قال استاذ التخطيط الحضري بقسم الموارد الطبيعية والبيئة بكلية الدراسات العليا في جامعة الخليج العربي الأستاذ الدكتور أحمد الخولي أن المنطقة العربية ستكون ثاني المناطق الاكثر تضررا بسبب تغير المناخ، غير مستبعداً أن تؤدي نوبات طقس المتطرفة وانتشار الاوبئة وارتفاع منسوب البحر إلى المزيد من الوفيات المبكرة والامراض وتقود إلى تشريد الملايين.
وأوضح خلال ثاني اللقاءات الثقافية التي ينظمها “الصالون العلمي” بكلية الدراسات بالتعاون مع مركز الجامعة لخدمة المجتمع والاستشارات والتدريب والتعليم المستمر والتي كانت تحت عنوان “تخطيط وادارة المدن: أدوات للحد من اخطار الكوارث واثارها” أنه حسب تقرير للبنك الدولي أسفرت الكوارث الطبيعية عن خسائر اقتصاديه تقدر بنحو 370 مليار دولار في جميع انحاء العالم، مؤكداً أنه ومنذ الثمانينات تضاعف عدد الكوارث في جميع انحاء العالم، وخلال الفترة ذاتها تضاعف متوسط عدد الكوارث الطبيعية في اقليم الشرق الأوسط وشمال افريقيا ثلاث مرات تقريبا.
وأشار الدكتور الخولي خلال اللقاء إلى أن التحضر السريع في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا يزيد من احتمالات تعرض البشر والأصول الاقتصادية كالمنشاءات الحيوية والبنية التحتية والمرافق إلى الكوارث، سواء كانت طبيعية او ناجمة عن اخطاء بشرية، وقال: “تعيش غالبية السكان المنطقة العربية على بعد 100 كيلومترا من الساحل، فأغلب مدن الجزيرة العربية حول سواحل الخليج العربي وبحر العرب وخليج عدن والبحر الأحمر، تعتبر مناطق ساحلية قريبة من موقع المدن والانشطة الاقتصادية الرئيسية مثل الموانئ والمناطق الصناعية”.
وأضاف قائلاً: ” لتغير المناخ اثار سلبيه على المدن واقتصادها وسبل الترزق بها، وستكون المنطقة العربية ثاني المناطق الاكثر تضررا بسبب تغير المناخ، وبالرجوع إلى التقارير الدولية، فأن أكثر الكوارث تواترا في المنطقة العربية هي السيول والفيضانات والزلازل والعواصف الترابية وحالات الجفاف”، معزياً الزيادة في الكوارث، إلى هشاشة الانظمة البيئية في الوطن العربي وغياب اعمال الحد من اسباب الكوارث وكذلك الاستعداد والتأهب للعمل عند وقوع الكارثة، وكيفية التعامل معها حال وقوعها، واخيرا إعادة البناء والتأهيل بعد وقوع الكارثة.
وحسب الدكتور الخولي فان التخطيط الحضري يهدف الى تنميه المجتمعات المحلية من مدن وضواحيها من خلال تحديد الاستخدام الامثل لاستعمالات الأراضي وتنظيمها، وأشار إلى أن فشل التخطيط الحضري يعني عدم الاستعداد لمواجهة الظواهر الجوية المتطرفة، ويتسبب فشل البنية الاساسية في الخسائر الاقتصادية والاضطرابات الاجتماعية.
داعياً إلى وضع خطة بيئية للمستقرات البشرية لمعالجة الآثار الناجمة من تعامل الانسان مع الطبيعة، مما يمكن لمدراء المدن ان ينفذوا عدد من التدابير الانشائية مثل شبكات جمع مياه الامطار وصرفها بالإضافة الى تدابير غير الانشائية مثل تأسيس شبكة للإنذار المبكر والتحكم في استعمالات الاراضي وتوجيه العمران بعيدا عن مناطق الخطر بهدف التصدي للمخاطر، مثل الفيضانات والسيول، بطريقه متكاملة.
اترك رد