الخلقية الأصيلة وآداب السلوك الحميد.
– اهتمام المناهج الدراسية بتوفي المزيد من الأنشطة المتنوعة بما يساعد على إشباع حاجات الطلاب.
– إعادة النظر في المناهج الدراسية بما يساعد على مراعاة التفاوت بين الطلاب في القدرات والاستعدادات.
– وضع مقرر دراسي يساعد الطلاب على تنمية قدرتهم على ضبط النفس والتحكم في السلوك وحل خلافاتهم بأساليب مقبولة اجتماعياً.
ثانياً: المواجهة على مستوى المعلم:
– تأكيد الجهات المعنية بإعداد وتقويم المعلم على دوره في التوجيه الخلقي والسلوكي للطلاب.
– مراعاة المزيد من الدقة في اختيار المعلم بما يساعد على تأكيد دوره كقدوة حسنة لطلابه.
– تدريب المعلم على طرق التدريس الفعالة بما يساعد على جذب انتباه الطلاب وإثارة دافعيتهم نحو التعلم.
– إعطاء المزيد من الاهتمام نحو إكساب المعلم المهارات اللازمة للتعامل السليم مع مشكلات للطلاب السلوكية أثناء عمليات إعداده وتدريبه.

ثالثاً: المواجهة على مستوى الإدارة المدرسية:
– توسيع صلاحية اتخاذ القرار للإدارة المدرسية بما يمكنها من اتخاذ التدابير العقابية المناسبة للحد من تفاقم عنف الطلاب بالمدارس.
– تنظيم اللقاءات والندوات للارتقاء بمستوى الثقافة الدينية للطلاب وتأصيل القيم الخلقية الأصيلة.
– احتساب مدى التزام الطالب بالانضباط الصفي ضمن شروط نجاحه في الامتحانات.
– تنظيم اللقاءات والندوات لتوعية الطلاب بطبيعة العنف والمخاطر المترتبة عليه.
– تفعيل دور الإخصائي الاجتماعي والنفسي في بحث مشكلات الطلاب وإيجاد الحلول المناسبة لها.
– تفعيل دور مجالس الآباء والمعلمين والطلاب في المشاركة في إدارة العملية التعليمية وحل مشكلاتها.
– احتساب مدى كفاءة الإدارة المدرسية في تحقيق الانضباط الطلابي ضمن معايير فعاليتها.
– استغلال الأنشطة المدرسية في تنمية الشعور بالانتماء للمدرسة لدى الطلاب.
– تفعيل دور المدرسة في توفير الرعاية الاجتماعية والاقتصادية للطلاب.
– إعطاء المزيد من الاهتمام للأنشطة الطلابية.

توصيات الدراسة
لقد أسفرت الدراسة الحالية عن العديد من النتائج فيما يتعلق بالعوامل المرتبطة بعنف الطلاب في مدارس التعليم الثانوي الفني، وطرق مواجهته؛ منها ما يتعلق بالمجتمع، ومنها ما يتعلق بالنظام التعليمي. وفي ضوء ما أسفرت عنه الدراسة من نتائج، توصي الدراسة الحالية بالآتي:
المحور الأول: توصيات علي مستوي المجتمع:
– تكثيف الرقابة الأمنية على حمل الطلاب لأدوات العنف.
– إيلاء المؤسسات الدينية المزيد من الاهتمام نحو توعية الآباء بأهمية دورهم في تربية الأبناء علي تعاليم الدين.
– تفعيل مراكز الإرشاد الأسري لدورها في تبصير الأسرة بأساليب التنشئة الاجتماعية السليمة للأبناء
– إحكام السيطرة الأمنية على أماكن اللهو الرخيص -كالمقاهي وأندية الفيديو- المحيطة بالمدارس.
– اعتناء وسائل الإعلام بتسليط المزيد من الضوء على النماذج الحسنة في المجتمع.
– تفعيل دور الأجهزة الثقافية والإعلامية في التوعية الدينية للشباب
– الحد من مواد العنف في وسائل الإعلام
– تفعيل دور مراكز، وأندية الشباب في شغل أوقات فراغ الشباب وامتصاص طاقاتهم علي نحو رشيد.
– توجيه الأجهزة الحكومية المزيد من الاهتمام نحو برامج التنمية الاجتماعية بما يساعد على إشباع الحاجات الأساسية وتوفير الرعاية الاجتماعية للفئات المحرومة.
– إسهام وسائل الإعلام في توعية الشباب بالمخاطر المترتبة علي العنف.
– الرجوع بسن الحدث إلي الخامسة عشر ليخضع كل من يجاوز هذه السن، ويثبت ارتكابه العمدي لأعمال العنف لطائلة قانون العقوبات.
– تبني القطاع الحكومي للسياسات الرشيدة التي تساعد على تقريب الفوارق بين الطبقات.
المحور الثاني: توصيات علي مستوي التعليم:
أولا: توصيات علي مستوي المناهج الدراسية:
– توجيه المزيد من الاهتمام لمناهج التربية الدينية – كما وكيفا – بما يساعد على تحصيل الثمرة المرجوة منها.
– اهتمام المناهج الدراسية بتوفير المزيد من الأنشطة المتنوعة بما يساعد على إشباع حاجات الطلاب.
مراعاة المناهج الدراسية للتفاوت بين الطلاب في القدرات والاستعدادات
ثانيا: توصيات علي مستوي المعلم:
– تأكيد المؤسسات المعنية بإعداد المعلم، وتدريبه، وتقويمه على أهمية دوره في التوجيه الخلقي للطلاب.
– مراعاة المزيد من الدقة في اختيار المعلم ليتسني انتقاء أفضل العناصر الصالحة للتدريس.
– توجيه المزيد من الاهتمام نحو إكساب المعلم المهارات اللازمة للتعامل السليم مع مشكلات الطلاب السلوكية أثناء عمليات إعداده وتدريبه.
– إيلاء المزيد من الاهتمام نحو إعداد المعلم، وتدريبه علي طرق التدريس الفعالة بما يساعد على جذب انتباه الطلاب وإثارة دافعيتهم نحو التعلم.

ثالثا: توصيات علي مستوي الإدارة المدرسية:
– منح الإدارة المدرسية المزيد من الصلاحيات بما يمكنها من اتخاذ التدابير العقابية المناسبة للحد من تفاقم عنف الطلاب بالمدارس.
– تنظيم اللقاءات والندوات الدورية للارتقاء بمستوى الثقافة الدينية للطلاب وتأصيل القيم الخلقية الأصيلة في نفوسهم.
– احتساب معيار الانضباط الصفي من معايير انتقال الطالب للصفوف الأعلي.
– تنظيم اللقاءات والندوات لتوعية الطلاب بالمخاطر المترتبة علي العنف.
– تفعيل دور الإخصائي الاجتماعي والإخصائي النفسي في بحث مشكلات الطلاب.
– تفعيل دور مجالس الآباء والمعلمين والطلاب في المشاركة في إدارة العملية التعليمية والنهوض بالمستوي الخلقي للطلاب.
– احتساب معيار الانضباط الطلابي ضمن معايير كفاءة الإدارة المدرسية.
– استغلال الأنشطة الطلابية في تنمية شعور الطالب بالانتماء، والولاء للمدرسة.
– اعتناء المدرسة بتوفير الرعاية الاجتماعية والاقتصادية للطلاب المحرومين.
– توجيه المزيد من الاهتمام للأنشطة التعليمية بما يسهم في تصريف طاقات الطلاب الزائدة.
المحور الثالث: توصيات بمزيد من الدراسات المستقبلية:
توصي الدراسة الحالية بإجراء المزيد من الدراسات في النقاط الآتية:
– العوامل المرتبطة بالعنف الطلابي، وطرق مواجهته من وجهة نظر طلاب مدارس التعليم الثانوي الفني، دراسة ميدانية.
– دور الإدارة المدرسية في الحد من العنف الطلابي بمدارس التعليم الثانوي الفني، دراسة تقويمية.
– مدي كفاية القرارات الوزارية بشأن منع العنف في المدارس في الحد من عنف الطلاب في مدارس التعليم الثانوي الفني، دراسة نقدية.


نشر منذ

في

من طرف

الآراء

ردان على “العوامل المرتبطة بالعنف لدي طلاب مدارس التعليم الثانوي الفني وطرق مواجهته (دراسة ميدانية) … د. محمد جبر السيد عبد الله جميل”

  1. الصورة الرمزية لـ محمد العقيد محمد أحمد
    محمد العقيد محمد أحمد

    لاشك أن توجيه السلوك الطلابي وتعديله جزء من مخرجات العملية النعليمة – التربوية، والمسؤواية في ذلك منوطة بالمؤسسة المقصودة وهي المدرسة بالدرجة الأولى بكل ما تملك من مقومات وإمكانات وما يتوفر لها من أدوات ووسائل وأساليب؛ إلا أنها فيما يبدو تواجه تواجه عدة إشكاليات جوهرية تحد من قدرتها على تحقيق هذا الهدف وخاصة فيما يتعلق بضبط السلوك الطلابي، وحماية الطالب من تأثره بما يجيط به في المجالات الأوسع؛ والتي تمثل اليوم تحديا لدور المدرسة بتأثيراتها السالبة على الطالب وسلوكه، وهي وإن صنفت عند التربويين بأنها عوامل غير مقصودة للتربيةإلا أن دورها اليوم وتأثيرها في تربية الطالب وتوجيه سلوكه نحو العنف أصبح أقوى من دور المدرسة والأسرة والمسجد، ومن تلك العوامل غير المقصودة في التربية، المجتمع الواسع بكل امتداداته خارج المرسة، ووسائل الإعلام والتواصل وتقنية المعلومات، والاتصالات؛ حيث أصبحت تمثل مصدرا لثقافة العنف وأنواعه، ولها من قوة النفاذ ما يجعل المؤسسة التربوية عاجزة عن صد تأثيراتها على الطالب وحمايته منها، فهي مفتوحة أمام الطالب ينتقل إليها أو تجذبه إليها بيسر وسهولة دون ما يحول من قيود، يرتبط بالمجتمع الواسع ويتفاعل مع ما يموج فيه من تيارات ويستجيب له دون تبصر إذ له لا يملك من الوعي والحصانة، كما أنه في مرحلة اندفاع وقابلية شديدة نحو سوكات التهور والرفض والعنف، ويجد في الإعلام وفي ووسائل الاتصال والتواصل بتقنياته الحديثة والمتطورة ما يجعله أمام سيل جارف يقتلعه من جذوره وقيمه التربيوية التى عملة الأسرة والمسجد والمدرسة على ترسيخها في شخصيته وسلوكه.
    فهذه البيئات (البيئة الاجتماعية الواسعة، والبيئة الإعلامية، وبيئة العوالم الإفتراضية بفضاءاتها الواسعة هي المصادر لانتقال تيار العنف إلى الطالب وتشكلات سلوكه.
    مسؤول مجلة قراءات إفريقية بالسودان وعضو هيئة التحرير

  2. الصورة الرمزية لـ محمد العقيد محمد أحمد
    محمد العقيد محمد أحمد

    لاشك أن توجيه السلوك الطلابي وتعديله جزء من مخرجات العملية النعليمة – التربوية، والمسؤواية في ذلك منوطة بالمؤسسة المقصودة وهي المدرسة بالدرجة الأولى بكل ما تملك من مقومات وإمكانات وما يتوفر لها من أدوات ووسائل وأساليب؛ إلا أنها فيما يبدو تواجه تواجه عدة إشكاليات جوهرية تحد من قدرتها على تحقيق هذا الهدف وخاصة فيما يتعلق بضبط السلوك الطلابي، وحماية الطالب من تأثره بما يجيط به في المجالات الأوسع؛ والتي تمثل اليوم تحديا لدور المدرسة بتأثيراتها السالبة على الطالب وسلوكه، وهي وإن صنفت عند التربويين بأنها عوامل غير مقصودة للتربيةإلا أن دورها اليوم وتأثيرها في تربية الطالب وتوجيه سلوكه نحو العنف أصبح أقوى من دور المدرسة والأسرة والمسجد، ومن تلك العوامل غير المقصودة في التربية، المجتمع الواسع بكل امتداداته خارج المرسة، ووسائل الإعلام والتواصل وتقنية المعلومات، والاتصالات؛ حيث أصبحت تمثل مصدرا لثقافة العنف وأنواعه، ولها من قوة النفاذ ما يجعل المؤسسة التربوية عاجزة عن صد تأثيراتها على الطالب وحمايته منها، فهي مفتوحة أمام الطالب ينتقل إليها أو تجذبه إليها بيسر وسهولة دون ما يحول من قيود، يرتبط بالمجتمع الواسع ويتفاعل مع ما يموج فيه من تيارات ويستجيب له دون تبصر إذ له لا يملك من الوعي والحصانة، كما أنه في مرحلة اندفاع وقابلية شديدة نحو سوكات التهور والرفض والعنف، ويجد في الإعلام وفي ووسائل الاتصال والتواصل بتقنياته الحديثة والمتطورة ما يجعله أمام سيل جارف يقتلعه من جذوره وقيمه التربيوية التى عملة الأسرة والمسجد والمدرسة على ترسيخها في شخصيته وسلوكه.
    فهذه البيئات (البيئة الاجتماعية الواسعة، والبيئة الإعلامية، وبيئة العوالم الإفتراضية بفضاءاتها الواسعة هي المصادر لانتقال تيار العنف إلى الطالب وتشكلات سلوكه.
    مسؤول مجلة قراءات إفريقية بالسودان وعضو هيئة التحرير

اترك رد