المؤتمر الدولي:المعارف الإنسانية والدينية وبناء الإنسان والعمران: التجليات والتأثيرات

خلق الله تعالى الكون وهيأ فيه ظروف العيش والاستقرار، ثم استخلف فيه الإنسان ليقوم بإعماره بالخير والصلاح على الوجه الأكمل، فقال سبحانه: {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا}[هود: 61]، ومن ثم كان العمران كما قال ابن خلدون هو “التَّساكُن والتَّنازُل في مصر أو حلَّةٍ للأنس بالعشير، واقتِضاء الحاجات لما فيه من طباعِهِم من التعاون على المعاش”، فاقتضى اجتماع الناس وتنظيم حياتهم، وتلبية حاجيات بعضهم، وفق قوانين تمنع استئساد بعضهم على بعض، وتوفر الأمن حتى لا تعم الفوضى ويسود الاضطراب ويفسد العُمران.

   وقد عني القرآن الكريم بعمارة الأرض ورعاية الكون عناية خاصة، وعدّ ذلك من أعظم مقاصد الشريعة. وحصره في مكونات ثلاثة، هي: الإنسان، والأرض، ونظام عيشه فيها، فالإنسان هو محور الإعمار والفاعل الأساس، ومن ثم وجب الاعتناء به وإعماره وتزكيته، والاهتمام بنظام الأسرة التي ينشأ فيها. ثم الأرض مكان الإعمار والنشأة، فأوجب إصلاحها واستثمار خيراتها، وتسخير ما فيها، وحسن تدبير منافعها. ثم نظام العيش فيها بإقامة العدل، وحفظ نظام التعايش، وإقامة الصنائع ووسائل الكسب، وتحقيق العلوم…

المتأمل إذن في فقه العمران في الإسلام يجده فقها شموليا يتناول الإعمار في كل أبعاده وعلى كل مستوياته ومجالاته، ما يستدعي تداخل علوم كثيرة في معالجة إشكالاته. لذلك يُعول على العلوم الاجتماعية والإنسانية والشرعية للنهوض بأدوار مهمة في بناء الأفراد وتماسك المجتمعات وضمان بقائها واستمرار حضارتها، لأنها تحدد للأفراد والمجتمعات سبل التعامل فيما بينهم، ومع سائر مكونات الحياة مثلما تسهم في الرقي بوعي المجتمعات الإنسانية.

تأتي أهمية دراسة العلوم الإنسانية والاجتماعية باعتبارها المسؤول عن تشكيل وعي الإنسان وبناء ذاته، وبازدهارها وتقدمها يزدهر ويتقدم الوعي الإنساني مما ينعكس إيجابًا في تفاعل الإنسان مع الظواهر الإنسانية والاجتماعية، ما يتطلب الانطلاق من علوم إنسانية واجتماعية متعددة المرجعيات الحضارية، لأن الأبحاث الرائجة، غالبا ما تنصرف إلى العلوم الإنسانية والاجتماعية الغربية المحصورة النطاق، وتستند إليها لفهم الإنسان، وبناء نموذج الإنسان المأمول.

يعد الإنسان، بلا شك، مركز اهتمام مختلف العلوم من زوايا متعددة، غير أن فهم تعقيداته ليس بالأمر السهل، ما يجعل الدراسات والأبحاث دائما تتجه نحو استقراء سلوكياته المختلفة، وتحليلها لفهم قدرات الإنسان ومهاراته وطاقاته؛ الأمر الذي لا يتطلب فقط تداخل الكثير من العلوم الانسانية والاجتماعية والطبيعية والبيولوجية والطبية والشرعية قصد فهم ما يحدث داخل هذا الكائن الحي، وما يحيط به من محددات، بل التفكير النقدي الحضاري بصلاحية نموذج الإنسان (الإنسان الاقتصادي، إنسان العقلانية الأداتية، الإنسان الاستهلاكي…) الذي تسعى  العلوم الإنسانية والاجتماعية في زمننا المعاصر إلى بنائه.

إن استشعارنا أهمية التكامل المعرفي لدراسة المشكلات ليس وليد الساعة؛ لأن القضايا الإنسانية والاجتماعية، عالجتها دوما ومازالت تعالجها تخصصات متعددة، وفق مقاربات وزوايا مختلفة، لذلك يعد التواصل المعرفي النقدي حول قضايا بناء الإنسان أمرا في غاية الأهمية، لحاجة مجتمعات اليوم إلى نموذج إنسان جديد قادر على الحد من الصراعات، والعيش في تناغم مع البيئة.

يطمح هذا المؤتمر عبر جلساته وأوراقه البحثية أن يجيب على الكثير من الإشكاليات التي يطرحها بناء الإنسان والعمران انطلاقا من ميادين العلوم الإنسانية والاجتماعية والدينية في محاولة لفهم الواقع المعيش، ورسم السبل الكفيلة لبناء مجتمعات قادرة على معالجة مشكلاتها الأساسية. ومن هذا المنطلق ندعو جميع المهتمين من باحثين أكاديميين وأساتذة جامعيين، ومعلمين، وأعضاء مراكز ومختبرات البحث، وكل المهتمين بحقول المعرفة الانسانية والاجتماعية والدينية لمساهمة في تخطيط رؤية مستقبلية لبناء منحى إنساني في مجال تكامل العلوم لخدمة الفرد، وبناء الإنسان والعمران.

֍   بيان أهمية التكامل المعرفي بين التخصصات في سبيل البحث عن نماذج بناء الإنسان والعمران

֍   طرح ومعالجة مختلف القضايا الإنسانية والاجتماعية التي تواجهها مجتمعاتنا المعاصرة

֍   بناء واقتراح تصورات وحلول لمختلف مشكلات العصر المطروحة

֍   ترسيخ التعاون بين الباحثين والأكاديميين ومد جسوره وتعزيزه حرصا على تطوير المعرفة العلمية

֍   استشراف سيناريوهات المستقبل حول بناء وتكوين الإنسان الجديد ضوء التحديات المعاصرة

آخر أجل لتلقي طلب المشاركة: 25 نوفمبر /تشرين الثاني 2025

آخر أجل لتلقي الأبحاث: 25  ديسمبر /كانون الأول 2025

ـ المشاركة بورقة بحثية أو ورقة عمل

ـ المشاركة بالحضور

ـ المشاركة بعرض تجربة ناجحة

المحور 1: بناء الإنسان: نماذج وتحديات

ـ إشكالية النموذج الحالي المهيمن لبناء الإنسان

ـ النماذج الحضارية لبناء الإنسان

ـ تحديات العصر، وبناء الإنسان الجديد

ـ أي نماذج ممكنة لإعادة بناء الإنسان

المحور2: المعارف الإنسانية ونموذج بناء الإنسان والعمران

كيف يمكن للعلوم الإنسانية بناء الإنسان والعمران، وتشمل هذه العلوم على سبيل المثال لا الحصر موضوعات مثل: تطبيقات علم النفس المعرفي، وتنمية الإبداع الإنساني، ومواجهة الانعكاسات النفسية لجائحة كورونا، وآثار الحروب والصراعات، والاضطرابات النفسية المصاحبة لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، والإدمان الرقمي، ومخاطر الإنترنت والألعاب الإليكترونية، وقياس الذكاء البشري ودمجه مع الذكاء الاصطناعي، ورعاية الموهوبين، وتقديم خدمات الدعم لذوي الاحتياجات الخاصة، الاتجاهات الحديثة في الدراسات النفسية.

المحور 3: المعارف الاجتماعية والتربوية ونموذج بناء الإنسان والعمران

تشمل الموضوعات المقترحة على سبيل المثال لا الحصر: (علم الاجتماع السيبراني، وعلم الاجتماع واستشراف سيناريوهات المستقبل الإنساني، ومشكلات التفكك الأسري، وقضايا الطلاق والانفصال، وقضايا الهوية، والأمن الفكري، وتحديات التربية في العصر الرقمي، وتربية المواطنة الدامجة، والمواطنة الحاضنة للتنوع، وقضايا الرقمنة، والتحول الرقمي وآثارها على المجتمعات العربية، وتربية الطفل في العصر الرقمي، والتنشئة الرقمية، وتطبيق صيغ المدرسة الذكية، والجامعات الافتراضية، واستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم، الدرس الأكاديمي من تقاطع المعارف إلى تكامل العلوم (تكامل الرياضيات والعلوم والهندسة والتقنية نموذجا.. تكامل العلوم التربوية والعلوم الاجتماعية نموذجا..) وتحديات الأمن الإنساني، وتطوير التعليم ومؤسساته، وأزمة العلوم الاجتماعية في العالم العربي، وأخلاقيات استخدام الفضاء الرقمي، وتحديات استخدام أنظمة التعليم الإلكتروني، وتطوير المناهج، ونظم إعداد المعلم، وقضايا الإعلام الجديد، والاتجاهات الحديثة في العلوم الاجتماعية).

المحور 4: المعارف الشرعية والدينية ونموذج بناء الإنسان والعمران

تشمل الموضوعات المقترحة على سبيل المثال لا الحصر: (الإنسان الأخلاقي، النموذج النبوي في التربية، ودور العلوم الشرعية في مواجهة تحديات العصر، وتجديد الخطاب الديني، وقضايا الحوار بين الأديان والحضارات، ومواجهة الأوبئة وانعكاساتها، حرية الدين والاعتقاد، ومواجهة ظواهر التطرف والغلو، الأديان وحقوق الإنسان، نموذج الإنسان في الأديان السماوية والوضعية، مفاهيم مؤسِّسة (العمران، الاستخلاف، التسخير…)، مقومات العمران في القرآن الكريم، محورية الإنسان في بناء العمران من خلال القرآن الكريم، الأسرة والعمران البشري في القرآن الكريم، عوامل وأسباب أفول العمران الحضاري في القرآن الكريم، الدولة والدعوة وبناء العمران القرآني، الدعوة ومناهجها واتجاهاتها وعوائقها المعاصرة ودورها في بناء الإنسان والعمران، القرآن ومحاربة الفساد الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، العمران والحرية، العمران والاستبداد، العمران والاقتصاد…

المحور 5: المعارف القانونية والاقتصادية ونموذج بناء الإنسان والعمران

تشمل الموضوعات المقترحة على سبيل المثال لا الحصر: (الأمن الرقمي وتحدياته، والمحكمة الرقمية وتطبيقاتها، وقضايا الرقمنة، ووسائل مواجهة الجرائم الإلكترونية، والحفاظ على الأمن الإنساني، ودور التشريعات المحلية والدولية في مواجهة قضية التغير المناخي، وقوانين الأسرة والطفل والمرأة في ضوء التحديات المعاصرة، والإجرام المنظم العابر للحدود، والاتجاهات الحديثة في الدراسات القانونية، الإنسان والاقتصاد والمجتمع، المشكلات الاقتصادية وتأثيراتها على بناء الإنسان المعاصر، التنمية وحقوق الإنسان…).

يرسل المشارك طلب المشاركة مستوفيا الشروط التالية :

عنوان المؤتمر المعني بالمشاركة
عنوان البحث
اسم الباحث وصفته
مؤسسة الانتساب وبلد الباحث
ملخص عن البحث بالعربية
البريد الإلكتروني للباحث
رقم هاتف واتساب

يرسل البحث الكامل حسب المواعيد المقررة أعلاه.

-ألا يقل البحث عن 3000 كلمة، ولا يتجاوز 10000كلمة   – تقبل البحوث الأساسية والميدانية.

ـ ألا يكون قد سبق نشره، أو المشاركة به في مؤتمر سابق – تقبل البحوث الفردية والمشتركة.

ـ ترسل الملخصات والبحوث الكاملة في قالب WORD إلى البريد الإلكتروني الآتي:

[email protected]

المشاركة الحضورية: ـ 400 يورو للمشارك الواحد؛ وتشمل:-حضور فعاليات المؤتمر -غذاء واستراحة شاي يومي المؤتمر  -شهادة مشاركة رسمية ـ ملف المؤتمر – نشر البحث.

المشاركة عن بعد: 240 يورو؛ وتشمل: تقديم المداخلة عبر زووم ـ نشر البحث ـ الحصول على شهادة المشاركة.


نشر منذ

في

, , ,

من طرف

الكلمات المفاتيح:

الآراء

رد واحد على “المؤتمر الدولي:المعارف الإنسانية والدينية وبناء الإنسان والعمران: التجليات والتأثيرات”

  1. الصورة الرمزية لـ الدكتور زكريا محمد الحمقة
    الدكتور زكريا محمد الحمقة

    وفقكم الله تعالى إن شاء الله تعالى نحضر بإذنه تعالى ونشارك

اترك رد