المؤتمر الدولي الأمم المتحدة والقضية الفلسطينية: تحديات وفرص

انطلقت يوم الاثنين 05 فبراير فعاليات المؤتمر الدولي، (الأمم المتحدة والقضية الفلسطينية: تحديات وفرص)، والذي تنظمه جامعة الإسراء تحت رعاية وزير التربية والتعليم الدكتور صبري صيدم، بفندق المشتل غرب مدينة غزة، وسط حضور كبير من قبل السياسيين والأكاديميين والباحثين والإعلاميين.

وحضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر ممثل الدكتور كمال الشرافي مستشارُ الرئيسِ لحقوق الإنسان، وممثلِ منظمةِ الأممِ المتحدة، وممثلِ منظمةِ التعاونِ الإسلامي، وممثل عن السفيرِ دياب اللوح – سفيرُ دولةِ فلسطين في جمهورية مصر العربية ومندوبُ فلسطينَ الدائم لدى جامعةِ الدول العربية والدكتور إبراهيم الحساينة – رئيسُ مجلسِ إدارة جامعة الإسراء، والدكتور عدنان الحجار الرئيسُ الفخريُّ للمؤتمر ورئيس الجامعة، والدكتور: أحمد الوادية رئيسُ المؤتمر، والدكتور علاء حمودة رئيسُ اللجنةِ التحضيرية، ووزراء ونواب ووكلاء ومدراء عامون ورؤساء جامعات وعمداء كليات وممثلو جامعات وقادةُ العملِ الوطني والإسلامي، ونخبة من الوجهاء والمخاتيرُ ورجالُ الإصلاح، إضافة إلى سياسيين وأكاديميين ومثقفين وإعلاميين.

وافتتح المؤتمر بتلاوة آيات عطرة من الذكر الحكيم تلاها الشيخ عماد حمتو، عميد المعاهد الأزهرية في قطاع غزة، ومن ثم السلام الوطني الفلسطيني.

بدوره، رحب الدكتور عدنان الحجار الرئيس الفخري للمؤتمر ورئيس جامعة الإسراء، بالحضور الكريم جميعاً وكل من ساهم بإنجاح فعاليات المؤتمر.

وأكد الدكتور الحجار، أن هذا المؤتمر (الأممُ المتحدةُ والقضيةُ الفلسطينيةْ: تحدياتٌ وفرصْ) لنْ يَكونَ”بُروتوكولياً” كعادةِ المؤتمراتْ؛ إنَّما سَيُؤسِّسُ لمؤتمراتٍ لاحقةْ، تُساهمُ في توفيرِ مرجعياتٍ فكريةٍ وبحثيةٍ واستراتيجيةٍ تخدم قضيتَنَا العادلةْ.

وأوضح أن الصرحُ الأكاديميُ المباركُ بعمرهِ الزمني القصير (جامعة الإسراء)، استطاعَ عَقْدَ هذا المؤتمرِ الكبيرْ، بهذا الزَّخَمِ الوطنيِّ والأكاديميِّ والإعلاميِّ والجماهيريْ، ليُدلِّلَ على أهميةِ ما نُؤمنَ به تجاهَ قضايانا الوطنيةْ، وأننا جزءٌ أصيلٌ من هذا الوطنْ الكبيرِ العظيمْ.

وأوضح، ان عقد هذا المؤتمرَ يهدف لإيصال رسالةً للعالمِ أجمعْ، أننا شعبٌ لهُ حقوقٌ لا تَسقطُ بالتَقادُمْ، وأننا أصحابُ قضيةٍ عادلةٍ لن يُغيّبهَا الظالمون مهما فَعلُوا.

وأكد على الدور المنوطَ بالمؤسساتِ الأكاديميةِ لا يَقْتصرُ على استقبالِ الطُّلابِ وتدريسِهمْ ثمَّ تخريجِهم، إنَّما يمتدُ إلى غاياتٍ أسمى من ذلكْ، على رأسِها تعزيزُ رسالةِ الصمودِ الفلسطيني، والتشبثِ بالحقوقِ الوطنيةْ، لأنَّ الوطنَ أغلى مِمَّا سِوَاهْ.

من جهته، أوضح الدكتور أحمد الوادية رئيس المؤتمر، أن هذا المؤتمر بكل مَحَاوِرِه وأبحاثِهِ والشخصياتِ الاعتباريةِ المُشاركةِ فيه من داخل قطاعِ غزةَ وخارجِه، لنُؤكِّدَ على دَوْرِنَا الرِّيَاديِّ والهَامِ في جامعة الإسراء في خدمةِ القضيةِ الفلسطينيةِ وخدمةِ الوطن؛ من خلال عملنا الأكاديميِّ والبَحْثِيْ.

وأشار إلى أن المؤتمر يأتي في ظروفٍ إقليميةٍ ودوليةٍ تَعْصِفُ بالقضيةِ الفلسطينيةِ وتؤثرُ على مكانَتِها على سًلَّمِ أولوياتِ المُجْتَمَعِ الدَّولي، لتكونَ لنا رسالةٌ بضرورةِ إعادةِ الاعتبارِ إلى القضيةِ الفلسطينيةِ، والتأكيدِ على الحقِ الفلسطيني الثابتِ في أرضهِ ودولتِهِ وعاصمتها القدسُ الشريفْ.

وأكد على أن المؤتمرَ يؤكد على أهميةِ الكفاحِ الدُّبلوماسي كأحدِ أدوات النِّضَالِ الفلسطيني المشروعِ الذي يَتَكَاملُ مع الكفاحِ المُسَّلَحْ الذي أقرّه القانونُ الدولي وَشَرَّعَهُ، لنصلِ إلى تحريرِ الأرضِ وإقامة الدولةِ الفلسطينيةِ وعاصمتها القدس الشريف.

وأوضح أنه تم تشكيل لجنة من مجموعة نخب فلسطينية لصياغة خارطة طريق فلسطينية لبناء استراتيجيةٍ وطنيةٍ للتعامل مع منظمةِ الأممِ المتحدة، استناداً إلى نتائجِ وتوصياتِ الأبحاث التي قُدِّمَتْ في هذا المؤتمر، تساند صناع القرار لاتخاذ القراراتِ المُناسبةِ.

وأكد أنه سيتم الإعلانُ عن هذه الخارطةِ في الجلسةِ الختاميةِ للمؤتمرِ غداً الثلاثاء، وفي اليوم التالي لاختتام أعمالِ المؤتمرِ سيتم التواصل مَعَ كُلِّ الجهاتِ ذات العلاقةِ على مستوى الرئاسةِ الفلسطينيةِ والفصائلِ والجامعاتِ ومؤسساتِ المجتمع المدني والمنظماتِ الإقليميةِ والدوليةِ لتسليمِهِمْ كُلَّ النتائجِ الصادرةِ عن المؤتمر.

في ذات السياق، أشار الدكتور أسامة أبو نحل رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، إنَّ الأممَ المتحدةَ ومنذ نشأتِها لعِبتْ أدواراً مُتباينةً بحقِّ القضيةِ الفلسطينية، وذلكَ بسببِ هيمنةِ الولاياتِ المتحدةِ الأمريكية على مُقدّراتِها لأسبابٍ عدّة، منها: وجودُ مقرِ هذه الهيئةِ الدوليةِ على أراضيها، وإسهامُها بنصيبٍ كبيرٍ من ميزانيتِها المالية. لذلكَ: كانَ لواشنطن دورٌ في توجيهِ هيئةِ الأممِ المتحدةِ للقبولِ بتوجهاتِها السياسيةْ، الأمرَ الذي جعلَ القضيةَ الفلسطينيةَ تُراوحَ مكانَها دونَ التوصّلِ لحلٍّ عادلٍ لها.

وقال:” إنَّ إقامةَ دولةٍ فلسطينيةٍ مستقلةٍ حُلمٌ يحلمُ به الفلسطينيونَ أينما كانوا منذ عقودٍ طويلة، لكنَّ هذا الحُلمَ لا زال صعبَ التحققِ لأسبابٍ عدّة منها: الموقفُ الداخلي الفلسطيني وغيابِ الرؤيةِ الفلسطينيةِ الواحدةِ حولَ ماهيّةِ هذه الدولةِ وحدودِها، والموقفُ العربيُّ المترنّحُ الخائرُ الذي لم تَعُدْ القضيةُ الفلسطينيةُ بُرُمَّتِها تُشكّل عندَه إحدى مكوناتِ الأمنِ القومي العربي، حيثُ باتَ منشغلاً بقضاياهُ الداخلية، والموقفُ الدوليُّ الذي لا تّهُمّه إلاَّ مصالَحهُ السياسيةَ والاقتصاديةَ بمنطقةِ الشرقِ الأوسط في المقامِ الأول، والذي لم تُعدِ القضيةُ الفلسطينيةُ أحدَ أهمِ ملفاتِه.

وأضاف، أن هذا المؤتمرُ العلميُّ الكبيرُ في وقتٍ يُولى فيه هذا الصرحُ الأكاديميُ اهتمامًا كبيرًا بموضوعَ الأممُ المتحدة والقضيةِ الفلسطينيةِ، وهو من الموضوعاتِ المهمةِ والحساسةِ بالنسبةِ لهذه القضية.

وأشار إلى أن هذا المؤتمرُ العلميُّ يأتي في وقتٍ شهِدت -وما زالتْ تشهدُ -فيه القضيةُ الفلسطينيةُ أوقاتًا عصيبةً، نتيجةً للعقباتِ المتعددةِ التي يضعُها الاحتلال الإسرائيلي في وجهِ تحقيقِ حلٍ سلميٍ لهذه القضية، خصوصاً في القضايا المصيرية؛ كالقدسِ واللاجئينَ والحدودِ والمياه، وغيرِها من القضايا المصيرية، وكذلكَ في وقتٍ أعلنَ فيهِ الرئيسُ الأمريكي دونالد ترامب نقلَ سفارةَ بلادهِ إلى مدينةِ القدسَ المحتلّة؛ بل والاعترافُ بِها عاصمةً موحّدة وأبدية لما يسمّى بـ”إسرائيل”، مما يجعلُ مسألةَ إقامةِ دولةٍ فلسطينيةٍ ذاتِ سيادةٍ بعيدةَ المنالِ والتحقّق.

من جهته، أوضح الدكتور علاء حمودة رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، أنه ومنذ اللحظةِ الأولى لفكرة المؤتمرْ، ولجانُه تبذلُ كافةَ الجهودِ من أجلِ خروجِهِ بشكلٍ يليقُ بتضحياتِ شعبِنَا، ومستوى التحدياتِ التي تُواجِهُنَا. وأشار إلى انه تم التواصل معَ الباحثينَ والمعنيينَ والأكاديميينَ ومراكزَ الأبحاثِ والدراساتْ، وقادةِ العملِ الوطنيِّ من أجلِ المشاركةِ بأبحاثٍ علميةٍ مُحكمةٍ من شَأْنِهَا أن تَخْرُجَ بنتائجَ حقيقيةٍ وواقعيةٍ للمشكلاتِ البحثيةِ مَوضوعَ الدراسةْ، وتقديمَ توصياتٍ عمليةٍ لصُنَّاعِ القرارِ يُستفادُ منها.

وأكد على أن الدورَ الذي يقومُ به هذا المؤتمرْ، هو حشدِ الطاقاتِ والجهودِ ومكامنِ الإبداعِ والعطاءِ لدى الإنسانِ الفلسطينيْ، وهو السبيلُ الأمثلُ لتجنُّبِ شُرورِ المشروعاتِ الأخرى، الآخذةِ في التنامي بين ظَهْرَانِينَا، والتي تهدفُ لنسفِ مشروعنَا الوطنيِّ ووحدَتِنَا وقُدْسِنَا، وبصورةٍ مرعبةٍ ومتلاحقةْ، وعلى نَحْوٍ يُدخلُ الإنسانَ الفلسطينيَّ في مزيدٍ من دياجيرِ الإحباطِ وفقدانِ الثقةِ بالنفسِ وبالحالةِ الفلسطينيةِ المشرفةْ، ويفتحُ الآفاقَ رَحْبةً لكل هَواءٍ غَريبٍ لِولُوجِ ديارِنا، حتى دونَمَا استئذانٍ، بهدفِ تبديدِ جهودِ إقامةِ الدولةِ الفلسطينيةْ.

وشدد على أن المؤتمرَ يوفرُ فرصةً سانحةً -وأكثرَ من أيِّ وقتٍ مضى- لقراءةٍ عميقةٍ لقراراتِ الأممِ المتحدةْ، ومدى فعاليتِهَا، والوقوفِ على الفرصِ التي يمكنُ الاستفادةَ منها لصالحِ القضيةِ الفلسطينيةْ، في محاولةٍ لاستشرافِ الرؤى الدوليةِ حول القضيةِ الفلسطينيةْ، وتقديم مقترحاتٍ وتوصياتٍ قابلة للتنفيذْ، يمكنُ الاستفادةَ منها في إدارةِ الصراعِ الفلسطيني الإسرائيلي.


نشر منذ

في

,

من طرف

الكلمات المفاتيح:

الآراء

اترك رد