بقلم: د. عبد السلام ميصور
تغيير بدأ في الناس ، و أعاد الحقيقة الخالدة في الأذهان من وحي القرآن ” إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ” وتلك سنة ماضية في كل أمة لا يمكن لها أن تحدث تغييرا في قواعدها الاجتماعية و مراكزها الاقتصادية دون أن يكون المنطلق في هذا التغيير توجيه العنصر البشري نحو تحقيق أهدافه ومصالحه التي يتثاقل عن السعي لها إلا بقدر ما يسعى الصغير الذي لا يعرف حقيقة التملك وحرية الإرادة إلا من خلال تلك اللعبة التي تقدم له ويستفرد بها دون غيره .
وكيف يعلم عن حقيقة التملك وحرية الإرادة وهو مستبد لا يسمع إلا نعم لكل ما يريد ولم يجرب مرة كيف يفرق بين حقيقة التملك وحرية الإرادة وما وقع عليه أمره مما يبدو له أنه تملك وإرادة .
إن التملك ليس فقط مجرد أن تكون لك سلطة على الشيء وتتصرف فيه بما تريد بل أن يدوم عليك نفعه في كل حين . وتملك مع ملك الشيء قوة الاختيار في فعل ذلك الشيء وتركه .
والشيء الذي لا يدوم نفعه ويرد على مالكه الحقيقي هو وديعة يقع من عهدت إليه في أمرين متلازمين :
الأول : أنه لا محالة سترد الوديعة التي وكلت إليه إلى مالكها .
والثاني : أنه سيحاسب على التفريط فيها إن فرط في حفظها .
ومن علم ذلك ، لم يعذر بالغفلة عن الإلتفات إليه والتفريط فيه . ولقد سبق عليه القول : إن له التملك والإرادة . وهي حجة عليه يحاجج بها بعد حين ويفطن لحقيقتها بعد أن يتيقن أنه كان يشقى في سرابها .
والعاقل الذي يعرف معنى الحياة لا يقف فيها عند حد دون الحد الذي يجب أن يتحقق له منها وهو سر وجوده أن يعيش لا كما يعيش من دونه ينازع بالباطل والظلم من أجل رسم إحدى صورتين إما مشوهة لا تكشف البعد الحقيقي لمعنى الحياة ، أو خداعة ملئت زخرفا فألهت بالنظر إليها عن النظر فيما يفسدها ويمنع الانتفاع بها . بل أن يعيش بما مكن له من القسمة الإلهية التي وهبت له مع باقي بني جنسه .
اترك رد