فادي محمد الدحدوح: ماجستير، فلسطين – غزة
هناك ركائز أساسية لنجاح أي مؤسسة مهما كانت تبعيتها أو مجال عملها ألا وهي: القيادة الفعالة، الكوادر البشرية القادرة والمبدعة، ورسالة المنظمة التي توحد الرؤى والقيم وتدفع بإتجاه التجويد والإنجاز، إن تكامل و تناغم هذه المكونات يمنح المؤسسة ميزة نسبية ويجعلها رائدة وسباقة، تبتكر وتبدع وتقود ولا تقاد، وإذا كان وجود مكونات النجاح ضرورياً ولازماً فإن القيادة الإستراتيجية الذكية المتسلحة بسعة الوعي والفكر التطويري لهي بمثابة حجر الزاوية ورأس الرمح لأي جهد يهدف لإنجاح المنظمة في تحقيق أهدافها.
إن القيادة الإستراتيجية الحكيمة الواعية تعمل على ترشيد سلوك الأفراد وحشد طاقاتهم وتعبئة قدراتهم وتنسيق جهودهم وتنظيم أمورهم وتوجههم الوجهة الصحيحة نحو تحقيق الأهداف والغايات المرجوة.
لا يوجد تعريف وحيد متفق عليه للقيادة الإستراتيجية نظراً لتعقد وتداخل المتغيرات والعوامل المؤثرة فيها، ولتنوع وتعدد الوظائف التي تقوم بها، ومن التعريفات البارزة لها، بأنها نمط قيادي حديث العهد بالمنظمات، ويعد عنصراً هاماٌ حاسماٌ في تطوير فعاليتها وتحسينها خلال فترة زمنية قصيرة، ويمكن للقائد الإستراتيجي استقراء الواقع تمهيدا لوضع رؤية مستقبلية تترجم إلى أفعال وقدرات وتوجهات إستراتيجية بالدرجة التي تمكن هؤلاء القادة من إعداد وتهيئة بيئة تنظيمية تساعد وتشجع العاملين على الابتكار والتفكير الإبداعي، وهي إحدى أنماط القيادة التي تقدم الرؤية المستقبلية والاتجاه نحو التطور والتوسع والنجاح للمنظمة مع ضرورة توافر مهارات وسمات القائد الاستراتيجي لصياغة وتطبيق الإستراتيجية بالاتجاه المطلوب.
أو النجاح الدائم للمنظمة.
ويمكن تحديد ملامح أهمية القيادة الاستراتيجية بأنها مصدر الابتكارات والإبداع وهذا يتوقف إلى حد كبير على القدرات المعرفية والإبداعية للقيادة الاستراتيجية، وامتلاكها لرؤية مستقبلية، كما أنها تلعب دوراً محورياً في عملية تنفيذ الاستراتيجية عبر العديد من الممارسات أو الأفعال وتؤدى إلى تحقيق التوازن الاستراتيجي للتطلعات أو الحاجات المتقاطعة.
كما تتنوع المهارات التي يجب أن يمتلكها القادة الاستراتيجيون، فيري البعض أن القادة الاستراتيجيين لديهم القدرة على التعلم وعلى تشاطر المعلومات والمعرفة والمسؤولية بين العاملين. ويضيف آخرون بأنّ هذه القيادات تحتاج إلى مهارات شخصية، مثل: التعاطف والدافعية ومهارات الاتصال العالية، بما يجعلهم قادرين على تمييز وقراءة العواطف في الآخرين وكذلك في أنفسهم. ويؤكد بوي وهويجبيرج “Boai& Hooijberg” أنّ مهارات التعقد المعرفي، الذكاء الاجتماعي، والتعقد السلوكي تؤثر إيجاباً علي جوهر القيادة الإستراتيجية، التعقد المعرفي الذى يتمثل في القدرة على البحث عن المعلومات وتفسيرها، والذكاء الاجتماعي والمتمثل في القدرة على معاملة والتمييز بين الأفراد الآخرين وبخاصة بين حالتهم المزاجية، وطبائعهم ودوافعهم ونواياهم. والتعقد السلوكي الذى يشير إلى الموهبة في تحديد دور القيادة الصحيح في الحالة الصحيحة وفي الوقت الملائم.
أخيراً لخص أحدههم قائلاً: يمكن تقسيم قدرات ومهارات القادة الإستراتيجيين في (القدرة الاستيعابية، القدرة التكيفية) والتى تمثل جوهر القيادة الاستراتيجية، وهما مقرونتين بالحكمة الإدارية.
اترك رد