بولعراس سهام: جامعة محمد الشريف مساعدية سوق اهراس
من قراءتنا لواقع الجامعات العربية في التصنيفات الأكاديمية العالمية؛و التي لا تسجل لنفسها سوى حضورا محتشما في قائمة الترتيب الأكاديمي للجامعات العالمية،أما ما عداها فيبقى خارج التصنيفات التي تقوم المراكز الدولية،و التي هي للأسف أسفل الترتيب إلا بعض الجامعات القليلة جدا مثل الجامعات السعودية التي احتلت مراتب مهمة في تصنيف شنغهاي لأحسن 500 جامعة في العالم،والذي يعتمد على أربعة معايير لقياس كفاءة الجامعة، وهي: جودة التعليم، وجودة هيئة التدريس، ومخرجات البحث، ونصيب الفرد من الأداء الأكاديمي،
و من هذا الوضع المزري لواقع الجامعة العربية يأتي وضع أخر وهو مشاركة المرأة الباحثة في الجامعات العربية لا نقول عنه بأنه مزري أيضا مقارنة بوضع الجامعات العربية، و إنما هو في طريقه للنمو و التطور شيئا فشيئا لكن بوتيرة بطيئة جدا، مقارنة مع الدوري الريادي لمثيلاتها الغربيات اللواتي قطعن أشواطا كبيرة على مستوى العمل المعرفي و الأكاديمي من تقلد مناصب قيادية في الإدارة الجامعية و عدد المنشورات في ارقي و اكبر الجامعات العالمية كما ونوعا ومساهماتهن في التغيير الفكري و الاجتماعي ،فالمرأة العربية عامة و الجزائرية خاصة مازالت تعاني من ترسبات و موروثات فكرية تحد من كفاءتها و قدرها بالرغم من مستواها التعليمي الكبير و الثقافي الذي حققته في أعلى منبر والذي يمثل تجمع نخبة المجتمع متشاركين فيه مع المرأة و هي النصف الأخر لهذا المجتمع ، فمازال النظرة قاصرة للمرأة ويختزلها في المرأة الأنثى دونما تقدير فعلي لمجهودها الفكري او العلمي، و إذا وجد يكون فقط شكلا ضمنيا ليعبر عن مدى انفتاح الجامعة على الأخر ، بالرغم من أن المرأة أثبتت منذ خلال دخولها عالم التمرس بجدارة قدرتها على التألق كقوة فعالة قادرة على التفكير والإبداع و العمل والعطاء، و أثبتت أيضا إمكانية الاعتماد عليها حتى في الميادين التي كثيرا ما نسبت للرجل، مما جعلها تشاركه انشغالاته و أفكاره و مشاريعه في كل المجالات تقريبا، وبالتالي مقاسمته الفضاء الخارجي العام مثل الجامعة فيما يخص المناصب القيادية والتي كانت حكرا على الرجال فقط ، أدى هذا الأمر إلى كسر فكرة الهيمنة المطلقة وإلى إعادة النظر في التقسيم الاجتماعي للهندسة الجنسية، وترسيخ قيم و مفاهيم جديدة حول ذوات الأفراد من جهة، وحسب فاعليتهم الاجتماعية من جهة أخرى.
و اليوم وقد بلغت المرأة مستويات علمية جد عالية، بداية بالمدرسة و وصولا للجامعة، أضحى من الضروري الاعتراف بها كفكر فعال، لا كمجرد جسد سالب، تابع للهيمنة الاجتماعية المطلقة، إلا أن الإشكال الذي يطرح نفسه، ماذا عن المرأة الجامعية الباحثة ؟ هل هي مكتفية بوجودها إلى جانب الرجل تابعة له أم تسعى لفرض ذاتها كفاعل اجتماعي وفكري قادر على التغيير؟
وعليه، فالمرأة العربية الباحثة لا بد لها من التغيير الفعلي الذي يبدأ من ذاتها العميقة إلى الآخر من خلال إعطاء الصورة الغير نمطية التي ألفها الرجل لها ألا وهي التبعية ، و إنما لا بد لها المشاركة الفعلية التي تنم على التقاء الطرفين في عملية النهوض بواقع الجامعة العربية إلى الأفضل و التي لن تتحقق إلا إذا اتحدا وتكاملا .
قضية للنقاش: مشاركة المرأة الباحثة في الجامعات العربية: الواقع والمأمول
اترك رد