أ.د. عبد العزيز خواجة: جامعة غرداية
الحديث عن الفضاء المجلّاتي في الوطن العربي حديث عن رهانات متعدّدة، فهو حديث عن علاقة الجيل، وحديث عن علاقةة رجل المكتب برجل المخبر والميدان، وحديث عن مستويات المستوى… فالوصول لاختراقات صفحات “المُحكّمة” – في كثير من الحالات- قدرةٌ على تجاوز بعض المعابر “الواقعة خارج الإطار العلمي” والمتراكمة في طريق الباحث. دعنا نأتي من النهاية، فاللجان التي تُحكّم أغلب المجلات العلمية وتسيّرها في عالمنا العربي تمّ انتقاؤها لا وفقاً “للعلمي” و”للتخصّصي” فقط إنّما أيضاً وفقا لدرجة الولاء، وقد يكون هذا المعيار الأخير أولى الأولويات، فيعيد بذلك صاحبه من خلال موقعه الجديد والمكتسب في هذا الفضاء إعادة إنتاج أنماط الولاء. بهذا ستخضع المقالات المُقدّمة من قبل الباحثين الشباب لدرجة ولائهم سواء من حيث “تلمذتهم” الجامعية والأكاديمية لأحد أعضاء هذه اللجان وبالتالي وجود علاقة مسبقة بعالم المجلة، وتزداد العلاقة رسوخاً حين يحضر اسم “الوسيط” بجوار الباحث الشاب على رأس مقاله، أو من حيث الولاء “المرجعي” بذكر الباحث الشاب لمراجع ومؤلفات وأعمال بعض هؤلاء المتموقعين هناك، وينحطّ مستوى الولاء إذا أصبح “إداريا سياسيّا” بدعم إحدى الطروحات “الفوق علمية” السائدة وتغليفها بالمحسّنات المنطقية والأكاديمية… فخطورة الولاء إشكالية أساسية في الولوج لفضاء “المجلة المحكّمة” لأنّ معيارية التحكيم ليس دوماً ولاءً للعلمي. هذه إحدى الخنادق الواقعة في طريق الباحث الشاب ولعلّ هناك خنادق أخرى تحتاج للتفكيك.
اترك رد