“تقنيات الشعر في سرد يوسف إدريس القصصي .. مجموعة (بيت من لحم) نموذجًا”

ظهر اعتماد يوسف إدريس (1927 – 1991) على كثير من التقنيات الشعرية في سرده القصصي عبر مراحله الإبداعية المختلفة، وقد تميزت قصص مجموعة (بيت من لحم) التي صدرت لأول مرة عام 1971 م عن غيرها بتغلغل تقنيات الفن الشعري في بنية نصوصها السردية، سواء في اللغة أو الإيقاع الموسيقي أو بناء الصور البلاغية أو التأملات الذاتية وغيرها.

ومن هنا يحاول هذا البحث دراسة الوظائف البنائية لاستعارة مثل هذه التقنيات الشعرية في السرد القصصي في هذه المجموعة من خلال تحليل نماذج من النصوص السردية المبينة لذلك، وبيان مدى إفادتها للعالم القصصي والبناء الفني لهذه المجموعة.

وقد جاء هذا البحث في خمسة محاور، يقدم الأول مدخلاً لظاهرة العبور النوعي بين الشعر والسرد – وبخاصة في القصة القصيرة، ويقدم الثاني تعريفًا بمجموعة “بيت من لحم” ومدى اختلافها عن بقية مجموعات يوسف إدريس القصيصية، ويناقش المحور الثالث مدى ظهور الأثر الشعري في العناوين والبدايات القصصية، كما يناقش المحور الرابع كيفية تأثير التقنيات الشعرية في بناء الحدث بجوانبه المختلفة، في حين يناقش المحور الأخير دور التأملات الذاتية الإيقاعية المبثوثة في ثنايا السرد في تقديم الرموز القصصية ودلالتها الإيحائية المكثفة.

وتبدو أهمية هذا البحث في النهاية على الجانبين النقدي والتاريخي معًا؛ إذ أوضح من ناحية مدى التداخل النوعي بين القصة القصيرة والشعر، بوصفهما أكثر الأنواع الأدبية تتبادلاً للتأثير والتأثر، وكان ذلك من خلال دراسة الإرهاصات المبكرة في إبداعات واحد من رواد القصة القصيرة في مصر والعالم العربي في النصف الثاني من القرن العشرين من ناحية أخرى.

* مدرس النقد الأدبي بكلية التربية جامعة عين شمس

* ملخص الورقة المقدمة للمؤتمر الدولي الرابع للسرديات 3-5 مايو 2011.