د. أحمد الفراك: أستاذ الفلسفة بجامعة عبد المالك السعدي – المغرب
كان “التصوف بشمال المغرب: أعلام وقضايا” عنوانا لندوة علمية وطنية، نظمتها شعبة “أصول الدين وتاريخ الأديان” بكلية أصول الدين بتطوان، بتنسيق مع مركز دراسات الدكتوراه “الدراسات العقدية والفكرية” يوم الأربعاء 14 رجب 1438ه الموافق ل12 أبريل 2017م بقاعة المؤتمرات والندوات، شارك فيها ثلة من الأساتذة الباحثين في تخصصات علمية مختلفة، جمعتهم قضايا وأعلام التصوف في منطقة الشمال المغربي.
افتتح الندوة السيد عميد الكلية الدكتور محمد التَّمسماني مباشرة بعد تلاوة آيات بينات من الذِّكر الحكيم فرحب بالحضور من داخل الكلية ومن خارجها، وأظهر أهمية موضوع الندوة في الآونة الراهنة من حيث الحاجة إلى التفكير الوسطي والتربية المتوازنة والمواطنة الفاعلة، لتعطى الانطلاقة لفعاليات الجلسة الأولى والتي يسر فقراتها السيد الدكتور محمد الشنتوف نائب عميد الكلية، بمحاضرة ألقاها الدكتور عبد الله المعصر من كلية الآداب فاس-سايس، بعنوان: “فقه السلوك بالمغرب؛ أصول وقواعد ومناهج” ذكَّر في مستهلها أن غنى التراث المغربي الصوفي يتطلب من الباحثين الاعتناء بالنظر فيه واستخراج نفائسه، معرفاً فقه السلوك بكونه علما يختص باستخراج القيم من الأحكام الشرعية ليبلغ إلى مقاصدها، إذ اختص أرباب السلوك عموما بالدقة في استخراج قواعد هذا الفقه العملي الذي يفيد في إنشاء المنظومات التربوية والأخلاقية. وقد تفرد المغاربة بهذا النوع من الفقه المرتبط بالكتاب والسنة، وهو يتأتى لمن جاهد نفسه وبنى أصوله على العلم والعمل.
ولكي تكتمل المنظومة الأخلاقية وتبرز الشخصية المغربية السوية القادرة على التجديد والابتعاد عن الجمود، دعا الأستاذ المحاضر إلى الاطلاع على ما كتب ووجد من التراث الصوفي في أفق إعادة صياغةٍ لنسقه المتكامل مع إفراده بالدراسة الشمولية ورصد التطور الأفقي والعمودي، ثم النظر في الآليات والمناهج ووضع إطار جديد لتصور علمي شامل من أجل تمثلٍ راشدٍ للخطاب الشرعي الجامع بين فقه التدين وقضايا العصر.
بعد الدكتور المعصر تناول الكلمة الأستاذ الدكتور محمد علي بن الصديق وهو أستاذ التعليم العالي بكلية أصول الدين في موضوع: “المدرسة الصديقية وأثرها في التصوف المغربي خلال القرن الرابع عشر الهجري”، نفى خلالها تهمة الابتداع عن علم التصوف وسلوك الصوفية العلماء، معتبرا أن الجهل بحقائق التصوف هو الذي دفع بعض القراء إلى معادات أهله والاعتداء على تراثه، وهو اعتداء في الحقيقة على علمٍ من علوم الإسلام اختص بالبحث في طريق معرفة الله وعبادته حق العبادة، ثم عرج بالتعريف بالأسرة الصديقية التي اختص جلُّ أفرادها بالعلوم الشرعية تعلما وتعليما بلغ الآفاق، وقد شكلت تيارا علميا وعمليا يجمع بين التمكن في العلوم والتحقق في السلوك، فكان للمدرسة السند المتصل في جميع العلوم ومنها علم التصوف، ويذكر بالمناسبة أن الدكتور محمد علي بن الصديق هو سليل هذه الأسرة الصديقية العريقة في العلم والتصوف.
أما الدكتور عبد الله الشارف أستاذ علم الاجتماع بكلية أصول الدين فتقدم ببحث موسوم بــ”قراءة في التصوف عند ابن عجيبة من خلال كتابه إيقاظ الهمم في شرح الحكم”، أكد فيه الحاجة المعاصرة إلى التصوف كمدرسة تربوية سلوكية، كان فيها تعبيرا عن الزهادة في الحياة أولا، ثم تحول عقيدة، لينتهي –في نظره- مشوبا بالطرقية. فالأوائل من الزهاد أبدعوا وقعدوا للعلم ومنهم الحارث المحاسبي والفضيل بن عياض، والعودة إلى مؤلفاتهم هو غرف من المعين الأول الصافي، أما جل الانتقادات المعاصرة فهي موجهة لخلفهم منهم الذين أضاعوا العلم بسوء الفهم. حيث توصلت دراسات غربية مؤخرا إلى أن الوجدان مقدم على العقل، وهو عنصر بنيوي في الإنسان، غير أن استعماله لابد له من ضوابط، وهذا فعلا ما تفطن له العالم أجمع في عصرنا فتزايد الاهتمام بالتصوف في إطار ما سماه الأستاذ بالصحوة الصوفية والتي يَفترض أن يكون الفراغ الروحي إضافة إلى الاستراتيجية السياسية عاملا فيها. ليخلص في نهاية العرض إلى أن كلام ابن عطاء الله السكندري المدَّون في نص الواردات آية في الحكمة والتربية والسلوك وإن كان يحتاج في بعض جوانبه إلى التشذيب والتهذيب.
المداخلة الرابعة للسيد علي الريسوني بعنوان: “دور الزوايا بشمال المغرب في المقاومة العسكرية والثقافية للاستعمار الاسباني”، حيث تطرق بداية إلى معالجة الاختلاف حول مصطلح التصوف، معتبرا كونه غير مؤثرٍ في ثبوت مفهومه الأصلي في الشرع، إذ التصوف تنزيل للعلوم الشرعية على العمل في الواقع، وأنه لم يوجد تصوف قط مجردا عن مهامه الإصلاحية الاجتماعية فهو زهدٌ وإصلاح، ومثَّل لذلك بشخصيات كثيرة أبرزها سعيد النورسي ومحمد بن عبد الكريم الخطابي، حيث يقترن التصوف بالجهاد لمقاومة الاحتلال ودفع العدوان. كما ثبت لدى الأستاذ المحاضر بالاستقراء أن كل من كان مجاهدا وحمل السيف في وجه التدخل الأجنبي بالمغرب كان له انتماء لزاوية من الزوايا الصوفية، فدور هذه لا يخفى في النضال الوطني والثقافي.
في الجلسة الثانية، والتي سير مداخلاتها الدكتور الأمين قريوار نائب العميد، فقد انطلقت مع كلمة للدكتور عبد الله السفياني رئيس شعبة أصول الدين وتاريخ الأديان، في موضوع “القاضي أبو العباس أحمد بن عرضون وجهوده في التربية والإصلاح”، حيث ذكر أن كل تآليف ابن عرضون في الشريعة والحقيقة استمدها من السنة النبوية، وسلف الأمة من الصحابة ومن تبعهم في الولاية، وأن منهجه الصوفي -وهو الفقيه والمفتي والمتكلم والقاضي- ليس مخالفا للسُّنة، إذ كان واضح الطريقة والدلالة، على ما “رسم معالمه الجنيدُ والغزالي ثم عبد السلام بن مشيش قطب جبالة والشاذلي ولي اغمارة، نسبهم شريف وطريقهم نظيف ودينهم حنيف”.
ويذكر الأستاذ السفياني أن تتبع كتبه واستقرأ طريقته فوجده صوفيا مالكيا أشعريا جنيديا خالصا، مُصلحا في زمن انحطاط الحكم السعدي وقرب انتهائه، جمع بين الشريعة والطريقة والحقيقة، ويظهر ذلك جليا في مؤلفاته وخاصة كتاب “رسالة التودد والتحابب أو آداب الصحبة” الذي تناول قضية الصحبة في بُعدها الأخلاقي والروحي بل يتعداها إلى ما هو وجداني صرف حين يتحدث عن نتاجها، والصحبة في نظره تقتضي لزوم حدود الشريعة ومواصلة الحضور مع الله بالذِّكر والمجاهدة والمنازلة بدون فتور، مع الحفاظ على الجماعة وعدم الخروج عنها بالمجالسة والمخالطة والمعاشرة، وحب الفقراء والمتصوفة ومجالستهم ومجانبة أقران السوء عن طريق العزلة والخلوة.
أما رئيس شعبة الفلسفة والفكر الإسلامي الدكتور أحمد مونة فقد تركزت مشاركته على إشكالية “الظاهر والباطن في الفكر الصوفي”، حيث أبرز أن الزوج الاصطلاحي ظاهر/ باطن يتبوأ في الخطاب الصوفي موقعا متميزا في وضع خطط لفهم وتأويل وتقويم هذا الخطاب، ومبعث ذلك أن الآليات الاستدلالية المعتمدة في هذا الخطاب تتجاوز أفق العقل النظري -وهو الأمر الذي يؤكده رواد هذا التوجه – لتفتح أفقا جديدا يصل بين الرياضة الروحية بمعناها التعبدي وتحصيل المعاني بوصفها ذوقا وإشراقا، وهو ما يخلق إشكالا عويصا في العبور من المعنى إلى اللفظ تكلما واستقبالا، استعمالا وحملا.
وأخذا بخصوصية هذا الخطاب انكب الدكتور مونة في ورقته على تعقب الزوج الاصطلاحي ظاهر /باطن عند واحد من أشهر متصوفة شمال المغرب ألا وهو العارف بالله العالم المحقق سيدي أحمد بن عجيبة. وبهذا الصدد يقول “وقفنا على مدلول هذا المفهوم في سياق الخطاب الصوفي وما ينطوي عليه من مقومات، ثم انعطفنا على تعقب هذا المفهوم من خلال مجموعة من النصوص التي تضمنتها كتاباته ذات المنحى الصوفي ؛ مبينين مدلولها وكاشفين عن حيويتها في كشف الغطاء عن المضامين الإشارية للقول الصوفي بصفة عامة”.
ومن جهته اختار الدكتور رشيد كهوس الأستاذ بنفس الكلية النظر في تراث “الإمام أبو الحسن المسفر: معالم حياته ومسار تصوفه” مبرزا في البداية أن “الحديث عن التصوف ما انفكّ عن كونه حديثا عن مقوّمات روحية للإسلام، وعن مقامات معلومة تقلّب فيها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام رضي الله عنهم وتحققوا بها، وقد استطاع السابقون بإحسان التقعيد للتصوف والتأسيس لشرعيته من القرآن الكريم والسنة النبوية، وترجمة أنواره من صدور الرجال إلى مرتبة علم شرعيّ له قواعده وأحكامه، واصطلاحاته وآدابه المدوَّنة كباقي العلومِ الشرعيةِ، وسلكوا في ذلك سُبُلا ذُلُلا وطرائق قِدَدا، ومن هؤلاء الربانيين الأفذاذ صوفية سبتة العالمة ورجالها الأفذاذ، الذين كانت لهم في نظر الأستاذ كهوس “القدم الراسخة في التصوف تأسيسا وتنظيرا وتطبيقا، علما وسلوكا وتخلقًا. مما يستدعي الوقوف عند سيرتهم الحافلة المرضية وآثارهم المفيدة النافعة التي اختزلت تاريخ مرحلة مهمة في التصوف الإسلامي”.
ومن جهته الدكتور بدر العمراني أستاذ علم الحديث ركز في مداخلته على “الفقيه أبو زيد الحمراوي وخلوة علي بن حرازم بأنجرة” مراجعا للرواية المشهورة في الموضوع، ومقارنا لها بروايات ومعطيات تاريخية أخرى. حيث ذهب الأستاذ العمراني في بداية المداخلة إلى القول بأن الفكر الصوفي بالمغرب مرتبط بالزوايا والمقامات والأضرحة، وهذه المقامات ترتبط بها طقوس ومواسم وغير ذلك. كما طرح تساؤلا حول أصحاب هذه المقامات ومن يكونون؟ ضاربا أمثلة على ذلك من قبيل: سيدي إدريس بقرية الرمان، وسيدي قاسم بطنجة ، وسيدي علي بن داود العمارتي، وسيدي قنقوش، وسيدي ميمون وغيرهم؟
وقد انتهى إلى نفي أن تكون للشيخ علي بن حرزهم خلوة بالمنطقة المذكورة متخذاً إياها استراحة للعبور لعدوة الأندلس، وقد خلص الأستاذ بدر في عرضه إلى عدم صحة وقوع هذه الخلوة لانعدام الدليل عليها، بالإضافة إلى صعوبة التحقق من الروايات التاريخية.
وبعد ذلك انتقل الدكتور الحسان شهيد أستاذ علم أصول الفقه بالحاضرين إلى الدرس الشاطبي حيث وسم مشاركته بــ”فقه التصوف ومقاصده عند الإمام الشاطبي”، إذ خلص إلى أن المقاربة العرفانية في فقه التصوف عند الشاطبي تتأسس على قيمة الرجل ومعالجته لمثل هذه القضايا والمسائل التي عاصرها، فهو من كبار النظار ليس في زمانه فحسب، بل عبر مستقبل الأزمان إلى يومنا، وهو من الذين فقهوا حقيقة العلوم وتطور سياقاتها وفلسفة مقاصدها، لذلك جاءت ورقة الأستاذ شهيد في “بحث مسألة التصوف بنظرة فقهية مقاصدية”، كما أثارت أيضا سؤال الشاطبي المشكل في رسالته إلى عدوة الأندلس وجواب ابن خلدون الشافي في مسألة من أدق مسائل التصوف وأخطرها، إضافة إلى تفنيدها لرؤية وائل حلاق في النظريات الفقهية في الإسلام التي أسس قسماً منها على تخصيم الشاطبي للمتصوفة، حيث لا يوجد ما يؤكد خصومته لهم، بالإضافة إلى ثبوت احترامه الكبير للمتصوفة.
وفي الجلسة الثالثة والأخيرة، والتي يسر فقراتها الدكتور مصطفى بوجمعة وهو أستاذ مقارنة الأديان بنفس الكلية، فقد توالت مداخلات السادة الأساتذة كالآتي:
الدكتور إبراهيم إمونن وهو أستاذ بنفس الكلية فقد عنون مشاركته في الندوة بــ “الفكر الصوفي وعلاقته بعلم التفسير عند علماء شمال المغرب، الشيخ ابن عجيبة نموذجا”، تحدث فيها عن تفسير البحر المديد لسيدي أحمد بن عجيبة، وبين سر تفرد هذا التفسير متخذا مفردات من اسمه “البحر” و”المديد” منطلقا لتفسير خصائصه ومميزاته. حيث أبرز القدرات العلمية التي وظفها هذا العالم الصوفي تفسير كتاب الله تعالى.
الدكتور أحمد الفقيري فقد اختار المشاركة بموضوع “المدرسة الصوفية بالريف الشرقي: الآثار والخصائص” حيث أبرز خصوصيات المدرسة الصوفية بهذه المنطقة، منها أنه بالريف الشرقي انتظم أول رباط صوفي بالمغرب الأقصى، ومن ثمة فصل القول في نشأة الرباطات التربوية والجهادية عند الصوفية، وهو الأمر الذي لا يعرفه كثير من الذين ينتقدون تاريخ الصوفية، قبل أن ينتقل إلى إبراز خصائص وآثار المدرسة الصوفية بالريف الشرقي، فأما الخصائص فقد ذكر منها أربعة وهي: السُّنية، والصَّلاح، والفاعلية والإيجابية، والتوعية والإرشاد، أما الآثار فتتمثل على المستوى الديني في نشر العلم الشرعي والتعريف بالإسلام في المنطقة وعلى المستوى الاجتماعي تقديم الخدمات الاجتماعية عبر الرباطات وترسيخ أسس التعايش بين الأفراد أما على المستوى السياسي فتمثل في التعاون على صد العدوان الخارجي وحراسة الثغور والقيام بمهمة الوساطة بين القبائل والدول المتعاقبة على حكم المغرب.
وبعده تحدث الدكتور يوسف بنلمهدي وهو أستاذ العقيدة وعلم الكلام في موضوع “الخطاب الصوفي بشمال المغرب: آفاق القراءة المعاصرة وحدودها”، حيث استقرأ فيه أنماط القراءات المعاصرة للخطاب الصوفي بشمال المغرب، سواء في ذلك القراءات التي تتوسل بمناهج العلوم الإنسانية أو اللغوية أو العقلية… وبيَّن الجوانب التي كشفتها تلك القراءات باعتبارها قراءة مبدعة مطبوعة بالمعاصرة والتجديد المنهجي، وبالموازاة مع ذلك بين حدود تلك القراءات وقد استدرك الأستاذ يوسف عليها في بعض الجزئيات التي خضعت للإسقاط المتعسف أو التي بقيت مهملة ولم تتم العناية بها مع وجود الحاجة الملحة لها معرفيا واجتماعيا وأدبيا واخلاقيا .ومن الأمور التي أكد عليها في كلمته ضرورة إدراج النصوص الصوفية في المنهج التعليمي باعتبارها نصوصا جامعة بين جمال اللغة ومكارم الأخلاق.
أما الدكتور أحمد الفراك فقد تناول موضوع “الفلسفة الاجتماعية في الفكر الصوفي بشمال المغرب”، حيث عرَّف في البداية منهج الفلسفة الاجتماعية بوصفها الدراسة الفلسفية للأسئلة المتعلقة بالسلوك الاجتماعي، وتهتم هذه الفلسفة ببحث القضايا التي تُثار في إطار “الروابط الاجتماعية” بمختلف أشكالها العاطفية والاقتصادية والثقافية، بدءا من وظائف الأفعال الفردية اليومية إلى تأثيرات الدين والعلم والمعرفة على العمران البشري. ويسعى هذا النوع من النظر بمنهج تأملي حدسي إلى إدراك الحقيقة الاجتماعية في كُليتها.
لذلك عمل أستاذ الفلسفة والفكر ومن خلال تتبع مظاهر حضور البُعد الاجتماعي في تفكير أبرز الصوفية بشمال المغرب ومدى تجسيد ذلك داخل الجماعة الصوفية وفي الروابط بين أفرادها داخليا وبينهم وبين عموم فئات المجتمع المحيط بهم. وركز على نماذج مختارة من متصوفة الشمال المغربي في حقب تاريخية مختلفة، اختار منهم في ملخص العرض أبو العباس السبتي الذي بنى منهجه الصوفي كاملا على التفكير في الغير اعترافا وخدمة، وأسس فلسفته الاجتماعية على “الصدقة” والإحسان إلى الناس.
واختتمت أشغال الجلسة الثالثة بمشاركة للدكتور عبد العزيز القاسح تحت عنوان “المدرسة الصوفية بالريف الأوسط؛ زوايا وأعلام”، حيث تركز العرض بالأساس على قضايا ثلاث هي:
– عرض أهم الزوايا التي عرفتها المنطقة منذ قرون خلت مع بيان إشعاعها االعلمي والتربوي والاجتماعي، ومن الزوايا ذات الأثر الكبير تربويا وعلميا وجهاديا في منطقة الريف الأوسط يذكر الزاوية الحسونية بداور أدوز المجاورة لحاضرة بادس، وغيرها.
-استعراض أسماء بعض الأعلام الذين أسهموا في تأسيس هذه المؤسسات الصوفية وعرض بعض شذرات من تاريخهم العلمي والصوفي..
-إبراز الأدوار الرائدة لهؤلاء الأقطاب العلمية الصوفية ومؤسساتهم الصوفية في المناحي العلمية والتربوية والجهادية.
قبل أن ينتهي إلى خلاصات عرض فيها الأستاذ القاسح واقع تلك المؤسسات والزوايا في واقعنا اليوم من فقدان للفاعلية وسوء الاستغلال.
لتختتم الندوة بكلمة للسيد العميد شكر فيها الأساتذة المشاركين من داخل الكلية ومن خارجها والحضور الذين التزموا قاعة الندوات والمؤتمرات طيلة زمن أشغال الندوة، والحمد لله رب العالمين.
اترك رد