محمد بومدين: أستاذ بقسم الفلسفة جامعة الحاج لخضر باتنة
مقدمــة :
تعتبر الدراسات المتعلقة بالنزعة الأنثوية ، واحدة من بين الدراسات التي غدت تثير التساؤلات ، وتطرح جملة الإشكالات في الفكر الفلسفي المعاصر ، وهذا كله جاء ضمن الأسئلة الفلسفية المطروحة قصد بلوغنا للأفضل ، مما نحن عليه اليوم هي إشكاليات يطرحها العالم والفيلسوف والاجتماعي والاقتصادي وحتى السياسي والديني ، ولعل إختلاف الأفكار والتصورات والرؤى ، جعلت الإنسان تائها حول حقيقة الأمر التي يجب تتبعها وفهمها الذي يرنوا إلى ماهو جديد ، ونتيجة لجملة من الإختلافات وجد الإنسان نفسه تائها ضمن دوامة يصعب الخروج منها بل يتعذر تحديثها ، تعطلا قد يدخلنا دوامة عدم التوازن واللاإسقرارواللامنطق.
كل هذا وصل بالأمة للوقوف على شفى جرف هار ، تولد عنه التكفير والتزندق بل وحتى سفك الدماء وانتهاك الأعراض والعنف ، حيث تجلت فيه فوبيات جديدة علىى غرار الخوف من الإختلاف الشكلي والفكري والعرقي ، والآن دخلنا دوام الخوف من الجنس الأخر ” فالأنثى نعلم مدى أبعادها المسطرة لها في مقابل ذلك الذكر ، له طريقه شكلا ومضمونا ، ومع ظهور الفكر الجديد واختلاط الحضارات وامتزاج الثقافات المتنوعة عبر المعمورة بأسرها وعلى كامل طريقها ومستواها الدائم ظهرت آراء تميز الجنس الأنثوي عن الجنس الذكوري ، بداعي الأفضلية وداعي الأخيرة ، ودخلت البشرية في طريق غير منتظم تسعى من خلاله إل محاولة فهم الصلات الرابطة بين الذكر والأنثى وسنحاول التعرف على البعد الثنائي والمتجلي في الصراع الجنسي بالنسبة للمرأة والرجل من خلال عالمة الاجتماع المغربية ” فاطمة المرنيسي ” •وسنحاولالتعرف على آراءها الجريئة من خلال هذا بالعمل البسيط ،كما سنتعرف عن الحل الذي تقترحه كمخرج للصراع العنيف في العالم الإسلامي ، حول قضايا متعددة تخص المرأة فماهي رؤية المرنيسي للمرأة ؟ كيف ترى فاطمة المرنيسي الآراء التي تقر بضرورة القسوة على المرأة ، أحيانا باسم الإسلام ” الله ” وأحيانا أخرى باسم العادات والتقاليد والأعراف وأحيانا تالية بحسب بعض القوانين التي تسنها الأنظمة السياسية والفكرية التي تقر بضرورة رؤية المرأة كلحمة لا ترتقي الى مستوى الإنسان؟
ـ المرأة ومكانتها السوسيولوجية في الحضارة الإسلامية من منظور فاطمة المرنيسي :
تعتبر فاطمة المرنيسي بأن للمرأة مكانة محتشمة ودنيئة وأغلبها باسم الإسلام الذي حسبهم يريد أن يبقي عن المرأة في بيتها ويمنع بل يحرم خروجها من البيت فهي مخلوقة للطبخ والتنظيف البيت ورعاية الأبناء ليس إلا وهذا حسب فاطمة المرنسيأنه لا يمت للإسلام بأية صل لا من قريب ولا من بعيد وأن آراء بعض الدارسين والمفكرين والفقهاء للمسألة تتغير بحسب ت غير الأزمنة والأمكنة وكل هذا ليس عيب لان هذا ما يبينه الشرع فالفقه يتغير حسب مجموعة عناصر منها الأحوال و العوائد و غيرها ، لكن في هذا الأمر أي أمر المرأة في المجتمعات الإسلامية أخذت طابع الذاتية ، والأنا المتعالية التي تعلي من شأن الرجل على حساب المرأة باسم الدين ، وأحيانا تعذبها باسم الله ، وتشردها باسم الله والله بريء مما يفعلون …وتذهب المرنيسيإلى أن الرؤية التي يحتويها عقل الرجل عن المرأة عقل تاريخي ليس عقلا حداثي تنويري يتكلم بمعطيات المعيش اليومي وهذا ما تؤكده المرنيسي في قولها ” وأن كثيرا من الأفكار والمفاهيم السائدة في ذهني الرجل عن المرأة عبارة عن تراكمات و ترسبات تاريخية طويلة تمتد من العصورالأخيرة للجاهلية وما قبلهافي بعض الأحيان وحتى الوقت الحاضر مرورا بما مر به المجتمع الإسلامي من أحداث وفوضى ونزاعات دامية وتخلف وإفتقارإلى الأمن والحرية”
في مقابل ذلك تؤكد لنا فاطمة المرنيسي على أن الإسلام لا ينادي بهذه الأشكال من العنفوانية والتجبر بل فتح الإسلام آفاق العمل والحرارات الدينية و نصح المسلمين بالاحتكام الى جادة العقل و المنطق ، خاصة في مثل هكذا مشكلات و في الحوار مكع باقي الأديان ومقارعة الحجة بالحجة والدليل بالدليل ليتبين وجه الصواب ، فكل الأديان جاءت لكي تقول للمرأة أنت إمرأة والرجل أنت رجل وكل قله ميزاته ودوره في الساحة العامة للكون ، ولما قال القرآن وفي حديث أمنا مريم البتول العذراء ” قالت ربي إني وضعتها أنثى وليس الذكر كالأنثى ” هذا إقرارا للاختلاف الواضح سواء من الناحية المورفولوجيةأو السيكولوجية أو حتى بعض المهام الإجتماعية ، ولكن الإسلام لم يقول للرجل أنت سيدها وسيدا عنها فهناك عقل وهناك حكمة ” وادعواإلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسن وجادلهم بالتي هي أحسن ” وبعض الرؤى التي نراها صائدة اليوم يحاول السير على عنفوانية الذهنية الأجدادية وهم من قال عنهم القرآن في قوله وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آبائنا أو لو كان آبائهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون”
ومن هذا يتبين لنا بأن الإسلام جاء لكي يقر لنا الموضوعية بعيدا عن البعد الذاتي والتمييز العنصري باسم الدين وباسم مقدسات الشريعة الإسلامية ،فالاسلام لا يحابب ولا يداهن ” وفي كل اجتهاد يتراجع صاحب الحجة الضعيفة لصالح الحجة القوية دون تمايز بين جنس وجنس آخر مهما و إن كان صاحب الحجة الضعيفة ملكا أو سيدا ودليل فاطمة المرنيسي في ذلك هو قصة الخليفة عمر بن الخطاب مع إمرأة صححت له خطأ ولم يتضايق من أمرها و لأمره في المقابل بل قال مقولته الشهيرة ” أخطأ عمر وصدقت إمرأة ”
ـ هل يمكن للمرأة أن تقود المسلمين ؟
هذا السؤال الذي تم طرحه من قبل المفكرة والعالمة فاطمة المرنيسي للرأي العام المغربي وكان لسكان مغرب تتعامل معه ” كان بمثابة التارمومتر الذي يقيس الحرارة الاجتماعية الانسان آنذاك :
فأجابها بـ : ” أعوذ بالله ” واحد الحاضرين أخذ يتمتم فقال” استغفر الله من مصائب هذا الزمان ” والبعض بع انبهر وقال البائع ” وهو ربطة الكسبر” لا يفلح قوم ولو أمرهم امرأة ” وكأن المرأة هنا هي محل تلبية رغبات ونزوات ومتعة ، وليست محل يقظة وفطنة وقد تضاهي في دورها الاجتماعي عشر رجال أو أكثر ولأن المجتمع اليوم لازال كما قلنا سالفا يتبع سير الأولين ويرون بأنه من دين محمد صلى الله عليه وسلم وكله كان هراء وسفسطة للتجبر عن المرأة هذا الذي ثارت عنه المفكرة ” فاطمة المرنيسي ” وجعلته إحدى اهم القضايا التي وصفتها بالمصيرية وقضية الساعة .
لكن فاطمة المرنيسي في ظل كل هذا حاولت أن تقدم بديلا لما جاءت به كتب الدين الإسلامي التي تقر بأحقية وأهمية المرأة داخل مجتمعاتنا العربية الإسلامية ، كما تثمن جهود النساء اللاتي تنعمن بفضلهن حرية أغلب المسلمات ، حيث أن الإسلام وعلى مر عصوره لم يغضب المرأة ولم يميز بينها وبين الرجل فيرى كثير من المواقف والأحداث على رأسها الصلاة في المسجد بقوله صلى الله عليه و سلم ” لا تمنعوا إيماء الله مساجد الله ” ، بالإضافة الى حقوق أخرى …تتعلق بمجالات الحياة
ـ الغرب والشرق …هل من علاقة بين الحريمين ؟
تتساؤل هنا عالمة الاجتماع فاطمة المرنيسي عن مدى علاقتنا بالغرب ، و خاصة في ظل إلتماسها للفكر الغربي والثقافة الغربية التي أضحت تغزو الفرد في بيته بلا شك أن الفرد لازال يرى هذا الجدل القائم ضمن نطاق المعيش اليومي ، وهذه الإلتفاتة من فاطمة المرنيسي للحريمين كمحاولة لضبط مدى أهمية العلاقة بينم الرجل والمرأة وخاصية التفكير في جميع جوانب الحياة ، و كذا التأمل في الذي عاد يحكمنا بلا محاولة للهروب منه ولقد خصصت فاطمة المرنيسي هذا الجزء الذي شغلها كثيرا وهي تبحث ضمن نطاق واسع في هذا الشأن وبالخصوص تلك الملاحظة التي تتعلق بالنظرة لدى المحب التي يؤكد عنها ابن حزن الأندلسي حيث يعتبر بأن العين ” باب للنفس الشارع ، وهي المنقبة عن سرائرها والمعبرة لضمائرها ، والمعربة عن بواطنها” ولقد ذهبت بنا فاطمة المرنيسي إلى اعتبارها بأن ” الصحفيين الغربيين فئتين : الأمركيين من جهة والأروبيين من جهة أخرى حين ينطق الأمريكيين كلمة ” حريم ” يبدون ابتسامة تعبر صراحة عن حرجهم ، وأيا كان المعنى الذي يضفونه على الكلمة يبدوا بديهيا أنها تحيلهم على شيء ما باعث على الخجل ”
غير أن هناك مناطق مختلفة عنهم تتغير المعطيات حسبها في الاشتغال المفاهيمي فالأروبيين يعبرون عن مشاعرهم بنوعه من الرحب والسعة وتؤكد ذلك من خلال قولها “ذلك أن ابتسامات الفرنسيين والاسبان والايطاليين الذين ينتمون الى الجنوب ، تكتسي الطابع المرح المعروف لدى أهل البحر الأبيض المتوسط ، أما الأسكندنافيون والألمان المنحدرون من الشمال يبدون مشهودين ومصدمون بشكل أم بآخر ” و نرى أن البعض يتخوف من كلمة حريم التي تعني ” الحرام ” أو الممنوع ” والحرام مما لا شك فيه أنه يحيل الى العقاب بحيث لا نربط البتة بينه وذبين الفرحة .
فالحلال ما وسعت به القوانين وسمحت به ، والحريم والحرام ما ضيقت به القوانين ومنعته ، وتؤكد فاطمة بأن ما يراه من معنى الغربيين للحريم وما نراه نحن يختلف تماما ، وتفسر فاطمة المرنيسي رأيتهم للحريم ويتبسمون عنها من خلال زاوية واحدة ألا وهي الجنس حيث تقول هذه الأخيرة ” طبعا إنهم يبتسمون لأن الحريم عندهم يرتبط بالجنس والإباحية ، ولا علاقة له بحريم الشرق البتة ذلك ما أجابتني به كريستيان قبل أن تظيف : ولماذا لا تستغلين الموقف بما أنك خبيرة في علم الاجتماع وعارفة بتقنيات الإستجواب ، فتغيرين الأدوار وتجيبينهم بدورك ؟ ”
وكانت تؤكد فاطمة المرنيسي دوما على أنها رأـت هذا خطر بل وتحذير من عمل الغرب ورأيتهم الخطيرة للحريمة ” قلت في نفسي منذ البداية بأنه من المستحيل أن لا يتمكن هؤلاء الرجال من الاستمتاع بحريمهم الوهمي إلا بنساء سليبات العقول ، وهم الذين انتزعوا من المستبدين احترام حقوق الشخصية الإنسانية عن طريق الثورات ” ، وترجع ذلك إلى مجموعة من الأسباب على غرار الفن والفكر الممسوخ الناتج عن السنيما والأفلام حيث تؤكد ذلك بقولها ” إن الغربيين لا يختزلون في أذهانهم إلا أشكال حريم تكونت انطلاقا من الصور التي نسجها فنانونهم وهي لوحات فنية ، و شرائط أفلام بالأساس ” بهذه الصورة تبين لنا فاطمة بأن الخلفية التي اكتسبها الغرب والابعاد التي كونت ذهنيتهم ، كانت نتيجة للإعلام بدرجة أولى ، وأي يمثل بدرجة أولى الإرهاب الذي أسس للذهنية الغربية ، ومما لا شك فيك أن الأفلام التي تنتسج لنا خيوط العنكبوت الملفوف حول نفسه لا يتضح منه سوى ما سيغدوا عبثا ، وتمردا ضد إنسانية الإنسانية ، بالإضافة إلى الدور الذي يلعبه الفن عن طريق اللوحات الفنية التي يرسمها الفنانون فغايتها الأساسية هي محاولة إنبناء للعقل الغربي ، و الذي حتما سيؤثر على معشوقه و هو العقل العربي ، الذي غدت فيه المرأة كالنملة المسجونة بين أسوار الحيطان لا حول لها ولاقوة .
بلا شك أن فاطم المرنيسي باعتبارها عالمة اجتماع ، حاولت أن تنطلق من مجتمعها وحريمها الفاسي الذي بات يعوج بطلاسيم الفكر الغربي خاصة الرباط ، و فاس والدار البيضاء ..الخ وكانت غايتها هي ولوج ىعالم المرأة وما تعانيه من تمزقات خلقية جعلت منها ترغب في إرضاء الرجل فكان ذلك ماسا بحقوها وكرامتها وانسانيتها ، هذا فجاءت في الوقت الذي كانت المرأة الغربية تظهر أنيابها في وجه المرأة الغربية ضاحكة من جهلها مضحكة عنها الأمم ، باعتبارها أسست لنفسها صورة شيطانية بل وبهائمية أنزلتها إلى الحضيض .
وفي مقابل ذلك ترى فاطمة المرنيسي بأن من أخطر ما يتسبب للمرأة خاصة هنا تحدد العربية هو عزلها في وسط الرجال ومنعها عن أي اتصال داخل أمتها خاصة اعتبروا أن العمل المنزلي حكرا عنها وهنا تقول ” لقد اخترت أن أمحور تفكيري حول العلاقة بين الجنسين ، ولكن الفهم الذي نمتلكه عن هويتنا الجنسية لا يمكن أن يتم إلا إذا انبرت دراسات أخرى لتوضيح ما يحدث بموازاة ذلك في اطار العلاقة بين أفراد من الجنس نفسه والواقع ان مجتمعنا يختار ويمارس الفصل بين الجنسين …”
ـ يا لسعادة الغربيين بحريمهم :
لقد حاولت فاطمة المرنيسي أن تبين لنا الرؤية الغربية من خلال حياتها في وسط المجتمعات الغربية حيث تقول ” حين أدخل لأحد مكتبات برلين ، أكون كطفلة ، منبهرة بتلك الكتب التي أستطيع تصفحها بحرية ، وبتلك الكراسي الصغيرة الموضوعة في الزوايا لكي يقرأ الزبائن بهدوء ..على عكس ما نجده في المغرب حيث ينتظر منك”
بينما في عالمنا لما تذهب لأي مكتبة تجد نفسك مضطرا أن تبقى تحت الرقابة المشددة عنك خشية أن تنتشل الكتاب ، أو تقوم بسرقته و هذا الذي نعاني منه في أوساط الجامعات العربية ، خاصة لما ترى نفسك مستقبل من طرف شخص يقود إدارة المكتبة وهو صاحب مستوى متدني ، فضلا على أن مكتبات الشارع التي تكاد تكون معجزة بل حتى أحيانا لنما تعرف سعره ترى نفسه مضطرا للمغادرة مباشرة و لا تقرأ أي عنوان آخر ، حيث تقول “وحده الكتاب يفلت من هذه العادة حسب ما يبدو ، حيث من المستحيل لمسه أو مناقشه ثمنه ، ومن ثمة تدركون السعادة التي تغمرني في مكتبات برلين والسبب الذي يجعلني أحلم بفتح مكتبة تشمل مقهى mutbushland – lung في الرباط ، بعد تقاعدي على غرار تلك التي استمتعت بها في برلين ” ، ففي العالم العربي الإسلامي لا تكاد تجد المعاملة حسنة فيما يتعلق بالكتاب بالتحديد أو ما شابه ذلك سواءا على المستوى الخاص ام المستوى العام الخاص ، وتنتقل بنا فاطمة المرنيسي إلى الحديث في مستوى آخر و هو ما تعلق المرأة حيث أننا نجدها تستعمل كلمة أوداستيكodaslique أي الوصيفة أكثر الالفاظ استعمالا في الغرب لنعت المرأة المستعبدة في الحر يم ، ذلك ما شرعت في قوله رغم كوننا واقفين ورغم الضجيج . إنها كلمة تركية ذات ايحاء على المكان بحيث أن oda تعني الغرفة ثم اعترضت قولة ” لألف روتركروتيي ” وهي كاتبة تركية ولدت في حريم أحد الباشاوات ، إن لفظة ” أوداليستيك ” تعني حرفيا ” إمرأة الغرفة ” وهي عبارة عنعن وضع تكون فيه المرأة خادمة ” فكلمة جارية في الاشتغال العربي والتي يطلق عنها بالخادمة والجارية التي تعني دوما الجري والتسابق وهي الخادمة الشابة التي تجري جريا لخدمة سيدها ، كما أن المرأة وغايتنها من الحياة هي بلوغ منبع السعادة الحقة ” فعندما تبدأ المرأة بأنها لا شيء ، فإن عصافير الدوري الصغيرة تبكي …من سيدافع عنها في مملكة السطح إذا لم يبقى أحد يتشوف عالما بلا قاذفات حجارة ” ، كل هذا دليل على يحرص العالمة الاجتماعية فاطمة المرنيسي في الحديث عن شجاعتها البينة في موضوعات المرأة وفي غضون السجالات التي أصبحت تفتح لغرض قويم هو نصرة الحق النسوي ،وإعادة الإعتبار في وقت كنا نأمل فيه عودة الفكر الإسلامي الحق الذي عرفته ديانتنا الإسلامية التي والتي نتغنى بها اليوم ” ونعتقد أن ماضينا بكل تنوعاته ، في النجاحات كما في الإخفاقات هو ملك كل فرد وليس لأي منا أن ستأثر بالجيد ويتنصل من السيء ، وتأتي الملكية المشتركة للتاريخ من فكرة أنه لا يستطيع أي فرد إثبات أن سلسلة كل حدوده كانوا في إتجاه واحد إن على صعيد الاجتماعي والمذهبي أو أنهم لم يشاركوا في اتجاهات متضاربة ” باعتبار التاريخ المجيد لا يجب التمجد به دوما باعتباره حدث ومضى ، خاصة لما نبقى نرى فيما يخص النقاط السلبية مثل ما كان يتصور الحريم سالفا ” فالمرأة تكون محاصرة في حريم عندما تفقد حرية التحرك ، أو أن الحريم مرادف للشقاء لأن المرأة تقتسم فيه زوجها مع الأخريات ”
خاتـــــــــمة :
أخيرا يمكننا أن يمكننا القول بأن فاطمةالمرنيسي لم تكن تنطبق من فراغ بل كانت تعالج قضايا عصرها ، تتأمل وتتوعى فيما مجتعاتنا اليوم وتحاول إجراء مقارنات ومن ثم مقاربات بين العالم العربي الإسلامي والعالم الغربية ، ومن خلال خربتها بالدراسة والتدريس في الجامعات الغربي خاصة الفرنسية والإنجليزية التي كانت تتقن لغتهما بطلاقة لسان ، منحاها البحث والروية والتعمق ضمن أطر تاريخية من جهة ومن جهة أخرى إجتماعيةلا تخلوا عن البعد السوسيولوجي والأنثروبولوجي لجملة البحوث التي تعتبر بمثابة إسهام ضخم في صالح المكتبات العربية وحتى الغربية ، كما أن الملاحظ في فكر وفلسفة فاطمةالمرنيسي أنها تعود دوما إلى الحياة البسيطة التي عاشتها والبيئة التي ترعرعت فيها وبها في منطقة فاس والرباط وبعض مناطق المغرب التي كانت تصولها وتجولها ، وكانت تعود إلى طفولتها كذلك لبناء فلسفتها وهنا دوما تحاول فاطمة المرنيسي أن تخطو بنا خطوة هامة وهي ولوج الذهنيات ونمطي التفكير في المجتعات العربية ومقارنتها بما تعيشه المجتمعات الغربية ، فضلا على أن فاطمة المرنيسي ومن خلال ما نقرأه في كتبها نكتشف حدتها وقراتها ومطالعتها الواسعة للكتب سواء الفلسفية أمن النفسية أم الاجتماعية وهي نقطة جد هام لدى الباحث المعاصر الذي وجب أن يكون موسوعيا ، بالإضافة على فطنته وحدته في التأمل الاجتماعي والذي نادرا ما نجده يتوفر في مفكر في هذا المجال ، وهو ما شفه لفاطمة في سبر أغوار الفردي داخل مجتمعه دون شك وتمتعه بالحرية والتفكير الجيد خاصة بتلك التي تتعلق قضايا المرأة وعلاقتها بارجل على المستوى العالم عموما والعربي منه خصوصا .
ـ القرآن الكريم .
ـ قائمة المصادر :
1-فاطمةالمرنيسي ” أحلام النساء الحريم ” حكايات طفولة في الحريم “ترجمة : ميساء سري ورد للطباعة و النشر و التوزيع سورية ط1 1997 م
2- فاطمةالمرنيسي ” السلطانات المنسيات ” نساء رئيسات دولة في الإسلام ” ترجمة عبد الهادي عباس ، دار الحصاد للنشر و التعوزيع دمشق دون سنة الطبع و لا الطبعة
3 – فاطمةالمرنيسي “نساء على اجنحة الحلم ” ترجمة : فاطمة الزهراء ازرويل منشورات الفنك و المركز الثقافي رالعربي المغربي ، ط1 ، 1998 م .
4- فاطمةالمرنيسي ، ” ماوراء الحجاب ” الجنس كهندسة اجتماعية ” ، ترجمة : فاطمة الزهراء ازرويل المركز الثقافي العربي الدار البيضاء 1988 م
5 – فاطمةالمرنيسي ” شهرزاد ترحل الى الغرب ” ترجمة فاطمة الزهراء ازرويل المركز الثقافي العربي بيروت ، دون سنة النشر .
6 – فاطمةالمرنيسي ، ” الحريم السياسي ” ، النبي و النساء ترجمة : عبد الهاي عباس دار الحصاد للنشر و التوزيع دمشق دون سنة الطبع.
ـ قائمة المراجع بالفرنسية :
1- alevlytlecroutier . harem .the world behid the veil « new yourkabbeveille .press
ـ قائمة المراجع :
1- – ابن حزن الأندلسي ، طوق الحمامة ” الألفة و الألاف “تحقيق و تقديم فاروق سعد منشورات مكتبة الحياة 1972
ـ قائمة الموسوعات والمعاجم :
1 – . ت هوتردتش ، دليل اوكسفورد الفلسفة من حرف ظ الى ي ، تر: نجيب الحصادي نشر و توزيع ، المكتب الوطني ببحث و التطوير ليبيا
اترك رد