عنوان الفعالية: المؤتمر الدولي التنوع الثقافي وقضايا الهوية
تاريخها: (5- 7 ديسمبر 2017م
نوعها: دولية
التصنيف: مؤتمر
الإشكالية، الأهداف، المحاور والضوابط:
أعادت المتغيرات السياسية في السنوات الأخيرة طرح إشكاليات عديدة، ولكن أهم هذه الإشكاليات تتمثل في السؤال الذي يلح على الفرد والمجموع في لحظات العصف الكبرى المرتبط حتما بالهوية، وهو سؤال مشدود للانتماءات والاختلافات الأيديولوجية والثقافية، حيث وجدت المجال مفتوحا للتعبير ولإعادة تشكيل هويتها الخاصة.
هذا التوجه الكاشف عن التنوع بحاجة ماسة -حتى لا يحدث تفكك للدول والهويات الصلبة- إلى إعادة التمسك بمفهوم المواطنة، لأنه السياج الحامي للنزاعات العديدة التي قد تتشكل مشدودة في لحظة تشكلها واستمرارها إلى تراتب ديني أو عرقي أو بيولوجي.
فالتنوع الثقافي يشير إلى تعدد توجهات الأفراد داخل المجتمع الواحد، ولديهم ثقافات متنوعة، ولكنهم-في الوقت ذاته- مشدودون إلى إطار عام يستطيع أن يكيف هذا التنوع داخل الوحدة التي تشكل في النهاية الهوية الثقافية لهذا المجتمع، ومن هنا قد تتطابق الهوية مع الثقافة بمعناها الواسع، فأهم ما يميز هوية أي شعب قدرتها على صياغة جديلة كاشفة عن التنوع داخل الوحدة، بحيث تغدو مركزا جامعا لتلك الاختلافات. فالثقافة في رأي إدوراد بيرنت هي ذلك الكل المركب الذي يشمل المعرفة والمعتقدات والفن والأخلاق والقانون والعرف، وكل المقدرات والعادات التي يكتسبها الإنسان من حيث هو عضو في المجتمع.
في ظل هذا الفهم نجد أن كل الثقافات الإنسانية تسعى إلى الحفاظ على هويتها التي تعطيها طابعا مميزا عن الثقافات الأخرى، ومن ثم كان وجود هذا الصراع بين هذه الثقافات حتميا، لأن هناك بعض القوى العالمية – انطلاقا من فكرة العولمة في سياقها الاقتصادي ومحاولة تطبيق وإسدال النسق الاقتصادي على الثقافي- تحاول فرض نموذجها الثقافي على جميع الثقافات، وتجلى ذلك التوجه في الحديث عن(أدب عالمي) في مقابل(أدب قومي)، بوصفه الأدب المهيمن الذي تلتف حول منطلقاته ورؤاه الآداب الأخرى، بالإضافة إلى (ثقافة عالمة) في مقابل(ثقافة شعبية). ومن هنا تشكلت الصراعات الثقافية في حدود ذلك التقسيم، خوفا من تلاشي بعض الثقافات في ظل هيمنة نسق ثقافي وحيد، ولإعادة النظر في حتمية التنوع الثقافي، بوصفه مكونا أساسيا للحقوق الإنسانية وللمساواة دون تحيز أو تراتبية مشدودة إلى أي اختلاف ديني أو عرقي أو مذهبي.
وإذا كان هذا الصراع موجودا بين الثقافات العديدة مثل الثقافة الأوربية والعربية بوصفهما إطارين كبيرين، فإن داخل كل ثقافة وداخل كل بلد من بلدانه يوجد توجهات ثقافية مشدودة إلى جذر عرقي أو ديني أو قبلي، ويتشكل هذا الصراع عبر اللحظات الزمنية المختلفة قديما وحديثا، وفقا لسياق عام يؤثر بالضرورة في آليات ظهورها وتجليها بشكل حاد يكشف عن الاختلاف أو بشكل قائم على الحوار، بحيث يذوب الصراع ويصبح التنوع والاختلاف مصدرين لثراء الثقافة الوحيدة.
فالتعدد الثقافي في أي قطر وفي أي لحظة زمنية يمكن أن نرصد له مجموعة من التجليات، وهي تجليات نابعة من آلية التعامل مع الآخر ومدى تقبله، فالنظرة الأولى تتمثل في التعامل معه على أنه المباين والمغاير، وفي إطار تلك النظرة تتشكل ملامح الصراع والتناحر، أما النظرة الثانية فتتشكل في إطار استحضار فكرة الإنسان، وفي حدودها يتمتع الآخر بالحقوق والمساواة، وفي إطار تلك النظرة تتجلى كل ثقافة في إطار سياقها المتفرد والمختلف ومشروعية الوجود والنمو بجوار مثيلاتها، وتأتي النظرة الأخيرة من خلال إسدال منهجية وحتمية الحوار التي تكفل التنوع الخلاق الذي يولد ويسهم في صناعة الحضارة.
فالتعدد الثقافي إذا وصل – خروجا من المأزق القبلي والعرقي والديني والمذهبي- إلى مرحلة المشاركة والتفاعل الخلّاق الذي يضفي إطارا من الوحدة ذات المركز الصلب في قدرته على تجميع الخيوط المتباينة يشدنا إلى مبدأ أساس هو مبدأ الوطنية الذي يتعاظم على التناحر والصراع، وتذوب في إطاره الدعوات المتشددة، ويغدو التعدد في إطار شمولية هذا المبدأ وقوته رافدا مهما من الروافد العديدة المكونة للهوية الثقافية، لأنه يحمل في طياته تقليما وتوجيها مستمرين لفكرة التراتب العرقي أو الديني أو المذهبي، ويشكل مدخلا حقيقيا لإسدال الحوار، وإحلال التنوع في ظل المقاربة الفاعلة للدرس والتحليل، ومن ثم البحث في إطار المساواة المشدودة إلى فكرة الإنسانية في تجليها العميق.
الحديث عن الثقافة أو التنوع الثقافي لا ينفصل بالضرورة عن الحديث عن الهوية، ففي بعض الأحيان تتبادل بعض المفاهيم وتتقاطع في دلالتها، فالهوية في جوهرها هي مجموعة من المعطيات الثقافية التاريخية واللغوية والتراثية، والسبب المباشر في تصدر سؤال التأمل الذاتي الخاص بالهوية بكل بلد هو ذلك الاتصال الثقافي مع الآخر، فأصبح هذا السؤال حتميا بعد وجود مصطلح العولمة.
ولا شك أن هناك أحداثا قديما وحديثا شكلت لحظة عاصفة، تعيد السؤال الخاص بالهوية إلى صدارة البحث، وخضوعه للمقاربة لتكوين سياج حام للأنا الجمعية، وتعيد التنميط لرؤية وآلية التعامل مع الآخر، أهمها على سبيل المثال الحروب الصليبية، ومحاكم التفتيش وتهجير الموريسكيين قديما، والحرب على العراق وبعض الدول في العصر الحديث.
إن الهدف الأساسي من عقد هذا المؤتمر مقاربة هذه اللحظات الخاصة بسؤال الهوية، في إطار الوعي بالتعددية الثقافية، وطبيعة النظر إلى الاخر، ومحاولة التعالي على الصراع والتناحر. فالتعددية الثقافية في تجليها الفاعل مشدودة إلى مرحلة الحوار، أي التواصل الثقافي في إطار الانتماء إلى الإنسانية بوصفها الجوهر الحقيقي للعلاقات الفردية والدولية، لأن الانتماء إلى الإنسانية- في تجليه العميق- يفقد كل الانتماءات والنعرات العرقية الأسس الجوهرية التي شكلت ميراثها الطويل. وهذا الانتماء بالضرورة لا يتوجه نحو محوها، وإنما فقط يحاول إدراجها في سياق عام يهدهد النعرات اليمينية في كل ثقافة أو توجه على حدة، بحيث لا تشكل عقبة أمام فرص الحوار بين الثقافات العديدة، ذلك الحوار القائم على المساواة وليس على التراتبية.
وبوسعنا أن نشير إلى حالة واحدة من هذه الحالات الثقافية القائمة على الحوار، وهي تشكل النمط الأعلى للحوار الحضاري والثقافي للثقافة العربية مع الثقافات الأخرى. ففي العصر العباسي غدت المواطنة واللغة والمكان هي الفيصل في الانتساب للعروبة، وفي ظل هذا التنوع الثقافي شديد الخصوصية تشكلت الأسس الأولى للعلوم العربية من لغة وأدب وفقه وتفسير وفلسفة ومنطق.
إن الدعوة إلى الإنسانية في تجليها العميق ليس معناها في الحقيقة إهمال الخاص الذي يمنح الهوية أو الثقافة طابعها المتفرد، وإنما معناها في الأساس محاولة جادة للاندماج مع كيانات وثقافات وهويات أخرى. هذا الاندماج الذي يقضي على الانعزال، ويهشم اليقين بالاستنامة إلى ما لديّ، ويوجه النظر إلى المتاح لدى الآخرين فيجعلنا نعاين الآخر بشكل مغاير، لا يقوم على الصراع، بل على الحوار على بساط متساو دون تراتبية أو نعرات عرقية يمينية.
الهدف الأساسي من المؤتمر يتجلى في ضرورة ترسيخ مفهوم واسع ومرن لفكرة المواطنة، وهي لمرونتها واتساعها قادرة على استيعاب التنوع الثقافي، فالمواطنة مشدودة للإنساني في مداه الرحب، لتأكيد آليات التوافق والانسجام والتعايش السلمي بعيدا عن الأيديولوجيات والرهانات الضيقة للانتماءات المذهبية والدينية والاجتماعية.
أهداف المؤتمر
– نشر ثقافة التسامح والبعد عن التعصب.
– الإصرار على ثقافة الحوار وتقبل الآخر.
– تجسير الهوة بين التنوع الثقافي باعتباره حاجة ملحة والتمسك بشروط الهوية المنعزلة الخالصة.
– التأكيد على مرونة الهوية لفقد واكتساب منطلقات جديدة.
– تفعيل قيم المواطنة والانتماء المشترك والتعايش السلمي.
– العمل في إطار التنوع والتفاعل الإيجابي الخلّاق.
– ترسيخ مفهوم الوحدة الوطنية.
– العمل على ترسيخ حقوق الإنسان.
– الاهتمام بالأفكار الجديدة، والمبادرات، وتفعيل العلاقات من أجل تشجيع المشاركين على الانخراط في مؤتمرات فكرية مستقبلية.
– ارتباط التنوع الثقافي بالمجتمع ودور هذا التنوع في بناء إطار سميك بعيدا عن الاختلاف والصراع.
– الإسهام في رؤية مشتركة لتضامن المجتمعات البشرية.
محاور المؤتمر
المحور الأول (الأدب والنقد) (الهوية الفنية وتعريب الأشكال الغربية):
– تأسيس الهوية الفنية للرواية وتمثل الشكل.
– قصيدة النثر وأفق التجاوز.
– الأدب والخصوصية الثقافية.
– الرواية التاريخية ونسق الهوية.
– الأصالة والمثاقفة وتمثل الأنواع الأدبية.
– شبكات التواصل الاجتماعي ونظرية الأجناس الأدبية
– إشكالية التجنيس وصيرورة الأنواع الأدبية
المحور الثاني (التاريخ والحضارة) (نظريات كتابة التاريخ)
– تحولات الكتابة التاريخية.
– التاريخ ومفهوم الهوية.
– ما بعد الحداثة والكتابة التاريخية.
– الهوية العربية والحملات الصليبية.
– الحضارة والثقافات العابرة للحدود.
– التنوع الثقافي وحوار الحضارات.
– الموريسكيون ومشكل الهوية.
– صورة العالم العربي والإسلامي في الحضارات الأوروبية.
المحور الثالث (اللغة والنحو) (التنوع اللغوي وأثره في العلوم العربية)
– التنوع اللغوي وأثره في تشكيل العلوم العربية.
– الهوية والتعددية اللغوية.
– التقعيد النحوي وسلطة تشكيل الهوية.
– إشكالية الهجنة اللغوية وأثرها.
– الهوية والازدواجية اللغوية (الفصحى والعامية).
– التقعيد اللغوي وحماية الهوية.
المحور الرابع (التنوع الثقافي وأثره في علوم الشريعة والفلسفة)
– التنوع الثقافي والمدارس والاتجاهات الفقهية.
– التقريب بين المذاهب وأسباب الاختلاف الفقهي.
– أثر التعددية الثقافية في اتجاهات المفسرين.
– التنوع الثقافي ودوره في التشريع والقوانين المعاصرة والمواثيق الدولية.
– التنوع الثقافي وأثره في تشكيل المذهبية الفكرية والفلسفية.
المحور الخامس (مشكل الهوية في سياق العولمة)
– الهويات الثقافية والسياقات الحضارية.
– النزوع الإنساني وأفق الحوار.
– التنوع الثقافي في العصر الرقمي ووسائل الاتصالات الحديثة.
– التنوع الثقافي بين المحلي والكوني.
المحور السادس (الكتابة النسوية وإشكاليات التهميش)
– الرواية النسوية ومشكل الهوية.
– الشعرية النسوية في التراث الشعري.
– الكتابة النسوية واستعادة سلطة التمثيل.
البحث ومواصفاته
1. ترسل البحوث العربية بخط simplified بنط 14 للمتن و12 للحاشية، والبحوث الإنجليزية بخط Times New Roman بنط 12 للمتن و10 للحاشية.
2. مقاس الصفحة 14×21سم.
3. آخر موعد لإرسال ملخصات البحوث نهاية أكتوبر 2017م
4. آخر موعد لإرسال البحوث كاملة منتصف نوفمبر 2017 م
5. لا يزيد عدد صفحات البحوث عن 25 صفحة، ويكون حساب كل صفحة زائدة 10 دولارات و20 جنيها مصري للصفحة .
رسوم الفعالية؟: نعم
تفاصيل الرسوم (مطلوب وهام):
نوع المشاركة —– للمصريين داخل ج. م.ع —- من الخارج
أعضاء هيئة التدريس، والهيئة المعاونة من الكلية المشاركة مجانًا
المشاركة ببحث 1000 جنيه مصري 400 دولارا أمريكيا
المشاركة بالحضور فقط 500 جنيه مصري 150 دولار أمريكي
طلاب الدراسات العليا ( الماجستير والدكتوراه )
المشاركة ببحث 750 جنيه مصري 300 دولار أمريكي
طلاب الدراسات العليا ( الماجستير والدكتوراه )
المشاركة بالحضور فقط 350 جنيه مصري 100 دولار أمريكي
إقامة المُرافق كاملة (1500 جنيه مصري أو 100 دولار أمريكي )
مواعيد مهمة:
آخر موعد لإرسال الملخصات نهاية أكتوبر 2017
أخر موعد لإرسال البحوث كاملة منتصف نوفمبر 2017
الجهة المنظمة: جامعة حكومية
تعريف الجهة المنظمة: كلية دار العلوم- جامعة الفيوم جمهورية مصر العربية
المؤتمر رعاية الأستاذ الدكتور خالد إسماعيل حمزة رئيس جامعة الفيوم
الأستاذ الدكتور أشرف رحيل نائب رئيس الجامعة
وإشراف الأستاذ الدكتور صابر مشالي عميد الكلية
الأستاذ الدكتور عادل الدرغامي وكيل الكلية للدراسات العليا والبحوث
اسم المضيف: كلية دار العلوم جامعة الفيوم
التسجيل في المؤتمر
[contact-form-7 id=”54821″ title=”المؤتمر الدولي التنوع الثقافي وقضايا الهوية”]
اترك رد