تحتضن أقسام اللغة الإنجليزية والترجمة في كليات الآداب والتربية واللغات سنوياً مئات الطلبة المتخرجين حديثاً من المرحلة الإعدادية وبمختلف المستويات، لكن المفارقة الهامة التي من السهولة ملاحظتها عندما تكون واحداً من الهيئة التدريسية لهذه الأقسام؛ إن الطالب يبدأ بتقييم القسم المتخرج منه بانه قسم فاشل لم يساعده خلال السنوات الأربع من إجادة اللغة الإنجليزية بشكل محترف.
مع تزايد الطلب الحاصل من سوق العمل في العراق على خريجي أقسام اللغة الإنجليزية في السنوات الأخيرة؛ نتيجة دخول الشركات الأجنبية والإنفتاح مع دول العالم، يُلاحظ إقبال الطلبة على هذه الأقسام بشكل كبير جداً وللدراستين الصباحية والمسائية، لكن ما لايفهمه هؤلاء الطلبة المتخرجين من الدراسة الإعدادية ان هذه الأقسام ليست مراكزاً لتعليم اللغة الإنجليزية وكيفية التحدث بها وكتابتها، بل هي أقسام علمية تعتمد على دراسة علوم هذه اللغة بشكل مفصل ومركز، إذ ان الطالب الذي يُقبل في هذه الأقسام يجب أن يكون مؤهلاً على الأقل في فهم شرح المواد الدراسية باللغة الإنجليزية، أو طريقة الكتابة الصحيحة، فأغلب الطلبة الذين يدرسون في هذه الأقسام- سواء في الدراسة الصباحية أم المسائية- وبعد سؤالهم عن سبب إختيارهم لهذه الأقسام يكون جوابهم؛ بانهم يريدون تعلم اللغة الإنجليزية ظناً منه إن القسم هو معهد لتعليم اللغة لمدة أربع سنوات ينضبط الطالب فيه ليدرس مرغماً أيام الإمتحان فقط، ويقوم بالإعتراض على المواد نظراً لان هذه المادة بمَ ستنفعه بعد تخرجه؟ فهو يطالب القسم والأستاذ بمواد تزيد من إتقانه إلى الكتابة والتحدث فقط ليس غير، فالطالب يدخل إلى المرحلة الأولى وهو لا يملك أي دراية علمية تؤهله للإنخراط في هذا القسم، فضلاً عن أن الطالب يقوم بالإحتجاج على أستاذ المادة الذي يقوم بشرح المادة باللغة الإنجليزية ويطالبه بشرحها باللغة العربية، في حين يعاني بعض الطلبة من صعوبة في تهجي الكلمات الإنجليزية وطريقة كتابتها وحتى نطقها نطقاً صحيحاً، مما ينعكس ذلك سلباً على عملية الكتابة أيضاً، التي تخلو من الصحة والدقة في إتباع القواعد السليمة أثناء عملية الكتابة بالإنجليزية، وتُعد هذه الحالة هي الأكثر شيوعاً في المراحل الدراسية، يُستثنى من هذه الظاهرة مجموعة من الطلبة الذين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد، بالتالي إن النسبة الأكبر منهم سيكون نصيبهم الفشل، لكن هذا الفشل يتم التغاضي عنه! ليتم التغاضي بعد ذلك حتى عن الأخطاء في التهجي والأخطاء في الكتابة والنطق، وهذا التغاضي سينتج عنه مشاكل عدة، أهمها: نجاح الطالب غير الكفوء وعبوره من مرحلة دراسية إلى المرحلة التالية، وهو ضعيف في أبسط أسس تقنيات اللغة، وستستمر عملية العبور حين التخرج ليتخرج طالب غير قادر على كتابة جملة إنجليزية مُتقنة، وهي النتيجة المتوخاة من دراسة علوم اللغة بعد أربع سنوات، ليس هذا فقط بل حتى لا يمتلك الشجاعة الكافية للتحدث بالإنجليزية حتى مع زملائه في المرحلة… !؟
مع تزايد الطلب الحاصل من سوق العمل في العراق على خريجي أقسام اللغة الإنجليزية في السنوات الأخيرة؛ نتيجة دخول الشركات الأجنبية والإنفتاح مع دول العالم، يُلاحظ إقبال الطلبة على هذه الأقسام بشكل كبير جداً وللدراستين الصباحية والمسائية، لكن ما لايفهمه هؤلاء الطلبة المتخرجين من الدراسة الإعدادية ان هذه الأقسام ليست مراكزاً لتعليم اللغة الإنجليزية وكيفية التحدث بها وكتابتها، بل هي أقسام علمية تعتمد على دراسة علوم هذه اللغة بشكل مفصل ومركز، إذ ان الطالب الذي يُقبل في هذه الأقسام يجب أن يكون مؤهلاً على الأقل في فهم شرح المواد الدراسية باللغة الإنجليزية، أو طريقة الكتابة الصحيحة، فأغلب الطلبة الذين يدرسون في هذه الأقسام- سواء في الدراسة الصباحية أم المسائية- وبعد سؤالهم عن سبب إختيارهم لهذه الأقسام يكون جوابهم؛ بانهم يريدون تعلم اللغة الإنجليزية ظناً منه إن القسم هو معهد لتعليم اللغة لمدة أربع سنوات ينضبط الطالب فيه ليدرس مرغماً أيام الإمتحان فقط، ويقوم بالإعتراض على المواد نظراً لان هذه المادة بمَ ستنفعه بعد تخرجه؟ فهو يطالب القسم والأستاذ بمواد تزيد من إتقانه إلى الكتابة والتحدث فقط ليس غير، فالطالب يدخل إلى المرحلة الأولى وهو لا يملك أي دراية علمية تؤهله للإنخراط في هذا القسم، فضلاً عن أن الطالب يقوم بالإحتجاج على أستاذ المادة الذي يقوم بشرح المادة باللغة الإنجليزية ويطالبه بشرحها باللغة العربية، في حين يعاني بعض الطلبة من صعوبة في تهجي الكلمات الإنجليزية وطريقة كتابتها وحتى نطقها نطقاً صحيحاً، مما ينعكس ذلك سلباً على عملية الكتابة أيضاً، التي تخلو من الصحة والدقة في إتباع القواعد السليمة أثناء عملية الكتابة بالإنجليزية، وتُعد هذه الحالة هي الأكثر شيوعاً في المراحل الدراسية، يُستثنى من هذه الظاهرة مجموعة من الطلبة الذين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد، بالتالي إن النسبة الأكبر منهم سيكون نصيبهم الفشل، لكن هذا الفشل يتم التغاضي عنه! ليتم التغاضي بعد ذلك حتى عن الأخطاء في التهجي والأخطاء في الكتابة والنطق، وهذا التغاضي سينتج عنه مشاكل عدة، أهمها: نجاح الطالب غير الكفوء وعبوره من مرحلة دراسية إلى المرحلة التالية، وهو ضعيف في أبسط أسس تقنيات اللغة، وستستمر عملية العبور حين التخرج ليتخرج طالب غير قادر على كتابة جملة إنجليزية مُتقنة، وهي النتيجة المتوخاة من دراسة علوم اللغة بعد أربع سنوات، ليس هذا فقط بل حتى لا يمتلك الشجاعة الكافية للتحدث بالإنجليزية حتى مع زملائه في المرحلة… !؟
إضافة إلى ذلك، ان عملية المساواة بين الطالب الجيد والطالب غير الكفوء ستحدث حالة من الفوضى في القيم ومعايير التقييم، فالطالب الجيد يجدُّ ويجتهد ويثابر طوال السنة الدراسية ليحصل على أعلى التقديرات وتقدير أساتذته، يفاجأ في السنة القادمة بجلوس زميله غير الكفوء معه في المرحلة اللاحقة، وهو الذي لم يكن يولي لمحاضراته أهمية تذكر، ولا ينتضم في حضور محاضراته، وهو ما يشكل إحباطاً كبيراً للطالب الجيد وحافزاً لعدم المحافظة على مستواه الجيد، بحجة ان الكل سيتساوى في النهاية- عدا حالات قليلة جداً- وعند تخرج الطالب من هذه الأقسام فانه سيقيم القسم بانه قسم فاشل! لان القسم وأساتذه لم يمكنوا الطالب من جعله يتقن اللغة بإحترافية، وان القسم أضاع وقت الطالب وهدر سنينه الأربعة بحصيلة علمية لا تتجاوز الـ20%، متناسياً ان هذه الإقسام تعلمك علوم هذه اللغة وما تحتويه من نظريات وموضوعات تطور هذه اللغة وتعرفك بأهم العلماء الذي بذلوا جهوداً بحثية جبارة لتطوير اللغة، وتعريفك بان هذه اللغة لم توجد من فراغ بل نتيجة عمليات تطور مستمرة، وان ما يكتب من أعمال أدبية أو مقالات أو أبحاث في هذه اللغة، إنما لأجل أغراض هدفها بيان أسرار اللغة وبلاغتها ولا توجد مادة علمية وُضعت إعتباطاً، فجميع المواد التي وُضعت تُراعي حاجة التخصص ومدى إمكانية تطوير قابليات الطلبة، ولا تعتمد دراسة اللغة على منهج علمي فقط أو منهج نظري فقطـ، بل هناك مزواجة حقيقية بين الأثنين مع وجوب دراسة النظريات حتى تمكن الطالب من تعريفه بكيفيه إستعمال هذه النظرية أو كيف تم التوصل إليها عبر جهود بحثية مضنية لمجموعة من الباحثين، لكن نتيجة عدم الوعي لمجموعة كبيرة من الطلبة بماهية التوصيف العلمي لهذه الأقسام جعلتهم يظنون أنهم ينخرطون في معاهد لتعليم اللغة الإنجليزية، وعلى هذا القسم الإذعان لطلبهم برفع مواد يظنها الطالب بانه لا يحتاج إليها في حياته العملية ولا يحتاج حتى إلى معرفة علماء أفنوا حياتهم في تطوير هذه اللغات في أثناء تأديته الوظيفة التي يحصل عليها.
فهل ستكون وزارة التعليم العالي وجامعاتها معنية بوجوب توعية الطلبة بإختيار ما يناسب مستوياتهم العلمية وتعريفهم بان هذه الأقسام ليست معاهداً لتعليم اللغة أم ستكون مهمة وزارة التربية بالتركيز على تحديث مناهجها مرة ثانية في سبيل جعل الطلبة أكثر إتقاناً للغة، ليكونوا مؤهلين في إختيار ما يناسب مستواهم الدراسي وثقافتهم العلمية.
فهل ستكون وزارة التعليم العالي وجامعاتها معنية بوجوب توعية الطلبة بإختيار ما يناسب مستوياتهم العلمية وتعريفهم بان هذه الأقسام ليست معاهداً لتعليم اللغة أم ستكون مهمة وزارة التربية بالتركيز على تحديث مناهجها مرة ثانية في سبيل جعل الطلبة أكثر إتقاناً للغة، ليكونوا مؤهلين في إختيار ما يناسب مستواهم الدراسي وثقافتهم العلمية.
اترك رد