تنظم الجامعة الأمريكية في بيروت والجمعية اللبنانية لعلم الاجتماع، المؤتمر الدولي للعلوم الاجتماعية في البلدان العربية في مواجهة التعددية الكونية العلمية: السبل، والتحديات، والعقبات وذلك في الفترة 8-9 تموز/يوليو 2011.
1-الأسباب الموجبة
1-1: العلوم الاجتماعية في حقبة العولمة –في مواجهة تعددية كونية علمية (scientific multi-versalism)”
أنتجت حقبة العولمة حاجات جديدة إلى معرفة علم الاجتماع. ففيما يتعدى الحاجة إلى إنتاج معرفة جديدة عن مزيد من المجتمعات والسياسات “الأجنبية”، يجعل بزوغ عالم “متعدد الأقطاب” المعرفة المتعلقة بمناطق أخرى مختلفة أمراً ضرورياً لا غنى عنه. إن هذا التفكير يتجاوز إطار فهم الوقائع الاجتماعية المحصورة بالدولة-الأمة (nation states) القائمة بذاتها: ف”العولمي” أصبح، في كل المجتمعات، واقعاً اجتماعياً جديداً مميزًا لكل مجتمع في إطار الدولة-أمة، وعبر هذه المجتمعات كلها.
لا تحتاج العلوم الاجتماعية إلى مجرد الإسهام في فهم الحقائق الاجتماعية “الأجنبية”، ولا مجرد توفير المقولات التحليلية التي تتيح مفهمة التغير العالمي وتأثيراته –مثل “التحديث”، أو “العولمة”، أو “التعددية القطبية”. بل هي تحتاج في الوقت نفسه إلى دمج الأبعاد العالمية المطلوبة لفهم مفاعيل العولمة في المجتمعات المتشكلة تاريخيًا ووطنيًا، وكي تنتج المعرفة التي تستوعب هذه الواقع الاجتماعي العالمي الجديد.
لكن نتيجة لظهور المقولات التي استخدمتها العلوم الاجتماعية في سياق الدولة-الأمة، خصوصاً في أوروبا وأمريكا الشمالية، فإن إنتاج أي معرفة تشاركية دولية يواجه بواقع أن هذه المقولات تتمتع بروابط مفهومية لا تنفصم عراها مع أنماط معينة من الدولة-الأمة الغربية وثقافتها المجتمعية. لقد أنتج هذا الانتشار العالمي للمقولات الغربية المعايير الدولية السائدة للكونية العلمية. ونادراً ما اكتسبت العلوم الاجتماعية في البلدان غير الغربية، التي صُدِّر إليها مفهوم الدولة-الأمة، تقليدًا قويًا بما يكفي لمساءلة مفاهيم ومقولات العلوم الاجتماعية التي انبثقت في سياق المجتمعات الأوروبية.
أعاد علماء الاجتماع الغربيون أنفسهم، إلى حد معين، التفكير بالمقولات الغربية التي تزعم تفسير العالم بصورة كونية (universally). وبالإضافة إلى هذا التآكل الداخلي للنزعة العلمية الكونية، آل الإنتاج المتزايد للمعرفة العلم-إجتماعية في المجتمعات غير الغربية إلى حزمة جديدة من النقد. تضع هذه الحزمة موضعَ المساءلة والنقد المرتكزات الأساسية التي شيدها الأوروبيون مع ابتداع المعرفة العلمية الحديثة وانعتاقها التاريخي من الذهنيات المحكومة بسلطة الدين منذ عصر التنوير.
إن ظهور عالم علمي متعدد القطب، مع بروز كثير من الجماعات العلمية القوية في شرق آسيا، والهند، وأمريكا اللاتينية، وأخيراً لكن ليس آخراً، في البلدان العربية، يشير بدلالته إلى نهاية الهيمنة الحصرية للعلوم الاجتماعية الغربية وبداية حقبة جديدة من التعاون الدولي في ميدان العلوم الاجتماعية.
للاتصال:
Lebanese Sociology Association: [email protected]
and
KNOWWHY GLOBAL RESEARCH: [email protected]
اترك رد