يعتزم كل من مركز ابن زهر للبحوث والدراسات في التواصل وتحليل الخطاب (مربد) بأكادير وفريق البحث في علوم الخطاب ومناهج تدريس اللغات والآداب، بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين- إنزكان إصدار كتاب جماعي في موضوع:
التَّدَاوُلِيَّاتُ وَتَدْرِيسِيَّةُ النُّصُوصِ الأَدَبِيَّةِ وَعُلُومِ اللُّغَةِ:الخِطَابُ وَالْـمُمَارَسَةُ
الورقة المرجعيَّة
الديباجة
تدرس التَّداوليَّاتُ – باعتبارها مقاربةً لغويةً – اللغةَ في علاقتها بمستعمليها؛ وتُعالج من حيث هي مقاربة تخاطبيَّة تواصليَّة شروطَ التَّواصل والتَّبليغ الذي يقصده الناطقون من وراء استعمالهم للغة؛ كما تتميز المقاربة التَّداوليَّة للخطاب بطبيعتها الاستدلاليَّة وبإقرارها بدور العنصر البشري في عملية التَّخاطب والفهم والتَّأويل.
ولما كانت التربيةُ فعلاً تواصليّا ونشاطا اجتماعيا يحتاج إلى تحديث النَّظر في طرقه ووسائله ومناهجه بشكل منتظمٍ ومدروسٍ؛ وكانت العمليَّة التَّربويَّة، نظرا وممارسة، محتاجة في تجددها إلى ما ترفده بها المقاربات المنهجيَّة الحديثة من قواعدَ وأدواتٍ يمكن أن تُسهم في تطويره وتنحية جوانب القصور فيه؛ وكانت العمليَّة التَّعليميَّة التَّعلمية عمليةً تواصليَّة قصدية أساسًا، من جهة المدرِّس أو من جهة المتعلِّم؛ فقد دعت الحاجة إلى إغناء الممارسة التربوية بمجموعة من الكفايات التَّداوليَّة تسهم في بناء المعنى وتحقِّق الفهم السَّليم؛ إذ يرى كثيرٌ من الباحثين أنَّ التَّداوليَّات تفتح آفاقًا لتطبيقات وإفادات حقيقيَّة يمكن أن تعالج جوانب القصور التي تشوب العملية التربوية، لما تشتمل عليه من مداخل جديدة ومفيدة في تطوير الخطاب التربوي والأنشطة التعليمية التعلمية المختلفة، ولا سيما بالنسبة لتدريس النصوص الأدبية وعلوم اللغة المختلفة.
فأما على مستوى الخطاب، فيمكن للتداوليات أن تقدم إطارا منهجيا لتحقيق الكفاية التَّواصليَّة في جميع أبعادها:
– البعد اللغوي: الذي يستند إلى قواعد اللغة في جميع مستوياتها الصوتية والصرفية والتركيبية والدلالية؛
– البعد الأدائي الإنجازي: الذي يستند إلى طقوس التفاعل الاجتماعي الخاصة بالمجال التداولي الذي تَنتمي إليه أطراف العمليَّة التعليميَّة التَّعلميَّة، وما تفرضه من قواعد للتَّخاطب والتَّأدُّب قولا وفعلا.
– البعد التَّأويلي: الذي يرتكز على الكفاية الموسوعيَّة لدى طرفيْ العمليَّة التَّربويَّة، ويشمل كل المعلومات والاعتقادات وطرق تمثُّل العالم المرجعي وكيفيات تأويله وتقويمه؛ وتتدخل – حسب كاترين كيربرات أوريكيوني (Catherine Kerbrat-Orecchioni) – على مستوى تفكيك المحتويات الصريحة والمضمرة، باستدعاء معرفة خارجيَّة خاصَّة، كما هو الحال عند محاولة تعرف بعض الصور المجازية التي لا نستطيع الجزم بمجازيتها إلا في ضوء ما نعلمه عن العالم الواقعي أو بالأحرى ما نعتقده عن تصورات المتكلم عنه.
وبما أنه لا تواصل دون معنى، أو بتعبير آخر لا معنى خارج إطار التَّواصل. فإنَّ المدرِّس لا يمكنه القيام بواجبه في التَّدريس، وبوظيفته في التَّعليم، ما لم يكن قاصدا التَّوجُّهَ بكلامه إلى متعلِّم، والمتعلِّم لا يسمَّى متعلِّما، إلا إذا كان قاصدا التوجه بسمعه وبصره إلى المدرِّس، بحيث يتم إقصاء كل ما يمكن أن يقع في سمعه صدفة دون قصد. ومن لوازم هذا الرأي أنَّ المعنى خلال الدرس، وخاصة درس اللغة العربية، ليس معطى(افتراضيا) وإنما يتشكل من قطبين: الدليل اللساني، ومصدره المدرس، وكفايات المتعلم المستقبِل لهذا الدليل اللساني.
وأما على مستوى الممارسة التربوية، فإنَّ أشق ما يواجه المدرِّسَ داخل الفصل الدراسي، هو انعدامُ التَّواصل بينه وبين مستقبِل رسالته، ولا سيما إذا عجز هذا المستقبِل عن إدراك معنى الرسالة وتفكيكها؛ ذلك أن المدرس لا يملك – باعتباره صاحب القول – احتكار عملية التأويل وتحديد المعنى حتى لما يصدر عنه من أقوال، لأن المتعلم لا يحصل إلا على معان افتراضية انطلاقا من المعاني المعجمية للمفردات والتراكيب، وكل ما تستطيع معاني المفردات والنمط التركيبي النَّحوي أن تضعه بين يديه هو دلالة محتاجة بعد إلى إعادة البناء والتأويل، حتى يدرك القصد من وراء إنشائها. وهذه الدلالة هي بمثابة مجموعة من التعليمات التي تساعد المتلقي (المتعلم) على إدراك المعنى بحسب الحالة التلفظية التي تُؤدَّى فيها تلك الجمل، مستعينا بالعديد من العمليات الإدراكيَّة والخياليَّة والفكريَّة والاستدلاليَّة، من أجل فهم معنى كلِّ قولٍ، وإدراك المعنى الحقيقي من توجيهه إليه، لكن معظم هذه العمليات النفسيَّة والذهنيَّة يتم بطريقة لا شعورية من جانب المتعلم، وتتدخل في رسمها كفايات متعددة تنتمي كلها إلى ما نسميه “الكفايات التداولية”، بجميع مكوناتها اللغوية والأدائية الإنجازية والتأويلية الموسوعية.
وإذا كان المعنى ذا طبيعة افتراضية، فما ذلك إلا لأنه يتغير بتغير مقامات التخاطب، ومن ثَمَّ فإن ما يميز كل قول هو قبوله لقراءات متعددة. وعلى الرغم من أن ذلك لا يقتصر على مجال الدراسة داخل القسم الدراسي فقط، بل هو عام ومشترك بين جميع مجالات التخاطب الطبيعي، فإن فرصة التضييق من مجال التأويل أوفر خلال العملية التعليمية التعلمية، شريطة أن تتوفر للمتعلم الأدوات المناسبة التي تيسر له الوصول إلى القصد الحقيقي للخطاب والمتكلم، وهو ما نعتقد أن آليات المقاربة التداولية لدرسي النصوص واللغة، باعتبارها ممارسة تواصلية قصدية، تستطيع القيام به.
وإذا كان التواصل الإنساني مسألة سنن وقواعد لسانية اصطلاحية ومبادئ سلوكية ومعارف خلفية، فهو كذلك مسألة منهج واستدلال بدون منازع، يقوم به مستعملو اللغة في كل لحظة من لحظات التفاعل والتواصل فيما بينهم. ولا شك أن تحقق الكفايتين التواصلية والمنهجية لن يتم دون استيعاب المكون التداولي ضمن انشغالات المدرس وإدماجه في صلب المقررات الدراسية، كما أنه من الممكن الاستفادة مما تقدمه التداوليات من معارف وأدوات منهجية خلال تدريس الظواهر البلاغية واللغوية. وبهذا يتحول الدرس اللغوي إلى مجال لتدريب المتعلم وتعليمه كيفية توظيف تقنيات التواصل والتفاعل وآليات الاستدلال والحجاج، وحتى يرتبط الدرس الأدبي بالدرس اللغوي ارتباطا يحقق الأهداف المرجوة من العملية التعليمية التعلمية ككل. والعمل في هذا الاتجاه سيحقق جزءا مهما مما تروم بيداغوجيا الكفايات تطويره في سياق التدريس، إلى جانب ما تراهن عليه من تنمية مهارات المتعلم وقدراته، على الأقل في جوانبها التواصلية والمنهجية.
الأهداف
يسعى المركزُ وفريق البحث، من وراء هذا الاستكتاب، إلى حشد جهود الباحثين: المختصِّين منهم والمهتمين، لبحث تداوليَّة العملية التربوية خطابا وممارسةً، داعيا إياهم إلى إيلائها ما هي جديرة به من الاهتمام، وذلك من أجل:
– تعرُّف دور التَّداوليات بمقارباتها واتجاهاتها المختلفة، (نظرية الأفعال اللغوية – التَّداوليات المعرفية – التَّداوليات الصورية – نظرية الحجاج في اللغة – التَّداوليات النصية – التداوليات الجدلية…)، في إثراء درسَيْ القراءة واللغة في التَّجارب التربوية العربية المختلفة، والتجربة المغربية خصوصا؛
– الاطلاع على التَّجارب التربوية العربية والأجنبية التي استندت إلى التَّداوليات في العملية التربوية كليا أو جزئيا، من أجل بناء الكفاية اللغوية البحتة، أو الكفاية التَّواصليَّة العامة.
– التَّعريف بآخر مستجدات التداوليات في علاقتها بالمجالات المعرفية التي يحتاج إليها المدرس من أجل تطوير أدائه التربوي، لا سيما علوم التربية: العامة (البيداغوجيا)، والخاصة (الديداكتيك)، وعلم النفس التربوي، وعلم الاجتماع اللغوي، ونظريات التواصل والاتصال التربوي، والتوجيه والإعلام المدرسي، والفلسفة التحليلية، والعلوم المعرفية…
– رصد الإشكالات التي يثيرها توظيف المقاربات التداولية على مستوى الخطاب التربوي والممارسة التعليمية التعلمية، مع التركيز على تدريسية النصوص الأدبية وعلوم اللغة العربية المختلفة، (النحو والصرف والبلاغة والعروض…)، وتدريس اللغة العربية باعتبارها لغة ثانية لغير المتحدثين بها، ونقدها وتقويمها نظريا وتطبيقيا.
الأسئلة
يقترح المركزُ وفريق البحث أن تتجه البحوث في هذا الكتاب إلى الإجابة عن الأسئلة التالية:
– ما الذي استفادته العملية التربوية في صورتها الحالية من منجزات التداوليات في دراسة النصوص الأدبية وتحليلها، وفي تدريسيَّة علوم اللغة العربية، سواء أكانت لغة أولى للمتعلمين، متداولة في أوساطهم الاجتماعية، أم لغة ثانية يتعرفها المتعلم في المؤسسة التعليمية، أم باعتبارها لغة تعلم وتعليم أم لغة تواصل وتفاعل صفي؟
– كيف يمكن للتَّداولية، بمقارباتها المختلفة، أن تساعد في تحسين العملية التربوية في جميع أبعادها ومستوياتها، خصوصا ما يتعلق بتطوير الكفايات التَّواصلية والمنهجيَّة لدى المتعلمين، ورهانات التَّفاعل بين العملية التربوية خطابا وممارسةً مع قواعد المجال التَّداولي؟
– كيف يمكن إدماج المكون التَّداولي في تحليل النُّصوص الأدبيَّة بشتى أنواعها، وفي تدريسيَّة علوم اللغة، خاصة ما ارتبط منها بالبلاغة والظواهر التَّواصليَّة، وكذا في الممارسة الصفية اليومية في التَّواصل بين المدرسين والمتعلمين؟
– كيف تتدخل التَّداوليَّة، في أبعادها الاستدلاليَّة عامةً، والحجاجيَّة خاصَّةً، في تأويل النُّصوص، وفي تمكين المتعلِّم من امتلاك قدرات استدلاليَّة وتأويليَّة؟
المحاور
يقترح المركزُ وفريق البحث على الباحثين في العلوم اللغوية واللسانية والبلاغية والنقدية والتربوية، بناءً على ما تقدم، المحاورَ البحثية العامة الآتية:
– المحور الأول: التَّداوليات في الكتب والمقرَّرات المدرسيَّة والمناهج والبرامج التَّربويَّة.
– المحور الثاني: التَّداوليات وقضايا التَّواصل الصفي.
– المحور الثالث: التَّداوليات وتدريسيَّة اللغة العربيَّة لغةً أولى أو لغةً ثانية.
– المحور الرابع: التَّداوليات والتدريسية: نصوصٌ مترجمةٌ.
مواصفات البحث
– أن يندرج البحثُ ضمن أحد محاور الكتاب.
– أن يتَّصف بالجدة، ويتقيَّد بالمنهجية العلمية المتبعة.
– أن تتراوح صفحات البحث بين خمس عشرة (15) وخمس وعشرين (25) صفحة (غير شاملة للائحة المصادر والمراجع).
– يجب إرفاق نسخة من النص الأصلي إن كان البحث مترجما إلى اللغة العربية، ويشترط ألا يقل عدد صفحات البحث المترجم عن خمس (5) صفحات (غير شاملة للائحة المصادر والمراجع).
– أن يكون تخطيط البحث بسعة 1.50 cm فوق، و1.50 cm تحت، و1.50 cm يسارا، و2.00 cm يمينا.
– ألا يكون منشورا، أو موضوع مشاركة سابقة، أو مستلاًّ من بحث نال به الباحث درجة علمية.
– أن يكون حجم الورق بمقاس (A4)، وحجم خط متن البحث وعناوينه بــ Traditional Arabic بمقاس (16)، وحجم خط الهوامش بمقاس (12).
– أن توضع هوامش كل صفحة أسفلها، مع الاقتصار على اسم المؤلف والمرجع والصَّفحة.
– لغة تحرير البحوث هي: اللغة العربيَّة.
– أن تثبت المصادر والمراجع والدوريات، باللغة العربيَّة أو الأجنبيَّة في نهاية البحث، على الشَّكل التالي: اسم المؤلِّف أو منسق الكتاب، عنوان الكتاب بخط عريض، اسم المترجم أو المحقق (عند الضرورة)، دار النَّشر ومكانها، الطَّبعة، السَّنة (مثال: كروم، أحمد: مقاصد اللغة وأثرها في فهم الخطاب الشرعي، دار كنوز المعرفة، عمان-الأردن، الطبعة الأولى، 2014)؛ وإذا كان المرجع مقالاً فإنَّه يُوضع بين علامتيْ التَّنصيص “…”، ويُذكر اسم المجلة بخط عريض، والعدد والسَّنة (مثال: العزاوي، أبو بكر: “الحوار والحجاج وتدبير الاختلاف والتربية على حقوق الإنسان”، مجلة عالم التربية، المغرب، العدد 15، 2004). ويُراعى في إعداد كل ذلك التَّرتيب الألفبائي لأسماء المؤلفين.
– أن يرسل الباحثُ ملخصَ البحث، ونصَّ البحث كاملاً، في المواعيد المحدَّدة.
– تخضع جميع البحوث للتَّحكيم العلمي.
– أن يُرسل الباحث استمارة تتضمَّن ملخَّص البحث في حدود 300 كلمة؛ وفق الأنموذج التالي:
لجنة التَّحكيم
– أ. د. أبو بكر العزاوي (رئيس اللجنة العلمية المحكمة)
(كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة المولى سليمان، بني ملال، المغرب)
– أ. د. أحمد كروم:
(كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة ابن زهر، أكادير، المغرب)
– أ. د. سعيد العوادي:
(كلية اللغة العربية، جامعة القاضي عياض، مراكش، المغرب).
– أ. د. عبد العزيز أحميد:
(كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة سيدي محمد بن عبد الله، ظهر المهراز، فاس، المغرب).
– أ. د. عبد الرحمن بودرع:
(كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة عبد المالك السعدي، تطوان، المغرب).
– أ. د. علي آيت أوشان:
(المركز الوطني لتكوين المفتشين، الرباط، المغرب).
– أ. د. محمد بازي:
(المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، سوس ماسة، المغرب).
تنسيق وإعداد
– د. إبراهيم أمغار
– د. إبراهيم طير
إجراءات ومواعيد
– آخر أجل للتوصل بالاستمارة مع ملخَّص البحث: الأربعاء 20 يونيو 2018.
– تاريخ الإعلان عن القبول الأولي لملخصات البحوث: السبت 30 يونيو 2018.
– آخر أجل للتوصل بالبحوث كاملةً: الأربعاء 31 أكتوبر 2018.
– تاريخ الإعلان عن القبول النهائي للبحوث، أو الاعتذار عن عدم قبولها: الجمعة 30 نونبر 2018.
– تاريخ طبع أعمال الكتاب الجماعي: يناير 2019.
– تبعث الاستمارات والملخَّصات والبحوث إلى الجهة المنظمة عبر استمارة شبكة ضياء أسفله
– تسعد الجهة المنظمة بإرسال نسخ من الكتاب الجماعي لجميع المشاركين المنشورة بحوثهم.
التَّواصل والإعلام:
– الأرقام الهاتفيَّة:
د. إبراهيم أمغار: 00212668897338
د. إبراهيم طير: 00212661613523
– الفايسبوك : MerbadCenter
– الموقع الإلكتروني: merbadcenter.org
[contact-form-7 id=”60605″ title=”مشروع كتاب جماعي: التَّدَاوُلِيَّاتُ وَتَدْرِيسِيَّةُ النُّصُوصِ الأَدَبِيَّةِ وَعُلُومِ اللُّغَةِ:الخِطَابُ وَالْـمُمَارَسَةُ”]
اترك رد