ذ. نورالدين عفان – الجزائر
<
p style=”text-align: justify;”>الجزائر تنأى بنفسها عن المشاركة في التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب الذي تقوده السعودية … وحجة الجزائر في ذلك تعود إلى كون أن الإرهاب مصطلح متعدد المفاهيم، وبالتالي قد لا يتفق ذلك مع تعريف الجزائر له، والتي دائما ما تفرق بين الحق في الدفاع عن النفس والإرهاب. وهنا يقصد بالذات حزب الله و حركة الإخوان المسلمين و حركة المقاومة الإسلامية (( حماس )) . ولا يخفى على أحد تلك النظرة المريبة من طرف السعودية لحزب الله الذي تعتبره ذراعا من أذرع إيران في المنطقة العربية خاصة مع الدور الذي يلعبه في لبنان و سوريا. مما جعلها تعتبر حزب الله كيانا إرهابيا. وتخشى الجزائر التي تعتبر حزب الله حركة مقاومة شرعية ضد الكيان الصهيوني أن تنجر إلى محاربته بداعي مكافحة الإرهاب.
ثاني الأسباب التي تجعل من الجزائر تنأى بنفسها عن المشاركة والانخراط في هذا الحلف ( الإسلامي ) هو مدى حساسيتها من الأحلاف خاصة العسكرية منها. وقد تتعدد وتتعدى أهداف الحلف إلى ما يفوق مكافحة الإرهاب لتصبح الأمور تتجلى في الاستقطاب بين السعودية وحلفائها ضد إيران وحلفائها. و قد تجد الجزائر نفسها قد حادت عن مبادئها التي رسمتها لنفسها. وليس خافيا أن السعودية تدور في فلك الولايات المتحدة الأمريكية، وأمريكا حليفة إسرائيل، وبالتالي ستستدرج الجزائر للتحالف مع إسرائيل ضد إيران. كما أن إيران من ورائها روسيا والصين الداعمان الرئيسيان لها. وإن كانت الجزائر لا تعتبر الصين وروسيا عدوان إستراتيجيان فحجم معاملاتهما الدبلوماسية والاقتصادية كبير جدا، ولكن ليست لروسيا والصين تدخلات ومصالح مخالفة لمصالح العرب يمكن من خلالها محاباة إسرائيل على حساب فلسطين.
و الحجة الثالثة التي ساقتها الجزائر في عدم المشاركة في هذا الحلف هي أن العقيدة العسكرية للجيش الجزائري تمنعه من المشاركة خارج الحدود الوطنية ورغم محاولات استدراجه إلا أنه نجح في الحفاظ على عقيدته القتالية. فعملية اختطاف القنصل الجزائري من مدينة غاوو المالية وستة دبلوماسيين معه إلا أن الجزائر رفضت التدخل لتحريرهم عسكريا وتجاوز الحدود برغم غياب الدولة والنظام في مالي آنذاك . والمرة الوحيدة التي شارك فيها الجيش الجزائري خارج حدوده كانت في سنة 1967 // وحرب العبور سنة 1973 نصرة للقضايا العربية العادلة
وخارج هذا كله تدور حربا سرية بين السعودية والجزائر على الزعامة وفرض الرأي كونهما قوتان عربيتان إقليميتان. وتعود جذور هذه الحرب السرية إلى سنوات التسعينات من القرن الماضي حينما دعمت السعودية الجماعات المسلحة التي قاتلت النظام السياسي الجزائري من أجل فرض المذهب الوهابي وإقامة إمارة سلفية على شاكلة طالبان في أفغانستان. وإن كانت مصر استسلمت للسعودية وقطر غيبت من الساحة الخليجية والعربية بسبب السعودية والمغرب والأردن باتت تحت رحمة المساعدات السعودية فإن الجزائر استعصت على السعودية ورفضت كل الإجراءات والإملاءات السعودية. فلم تحاصر إيران ولم تقاطعها كما فعلت بعض الدول العربية ولم تعتبر حركة الإخوان المسلمين حركة إرهابية كما فعلت مصر. وليست السعودية هي صاحبة الأمر في مناكفة الجزائر ومنافستها بل إن إسرائيل هي المحرك والدافع الأساسي وراء ذلك يكفي أن نعرف علاقة بن سلمان بأصهار الرئيس الأمريكي وعلاقة الرئيس باللوبي اليهودي لندرك من يقف وراء شطحات السعودية. وقد أحدثت تلك اللافتة الكبيرة التي جعلت من ملك السعودية ورئيس أمريكا وجهان لعملة واحدة رفعها أنصار أحد الفرق الرياضية الجزائرية في المدرجات حفيظة السعودية وتوعدت الجزائر برد قاس على تلك الإهانة !!!!! .
الحديث يطول فحجم المواجع العربية أكبر من أي مواجع عالمية أخرى .
اترك رد