عقد الجلسة السادسة ضمن أشغال اليوم الثاني (21 أبريل 2017) من الندوة العلمية الدولية الخطاب التكفيري في الفكر العربي الحديث والمعاصر تحت إشراف مخبر تجديد مناهج البحث في البيداغوجيا والإنسانيات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقيروان، برعاية شبكة ضياء للمؤتمرات والدراسات.
تمّ افتتاح الجلسة العلمية السادسة برئاسة الأستاذ محسن التليلي (تونس) وكانت حول محور مرجعيات الخطاب التكفيري.
قدّم في مفتتحها الأستاذ أحمد بن عبد العزيز الشثري (السعودية) بمداخلة عنوانها “دور مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية في معالجة الخطاب التكفيري”
وساهم الأستاذ الدكتور خميس غربي حسين سلومي (جامعة تكريت/ العراق) بمداخلة عنوانها الجذر التاريخي للفكر التكفيري، دراسة في المرجعيات الفكرية لظاهرة التطرف والإرهاب في الإسلام. بين من خلالها تشكل الكتابة عن ظاهرة الإرهاب أهمية بالغة ذلك أن ما يعصف بالعالم الإسلامي من تحديات لا سيما من الجماعات المتطرفة والتكفيرية التي اتخذت من الدين والتاريخ وسيلة لتحقيق مآربها , وكل هذا يدفعنا للتساؤل , هل نحن مجتمعات ماضوية ؟ نعيش جزءاً من الحاضر بعقلية الماضي , بل إن الكثير من الأزمات ولا سيما السياسية والفكرية تتأتى من الجذر التاريخي , وعلى هذا يمكن أن نتساءل هل أن التاريخ يعيد نفسه ؟
وساهمت الأستاذة بتول حسين علوان الربيعي والأستاذة سناء كاظم كاطع الكعبي(بغداد/ العراق) بورقة عنوانها “التكفير في فكر الحركات والتنظيمات الاسلامية وتداعياته الاجتماعية” انطلقت من فرضية مفادها ” ان الحركات والتنظيمات الاسلامية المعاصرة قد اعتمدت في تكفيرها على ما قدمه السلف من افكار وفتاوى تكفيرية اسقطتها على الواقع المعاصر دون النظر الى ملابسات هذا الواقع ، ما افرز الكثير من التداعيات والآثار الخطيرة على المجتمعات الاسلامية وغير الاسلامية” .
وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات كان من اهمها:
1- توسع الحركات والتنظيمات التكفيرية في اطلاق حكم الكفر على الآخرين دون التقيد بالنصوص القرآنية ولا الاحاديث النبوية الواردة في التحذير من اطلاق حكم الكفر على الآخرين.
2- الفهم البسيط والسطحي لكثير من الآيات والأحكام الاسلامية كحصر مسألة التشريع بالله تعالى او تكفير الحاكم لأنه لا يحكم بما انزل الله تعالى ، فضلا عن تكفير كل من يؤمن بالديمقراطية او ببعض مبادئها وآلياتها التي قد لا تتقاطع مع الاسلام بل يعدها البعض من صميم الرؤية الاسلامية لنظام الحكم .
3- نتجت عن هذا الفكر آثار سلبية على الدعوة الى الله تعالى ، كما نتجت عنه آثار سلبية على وحدة المجتمعات الاسلامية وعلى التنمية والتطور فيها ، وعلى تشويه صورة الاسلام والمسلمين وعلى واقع التعايش السلمي بين المسلمين وغيرهم .
وقد كان ختام هذه المادخلة بورقة الأستاذ علي الحبيب الفريوي (جامعة صفاقس/ تونس)
بورقة عنوانها “صادق جلال العظم: دفاعا عن الإبداع والمبدعين ) ذهنية التكفير في مواجهة رواية” آيات شيطانية” ) تناول من خلالها السجال الفكري الذي خاضه المكفر صادق جلال العظم ضد الذهنية التكفيرية في الثقافة العربية الإسلامية، مستفيدا من تبحره في قراءة تاريخ هذه الذهنية، التي تتصدى للإبداع والتفكير بكل صنوفه، مدعية امتلاكها للحقيقة المطلقة، وحيازتها لشرعية حفظ الدين الإسلامي ووصايتها التاريخية على الاسلام.
يقف صادق جلال العظم ضد التكفير والتحريم، منذ أن وقع تكفيره ومحاكمته عن كتابه “نقد الفكر الديني”. يتصدى في هذه الورقة الى محاكمة غير عادلة للإبداع الروائي. استهدفت الروائي سلمان رشدي عن روايته “آيات شيطانية”.
يدعو الصادق جلال العظم الى أن الرواية تدين الغرب. وتدعو الشرق الى التحرر من اساطيره وخرافاته واصنامه. والاخذ بالتحديث والتصدي للامبريالية الغربية التي تسعى الى محاربة مثل هذه الاعمال الابداعية، الساعية الى تطوير وعي المجتمعات الشرقية المتخلفة، و تحريضها على الثورة والتغيير وعصيان سلطة المركز، التي تسعى الى تطويق كل ابداع يدين تحكم المركز الغربي بثقافات المجتمعات الطرفية.
الجلسة العلمية السادسة من ندوة الخطاب التكفيري
الكلمات المفاتيح:
اترك رد