أ.د. أحمد الخطيب: أستاذ لعلم البيئة بجامعة سوهاج
يعد التعليم العالي أحد القوى المواجهة للنمو الاقتصادي، ومكان رئيس للتعلم في المجتمع، وهو مستودع المعرفة وصانعها، و أداة رئيسية لنقل الخبرة الإنسانية المتراكمة من الناحية الثقافية و العلمية. و تزداد أهميته في عالم تسود فيه موارد المعرفة على الموارد المادية كعوامل في التنمية. ان النظر الى التعليم العالي كقاطرة للتنمية و حافظا لحضارة الامه و نهضتها يستوجب الاخذ بعين الاعتبار أن العالم يتجه إلى مزيد من الترابط والتداخل والتشابك بفعل عدد من التطورات العلمية والتقنية والاتصالية، أن الثروة الحقيقية لأي أمة أو مجتمع تكمن في قدرات مواطنيها وفي مستوى إدراكهم العلمي وقدراتهم التقنية، و أن أي حديث عن المستقبل لابد أن يحتل التعليم العالي فيه جزءًا أساسيًا. فالتعليم العالي هو وسيلة إعداد البشر وتزويدهم بتلك القدرات والمهارات اللازمة لمواجهة تحديات المستقبل ولتشغيل عجلة حياة المجتمع في بيئة تتسم بالتقدم التقني المتسارع، من خلال استثمار تلك القدرات اقتصاديًا وتسويق تلك الخبرات إعلاميًا.
ان الحديث عن الجوانب المختلفة للتعليم العالي في الوطن العربي يجب ان تتعلق بالإجابة على بعض من الأسئلة منها: هل من انجازات يذكرها التاريخ الإنساني لهذه الدول في هذا المجال؟ هل الدول العربية و مجتمعاتها فى حاجة لهذا النوع من التعليم؟ وهل هناك عائد اقتصادي من وراءه؟ و هل لهذا التعليم من قيمة مضافة؟ ، و هل يلعب دورا كافيا لتلبية احتياجات التنمية العربية المستدامة؟ هل الدول العربية في حاجة لخريجي الجامعة لمليء الوظائف الشاغرة؟ أم انها في حاجة لجامعيين قادرين على حل مشاكل مجتمعاتهم؟ هل الدول تريد خريجين لإدارة شئون البلاد مستقبلا؟ أم ليقدموا خدمات لمواطني هذه الدول؟ أم هم في حاجة لخريجين مؤهلين تأهيلا عاليا ليكونوا كوادر البحث العلمي في الدول؟ أم تريد الدول مواطنين أكفاء ليقوموا بتحقيق أهداف وخطط دولهم؟ و هل هناك من جدوى لتكوين فضاء اكاديمي مشترك بين الدول العربية؟ كل هذه الأسئلة و غيرها مما هو مطروح على الساحة العربية تحتاج الى نقاش موسع من كل المهتمين بالتعليم العالي على المستويين الرسمي و الشعبي في الدول العربية
ان ما يسمى بفجوة العليم العالي في البلدان العربية تكمن في عدم قدرته الآنية على تحقيق متطلبات الالفية الثالثة و تلبية متطلبات الاقتصاد المبنى على المعرفة. و بالرغم من ان هناك اجراءات تذكر في مجال تطوير التعليم العالي العربي، الا ان مساهمته في ترقية المعرفة الانسانية مازالت متواضعة، ذلك الامر الذى يتطلب ان يحتل هذا التعليم الصدارة على اجندة المخططين والساسة في البلدان العربية، لتمكينه من احراز القيمة المضافة و انتاج الموارد الذهنية المسئولة عن بناء الرصيد المعرفي العربي من اجل حماية الامن الثقافي العربي و تلبية متطلبات التنمية العربية.
ان هذا لن يأتى الا في ظل اهتمام عربي مشترك، تكرس له الجهود على المستوى الوطني، لإيجاد صيغة عربية مشتركة تنهض اقليميا لإيجاد نمط عربي تربوا اصيل، تستمد فيه الفلسفة التربوية مقوماتها من أصول الثقافة و التربية العربية، ومن حاجات المجتمع العربي وتطلعاته، ومن حصيلة التجربة العربية والعالمية.
التعليم العالي العربي .. د. أحمد الخطيب
من طرف
الكلمات المفاتيح:
الآراء
-
النظام التعليمى يحتاج الى اعادة صياغة تهدف الى التخلص من اساليب التلقين وتسعى الى تنمية الفكر ورفع القدرات ,المهارات ,الابتكار والابداع والتاكيد على الاهتمام بالبحث العلمى والعلمية التعليمية..
-
النظام التعليمى يحتاج الى اعادة صياغة تهدف الى التخلص من اساليب التلقين وتسعى الى تنمية الفكر ورفع القدرات ,المهارات ,الابتكار والابداع والتاكيد على الاهتمام بالبحث العلمى والعلمية التعليمية..
اترك رد