النظام القديم التقليدى كان يعتمد على المنهج الكامل، وهو عبارة عن أن الطالب يقوم بالالتحاق بالجامعة والكلية التى يختارها، بنظام السنوات الكاملة، التى تختلف من كلية لكلية أخرى، فكلية الآداب تختلف سنوات دراستها عن كلية الهندسة، وأن الشهادة التى يحصل عليها الطالب بعد انتهاء فترات دراسته تدل على حصوله على ليسانس أو بكالوريوس، إضافة إلى أنه لم يكن هناك تنظيم للحضور والغياب للطلاب، إلا فى حالة ارتباط المواد بجزء يتعلق بالتدريبات العملية، وكان يطلق عليها تدريبات عملية أو ميدانية، خاصة فى تدريبات أقسام علم النفس والاجتماع، أما باقى المقررات الأخرى للمواد فكانت تعتمد على ما يسمى بـ«التحديد»، وهو أن يقوم الدكتور بتحديد جزء من المقرر للطلاب، بدليل أن أغلب الطلاب كانوا لا يعرفون شيئاً عن «توصيف المواد المقررة لهم»، وهو أن يكونوا على علم بما سيقوم الأستاذ بتدريسه لهم من مقررات دراسية خلال العام الدراسى، إضافة إلى اعتمادهم على آفة التعليم الجامعى وهى «الملازم الخارجية»، حيث كان يضمن الطالب نجاحه بحضوره للامتحان النهائى واعتماده على هذه الملازم، وعلاوة ذلك لا تجد أى علاقة تربط بين الأستاذ الجامعى والطالب، ولذلك تجد بعض الطلاب لا يعرفون أستاذ المادة التى يؤدون فيها الامتحان، وذلك لأن الطالب لا ينتظم فى حضوره إلى الجامعة إلا للامتحان فقط، بخلاف الدول الأجنبية التى تقر هذا النظام وتلتزم به.
ومن أين اُستمد نظام الجودة المتمثل فى «الساعات المعتمدة»؟
– لا شك أن هذا النظام أجنبي أوروبي، مأخوذ من الولايات المتحدة الأمريكية، وهو قائم على أن العلاقة بين الطلاب والأساتذة تكون وطيدة ومألوفة، وبالتالي لزيادة أعداد الطلاب في الكليات مُنع تطبيق هذا النظام في السنوات الماضية.
وما عيوب النظام القديم «المنهج الكامل» فى التعليم الجامعى؟
– العيوب كثيرة، فمنها عدم وجود قواعد تنظم عملية الحضور والغياب للطلاب، وعدم معرفة الطلاب بأساتذة المواد إلا في نهاية العام الدراسي، إضافة إلى أن أغلب المناهج تعتمد على الحفظ والتلقين وليس الاستنباط والتفكير، كما أنه لا يوجد أي إعمال للعقل من قبل الطالب فيما يطلب منه من مهام وتكليفات، مثلاً في النظام القديم «الكتاب» هو المقيم للطلاب في نهاية العام، ولم يكن للطالب جهد في البحث والتفكير، بخلاف النظام الحديث الذى يجعل الطالب دائماً فى بحث مستمر عن المعلومات.
وكيف يطبق النظام الحديث «الساعات المعتمدة» فى الجامعة؟
– يكون الفصل الدراسى فى هذا النظام غالباً من 15-16 أسبوعاً، ويجب ألا يقل عن 12-14 أسبوعاً، ولا يزيد عدد الساعات المقررة على 20-22 فى المقرر الواحد، وتنقسم الدراسة إلى 8 مستويات، وتكون بعض المواد إجبارية وبعضها اختيارية، وإذا رسب الطالب بمادة إجبارية يجب عليه إعادتها حتى ينجح فيها، وإذا كانت مادة اختيارية يمكن اختيار مادة بديلة عنها، كما أن النظام يفرض أن يداوم الطالب فى الجامعة لمدة ساعة نظرياً فى الأسبوع مقابل ساعتين أو 3 عملياً فى المعمل للمقرر المحدد، كما أنه يتطلب أيضاً مجهوداً خارجياً لكل مادة، وأن هذا النظام يتيح للطالب اختيار مقررات من اختصاصات مختلفة، وهو ما يؤدى إلى التنوع، بالاستعانة بالمرشد الأكاديمى.
وما المرشد الأكاديمى؟ وما وظيفته؟
– المرشد الأكاديمى إنسانى قبل أن يكون أكاديمياً، هو من يقوم باستقبال الطلاب من بداية الأسبوع الأول، ويتعرف من خلال الطالب على تاريخ الطالب العلمى، وهو يكون عضواً من أعضاء هيئة التدريس، أو الهيئة المعاونة، وبهذا النظام أصبح لكل طالب مرشد أكاديمى، مسئول عنه ويجلس معه ويعرف المواد السابقة التى قام بدراستها قبل ذلك، ويوجه بتسجيل المواد للسنوات المقبلة بعد معرفة إذا كان عند الطالب حذف أو إرجاء، فهذا النظام يسمح للطالب بالحصول على الشهادة الخاصة به، بعد استيفاء كافة النقاط الخاصة بعملية التسجيل.
وهل يخضع المرشد الأكاديمى لتدريبات للتعرف على هذا النظام؟
– نعم، لأن المسئولين عن الجودة داخل كل كلية تم التحاقها بالفعل داخل النظام، يقومون بعمل محاضرات للمرشدين، للتعريف بمبادئ ثقافة الجودة، بمعنى النظام وكيفية تنفيذه، الامتحانات وكيفية وضعها، وشروط الأوراق الامتحانية، أساليب التعلم والتعليم، أساليب التقييم، وهذا يطبق على جميع أعضاء هيئة التدريس، وأعضاء هيئة التدريس المعاونة، والدليل أن أغلب أعضاء هيئة التدريس الأكبر سناً دراستهم وأفكارهم متماشية مع النظام التقليدى القديم فى التعليم، بخلاف العناصر الشبابية.
وكيف يتم وضع المنهج والامتحانات فى هذا النظام؟
– الأستاذ الجامعى قبل دخول الطلاب من بداية العام الدراسى فى هذا النظام، يقوم بتقديم «توصيف المقرر»، وهو أن يقوم بشرح ما يدرسه للطلاب خلال المستوى الواحد، وكذلك يقوم بتوضيح أهدافه من التدريس، والقيمة المتوقعة من تدريسه للطلاب لهذا المقرر ، وما الأساليب التى يعتمد عليها فى عملية الشرح، وكيف يدرسها سواء، عن طريق بحث أو اطلاع أو داتا شو، أو حاسب آلى، وبناء عليه أضمن بذلك أن الأستاذ الجامعى أخطر إدارة الكلية والمجلس العلمى التابع للكلية ومجلس الجامعة بما يدرسه للطلاب والأنشطة التى يشاركهم فيها، إضافة إلى أن الورقة الامتحانية لها مواصفات، بخلاف النظام القديم، فهو مطالب بتنويع الأسئلة الخاصة بالورقة الامتحانية، من أسئلة قياس القدرة على التذكر، والتفكير الإبداعى، والاستقراء، والاختيار من متعدد، والصح والخطأ، والكثير من الأساليب الحديثة، وترتب على ذلك تقديم جودة امتحان«Msqu»، وهى الاختبارات بالطريقة الأمريكية الموضوعية، لأنها لها نظام يتسم بالدقة، بخلاف الأسئلة المقالية التى تتميز بالإبداع والفكر، نظراً لطبيعة المواد الدراسية الموجودة بها، مثل قسمى اللغة العربية والفلسفة.
وكيف تقاس الدرجات العلمية للطلاب فى هذا النظام؟
– النظام القديم كان يعتمد على درجة واحدة وهى الامتحان النهائى، وكانت تقدر بـ100 درجة، ولكن فى الحديث يعتمد على درجتين، مقسمة لامتحان نهائى ودرجته 75، والـ25 درجة الباقية توزع إلى 15 درجة «ميدتيرم»، والـ10 الأخرى للحضور والغياب، والأنشطة التى تفرض على الطالب من خلال تطبيق الأنشطة الميدانية والعلمية وهذا لم يكن موجوداً من قبل.
برأيك هل ممكن أن الأستاذ الجامعى يتعسف فى استخدام سلطته فيما يتعلق بالـ10 درجات؟
– لا أعتقد ذلك إطلاقاً، لأن النظام موجود فيه الميدتيرم 15 درجة، والـ75 الامتحان النهائى، والأستاذ الجامعى ذو عقلية مستنيرة، ويمكن هذا النظام يكون موجوداً فى التعليم ما قبل الجامعى.
وكيف تقيم نتائج الطلاب النهائية من الدرجات فى هذا النظام؟
– فى النظام القديم، درجة النجاح للطالب من 50، وأحياناً تطبق عليه قواعد الرأفة إذا انخفض إلى 45 درجة، ولكن فى هذا النظام لا تطبق فيه قواعد الرأفة، والطالب لا بد أن يحصل على 65 كى ينجح، بمعنى درجة المقبول تساوى 65، وإذا حصل على 64 يصبح بذلك راسباً، والنظام القديم يتيح للطالب 4 تقديرات فقط للنجاح والتفوق «مقبول، جيد، جيد جداً، ممتاز»، ولكن النظام الحديث يتيح للطالب 8 تقديرات، بمعنى أن ممتاز تحتوى على تقديرين «a، a plus»، وجيد جداً «B، B plus»، وجيد «C، Cplus»، ومقبول «D، D plus»، وهذا النظام الدقيق يعطى للطلاب الحق والفرصة فى التحاقهم بالفرصة المناسبة لتقديراتهم، على عكس النظام القديم.
وهل هذا النظام الجديد فى التقديرات سيكون فى صالح الطالب؟
– نعم، سيكون له مردود إيجابى على الطلاب، بحيث حينما يتقدم اثنان من الطلاب للالتحاق بالوظائف أو استكمال الدراسات العليا، فالفرق يظهر هنا بين امتياز «A»، وامتياز «A، plus»، فالفرصة هنا يفوز بها الأعلى فى التقديرات، والتوصيفات للمقررات فى النظام الحديث تساعد الطلاب عند السفر للخارج فى الفوز بالقبول، إضافة إلى التقديرات التراكمية على مدار الـ8 مستويات، والمعدل التراكمى للطالب ومستواه مستمر معه، من بداية دخوله لخروجه لا يتغير، متفوق، أو غير متفوق، وينتج خريجين أكفاء.
كم كلية طُبق عليها النظام الحديث «الساعات المعتمدة» بجامعة عين شمس؟
10 كليات وهى، الصيدلة، والحاسبات، والزراعة، والهندسة، والألسن، والعلوم، والطب، وطب الأسنان، والتجارة، والآداب.
اشتكى بعض الطلاب من امتحان أكثر من مادة فى اليوم الواحد؟
– بدون أدنى شك عندما تكون طالباً مسجلاً بالمستوى الرابع وعندك مادة بالمستوى الثانى، وتوافق الامتحانان فى يوم واحد لأسباب الجامعة غير مسئولة عنها سواء لتأجيل، غياب، ظروف، أو رسوب، فلو الكلية عندها 50 طالب مؤجل وغايب وإلخ، فهل يعقل أن الكلية تضع امتحانات لـ50 مادة، كل على حدة، ولم ترد إلى الجامعة حتى الآن شكوى بخصوص عقد أكثر من امتحان للمادة الواحدة فى آن واحد، ولكن فى يوم واحد ممكن أن تكون هناك حالات باعتبارها حالات فردية وليست جماعية.
وما نظام «السمر كورس»؟
– هو نظام يسمح للطالب أن يدرس ويحصل على الليسانس والبكالوريوس الأربع سنوات فى أقل من ذلك، ممكن ثلاث سنوات فى حالة استيفائه للشروط الخاصة بالسمر كورس، ويتيح له أيضاً أن يمد فترة دراسته من 4 سنوات إلى 5 سنوات، حسب قدرته الاستيعابية للمواد الدراسية، من خلال مبلغ من المال يقدره مجلس الكلية التابع له، إضافة إلى أن هناك عدداً من الساعات للمستوى لا يستطيع الطالب أن يسجل أكثر منها أو أقل منها، بمعنى أن هناك مستوى محدداً له 12 ساعة، والطالب مع المرشد الأكاديمى راغب فى 14 ساعة، فهذا لا يصح إلا عن طريق السمر كورس.
هل هناك حد معين للمصروفات من الطلاب؟ ومن يحددها؟
– لا، لا يوجد أى حدود للمصروفات، لأنها تحدد من قبل مجالس إدارات الكليات، لأن هناك بعض المواد فيها تدريبات عملية وبعضها تدريبات نظرية، وتختلف قيمتها المالية من كلية لكلية، وجار الآن مناقشة السياسة المالية لهذا النظام مع مجالس الكليات.
شكا الطلاب من عدم فهم أعضاء هيئة التدريس والعاملين لهذا النظام؟
– أنا مصدق كل هذا الكلام، خاصة رأى الطلاب، والجامعة تعمل الآن بتوجيه الدعوة لعمداء الكليات المنضمين للنظام، وكذلك أعضاء هيئة التدريس، في إجازة نصف العام، للاستعداد من بداية التيرم الثاني، بالتعاون مع مكتب الجودة الموجود داخل كل كلية، للاطلاع على جميع التفاصيل الخاصة بالنظام، لتوجه الجميع بالجلوس الجيد مع الطلاب وتوضيح رؤية هذا النظام لهم.
هل نظام الساعات المعتمدة مطبق على الدراسات العليا؟
– نعم يطبق على الدراسات العليا، فهى مناخه، وصُمم لطلاب الدراسات العليا، نظراً لأن أعدادهم قليلة جداً.
هل تغيرت المناهج بتغير نظام التعليم؟
– المناهج عادة ترجع لمجلس القسم العلمى الخاص بالكلية، وهو منوط دائماً بمتابعة العملية التعليمية للسادة أعضاء هيئة التدريس، كل فيما يخصه، وليس إدارة الجامعة، وهناك مجلس قسم يقوم بتقرير المناهج وتوصيفها وتحديثها، ورئيس القسم هو من يطلع على هذه المقررات وتوصيفها ويوافق عليها، وبالتالى لا تدخل فى أى إدارات تتعلق بالمضمون العلمى الذى يتم تدريسه للطلاب فى الكلية، وهى متوافقة مع الـ15 أسبوعاً للمستوى الواحد، حيث انه فى المنهج الجديد يقوم الدكتور بوضع الامتحان من جميع أجزاء المنهج، إضافة إلى أن الأنشطة العلمية التى يقوم بها الطلاب فى هذا النظام مرتبطة بالمقررات الدراسية التى يقومون بدراستها، والهيئة المعاونة تقوم بالإشراف الكامل على الأنشطة، وبذلك تتحقق المشاركة الكاملة لجميع أعضاء هيئة التدريس.
ما خطة الجامعة لاستكمال تطبيق الساعات المعتمدة على باقى الكليات؟
– بدون شك، هذا النظام لا يطبق إلا على الكليات التى حصلت على نظام الجودة، فهناك عدة كليات لم تطبق النظام حتى الآن، مثل كليتى حقوق وتجارة، وبعض الأقسام فى كلية الآداب، وذلك إما لعدم جدوى هذا النظام مع الطبيعة النوعية لما تدرسه من مقررات ومناهج، أو لأنها غير مستعدة بالكوادر العلمية المتميزة لهذا النظام، أو لازدياد أعداد الطلاب الغفيرة الملتحقين بها، والكليات التى حصلت على الاعتماد لم تحصل عليه بسهولة، ولكن حصلت عليه بعد مشقة وتعب، وبعد العديد من الزيارات الخاصة بوحدة الجودة من الهيئة القومية للاعتماد.
لماذا نجحت الجامعات الخاصة فى تطبيق نظام الساعات المعتمدة؟
– نجحت لأن الجامعات الخاصة بتصرف كتير، وبتاخد أكتر من الطلاب، على عكس الجامعات الحكومية التى تصرف أضعافاً مضاعفة أكثر مما تأخذ.
بعض الخبراء في التعليم الجامعى أشاروا إلى أن نظام الساعات المعتمدة فى الجامعات «سبوبة» مالية؟
– لا، نظام الساعات المعتمدة ليس مجالاً للربح لأى جامعة، فالجامعة تنفق المزيد والمزيد على الطلاب، ولكن ما يقصده بعض الخبراء هو نظام «البرامج الجديدة»، وهو أن قسماً من أقسام الكلية بالجامعة يتقدم للجامعة بتنفيذ بعض البرامج، ويطلق عليها البرامج المميزة، ويتفرد بها القسم، ويتقدم الطلاب للالتحاق بها بعد موافقة مجلس الكلية والجامعة، والمجلس الأعلى للجامعات، ولكن بشرط أن يكون البرنامج المقدم للتنفيذ مرتبطاً بالواقع المصري، فلا بد أن يكون مغايراً للبرامج الدراسية للجامعة، واحتياج سوق العمل إليه.
برأيك، هل أنت راض عن المناهج المصرية فى التعليم الجامعى وما قبل الجامعى؟
– لا، أنا غير راض تماماً، ولا بد من إصلاح جذرى للمناهج التعليمية فى مصر، والنظام التعليمى فى مصر مرتبط كله ببعض، ولا بد من إصلاح منظومة التعليم ما قبل الجامعى، حتى نستطيع تغيير منظومة التعليم الجامعى، خاصة فى المناهج.
وما رأيك فى التعليم الفنى؟
– التعليم الفنى فى مصر أصبح مأساة كبرى، ولا بد من وجود حل، لأنه بالصناعة والزراعة تنهض الأمم، ومصر تمتلك الموارد البشرية والزراعية، فلذا يجب الاهتمام به.
المصدر: جامعة عين شمس
اترك رد