د. يونس جبريل حسن: المحاضر بجامعة القلم بولاية كاتشنا – قسم الدراسات الإسلامية – جمهورية نيجيريا
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل: “يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سدسداً, يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً. [الأحزاب الآية 70-71] والصلاة والسلام على الرحمة المهداة للعالمين, وعلى ءاله وصحابته الهدات المهتدين.
وبعد:
لقد كان مجتمع العرب قبل الإسلام هو مجتمع المفاخرة والمنافرة بالحق أو بالباطل, وكان الشعر فيه للمدح والهجاء أكثر من الأغراض الأخرى , وعندما جاء الإسلام علم الرسول صلى الله عليه وسلم فن الاتصال بالناس, فبينما كانت المفاخرة والمنافرة في صفوف المشركين يوم بدر قد أخذت حيزا كبيرا من اتصالهم بالناس كان الرسول صلى الله عليه وسلم أبعد الناس عن الهجاء السياسي وهو يقوم بالإعداد المعنوي لجند الإسلام في بدر , ويوم فتح مكة دخل الرسول صلى الله عليه وسلم خاشعا لله حامدا شاكرا لنعم ربه عليه , هذا الأسلوب هو غاية ما يطمح إليه رجال الإعلام والاتصال بالجماهير, يقول الدكتور عبد الرحمن الشبيلي في معرض حديثه عن الإذاعات الدولية : ( عهدنا بهذه الإذاعات منذ الحرب العالمية الثانية وقبيل قيامها وأثناء اشتعالها أنها كانت مرجا للشتائم وبث الكراهية والبغضاء وكان الأمل عند انتهاء الحرب أن تتوقف تلك المظاهر غير الإنسانية ولكنها استمرت واتخذت بين المعسكرات المتنافسة وسميت بالحرب الباردة والحرب النفسية, وهي على أي حال لا تهدي إلى طريق السلام, وزاد الطين بلة أن بعض الإذاعات راحت تدعو إلى تخريب الحضارات القائمة على الدين والشرع, هكذا بدل أن تكون الإذاعات بحكم طبيعتها المناسبة المقربة أداة خير ووئام وسلام وتوجيهية أصبحت أداة حرب وتخريب شر, نحن في العالم العربي هل سخرنا الإذاعات لنشر كلام الله وشرح تعاليم الدين وعرض صفحات التاريخ الإسلامي ؟ إذا نظرنا إلى مجموع الإذاعات العربية ككل سنجد أن ذلك ليس إلا بمثابة القطرة في البحر )
ولذا فإنه جدير برجال الإعلام أن يأخذوا بهذا الأسلوب الفعال في الخطاب الإعلامي النبوي الذي كشفت عنه الدراسة التحليلية لخطب النبي صلى الله عليه وسلم وأكدت أهمية الدراسات الإعلامية المعاصرة وفاءه بالواجب وأداء لأمانة البلاغ المبين وتأسيا بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
المبحث الأول: المسؤولية الأخلاقية
إن الأخلاق الفاضلة هي التي تحدد للإنسان سلوكه المستقيم, وترسم له طريقه إلى غايته , والرسول صلى الله عليه وسلم وهو الأسوة الحسنة والنموذج الأول القائم بالاتصال في الإعلام الإسلامي امتدحه ربه جل وعلا بقوله : { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } , وقال صلى الله عليه وسلم : « إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق » , وفي رواية البزار : مكارم الأخلاق.
وفي خطبة الصفا شهد المجتمع القرشي في مكة بصدق الرسول وأمانته مع شدة مخالفتهم له وحرصهم على معارضته فهو عندهم الصادق الأمين لذا قالوا : ( ما جربنا عليك إلا صدقا ) , وفي الرواية الثانية : ( ما جربنا عليك كذبا ) .
لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم على الخلق الذي أراد له ربه أن يكون عليه, فكانت أخلاقه هي أخلاق الإسلام يمثلها, فكان كما روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : « فإن خلق النبي صلى الله عليه وسلم كان القرآن » , وصبغ بهذا الخلق الرفيع صحبه الكرام فكانوا أحسن الناس أخلاقا في اتصالهم بالناس , كما تعلموا من الرسول صلى الله عليه وسلم في مواقفه الاتصالية وغيرها.
فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم صادقا , عدلا في قوله للقريب والبعيد, للصديق والعدو, رفيقا رحيما حتى مع الكفار الذين كتبت عليهم الشقاوة, يدعوهم بأحب الأسماء إليهم في خطبة الصفا, ويحترمهم مع أنهم أحقر شأنا لأنه بعث رحمة للعالمين, وهو في هذا ينطلق من هدي القرآن الكريم, ويطبق أخلاقه, فهو المصدر الفذ المعصوم الذي يعرف منه حسن الخلق من قبيحه, والذي يربط الإنسان بمثل أعلى يرنو إليه ويعمل له, وهو الذي يحد من أنانية الفرد ويكف من طغيان غرائزه وسيطرة عاداته, ويربي فيه الضمير الحي الذي على أساسه يرتفع صرح الأخلاق التي تقيم العدل فيما يصدر عن القائم بالاتصال من أحكام, أو تحفظ أمانة الكلمة وتصونها وترعى أخلاقيات العمل الإعلامي, لا الفلسفة المادية للأخلاق في الحضارة الغربية التي لا يمكن أن توجه الرأي العام, فأي فلسفة أخلاقية تلك التي ينبغي أن يتبعها القائم بالاتصال ولكل فيلسوف مذهب وكل مذهب له مقاييسه ومعاييره, أيأخذ بفلسفة المنفعة التي نادى بها وليم جمس وغيره, أم فلسفة اللذة التي نادى بها (أريستيت) و (أبيقور) , أم فلسفة القوة التي نادى بها (نيتشه) أن فلسفة الواجب التي نادى بها (كانت) ؟.
ثم ما الجزاء الذي يناله المرء على استمساكه بفضائل الأخلاق ؟ أهو جزاء يقنع العقل ويرضي النفس أم هو سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ؟
المبحث الثاني: أخلاقيات الإعلام في النظام العالمي المعاصر
قد أفلست أخلاقيات الإعلام في النظام العالمي المعاصر , فقد جاء في مبادئ جمعية الصحف الأمريكية ما نصه : ( إن صحفنا تنشر الأخبار بغض النظر عن مصلحتنا الخاصة, إننا لا نقدم معالجة مواتية للأخبار المتعلقة بالمعلنين عندنا مجاملة لهم, ولا نجامل أيضا جماعات الاهتمامات الخاصة كما أننا نغطي الأمور المتعلقة بنا وبموظفينا وعائلاتهم بنفس المعايير التي نطبقها على المؤسسات الأخرى وعلى الأفراد الآخرين, إننا نقوم بتعريف أنفسنا ومؤسساتنا لهؤلاء الذين نحصل منهم على المعلومات لنشرها, ونحن لا ننقل أبدا عمل أي شخص آخر وننتحل شخصيته في عملنا.
ولكن واقع العمل الإعلامي شيء آخر تماما غير هذه المبادئ؛ وذلك لأن وسائل الإعلام وسائل محايدة لا توجه, وإنما الذي يوجه هو الإنسان فهو الذي يحملها ما يريد من القيم والأفكار والاتجاهات, وقد أثبتت الدراسات العلمية أن الأشخاص في الولايات المتحدة يكذبون, وأن نسبة الكذب بينهم 91% من الذين سجلتهم الدراسة, والنتيجة أن كل فرد من أفراد الشعب الأمريكي يكذب بنسب متفاوتة, يكذبون في كل صغيرة وكبيرة وأسباب هذا الكذب تافهة ولا مبرر لها.
وكان من نتائج المؤتمر الذي نظمه مجلس الشؤون العالمية في شمال كاليفورنيا موضوعه وسائل الإعلام والرأي العام : أن وسائل الإعلام تستخدم قوتها الضخمة لخدمة مصالح ملاكها الذين يروجون لوجهات النظر المعارضة أو يقللون من شأنها, كما أن وسائل الإعلام تهدد الأخلاق العامة بالخطر.
وعلى الرغم من النجاح المهني الذي حققه كل من (ليرنستاين) و (ووداورد) في كشف فضيحة (ووترجيت) فإنهما اتبعا العديد من الخطوات غير الأخلاقية في سبيل تحقيق هذه النتيجة, ومن هذه الخطوات غير الأخلاقية الكشف عن سرية أحد المصادر الرئيسية المباشرة من أجل التأكد من دقة المعلومات, والبحث عن معلومات من المحلفين, وهذا غير جائز قانونا, واستخدام العديد من أساليب التحايل لتجنب التعرف عليها, أو الإمساك بهما أي أنهما استخدما أساليب غير أخلاقية.
ثم أين الحيدة في الإعلام الليبرالي الأمريكي الذي زعمها في مبادئه الأخلاقية إذا كانت الحكومة الفيدرالية الأمريكية تسيطر على النشر مساحة نحو 132000 مم, يعمل تحت سقفه 6200 موظف, ويتبع له حوالي 100 مطبعة, وله أيضا 300 منشأة طباعية في وكالات حكومية أخرى وهذا التنوع المدهش للمطبوعات والطاقة التي تعرفها الحكومة؛ ترويجها وتوجيهها للفكر يمثل نقطتين خطيرتين, الأولى أن كل صغيرة وكبيرة في حياة المواطن الأمريكي تعتبر الحكومة الفيدرالية طرفا فيها لأنها أصبحت كلية للمعرفة, والنقطة الثانية أن الحكومة الفيدرالية أصبحت المصدر الرئيسي للمعلومات حول أي موضوع يمكن تخيله, وهذا يعني التحكم في الموقف والسيطرة عليها بما يعرف بالتسلط الديموقراطي.
وبعرض هذه الأخلاقيات الإعلامية على المسؤولية الأخلاقية للقائم بالاتصال في الإعلام الإسلامي نجد أن المسؤولية الأخلاقية في واقع الإعلام المعاصر مجرد طموحات وآمال ليس لها شواهد في واقع الممارسة العملية, أما أخلاقيات الإعلام الإسلامي فإنه يؤكدها الخطاب الإعلامي في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم , وتطبيق هذه الأخلاقيات في عهد الخلافة الراشدة والعهود الإسلامية بعد ذلك .
المبحث الثالث: أخلاقيات الإعلام والديمقراطية
تتواجد علاقة خاصة جدًا بين الإعلام والحكومة في الدول الديمقراطية. فعلى الرغم من أن حرية التعبير قد تكون منصوص عليها في الدستور ولها تعريف قانوني محدد ويتم تنفيذها وفقه، فإن ممارسة حرية التعبير بواسطة الصحافيين من الأفراد هو أمرًا يرجع إلى الاختيار الشخصي والأخلاقيات. تستند الحكومات الديمقراطية الحالية إلى تمثيل المئات للملايين. ويجب تواجد قنوات اتصال فعالة بينهم وبين ناخبيهم وذلك ليكون الممثلون عرضة للمسائلة، وحتى تتميز العمليات الحكومية بالشفافية. اليوم، تتكون هذه القنوات بشكل رئيسي من وسائل الإعلام العامة، لدرجة أنه إذا اختفت حرية الصحافة كذلك ستختفي غالبية المساءلة السياسية. وفي هذا المجال، يتم دمج أخلاقيات الإعلام بقضايا الحقوق المدنية والسياسة. تتضمن القضايا:
1- تقويض المصالح المالية لاستقلالية الإعلام.
2- رقابة الحكومة للإعلام لجمع الاستخبارات ضد شعوبها.
المبحث الرابع: فاعلية الإقناع في الاتصال الإسلامي
يستطيع من يتأملها أن يدرك بوضوح وجلاء فاعلية الإقناع في الاتصال الإسلامي الذي كان الأساس المتين لانتشار الإسلام، وإعلاء كلمة الله في الأرض، وقيام الحضارة الإسلامية كحضارة عالمية في فترة وجيزة؛ وذلك لما للرسالة الإعلامية في الإسلام المهتدية بهدي النبي صلى الله عليه وسلم من أثر في نفوس الناس فقد انتظمت دعوة الإسلام شعوبا كثيرة تتباين في أصلها وعقائدها ومواريثها الفكرية والثقافية فآمنت بالإسلام واستقر في عقولها ووجدانها وعاشت به حتى يومنا هذا، كيف لا والمثل الأعلى لرجل الاتصال المسلم هو الرسول صلى الله عليه وسلم الصادق الأمين، وحري بنا ونحن نؤصل للإعلام الإسلامي أن نستقي من فيض هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الاتصال الذي شهد الله تعالى له بالخلق العظيم، قال الله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} وقال عز من قائل: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا – وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} وقال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}
المبحث الخامس: أسلوب التعامل مع النفس البشرية
لقد كان هدف الخطاب النبوي هو الوصول بالدعوة إلى الإيمان بها إيمانا لا يقف عند حد التصديق والإقناع الفكري والوجداني بما يعرض من الأفكار بل يتعدى ذلك إلى الطمأنينة النفسية التي تحمل على العمل بمقتضى هذا الإيمان وأحكام العمل والحكم عليه بمقتضى هذا الإيمان وما جاءت به شريعة الإسلام من قيم ومثل وأحكام وإن خالف ذلك مقتضى الأهواء والشهوات والتقاليد والعادات .
لذلك كان الخطاب الإعلامي في الخطب النبوية يخاطب عقل الإنسان بما له من قوة الإدراك والتمييز بين الخير والشر, والحق والباطل, والمصلحة والمفسدة, ويخاطب الوجدان باعتباره وعاء الإحساس والمشاعر ويخاطب إرادة الإنسان الحرة باعتبار ما تتخذه من قرارات هو النتيجة النهائية للاستجابة التي يبني عليها قبول الخطاب أو رفضه. كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص أشد الحرص على أن يكون الخطاب مناسبا للناس على تفاوت عقولهم وأفهامهم وجوارحهم وقلوبهم.
وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستلهم هذا الأسلوب البليغ الفعال في عملية الإقناع من هدي القرآن الكريم , إذا أسلوب التعامل مع النفس الإنسانية بكل جوانبها من أساليب القرآن الكريم.
هذه نماذج من أساليب القائم بالاتصال في الإعلام الإسلامي المرتبطة بسداد المنهج, غير أن ما ينبغي إدراكه بوضوح هو أن الأسلوب يحدد بناء على ما يقتضيه الظرف الاتصالي وطبيعة الجمهور المستهدف وخصائصه.
المبحث السادس: الالتزام باتباع المنهج والرغبة في اكتساب ثقة الغير
لا يكفي للمصدر المقنع أن يكون صادقا وأمينا في قوله وبيانه, قادرا على كسب ثقة الجمهور المتلقي, سديد المنهج بارعا في استخدام الأساليب الفنية للإقناع بالرسالة الإعلامية في إطار معرفته بالظرف الاتصالي وما يناسبه, ملتزما بالمسؤولية الأخلاقية للقائم بالاتصال في الرؤية الإسلامية, وإنما لا بد أن يجمع مع ذلك كله أن يكون القائم بالاتصال عاملا بما يدعو الناس إليه من معتقدات وأفكار وآراء, ففاقد الشيء لا يعطيه, وقد كشفت الدراسة التحليلية للجوانب الإعلامية في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم وخاصة في خطبة حجة الوداع أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان أول مطبق لما كان يدعو إليه من مبادئ سياسية واقتصادية, فقد أعلن الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبة حجة الوداع هدر دماء الجاهلية, فقال صلى الله عليه وسلم : « ألا إن كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع, وربا الجاهلية موضوع, وإن أول ربا أبدأ به ربا عمي العباس بن عبد المطلب, وإن دماء الجاهلية موضوعة, وأول دم أبدأ به دم ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب» . وهذا الشرط للمصدر المقنع تؤكده الدراسات العلمية للإقناع, وهناك العديد من الشروط الأخرى التي يختلف تأكيدها لعملية الإقناع من مجال إلى آخر تبعا للظرف الاتصالي, وإنما هذه أهم الشروط في الجملة.
الخاتمة وأهم النتائج:
الصدق هو الدافع لأدبيات التعامل مع (المادة) الاعلامية، فالحقيقة هي المحورالمحرك للاعلامي والوصول اليها ليس عن الطرق الملتوية ولا القصيرة المشوبة بما يخدش دقتها وصدقها وواقعيتها. بل يمكن الوصول اليها عن طرق صعبة ولكن سليمة تكون مدعاة السرور وجلب الاطمئنان الى التميز ومقارنة العمل من شخص الى آخر في مجال المصدر صحيفة كانت او اذاعة او تلفازا.. دلك لان الوسائل الاعلامية تسعى الى الوصول الى الحقائق عند الناس او في واقع الوقائع ضمن بيئتها وازمانها. ولان الحقائق ليست دوما في متناول من يريدها فلابد من الوصول الى مصدرهابشتى الطرق وفي دلك جهد ومشقة.
أما النتائج التي توصلنا اليها فهي:
1- لقد كشفت الدراسة التحليلية لخطب النبي صلى الله عليه وسلم وأكدت أهمية الدراسات الإعلامية المعاصرة وفاءه بالواجب وأداءه لأمانة البلاغ المبين.
2- إن الأخلاق الفاضلة هي التي تحدد للإنسان سلوكه المستقيم, وترسم له طريقه إلى غايته, والرسول صلى الله عليه وسلم هو الأسوة الحسنة والنموذج الأول القائم بالاتصال في الإعلام الإسلامي امتدحه ربه جل وعلا بقوله : “وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ”
3- إن وسائل الإعلام المعاصرة وسائل محايدة لا توجه, وإنما الذي يوجه هو الإنسان فهو الذي يحملها ما يريد من القيم والأفكار والاتجاهات.
4- وقد أثبتت الدراسات العلمية أن الأشخاص في الولايات المتحدة يكذبون, وأن نسبة الكذب بينهم 91% من الذين سجلتهم الدراسة, والنتيجة أن كل فرد من أفراد الشعب الأمريكي يكذب بنسب متفاوتة, يكذبون في كل صغيرة وكبيرة وأسباب هذا الكذب تافهة ولا مبرر لها.
5- إن ممارسة حرية التعبير بواسطة الصحافيين من الأفراد هو أمرًا يرجع إلى الاختيار الشخصي والأخلاقيات. تستند الحكومات الديمقراطية الحالية إلى تمثيل المئات للملايين. ويجب تواجد قنوات اتصال فعالة بينهم وبين ناخبيهم وذلك ليكون الممثلون عرضة للمسائلة، وحتى تتميز العمليات الحكومية بالشفافية. اليوم، تتكون هذه القنوات بشكل رئيسي من وسائل الإعلام العامة، لدرجة أنه إذا اختفت حرية الصحافة كذلك ستختفي غالبية المساءلة السياسية. وفي هذا المجال، يتم دمج أخلاقيات الإعلام بقضايا الحقوق المدنية والسياسة.
6- ولقد كان هدف الخطاب النبوي هو الوصول بالدعوة إلى الإيمان بها إيمانا لا يقف عند حد التصديق والإقناع الفكري والوجداني بما يعرض من الأفكار بل يتعدى ذلك إلى الطمأنينة النفسية التي تحمل على العمل بمقتضى هذا الإيمان وأحكام العمل والحكم عليه بمقتضى هذا الإيمان وما جاءت به شريعة الإسلام من قيم ومثل وأحكام وإن خالف ذلك مقتضى الأهواء والشهوات والتقاليد والعادات .
المصادر والمراجع:
النور الخالد, محمد صلى الله عليه وسلم مفخرة الإنسانية/محمد فتح الله كولن, ترجمة اورخان محمد علي/دار النيل للطباعة والنشر, جمهورية مصر العربية/الطبعة 1435هـ- 2014م
الجوانب الإعلامية في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم/سعيد بن علي ثابت/ وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد/المملكة العربية السعودية, 1417ه
مذكرة الإعلام الدولي/د . عبد الرحمن الشبيلي/ القسم الإعلامي بجامعة الملك سعود/ طبعة : دار المعارف , بدون تاريخ
مجمع الزوائد ومنبع الفوائد/ الهيثمي,/جـ9/ بيروت : مؤسسة المعارف ,/1406هـ
الإيمان والحياة ,/ د . يوسف القرضاوي,/بيروت : مؤسسة الرسالة,/ 1405هـ
مبادئ الإعلام الإسلامي ,/ د . محمد منير حجاب,/ طبعة 1982م
أخلاقيات الصحافة,/ جون لهاتلنج, ترجمة كمال عبد الرءوف,/ القاهرة : الدار العربية للنشر والتوزيع,/ 1993م
يوم أن اعترفت أمريكا بالحقيقة,/ جمس باترسون, و بيتر كيم, ترجمة د . محمد بن سعود البشر,/ ط 1,/ الرياض : بدون الناشر, 1414هـ
وسائل الإعلام في المجتمع الحديث,/ وليام ل وآخرون, ترجمة د . إبراهيم إمام,/ القاهرة : دار المعرفة, 1975م
أخلاقيات العمل الإعلامي دراسة مقارنة,/ د . حسن عماد مكاوي, / القاهرة : الدار المصرية اللبنانية,/ 1993م
الأكاذيب الرسمية كيف تضللنا واشنطن ؟,/ جيمس بينيت وتوماس ديلو, نينزو, ترجمة محمود برهوم ونقولا ناصر,/ الأردن : دار الفكر للنشر والتوزيع,/ 1993م
المتلاعبون بالعقول,/ هربرت أ . شيلر, ترجمة عبد السلام رضوان / الكويت: سلسلة عالم المعرفة رقم 106 , سنة 1407هـ
كيف تقنع الآخرين,/ عبد الله بن محمد العوشن,/ الرياض : دار العاصمة, 1414هـ
اترك رد