اختتمت مساء الأحد 20/11/2016م في القاعة الكبرى لفندق kurumba كورومبا بالمالديف أعمال المؤتمر العالمي الإسلامي تحت عنوان “نحو ثقافات متعددة ومجتمع موحد” والذي عقد في مدينة مالي المالديفية ونظمته جامعة المالديف الإسلامية وافتتحه نائب رئيس الجمهورية وبحضور عدد من كبار مسؤولي الدولة في المالديف ونخبة من العلماء والأكاديميين والدعاة والمفكرين والباحثين في العالم الإسلامي والعالم العربي والذين عرف عنهم الاعتدال والوسطية ونبذ العنف والكراهية والغلو.
وفي بداية الحفل الذي افتتح بآيات مبينات كريمات من القرآن الكريم تحدث عدد من المسؤولين في جامعة المالديف الجهة المنظمة للمؤتمر عن شكرهم وتقديرهم للمشاركين على مشاركتهم وما قدّموه من أبحاث وأوراق عمل جادة ونافعة ومفيدة ونقاشاتهم ومداخلاتهم التي أثرت المؤتمر وأسهمت في إنجاحه وخروجه بعدد من النتائج والتوصيات التي تظهر سماحة الإسلام ويسره ووسطيته واعتداله واستقامته واتزانه وأخوته وحرصه على احترام الآخر وتوجيهاته الكريمة في الحث على التعايش السلمي والسعي لتحقيق الأمن والأمان والسلم والسلام في المجتمع والدولة بل في العالم أجمع . .
كما تحدث معالي رئيس جامعة المالديف الإسلامية الأستاذ الدكتور/ محمد شهيم علي سعيد بكلمة ختامية شكر فيها كل من شارك في المؤتمر أو حضر أو أسهم في نجاحه. . . مبدياً شكره للجهات المنظمة والمتعاونة معه في الإعداد والتنظيم لهذا المؤتمر العالمي الإسلامي الذي يأتي ضمن جهود الجامعة في نشر ثقافة الوسطية وإبراز محاسن الإسلام ودعوته إلى السلم وإلى الحوار ونبذ الغلو والتشدد والإرهاب والإفساد . . متمنياً معاليه للجميع إقامة سعيدة في المالديف وعوداً حميداً إلى بلادهم . .
بعد ذلك تليت نتائج وتوصيات المؤتمر والتي تضمنت التوكيد على منهج الإسلام الصحيح في نبذه للإرهاب والقتل والغلو والتشدد والتطرف والإفساد . . ودعوته إلى تحقيق الأمن والسلم والتعايش مع جميع الفئات والمذاهب والطوائف، وتكريس قيم الحوار وثقافة التسامح والتقارب على كافة المستويات الأمنية والسياسية والاجتماعية والثقافية . . مؤكداً المؤتمر على أهمية الاهتمام بالمرأة المسلمة تعليماً وتربية وتكريمها، ومنحها حقوقها التي أعطاها إياها الإسلام من غير بخس أو نقصان . . وبيان أهميتها في تربية الأجيال وإعداد الناشئة وتحصينهم ضد الأفكار الوافدة، فصلاحها واستقامتها لاشك يعود بالخير والنفع على أسرتها وأولادها بخاصة فضلاً عن مجتمعها ودولتها . . كما أشاد المؤتمرون بجامعة المالديف الإسلامية ودورها المحلي والإقليمي والإسلامي شاكرين ومقدرين لها جهودها في خدمة العلم وطلابه والإسلام وأهله واللغة العربية وعلومها لاسيما في دولة المالديف . .
بعد ذلك تتابعت الكلمات المشيدة بنجاح هذا المؤتمر وأهمية انعقاده زماناً ومكاناً . . حيث ألقى معالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش / أحد المشاركين في المؤتمر والمتحدث الرئيس فيه كلمة ضافية ضمنها:
الحمد والثناء على الله سبحانه وتعالى المنعم المتفضل علينا بنعمه وآلائه الجسيمة والتي من أولاها نعمة الإيمان والإسلام والتوحيد والمعتقد الحق والأخوة الإسلامية والصحة والعافية ورغد العيش وكذا هذا الاجتماع المبارك تحت مظلة هذا المؤتمر وفي هذه الدولة الإسلامية الوادعة. .
بعد ذلك شكر معاليه : جمهورية المالديف حكومة وشعباً على كرم الضيافة وحسن الاستقبال وخص بالشكر والتقدير فخامة رئيس جمهورية المالديف فخامة السيد/ عبدالله يمين عبدالقيوم ونائبه وأعضاء الحكومة من الوزراء الفضلاء والأساتذة الكرام . . . والشكر موصول لمعالي رئيس جامعة المالديف الإسلامية محمد شهيم علي سعيد على ما لقيه وزملاءه منه شخصياً من كرم وحسن استقبال واهتمام وحرص ومتابعة . .
كما شكر معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور/ الدريويش إخوانه وزملاءه من العلماء والمفكرين والباحثين والأكاديميين على جهودهم الطيبة المباركة في خدمة الإسلام والمسلمين وحرصهم على نشر العلم والإسهام في عمارة الأرض بالخير والنماء والعلم النافع والعمل الصالح . . لاسيما إسهامهم في هذا المؤتمر العالمي المهم الذي يعقد في هذه الجمهورية المسلمة الهادئة الآمنة . . وبخاصة أن انعقاده يكتسب أهمية بالغة في ظل ما تمر به الأمة المسلمة من ظروف وفتن لا يخفى على الجميع آثارها وأخطارها . . ناهيك عن تنامي ظاهرة الإرهاب والعنف والتطرف والقتل والتفجير. .
كما شكر الأستاذ الدكتور/ الدريويش سفارة خادم الحرمين الشريفين في جمهورية المالديف ممثلة بسعادة سفيرها الأستاذ بدر الكحيل وإخوانه على جهودهم المحسوسة والمباركة في هذا البلد وتعاونهم مع إخوانهم بما يخدم مصلحة البلدين الشقيقتين المملكة العربية السعودية وجمهورية المالديف ويحقق تطلعات ولاة الأمر ووفق توجيهاتهم وعملهم الدؤوب بما يعزز العلاقة الإسلامية والعلمية مع هذا البلد المسلم . .
مشيداً معاليه بما لمسه وأفاده وأكد عليه إخوانه المشاركون من العلماء والباحثين والمفكرين والأساتذة والمثقفين والدعاة والأكاديميين . . من دعم وتأييد لولاة الأمر ــ حفظهم الله تعالى ــ في المملكة العربية السعودية وعلى رأسهم وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ــ أيده الله بالحق وحفظه ورعاه ــ وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير/ محمد بن نايف بن عبد العزيز، وسمو ولي ولي العهد الأمين صاحب سمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ــ حفظهما الله تعالى ــ لما يقومون به من جهود مباركة وموفقة في الحفاظ على أمن الحرمين الشريفين والضرب بيد من حديد على كل مجرم وعابث وباغ وخارج ومعتد عليهما أو غيرهما من المقدسات والمشاعر والمساجد في هذا البلد المبارك . . مع الإشادة بجهودهم ــ حفظهم الله ــ في توفير كل سبل الراحة والأمن ورغد العيش للحجاج والمعتمرين والزائرين بل لكل مواطن ووافد ومقيم مشيدين بتلك التوسعة التاريخية والفريدة والاهتمام المتزايد والإنفاق بسخاء عليهما وعلى كافة المشاعر كمنى ومزدلفة وعرفات والجمرات والمواقيت المكانية وغيرها . . وأن هذا يدل دلالة قاطعة أنهما في أيدٍ أمينة قادرة على تأمينهما والدفاع عنهما والقيام عليهما ورعايتهما . . كما أشاد معاليه أيضاً بما تقوم به وتقدمه المملكة العربية السعودية من أعمال بر وخير تنتهجه من سياسة حكيمة سلفاً وخلفاً منذ توحيدها وتأسيسها على يد المغفور له بإذن الله القائد المجاهد المظفر المحنك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ــ طيب الله ثراه ــ مروراً بعهد أبنائه الملوك الكرام البررة من بعده (الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد والملك عبدا لله ــ رحمهم الله جميعاً ــ ) إلى عصر الملك الحازم الجازم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدا لعزيز ــ حفظه الله وأيده بالحق ورعاه وأطال في عمره على الطاعة والبر والخير والهدى ــ . . مثمناً معاليه جهود المملكة في تعزيز الأمن والسلم العالمي والإقليمي والعربي وجهودها الدؤوبة في مكافحة الإرهاب والتطرف والغلو والإفساد والقتل وبيان موقف الإسلام من ذلك كله. . ودعواتها المتكررة إلى لزوم منهج الإسلام الوسطي المعتدل المتزن . . والسعي إلى تجفيف منابع الإرهاب والقيام بأعمال استباقية لذلك مع الكشف عن أبعاده الفكرية والاجتماعية والسياسية والأمنية . . وذلك من أجل عزله عن العبث بأمن البلاد والعباد، وبمقدرات الأمة ومكتسباتها ونموها وتقدمها وحضارتها . . وترسيخ مفهوم الأمن الفكري وتطبيقه وفق المفهوم الإسلامي الصحيح له . . كما ختم معاليه كلمته بالدعوة إلى أن تعود الأمة إلى سالف عهدها من التمسك بالكتاب والسنة، والاعتصام بهما قولاً وعملاً وسلوكاً ومنهجاً وتطبيقاً ونظام حكم وحياة . . والسير على ما كان عليه سلف الأمة الصالح من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان . . ولزوم جماعة المسلمين وإمامهم . . والسمع والطاعة لولاة الأمر . . مع الحرص على التفقه بالدين والأخذ عن العلماء الربانيين الراسخين المخلصين وتربية الأبناء والبنات على ذلك وتحذيرهم من كل فكر غالٍ متشددٍ وافدٍ، أو رأي منحرف ضال أو فتوى شاذة لا تستند إلى دليل شرعي صحيح، أو تخالف مقاصد الدين ومحاسنه وغايته، أو تناقض ما عليه إجماع الأمة، أو تصدر من متعالم أو من صغار الأسنان سفهاء الأحلام . .
وفي ختام الحفل تم تكريم المشاركين من قبل معالي رئيس جامعة المالديف الإسلامية . . ثم تناول الجميع طعام العشاء المعد بهذه المناسبة . .
اترك رد