جمال جلول دواجي: باحث دكتوراه دراسات لغوية – الجزائر
تعتبر القراءات القرآنية من أوجه الإعجاز القرآني التي لم تأخذ حظها من البحث و الدراسة نظرا لما تكتسيه من غموض في بعض المواقف أهمها حديث الأحرف السبعة ،هذا الأخير لم يفصل في مقصديته رغم ما قال فيه علماؤنا أمثال السيوطي رحمه الله حتى قيل فيه أنه من المتشابه ،فهل هو كذلك؟
لابد أولا من وضع اطار زماني و مكاني لهذا الحديث و الذي يحدده فترة نزول القرآن و جمعه و كتابته و بعد اطلاعي على مراحل هذه الفترة لم أجد حديثا واحدا يسأل فيه صحابي رسول الله صلى الله عليه و سلم عن معنى الحديث ما يدل على أنه لم يكن يوما من المتشابه ،و إنما اشتبه على المتأخرين حين اختلطت الفلسفة بالفكر الإسلامي و ظهرت الفرق،فحين نستعرض ما قاله العلماء في تفسير الحديث برواياته المتعددة تجد أغلبها لا يمت بصلة لهذا الحديث و خاصة حين يتعلق الأمر بنقطة حساسة جدا جعل منها المستشرق الالماني جولد زيهر فأسا لضرب القرآن ،و هذه النقطة حين قال أن القراءات القرآنية هي نتاج تحريف القرآن الكريم و سار معه في هذا الدرب بعض الكتاب المحسوبين على العرب.
اترك رد