نجاة ذويب – شبكة ضياء (تونس)
تمّ صبيحة اليوم الثلاثاء 7 مارس 2017 على الساعة العاشرة افتتاح الندوة العلميّة الدوليّة “النص والسياق” التي تنظّمها مدرسة الدكتوراه الآفاق الجديدة في اللغات والفنون والإنسانيات أيام 7و8 و9مارس 207 بكليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة بجامعة القيروان تحت إشراف السيد نائب رئيس جامعة القيروان.
افتتح السيّد عميد كلّية الآداب والعلوم الإنسانيّة بالقيروان بكلمة ترحيبيّة رحّب فيها بكلّ الضيوف الحاضرين معنا من تونس ومن خارجها وقدّم لمحة عن السياق الذي تتنزّل فيه هذه الندوة العلميّة منوّها بأهميّة مثل هذه الأنشطة العلميّة. ثمّ قدّم الدكتور رضا بن حميد مدير مدرسة الدكتوراه كلمة رحّب فيها بالسادة الأساتذة الباحثين المحاضرين في أشغال هذه الندوة العلميّة، كما عمل الدكتور رضا بن حميد على بيان أهمّ الأنشطة العلميّة التي تعمل مدرسة دكتوراه على تقديمها في قادم الأيام لعموم الطلبة والباحثين.
قدّم الدكتور رضا بن حميد الورقة العلميّة للندوة مبرزا أهمّ المحاور التي دارت حولها هذه الندوة التي ستقام على إحدى عشرة جلسة تشمل قرابة ستين مداخلة مقسّمة على ثلاثة أيّام.
ثمّ كانت الكلمة للأستاذ محمد طاع الله عضو لجنة التنظيم الذي رحّب بدوره بالسادة الحضور والسادة الأساتذة المشاركين من تونس ومن خارجها.
ثمّ تمّ افتتاح الجلسة العلميّة العلميّة الأولى برئاسة الدكتور محمد الشاوش (تونس) وشارك فيها كلّ من الأستاذ محمد خطابي (المغرب) والأستاذ حسين حمّودة (مصر) والأستاذة منجيّة عرفه منسيّة (تونس) والأستاذ عبد الرحمان التمارة (المغرب)
ألقى الأستاذ محمد خطابي ورقة علميّة بعنوان “نجاعة السياق في الفهم وحدوده” تناول فيها مدحيّة زهير بن كعب في الرسول عليه الصلاة والسلام، طرح من خلالها عدّة أسئلة أراد من خلالها بيان أسباب تمكّن هذه القصيدة المدحيّة، دون غيرها من القصائد المدحيّة، من إطلاق ديناميّة إغواء الشعراء وإمتاع القرّاء. وقد طرح في ذلك خطابي جملة من الأسئلة: هل إنّ هذه القدرة تعود إلى الخطاب أم إلى المقام؟ هل نفسّر هذه الظاهرة بسياق قولها أم بمنزلة المخاطِب (الرسول)؟ هل إنّ السياق العام للقصيدة ومقامها كافيان لفهم القصيدة؟
وشارك الأستاذ حسين حمّودة بورقة بحثيّة موسومة بـ”تحوّلات السياق واختبار حدود النوع الأدبي”، اهتمّ فيها بالسياق غير اللغوي على حساب السياق اللغوي في مقاربة الأشكال الأدبيّة. كما اهتمّ الباحث بتلك التغيرات التي يمرّ بها النوع الأدبي مبرزا دور السياق في ذلك متخذا من التراجيديا نموذجا. وقد نبّه حمودة في مداخلته إلى مدى التلاحق المتسارع في اجتياز الحدود بين أشكال أدبية متعدّدة في ثقافات متعدّدة داخل دائرة الأدب العربي. من ذلك العلاقة بين الشعر العمودي وشعر التفعيلة ومدى التماسه مع دوائر أخرى من قبيل القصّة القصيرة.
وقد انتهى الباحث إلى أنّ كلّ عمل أدبي هو مرتبط بالضرورة بسياقين اثنين سياقنا نحن وسياق العمل الأدبي. كما نبّه الباحث إلى دور القراءة في إنتاج المعنى ومدى تأثير السياق في إنتاج الدلالة.
الأستاذ عبد الرحمان التمارة مداخلة بعنوان “إنتاج التأويل بالسياق عند النقاد القدامى” تناول فيها كيفيّة قراءة الناقد المغربي عبد الفتاح كيليطو السرد التراثي. فبيّن أنّ إنتاج التأويل بالسياق مرتبط بالمنهجيّة المنتجة وبفعاليات السياق وكذا بالإنتاجيّة المختلفة. وقد كان التصوّر المنهجي للباحث في هذه المداخلة قائم على بعض الإشكالات: ما هو السياق؟ وكيف يمكننا استثماره في تأويل النص لتحقيق الإنتاجيّة في هذا النقد المدروس؟
وقد انتهى الباحث إلى أنّ اقتران النص بالسياق هو عنصر أساسي لكي ينتج مجموعة من الأفكار حول النص. فالسياق الخارجي له دور كبير في تأويل النص.
ختمت الجلسة بمداخلة الأستاذة منجيّة عرفه منسيّة المعنونة بـ”النص العلمي والسياق الذهبي” تناولت فيها مدى مواكبة المناهج لتحليل الخطاب في علاقتها باللغة منذ القدم، منذ أرسطو ثمّ مع النص الديني الذي جعل علوم اللغة من متممات العلوم الدينيّة كما هو الشأن مع الغزالي. وقد ارتبطت اللغة والنص بقضيّة النشوء والارتقاء الدروينيّة.
شاع القول بأنّ النص العلمي نصا يقوم على الفهم والوضوح لكن ذلك ليس من الثوابت ذاك أنّ هذا النص ليس من الثوابت فهو إنتاج لما هو علمي واللغة هي وعاء لتلك المعايير العلميّة.
كما بيّنت الباحثة مدى استثمار النص العلمي لظاهرة السياق الجدلي. مبرزة من خلال ذلك علاقة السياق بالعلم.
وختمت الباحثة ورقتها بالتساؤل عن تحويل مستوى العلم هل هو نافع أم فاسد؟
اترك رد