حوار الأديـان: نشأته وأصوله وتطوره

صدر للدكتور عبد الحليم ايت امجوض كتاب “حــــــــــوار الأديـــــــــــان، نشأته وأصوله وتطوره” في 827 صفحة عن دار ابن حزم. وهو كتاب يتناول قضايا متنوعة تهم الأديان السماوية والحوار الإسلامي المسيحي والحركات الإسلامية وحقوق الإنسان والمواطنة والتعايش.

تصدير الدكتور أبو بكر العزاوي، رئيس الجمعية المغربية لتكامل العلوم.

بسم الله الرحمان الرحيم

وبعد: إن الدعوة إلى الحوار أصبحت ضرورة ملحة تفرضها الصراعات الحضارية القائمة، وتقتضيها المشاكل والأزمات الدولية العديدة، ولهذا شاعت بين الناس عبارات كثيرة من قبيل: حوار الأديان، والحوار الإسلامي المسيحي، وحوار الحضارات، وحوار الثقافات، وحوار الشمال والجنوب، والحوار العربي الأوروبي، والحوار الاجتماعي… والغاية هي تعويض عبارات أخرى من مثل: الصدام الطائفي، والحرب الأهلية، وصدام الحضارات، وصراع الشمال والجنوب…

وبناء عليه؛ اكتسبت الدعوات إلى الحوار والأبحاث الكاشفة لضروراته ومآلاته منزلة كبرى. وفي هذا السياق يندرج هذا العمل الذي أنجزه الأستاذ الدكتور عبد الحليم أيت أمجوض بهدف دراسة ظاهرة الحوار الديني المعاصرة؛ نشأتها وأصولها وتطورها، بعد بيان مفهوم حوار الأديان وعلاقته بحواري الحضارات والثقافات.

وقد استطاع أن يعتمد تقسيما شاملا لحركة هذه الظاهرة في الماضي والحاضر بعد استعراض التصنيفات الرائجة والتعليق عليها؛ إذ انتهى إلى التقسيم الثنائي لحوار عقدي وواقعي. ثم بين أن حوار الأديان أصبح اليوم علما على الحوار الواقعي خصوصا، بعد أن أقصي الحوار العقدي من موائد الحوار بدعوى عرقلته للتعايش بفعل تمسك الذات عادة بمقدسها ورفضها لانتقاده أو الطعن فيه.

وهذا المنحى الواقعي الجديد في الحوار الديني أصبح الحديث الرائج في الأوساط العلمية والثقافية اليوم لارتباطه بالعديد من القضايا المثيرة للجدل؛ مما يستدعى الكشف عن نشأته، وأصوله، ودوافع تطوره، وأبعاده، وموضوعاته، وقضاياه، ومعيقاته، وآفاقه.

وليس من المبالغة من القول بأن الدراسة انتهت إلى ما يشفي الغليل في تلك العناصر كلها، مما أكسبها شمولية تفتقدها البحوث السابقة في الموضوع؛ إذ غالبا ما كان الباحثون يركزون على جانب ويغفلون جوانب أخرى..

مقدمةالمؤلف:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على سيد المرسلين وآله وصحبه ومن أحبهم وتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

وبعد؛

في هذه المقدمة تعريف بالموضوع وبيان لأهميته ودواعي اختياره وأهدافه والأعمال العلمية السابقة فيه وخطته ومنهجية مناولته وصعوباته.

التعريف بالموضوع وبيان أهميته:

لا يحتاج المتتبع للشأن الإعلامي والفكري في العقود الأخيرة بذل الوسع لاكتشاف التغيرات العميقة الجذرية المتسارعة التي حدثت في الأفكار في شتى الحقول والمجالات، بفعل ظهور اتجاهات عديدة تسعى إلى تحقيق التقارب والتفاهم والاحترام المتبادل، وصدور الكثير من العهود والمواثيق والإعلانات الدولية التي تعلي من شأن حقوق الإنسان وتجرم الحروب والعنف ونعرات الاستعلاء والعنصرية، مما ساهم في تعزيز نزعة السلام والتعاون والحوار وخلق أمل في مستقبل تلوح فيه تباشير أفول نظريات الاستبداد وانحسار أنماط الهيمنة وتزايد الاعتراف بالتعددية الدينية والثقافية والحضارية…

وفي خضم هذه التحولات برزت للوجود دعوة مخصوصة متنامية للحوار بين الأديان؛ لا يزال يتسع نطاقها منذ مطلع الستينيات من القرن الماضي إلى الآن، فأصبحت ظاهرة لها منظروها ودعاتها وموضوعاتها وقضاياها ومؤسساتها وأهدافها، كما تعددت مستوياتها وأشكالها؛ فكثرت بتطورها اللقاءات والمؤتمرات والمحاضرات والكتابات ومختلف الأنشطة الداعمة، حتى عدها البعض أهم ميزة للنصف الثاني من القرن العشرين وما بعده، بل صرح آخرون بأنه ليس في مسألة الحضارة اليوم أهم من الحوار بين الأديان[i].

لكن صداها المتعاظم لم يعصمها مما ابتليت به مثيلاتها من الظواهر الإنسانية؛ فما إن احتلت الصدارة على المنابر الإعلامية والثقافية حتى اختلفت بشأنها الآراء والمواقف، وكما لاقت ترحيبا وتشجيعا من قبل عدد من الأطراف، وجدت أيضا توجسا وخيفة عند آخرين، وتبعا لذلك أصبح ما بين الرأي ونقيضه، بخصوص مصداقية وشروط الحوار بين الأديان وأبعاده وقضاياه، مواقف وآراء متدرجة سلبا وإيجابا؛ بين من يراه مضيعة للوقت يستعمله المستكبرون في الأرض لتخدير الشعوب المستضعفة وكسب الوقت، ومن يراه المخرج من أزمة الإنسانية الحديثة، وبينهما أصناف من المهتمين ممن يضعون للقبول والرفض شروطا وقيودا.

ولما باتت حركة الحوار هذه تلقي بظلالها الكثيفة المختلفة في الأوساط الفكرية، مثلما أصبحت تسع أصنافا متنوعة من الحوار بتنوع أطرافها وأهدافها وموضوعاتها ووسائلها والجهات المشرفة عليها، فالمبادرة إلى رفضها أو قبولها مبدئيا مغامرة غير محسوبة تختصر واسعا، وتنتقي وجها واحدا من ظاهرة متعددة الوجوه؛ تحكم عليه بالسلب والإيجاب دونما تمحيص.

والأوفق دراستها بوعي تام وتحليلها بعمق فاحص لمختلف الاتجاهات والآراء وأبعادها العقدية والواقعية، من خلال مخطط شامل لنشأة الدعوة إلى حوار الأديان المعاصرة وأصولها وتطورها، تقويما بعد التقييم لظاهرة من فرط الاستهلاك الإعلامي كادت تصبح شعارات تلاك، وهو عمل أرجو أن يكون لي منه حظ من خلال هذا البحث في موضوع؛ “حوار الأديان؛ نشأته وأصوله وتطوره”.

وإنما اخترت دراسة النشأة والأصول اللاهوتية والواقعية[ii] قبل البحث في قضايا التطور المعاصرة، لأن من رام الاشتغال على الظواهر المعقدة ذات الأبعاد المختلفة والظلال الكثيفة وعلى الكيفيات التي تأخذ بها مسالكها في الحاضر والمستقبل، لا يجد بدا من الوقوف على المصادر الدينية والتاريخية لسبر أغوار الماضي بحثا عن بذورها الأولى وجذورها وامتداداتها في الزمن ورواسبها في اللاشعور البشري الفردي والجمعي، وانعكاساتها على التطورات المتلاحقة الحاصلة على مستوى السلوك الإنساني الاعتيادي والطافر[iii].

وتجدر الإشارة أيضا، في سياق التعريف بالموضوع، إلى أن حركة الحوار الإسلامي المسيحي المعاصرة استبدت في ساحة الحوار الديني حتى كاد يغدو حوار الأديان الحديث علما عليها[iv]، وذلك نظرا لطبيعة لاهوت الدينين المنفتحة مقارنة مع غيرهما من جهة[v]، ولأن عدد أتباعهما يكاد يتجاوز نصف سكان الأرض، فالتعايش بينهما بهذا الاعتبار ذو معنى، والصراع بينهما سيكون حتما مأساة إنسانية؛ لهذا لم يكن مستغربا ما اجتمع لحركة الحوار المعاصرة بينهما من الدواعي الملحة والضرورات التي جعلتها تتبوأ ذلك المقام عن استحقاق، وهو أيضا أمر طبيعي بالنظر إلى قانون النشوء والتطور الذي يحكم الظواهر الاجتماعية التي تبدأ كائنات صغيرة ما تلبث أن تنمو فتبسط سلطانها على الناس.

هذا فضلا عن أسباب ومبررات أخرى يأتي تفصيلها في محالها من البحث[vi]، وليس يعني ذلك بحال أن المقصود حصرا بحوار الأديان في هذا البحث “الحوار الإسلامي المسيحي”، وإنما المراد التأسيس لحركة تتجاوز ثنائية النشأة الطبيعية إلى آفاق التعددية الدينية الرحبة، فيكون اللفظ حينئذ إطلاقا للعام على الخاص المتطور من حيث الشمول صوب العموم والكمال المفترض، ولذلك تحدثت من خلال النشأة والأصول في الفصلين الأول والثاني عن لاهوت الحوار مع الآخر ونواقضه في الديانات الإبراهمية بغض النظر عن الخلفية الثقافية لهذا الآخر الذي يحتل منزلة الذات الإنسانية العامة بتمظهراتها العقدية المختلفة المنفتحة والقابلة للانفتاح، وختمت البحث بالتأكيد على ضرورة تعزيز خيار الخروج من ضيق الحوار الإسلامي المسيحي، مهما اتسع، إلى سعة حوار الأديان للإفادة من طاقاته المدخرة خاصة في قضايا الحوار الواقعي[vii].

ويبدو، أيضا من هذا الباب، التمثيل بالحوار الإسلامي المسيحي في محل تقييم تجربة حوار الأديان في المرحلة المعاصرة من تطورها أمرا طبيعيا، ريثما يجود الزمان بسانحة انفتاح عام تتيح اتساعا في دائرة الحوار تظهر معه نماذج أخرى تنمو فتتراكم تجاربها وأدبياتها على نحو يؤهلها لأن تكون مجالا للدراسة والتحليل.

دواعي اختيار الموضوع:

لما كان الاستكثار من البحوث من غير سبب وجيه يبرر تخصيص مواضيعها بالدراسة أمرا يتنافى ومقتضيات البحث العلمي ومقاصده، صار لزاما على الباحثين بيان دواعي الاختيار لكل قضية يراد من إفرادها بالتأليف إغناء نوعي لا إضافة كمية فحسب.

ولعلي أشرت سلفا إلى بعض أسباب اختيار موضوع حوار الأديان إجمالا، إلا أنه، ولما كان هذا مقام البسط والبيان، أعود على البدء بتفصيل المجمل مما سبق في العناصر الآتية:

  1. 1. أهمية البحوث والدراسات الموضوعية في مجالات التواصل والحوار الإنساني عموما، خاصة في هذا العصر الذي كثرت فيه الدعوة إلى الحوار بقدر ما ازدادت فيه بؤر التوتر والصراع عددا وحجما، مما يكشف عن الكثير من الخلل في شروط تحقق مقتضيات تلك الدعوات وأشكالها وأبعادها، وليس ثمة أفضل من الدراسة المتأنية الواعية مسلكا لتصحيح المسار.
  2. 2. الضرورة الشرعية المتمثلة في الأمر الإلهي الداعي إلى الحوار والتعارف والتعاون، مصداقا لقوله تعالى: “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا”[viii]، وقوله تعالى: “لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم، إن الله يحب المقسطين”[ix]، ومن تلك الضرورة تستمد المشروعية الكتابات الداعية للحوار الكاشفة عن معيقاته، المكتشفة لسبل اقتحام عقباته، بل بتلك الكتابات يتحصل أجر امتثال الأمر القرآني المذكور وثواب الدلالة على الخير، ما دام الدال على الخير كفاعله.
  3. 3. الحتمية التاريخية المتمثلة في الامتحان الظرفي العسير الذي تجتازه الإنسانية، والذي يضعها أمام خيارين لا ثالث لهما؛ إما الصراع المفضي إلى الفناء، أو الحوار المؤدي إلى تحقيق تعايش وسلام قوامه العدل والاحترام المتبادل، وليس معنى هذا أن الخيارات في القضايا الشائكة الكثيرة على درجة واحدة من الوضوح، بحيث يتميز فيها محور الشر عن محور الخير بداهة، وإنما الأمر عليه نتوء من فرط التداخل والتعقيد، كتلك التي تنصبغ بها قضايا العلوم الإنسانية عموما، مما يتيح للجميع ادعاء الخير للذات واتهام الغير بالشر، وليس يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، والحال هذه، إلا بالتحليل الفاحص الذي يتجاوز ظواهر الإشكالات لينفذ إلى أعماقها وخلفياتها، مقلبا أوجه الخطإ والصواب في الآراء والمواقف بغية إحقاق الحق وإبطال الباطل.
  4. 4. الحاجة الملحة إلى دراسة جامعة مستفيضة تستقرئ ماضي حوار الأديان وحاضره لاستشراف مستقبل أفضل للإنسانية، ذلك لأن الأعمال العلمية السابقة في الموضوع، على أهميتها، لا تغطي مختلف مراحل الخط الزمني لتطور حوار الأديان، كما يقع أغلبها على طرفي نقيض في الحكم على الظاهرة ومتعلقاتها سلبا وإيجابا، والأوفق التزام الموضوعية والواقعية التي تفرض، فضلا عن البحث في جذور الظاهرة، تثمين الإيجابيات ونقد السلبيات مع تقديم البدائل الممكنة.
  5. 5. إن الموضوع، فضلا عن ذلك، يخدم نسقا من الميول الذاتي نحو البحث في القضايا ذات البعد الإنساني والنفع العميم، على أمل المشاركة في نشر رسالة السلام والخير التي نذر لها الحياة الأنبياء والصالحون وذوو الفضل والمروءات من سائر الأمم والأعراق، وبذلوا في سبيلها كل غال ونفيس.

أهداف البحث:

ما دامت أهداف البحث ومقاصده بمثابة المنارات اللازمة التي تعصم من اقتحم لجج بحور العلم والمعرفة من الانحراف عن مسار الالتزام المبدئي، يلزمني تحديد جملة من التحملات من خلال الإشارة إلى بعض الأهداف المنتظر تحقيقها من سلوك شعاب الموضوع المختلفة، وهي كما يأتي؛

  1. 1. بيان أهمية حوار الأديان نظرا للتعددية الدينية التي أضحت واقعا لا يمكن إنكاره، أو تجاوزه، في كل المجتمعات بدون استثناء؛ نتيجة تماهي الحدود الجغرافية بفعل ثورة الاتصالات واتساع مساحة الاشتراك والتبادل.
  2. 2. تأصيل حوار الأديان من المصادر اللاهوتية ومن تاريخ العلاقات بين الأديان للوقوف على الحوافز العقدية التي أفضت إلى ازدهاره ونجاحه بهدف تثمينها، ولمعرفة أصل البلاء وجذور الأزمات التي مر منها تاريخيا حوار الأديان بقصد الاعتبار والاجتناب مستقبلا، فضلا عن محاولة إنصاف فئة تعرضت للعسف مرتين؛ مرة بتشويه تاريخها المشرق، ومرة بالاضطهاد الواقع عليها اليوم بدعوى محاربة الإرهاب[x].
  3. 3. إماطة اللثام عن الدوافع والأبعاد الحقيقية اللاهوتية والواقعية الكامنة خلف اتساع نطاق ظاهرة الحوار الديني المعاصرة، لتعزيز الموجب منها وإدانة السلبي بهدف تصحيح المسار من خلال محاولة تقويم الاعوجاج الواقع والمحتمل.
  4. 4. استقراء مختلف مقررات الحوار ومنتجاته لاستخلاص مميزات هذه الحركة عما يشاكلها من حركات الحوار الكثيرة، ما دام لكل ظاهرة تتحرك في التاريخ الإنساني سمات تميزها عن غيرها، وتؤثر تبعا في الحكم عليها وتقييمها.
  5. 5. اكتشاف مكامن الخلل التي حالت دون تحقيق دعوات الحوار الحديثة لأهدافها الإنسانية، والمعيقات التي عرقلت تنزيل شعاراتها النبيلة المعلنة في واقع الناس، وهو ما يؤكده التصاعد الخطير لأعمال العنف والدمار ونزعات العنصرية والاستعلاء والهيمنة، بالرغم من التكاثر الحاصل على مستوى الأنشطة الحوارية والإنتاجات العلمية المعززة لها.
  6. 6. دراسة جملة من الموضوعات والقضايا المتعلقة بالحوار الإسلامي المسيحي، مع التركيز بداية على الإشكالات المتصلة بحياة الإنسان الاجتماعية بمفهومها العام، والتي حازت أهمية واهتماما خاصا لأولويتها، إن على مستوى الحوارات الوطنية المشتركة أو على مستوى المجتمع الدولي إجمالا[xi].
  7. 7. عرض نماذج من التاريخ المشرق لحوار الأديان الواقعي[xii]، لتأكيد مصداقية نتائج التأصيل الشرعي والتاريخي لميزة الحضارة الإسلامية عن غيرها في مجال تفعيل مبادئ الحوار والتواصل والتعايش وحفظ حقوق الأقليات وحماية التعددية الدينية…
  8. 8. المساهمة في وضع بعض المعالم المساعدة على رسم خارطة الطريق المستقبلية لحركة الحوار الديني من خلال الحديث عن آفاقها وتحدياتها وبعض سبل رفعها.

أهم الأعمال العلمية السابقة:

لاشك أن الإحاطة بأهم روافد الموضوع من الأعمال العلمية السابقة خطوة لازمة لتحقيق معنى البحث العلمي باعتباره سيرورة بنائية تعمل من خلال آليتي الاحتواء والتجاوز لتنمية الحصيلة المعرفية الإنسانية العامة كما وكيفا، وفي هذا السياق أجدني مضطرا للاقتصار على أهم الكتابات التي أمكنني الاطلاع عليها بعد استفراغ الوسع في الطلب، والتي شكلت إضافات نوعية لمكتبة حوار الأديان[xiii]، على أن الذي يعنيني منها أكثر من غيره هو ما اشتملت عليه من إيجابيات يمكن أن يبنى عليها في البحث.

ومن تلك الأعمال:

  1. 1. كتاب “الحوار بين الأديان” للمسيحي القبطي وليم سليمان[xiv]؛ عرض فيه نماذج من الحوار الديني مبرزا الجوانب الإيجابية للقاء الفاعل بين أتباع الأديان، مركزا على مسائل من الحوار الواقعي من قبيل؛ التعايش السلمي والسلام العالمي وحقوق الإنسان، مستبعدا قضايا الحوار العقدي، معتبرا إياها عقبة حقيقية أمام التقارب.
  2. 2. كتاب “في آفاق الحوار الإسلامي المسيحي” للسيد محمد حسين فضل الله[xv]؛ ركز فيه على الحوار الوطني اللبناني محللا واقع التعايش بين المسلمين والمسيحيين في لبنان وآفاقه، كما ضمنه مختلف نشاطاته الحوارية مع المسيحيين ومحاضراته المتعلقة بالموضوع، وقد اعتمد في مختلف إنتاجاته الواردة في الكتاب التقسيم الثنائي لحوار الأديان إلى لاهوتي وواقعي، ولم ينف صلاحية الحوار اللاهوتي لهذا العصر المنصبغ بروح الانفتاح على مختلف الأفكار، مما لا ينسجم من وجهة نظره مع الحجر على العقول ومنعها من حقها في الإقناع والاقتناع من دون خطوط حمر أو مقدسات في الحوار.
  3. 3. كتاب “الحوار الإسلامي المسيحي” للدكتور بسام عجك[xvi]؛ افتتحه بموقف القرآن والسنة النبوية من المسيحية وأهلها، مستنبطا المبادئ الشرعية المؤطرة للحوار معهم، وقد ركز فيه على نماذج من تاريخ الحوار العقدي وبعض موضوعاته، مختصرا جزءا من أهدافه، ومعرجا على مواقف المسلمين والمسيحيين منه، وقد بين من خلال موضوعات الحوار المختارة ثبوت تحريف العقيدة المسيحية الحالية، كما أشار إلى أن الهدف الأول الذي يحدو النصارى في انخراطهم في أنشطة الحوار هو التبشير بدينهم والدعوة إليه، وأشار في المقابل إلى أن مبررات الرفض التي أبداها المعارضون لحركة الحوار الإسلامي المسيحي هي في الحقيقة منزلقات يجب التحذير منها، وليست أسبابا جوهرية لرفض الحوار جملة وتفصيلا.
  4. 4. كتاب “الأبعاد السياسية للحوار بين الأديان؛ الحوار الإسلامي المسيحي نموذجا” للباحث الأردني سامر رضوان أبو رمان[xvii]: قام فيه باستقراء عدد من وثائق الحوار الإسلامي المسيحي وأدبياته وتحليلها بهدف استخراج الأبعاد السياسية من خلال المفاهيم الرئيسة والقضايا المطروحة للنقاش داخل أروقته، وقد نحا بذلك منحى استبعاد الجانب العقدي من دائرة الحوار مركزا على الجانب السياسي الواقعي فقط.
  5. 5. مجلة إسلام ومسيحية [Islamochristiana][xviii] التي تصدرها أمانة السر لشؤون الديانات غير المسيحية بالاشتراك مع المعهد البابوي للدراسات العربية والإسلامية منذ سنة 1975م، وقد نشرت هذه المجلة منذ صدورها العديد من الأبحاث والدراسات المرتبطة بالحوار الديني، فضلا عن تغطيتها لعدد من لقاءات الحوار الإسلامي والمسيحي.
  6. 6. كتاب “الحوار بين الأديان؛ أهدافه وشروطه والموقف الإسلامي منه” للدكتور محمد خليفة حسن[xix]: ركز من خلاله بأسلوب إنشائي غير موثق على الأهداف الإيجابية للحوار الديني من قبيل؛ التقريب بين الأديان ودعم الاعتدال وقاعدة الاتفاق والتفاهم ومبدإ التعددية الدينية وتطوير الخطاب الديني، كما عرج على بعض شروط نجاح الحوار، وختم بالموقف الإسلامي الشرعي المعزز للحوار بين الأديان.
  7. 7. كتاب[Guidelines for dialogue between Christians and Muslims] لمؤلفه موريس بورمان[xx] الذي يعتبر من الرواد الأوائل المنظرين لحركة الحوار في عقدها الأول بعد المجمع الفاتيكاني الثاني، وقد دعا من خلال الكتاب المسيحيين والمسلمين للانخراط في الحوار، مع التركيز على الدواعي الدينية والتاريخية التي تفرض التقارب بين أهل الديانتين، واستعرض عددا من اللقاءات الإسلامية المسيحية وبعض قيم الديانتين ومجالات التعاون.
  8. 8. كتاب “الإسلام والمسيحية؛ من آفاق التنافس والتصادم إلى آفاق الحوار والتفاهم” لمؤلفه أليكسي جورافسكي[xxi]: مهد من خلاله السبيل للفهم المتبادل بين المسلمين والمسيحيين، ودعا إلى ضرورة الابتعاد التام عن الأحكام المسبقة والمفاهيم المغلوطة مستعرضا مراحل العلاقة بين الديانتين انطلاقا من البعثة النبوية مركزا على تطور صورة الإسلام في الفكر الديني الأوروبي.
  9. 9. كتاب “الحوار الإسلامي المسيحي؛ الفرص والتحديات” للدكتور يوسف الحسن[xxii]: افتتحه ببيان المفهوم المرتضى لحوار الأديان من وجهة نظره، وقد استبعد من خلال القيود التي وضعها الحوار العقدي، كما ضمنه جملة من الآداب جعلها شروطا لمسمى الحوار، ثم أردف بعد ذلك بنبذة عن العلاقات التاريخية والمعاصرة مركزا على الرؤية الإسلامية للحوار مستعرضا عددا من التحديات والصعوبات التي ينبغي تجاوزها، ليختم بذكر بعض التوجهات المستقبلية.

10. كتاب “الحوار الإسلامي المسيحي؛ ضرورة المغامرة” للدكتور سعود المولى[xxiii]: اعتبر فيه الحوار ضرورة حضارية للمسلمين والمسيحيين على حد سواء، واستعرض بعضا من شروطه وموضوعاته مشيدا بوفاء الحركة الإسلامية المعاصرة لمبدإ الحوار ومساهمتها الفاعلة فيه مستشهدا بما أتيح له من أدبياتها وسلوكها، وتناول بعد ذلك لاهوت التحرر في المجمع الفاتيكاني ليميز بين نشأة الحوار الصوري والحقيقي في الفكر المسيحي خلال القرن العشرين، ثم ختم بالتفصيل في الحديث عن الحوار في لبنان وتحدياته وآفاقه.

11. كتاب “الأسس اللاهوتية في بناء حوار المسيحية والإسلام” لمؤلفه مشير باسيل عون[xxiv]: ركز فيه على تأصيل الحوار الإسلامي المسيحي من الفكر اللاهوتي المسيحي معتمدا على أدبيات المجمع الفاتيكاني الثاني، فبين أسسه وسماته وأهدافه، ثم صنف بعد ذلك مواقف المسيحية من الإسلام ليخلص إلى التطور الإيجابي لصورة الإسلام في اللاهوت المسيحي الكاثوليكي الناشئ من خلال المحاولات التي تسعى إلى تجديد نظرية الخلاص على نحو يجعل المسلمين في دائرة من دوائره الواسعة.

12. كتاب “الحوار الإسلامي المسيحي؛ نحو مشروع للنضال المشترك” للشيخ محمد مهدي شمس الدين[xxv]: اشتمل على عدد من أعماله ومشاركاته في مناسبات مختلفة يجمع بينها قصد تحقيق تعاون وشراكة حقيقيين بين المسلمين والمسيحيين لمواجهة التحديات الحاضرة والمستقبلية مركزا على قضايا المواطنة والعيش المشترك.

13. كتاب “مقدمة إلى الحوار الإسلامي المسيحي” لمحمد السماك[xxvi]: استهله بالحديث عن المنطلقات الأولى للحوار الإسلامي المسيحي مركزا على الأصول الشرعية الإسلامية، ثم تناول بعضا من القواسم المشتركة ليختم بالتأكيد على ضرورة الحوار والعيش المشترك في لبنان.

14. كتاب “العلاقات الإسلامية النصرانية في العهد النبوي” للدكتور فاروق حمادة[xxvii]: ركز فيه على استقراء أحداث السيرة النبوية مبرزا مختلف أنماط العلاقة التي جمعت بين الإسلام والمسيحية من الرسائل والسفراء والوفود والمعاهدات..

15. كتاب “البيانات المسيحية الإسلامية المشتركة” جمع فيه جوليت حداد[xxviii] البيانات الختامية لتسع وعشرين لقاء إسلاميا مسيحيا عقدت في الفترة ما بين 1954م و1992م، وأردفه بتقارير مختصرة عن مئتين وواحد وخمسين لقاء أغلبها ذو طابع إسلامي مسيحي.

16. كتاب “تأصيل الحوار الديني؛ تأصيل المصطلحات وتحديد الضوابط الشرعية” للدكتور محمد الفاضل بن علي اللافى[xxix]: افتتحه بالبحث في مصطلحات الحوار والدين والسياسة معرجا على بعض الضوابط الشرعية معرفا ببعض الديانات مع التركيز على تجربة الحوار الديني في السودان بإبراز الجهود الوطنية المبذولة في سبيل تحقيق التعايش والتنمية ومواجهة المخططات الأجنبية التي تستهدف وحدة السودان من خلال دعم التمرد وبث النعرات الطائفية وإلباس الصراعات القبلية لبوس الدين، وقد ختم بعرض بعض أهداف الحوار الديني على المستوى السوداني.

17. كتاب “سماحة الأديان والسلام العالمي” للدكتور خالد محمد الزواوي[xxx]: اقتصر فيه على جوانب التسامح في الديانات السماوية مستبعدا لاهوت العنف وتاريخ الصراع.

18. كتاب “التعايش السلمي بين المسلمين وغيرهم داخل دولة واحدة” للدكتور سور رحمن هدايات: ركز فيه على عالمية الإسلام ونظرته المتميزة للتعدد الديني مع تأصيل علاقات المسلمين بغيرهم في ظل الدولة الإسلامية، وقد فصل في عدد من الأحكام الشرعية المتعلقة بحقوق المواطنة مقارنا إياها بوضعية الأقليات المسلمة في عدد من مناطق العالم معرجا على جملة من المآسي التي تعرضت لها في ظل أنماط من الحكم غير الإسلامي الديني واللاديني.

19. كتاب “محاور الالتقاء ومحاور الافتراق بين المسيحية والإسلام” لغسان سليم سالم[xxxi]: ركز فيه بداية على المساحات المشتركة بين الديانتين في مجالي العقائد والأخلاق، ثم تناول بعد ذلك محال الخلاف في العقيدة مبينا التفاصل التام في مجال العبادات، ليختم بالحديث عن التقارب المسيحي الإسلامي.

20. كتاب “التعصب والتسامح بين المسيحية والإسلام” للشيخ محمد الغزالي[xxxii]: اعتمد فيه منهجا مقارنا بين نماذج مختارة من لاهوت الديانتين وتاريخهما في مجالي التعصب والتسامح لكشف حقيقة بعض الشبهات المثارة حول الإسلام وتاريخه، وللدلالة على محال التعصب الحقيقي العقائدي والتاريخي.

21. كتاب “الحوار الإسلامي المسيحي” من إعداد مركز المحروسة للنشر والخدمات الصحفية والمعلومات سنة 1999م: يضم أكثر من مئة مقال صحفي حول الحوار الإسلامي المسيحي وأنشطته منقولة عن عدد من الصحف المشهورة، منها: “الأهرام” و”الوفد” و”الشعب” و”الحياة” و”الأهالي” و”الجمهورية” و”الأخبار” و”القبس” و”عقيدتي”…[xxxiii].

22. كتاب “الموجز في معاملة غير المسلمين في الإسلام” من إصدار المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية بالأردن[xxxiv]: يضم ملخصات عن عدد من البحوث المقدمة للمجمع، تناولت عددا من الموضوعات المتعلقة بمكانة غير المسلمين في الإسلام من قبيل؛ الموقف الشرعي وتاريخ العلاقات وحقوق الإنسان في الإسلام.

هذا فضلا عن العديد من الدراسات التي تناولت قضايا حوار الأديان عرضا أو في إطار حوار الحضارات والثقافات، ومنها كتاب “مفاهيم معاصرة في ضوء الإسلام” للدكتور محمد هلال[xxxv]، و”التنوع والتعايش” لحسن الصفار[xxxvi]، و”حوار الحضارات” لروجي غارودي[xxxvii]، و”تفاعل الحضارات؛ دور الفينومنولجيا الواقعية في حوار الحضارات والديانات” ليوسف سايفرت[xxxviii]، و”الإسلام والغرب” للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي[xxxix]…

وتجدر الإشارة أيضا في سياق الحديث عن حوار الأديان إلى أهمية الاطلاع على الكتابات المؤمنة بالصراع والمشككة في مصداقية الحوار وأبعاده، ذلك لأن معرفة الرأي الآخر ومستنداته وحججه خطوة ضرورية في تصويب الدعوة إلى الحوار، ومن الأعمال التي نحت منحى الاعتراض كتاب “الفاتيكان والإسلام” للدكتورة زينب عبد العزيز[xl]، و”المسيحية والإسلام والاستشراق” لمحمد فاروق الزين[xli]، و”المؤامرة؛ معركة الأرماجدون وصراع الحضارات” و”الحوار الخفي؛ الدين الإسلامي في كليات اللاهوت” و” الإنسان والدين؛ ولهذا هم يرفضون الحوار…!!” للدكتور محمد الحسيني إسماعيل[xlii]، و”حوار الحضارات وطبيعة الصراع بين الحق والباطل” للدكتور موسى إبراهيم الإبراهيم[xliii]، و”صراع الحضارات” للدكتور أحمد شلبي[xliv]، و”قوى الشر المتحالفة؛ الاستشراق، التبشير، الاستعمار، وموقفها من الإسلام” لمحمد الدهان[xlv]، و”المسيحية والتوراة؛ بحث في الجذور الدينية لصراع الشرق الأوسط” لشفيق مقار[xlvi]…

هذا بالإضافة إلى الكم الهائل من المقالات التي تنشر باستمرار على شبكة الانترنت، والتي يعسر أن تحصر مضامينها في مقدمة، وقد جمعت منها جملة يتجاوز عددها المئتين، وإن لم تكن على وزان واحد من حيث الجودة والجدة والإحاطة، بل ليس من المبالغة القول بغلبة التكرار والارتجال عليها.

خطة البحث:

بعد سلوك دروب البحث على هدى من طبيعة الموضوع وما يتوخاه من نتائج وأهداف خلصت إلى ترتيبه على ستة فصول تصدر بمقدمة وتمهيد وتردف بخاتمة.

فخصصت المقدمة لما أنا فيه من التعريف بالموضوع وبيان أهميته ودواعي اختياره وأهدافه والأعمال العلمية السابقة فيه وخطته ومنهجية مناولته وصعوباته، وجعلت التمهيد في واقع التعددية الدينية وأيلولتها الشرعية الضرورية لحوار الأديان.

واعتنيت في الفصل الأول ببيان مفهوم حوار الأديان وأنواعه[xlvii] وعلاقته بحوار الثقافات وحوار الحضارات، وختمته بالحديث عن النشأة، فميزت فيها بين النشأة العفوية التاريخية لحوار الأديان بنوعيه العقدي والواقعي، والنشأة الرسمية للظاهرة المعاصرة لحوار الأديان بخصائصها وأبعادها وقضاياها المميزة.

وعبرت بعد ذلك إلى الفصل الثاني للبحث في الأصول اللاهوتية والواقعية لحوار الأديان، بعد أن بينت في مقدمته أن تتبع تاريخ الحوار بين الأديان يستدعي الحديث عن جانبين، أولهما؛ مراحل ازدهاره ونجاحه، وثانيهما؛ مراحل تراجعه وفشله. وإذا كان التعايش والتكافل ومحطات اللقاء والتفاهم دليلا على الجانب الأول، فإن التدليل على تاريخ الفشل لا يكون إلا بإيراد شواهد النزعة الأصولية في الفكر اللاهوتي وتمظهراتها من خلال تاريخ الصراع والعنف والإقصاء والاضطهاد.

لذلك تحدثت في المبحث الأول من فصل الأصول عن النزعة العنصرية الإرهابية اللاهوتية والواقعية في الفكر اليهودي وتاريخه، وبينت في المبحث الثاني كيف تحولت المسيحية تاريخيا من مسار التسامح إلى العنف الذي لا يزال مستمرا إلى اليوم بالرغم من حركة الحوار، وختمت ببعض ما جاء به الإسلام من تعاليم مميزة في مجال التسامح وحماية الأقليات، بدءا من صحيفة المدينة التي كانت الإعلان الرسمي عن قيام الدولة الإسلامية الأولى على أساس التعددية الدينية، ولو مع اليهود بما علم عنهم في القرآن من طباع الاستعلاء والتحريف وقتل الأنبياء بله غيرهم.

وكان من المقاصد التبعية في هذا الفصل، وجزء من سلفه، الاستدلال على أن القطيعة في الحوار لم تكن لتحصل من طرف المسلمين[xlviii]، وإنما كانت من طرف أهل الديانتين الأخريين، إذ لما جاد الزمان عليهما بالسيادة، وحل بدولة المسلمين الأزمات والنكبات ثم الانحطاط؛ آل أمر المسيحية من المحبة العقدية إلى الشدة والعنف في الواقع، أما اليهود فلم يكن لهم من الأصول العقدية المحرفة ما يدفعهم للتعايش ومسالمة المخالفين دينيا.

ثم يممت وجهي صوب الفصل الثالث لدراسة تطور حوار الأديان في المرحلة الحديثة؛ دوافعه ومميزاته وأبعاده ومعيقاته، فتناولت في المطلب الأول من المبحث الأول دواعي الانقلاب الرأسي الذي حصل من الطرف المسيحي بالمبادرة إلى إعلان الحوار وإعادة مد جسور التسامح والتعايش، من خلال المجمع الفاتيكاني الثاني، بعد تاريخ العنف الكنسي الطويل المادي والمعنوي، وعرجت في المطلب الثاني على مميزات الحركة المعاصرة لحوار الأديان، كما فصلت في الأبعاد المختلفة للظاهرة من خلال المبحث الثاني، وختمت الفصل بمبحث ثالث ركزت فيه على أهم المعيقات التي شكلت عقبات حقيقية أمام تحقيق الشعارات الإيجابية المعلنة.

وخصصت بعد ذلك فصلين لعرض نماذج من حوار الأديان الواقعي وجملة من قضاياه وموضوعاته، وذلك للتدليل بتفصيل على عدد من معطيات فصلي الأصول والتطور السابقين بقصد دعم مستنتجاتهما من جهة، ولتحرير محال النزاع في عدد من القضايا التي استبدت بالنقاش داخل أروقة الحوار الديني في أبعاده القطرية والعالمية.

ولما كانت الإفادة العلمية في هذا البحث إنما تكمن في تقويم الظاهرة وتصويبها، بعد توصيفها موضوعيا من خلال بيان دوافعها وأبعادها وقضاياها، فقد ختمت البحث بفصل للحديث عن آفاقها؛ تناولت في المبحث الأول منه تصحيح المنطلقات من خلال التذكير بالأرضية المشتركة وتثبيتها[xlix]، وعرجت في المبحث الثاني على التحديات الحقيقية التي تقف عقبة في طريق الحوار الجاد على المستويات الوطنية والدولية، وختمت الفصل بمبحث ثالث للحديث عن ضرورة عقلنة الحوار وتخليقه وتعزيزه بأسباب القوة وبسطه على مساحات أرحب لتجاوز صبغة القصور التي تطبعت بها الظاهرة المعاصرة لحوار الأديان بالسعي إلى إغناء وظيفته في تحقيق التواصل الإنساني وتوسيع تأثيره على نفوس المتدينين كافة، وقد أشرت في محله إلى وجوب إحداث نقلات لاستنبات الحوار في بيئات أكثر سعة وأوفر عطاء، مع إعادة تدبير الحوار في المساحات القديمة.

وكما افتتحت البحث بمقدمة أنهيت رحلته بخاتمة تضمنت أهم الخلاصات.

الوسائط المنهجية المعتمدة:

لم أدخر جهدا في الالتزام بالقواعد المتعارف عليها بين أهل العلم من؛ ترتيب الأفكار، ونسبة الأقوال إلى أهلها، وتعضيد الآراء بسند من الشواهد والأدلة[l]، متوسلا في ذلك بعدد من المناهج بحسب المقام، نظرا لاختلاف طبيعة البحث ووظيفته من فصل لآخر، وفيما يأتي بيان لمحال استعمال بعض المناهج:

1. المنهج التاريخي:

لما رمت الوقوف على تاريخ الديانات السماوية بقصد تأصيل الحوار الديني الواقعي من تاريخ العلاقات بين الأديان في الفصل الثاني من البحث، وتقديم لمحة عن التاريخ الديني لبعض البلدان في الفصل الخامس منه، أصبحت ملزما من الناحية العلمية بالمنهج التاريخي في تلك المحال، نظرا لما يتيحه من جمع للمعطيات التاريخية من مصادر شتى على نحو علمي يتوخى الدقة والموضوعية قدر الإمكان في استجلاء حقيقة الوقائع التاريخية وتفسيرها وتحديد أسبابها[li].

2. المنهج الوصفي التحليلي:

لم يتصل بظاهرة الحوار الديني ما يخرجها عن مقتضى الظواهر الإنسانية التي تلجئ الباحثين عادة إلى التوسل بالمنهج الوصفي التحليلي في دراستها، باعتباره منهجا يقوم على أساس رصد ظاهرة محددة بهدف فهم مضمونها واستخراج خصائصها ووصف طبيعتها ونوعية العلاقة بين متغيراتها وأسبابها واتجاهاتها..[lii].

وميزته عن المنهج التاريخي تكمن في كونه يعتمد على تفسير الوضع القائم وتحديد الظروف والعلاقات الموجودة بين المتغيرات الحاضرة، كما يتيح الجزء التحليلي منه تعدية جمع المعطيات إلى التحليل والربط والتفسير والتصنيف والقياس والاستخلاص.

وقد اعتمدته أساسا في الفصل الثالث حال توصيف ظاهرة حوار الأديان المعاصرة بالكشف عن أسباب ظهورها ومميزاتها وأبعادها ومعيقاتها، كما توسلت به جزئيا في الفصل الرابع حين كنت بصدد استخراج بعض قضايا الحوار وموضوعاته، واستعملته أيضا في جزء من الفصل الخامس المخصص للنماذج.

3. المنهج المقارن:

يتيح المنهج المقارن إبراز محال الوفاق أو الخلاف بين الأطراف في موضوع محدد أو قضية معينة[liii]، وقد احتجت إليه بالأساس في الفصل الرابع المخصص لدراسة عدد من قضايا حوار الأديان وموضوعاته الواقعية التي كانت محلا للأخذ والرد بين الأطراف المتحاورة، كما لجأت إليه أحيانا في الفصل الثالث عندما كنت بصدد عرض المواقف المختلفة من المسألة الواحدة، كما هو الحال في مناقشة بعض مميزات الظاهرة وأبعادها ومعيقاتها، وكان حاضرا أيضا حال عرض تصنيفات أنواع حوار الأديان في الفصل الأول.

4. منهج دراسة الحالة:

يهدف منهج دراسة الحالة إلى تعرف خصائص ومضمون حالة أو ظاهرة واحدة على نحو مفصل ودقيق، من خلال جمع معطيات كافية حولها ومناولتها بالتحليل والاستنتاج[liv]، وقد أسعفني هذا المنهج بالخصوص حينما هممت بدراسة نماذج حوار الأديان الواقعي في الأندلس ومصر والسودان ولبنان من خلال الفصل الخامس، فضلا عن إعماله على الحوار الإسلامي المسيحي في عدد من قضايا حوار الأديان الواردة في البحث عموما، حين تعذر وجود حالات أخرى من الحوار الديني راكمت خبرات وأدبيات تؤهلها للانفراد بالدراسة.

5. منهج الاستقراء:

الاستقراء منهج يقوم على تتبع الجزئيات المشتركة في معنى معين لا تتخلف عنه، فيرتفع ذلك المعنى بفعل التواتر المعنوي إلى مرتبة القطع[lv]، فيصبح حكما عاما[lvi]، وهو نوعان استقراء تام يشترط تتبع جميع الجزئيات الممكنة للقطع بالمعنى المشترك بينها[lvii]؛ وهو متعذر لصعوبة الاستقصاء، واستقراء ناقص يقوم على تتبع جزئيات كثيرة يغلب على الظن تواتر المعنى المشترك بينها، وهو المقصود هنا، وقد اعتمدته بالخصوص في استخراج مميزات الحركة المعاصرة لحوار الأديان في المبحث الأول من الفصل الثالث.

6. المنهج النقدي:

النقد[lviii] باعتباره منهج تقويم وتصحيح وترشيد[lix] عملية لازمة للبحث العلمي، وإلا فقدت الدراسة أقدارا كبرى من معناها، لذلك لم أستغن عنه في كل مقام ألتمس عندي فيه موقفا مخالفا أراه أقرب إلى الصواب من الآراء والمواقف الواردة فيه، وقد تجلى على نحو ظاهر في معيقات الحوار في الفصل الثالث، وفي عدد من قضايا الحوار الواقعي في الفصل الرابع.

وهنا يجدر بي التذكير بانتفاء التناقض بين المنهج النقدي وسؤال الموضوعية والحياد في البحث العلمي، ذلك لأن التوقف والسكوت في معرض الحاجة إلى البيان بيان، وهو نوع من التحيز لوجهة النظر المعروضة على نحو غير مباشر، فإذا كان الموقف المعروض باطلا، على الأقل من وجهة النظر الذاتية، فإن الإحجام عن نصرة الحق بالنقد المشروع تحيز ضمني للباطل.

ولذلك لم أجد حرجا في إبداء رأيي الخاص في عدد من المواضع بحسب ما أعتقد فيه نصرة لقضايا الحق والعدل، ولا حاجة للتذكير بالسجال القائم حول نسبية قضية الحياد في حد ذاتها، خاصة في مجال العلوم الإنسانية، ولهذا لا يليق بمن أراد الإنصاف أن يكون محايدا بالمعنى المشوب بنفحة التحيز، والذي يروم فرضه الفكر الأحدي المهيمن الآن على الإعلام الغربي في مناولة عدد من قضايا الظلم الواقع على المسلمين في العالم، ومنها قضية فلسطين، لأن الموقف الغربي متحيز من حيث يدعي الحياد، بل يريد فرض مفهومه المتحيز للحياد، ولذلك مثلا اتهمت قناة الجزيرة الإخبارية بالتحيز وعدم الحياد حين أصرت على دخول مدينة الفلوجة بالعراق في أبريل عام 2004م لنقل مشاهد قتل المدنيين والدمار خلافا للقنوات التي كانت محايدة بالمفهوم الأمريكي حين استجابت لقرار المنع من الدخول لمسرح الأحداث، وأخلت بحق العالم في معرفة الحقيقة كما هي[lx].

صعوبات البحث:

ليس البحث العلمي بدعا من الفروض الكفائية التي تستلزم مشقة من نوع خاص ينبغي على من اختار اقتحام لججه التسليم بضرورة حصولها والاستعداد لتحملها، وإلا لكان شأنا عاما من ضروب الأعمال العادية الخالية من الخصوصية كالمأكل والمشرب.

إلا أنه، وبعد إجراء مائه وشق نهره، يصبح عذب المورد حلو المذاق، ينسي فيئه ومد ظله عنته وثقل حمله، ومع ذلك أراني ملزما باقتفاء أثر الباحثين بذكر بعض أوجه المشقة وصنوف العقبات التي أكسبت البحث معنى، وهي عند التحقيق تؤول إلى ثلاث أحسبها أصول المصاعب وكلياتها:

1.سعة مجال البحث:

حظي حوار الأديان بحظ وافر من سعة سلطان الأديان المنبسط على أغلب الشؤون الخاصة والعامة، والحاضر في عمق القضايا الفكرية والواقعية، بالرغم من معركة العلمنة الظاهرة، وقد بدا ذلك واضحا من خلال الفصل الرابع عند دراسة قضايا الحوار وموضوعاته التي تتطلب في الحقيقة بحوثا مستقلة نظرا لسياقاتها المختلفة وإشكالاتها المتفرعة.

هكذا وجدتني ملزما بالبحث في قضايا الأقليات والاستقرار السياسي وحقوق الإنسان والمواطنة، وموضوعات التعايش والعلمانية والقومية والسلام العالمي والإرهاب..، فضلا عن ضرورة التوسع في تاريخ الأديان وعلم مقارنتها، والإلمام بمنهج الحوار وأبعاده الحجاجية والتواصلية، مما استدعى استفراغا للوسع المستمر وعملا مضنيا.

2.تعدد المناهج المطلوبة:

فرضت سعة مجال الدراسة وتنوع طبيعة البحث في شعابها المختلفة تعدد المناهج اللازمة، وقد تقدم ما يغني عن البيان سلفا من خلال عرض الوسائط المنهجية المتعددة المعتمدة في البحث، والتي اقتضت إلماما بقواعدها وتمرنا على إعمالها يأخذ من الصبور كل مأخذ.

3.تمركز المصادر حول الحوار الإسلامي المسيحي:

أشرت في معرض التعريف بالموضوع إلى استئثار الحوار الإسلامي المسيحي بجليل أقدار الجهود المبذولة في الحوار الديني عموما، مما أفضى إلى تمركز البحوث والدراسات حوله، في مقابل الفقر الذي تشكو منه أنماط الحوار الديني الأخرى، وهي عقبة حقيقية في وجه الشمول المفترض في الموضوع، وإن كانت مسألة طبيعية بالنظر إلى قانون التطور.

لم يكن، إذن، في الأمر أكثر من خيارين؛ أحدهما العدول عن الشمول الوارد في العنوان إلى الثنائية الواقعة المستبدة، وثانيهما؛ الحفاظ على الشمول بالتأسيس لحركة من البحث تحمل في طياتها أبعاد الشمول وتشجع عليه باستثمار النموذج وترشيده وتفعيل إيجابياته على نحو يغري القاعد بالمشاركة، ويبعث الأمل في التخلص من أسر الثنائية والخروج إلى فضاء التعددية الدينية الرحبة، وقد ترجح لدي الخيار الثاني فسلكته.

وإني، إذ آتي على نهاية تقديم هذا البحث، أكون قد افتريت على الله وعلى الناس إن قلت إنما أوتيته على علم عندي، كلا بل ما كان فيه من صواب فمن الله؛ له الحمد حمدا يزيد على حمد الحامدين، والفضل بعد ذلك لأولي الفضل؛ من ربى، ومن علم، ومن نصح، ومن أشرف، ومن أفاد بمكتوب أو مرئي أو مسموع، فلهم مني جميعا جزيل الشكر، ومن الله المثوبة والرعاية والحسنى وزيادة.

وما كان في هذا العمل من زلل فمن نفسي، وليس من أحد سواي، لذا أرجو من الكريم الوهاب عفوا واسعا يصلح به حالي، ويجبر به كسري، إنه على كل شيء قدير.


[i] – إيلي سالم، دورة ورؤية، د.ط، مركز الدراسات الإسلامية المسيحية، جامعة البلمند، المطبعة الكاثوليكية، لبنان، 1996م، ص:36.

2 – أقصد بالأصول الواقعية تاريخ العلاقات بين الأديان في مقابل الأصول اللاهوتية أو العقدية، وهو فصل يتماشى مع نوعي الحوار الديني اللاهوتي والواقعي حسبما يتضح لاحقا.

[iii] – ولذلك قيل: “إن التاريخ هو العمود الفقري للدراسات الاجتماعية”.

– عبد القادر عرابي، المناهج الكيفية في العلوم الاجتماعية، دار الفكر، دمشق، ط:1، 1428هـ/2007م، ص:247.

[iv] – لا ينكر وجود محاولات لتوسيع دائرة الحوار ليشمل الطرف اليهودي، وقد عقدت بالفعل عدد من اللقاءات الثلاثية خاصة في الولايات المتحدة وفي بعض الدول العربية كقطر [مؤتمر الدوحة]، إلا أنها تواجه صعوبة كبيرة بحكم تنامي حركات الحوار العربية الداعية إلى تشكيل جبهة إسلامية مسيحية لمواجهة الفكر الصهيوني والإمبريالية الإسرائيلية الغالبة على اليهود في العالم.

ولا ينكر أيضا وجود حوارات مع الديانات الوضعية، إلا أنها تبقى هي الأخرى محدودة بالنظر إلى دائرة الحوار الديني المحاطة بسياج الأصول العقدية التي عادة ما يصرفها الفهم البشري القاصر إلى منحى التضييق، ولهذا تنشط الحوارات مع أهل الديانات الوضعية في الإطار الحضاري، بينما تتعثر في الإطار الديني، وهي مفارقة ينبغي تجاوزها خاصة في مجال الحوار الديني الواقعي الذي يهدف إلى نصرة قضايا السلام والعدل في الأرض بغض النظر عن الانتماء الديني.

[v] – مع التسليم باختلاف طبيعة الانفتاح وأصالته ودرجته في الدينين.

[vi] – انظر مثلا: شرعية التحاور مع اليهود بين الأصول الشرعية وواقع العدوان في: الفصل السادس/المبحث الأول/ المطلب الثالث/الفرع الثاني.

[vii] – إن تعذر الحوار العقدي المنفتح على طلب الحقيقة المجردة عن الذوات.

[viii] – سورة الحجرات، الآية:13.

[ix] – سورة الممتحنة، الآية:8.

[x] – أقصد الأمة الإسلامية.

[xi] – وهي موضوعات خصصت لها فصلا كاملا لأهميتها؛ تناولت فيه قضايا التعايش والاستقرار السياسي وحقوق الأقليات والمواطنة وموضوعي العلمانية والقومية، فضلا عن إشكالات السلام العالمي والإرهاب الدولي وحقوق الإنسان وإفرازات الإمبريالية الصهيونية الإسرائيلية والأمريكية….

[xii] – مختارات من التراث الحواري الإسلامي العقدي، فضلا عن نماذج من البلدان التي عاشت في ظل الحوار الواقعي زمنا غير يسير ومنها: الأندلس ومصر والسودان ولبنان.

[xiii] – تجدر الإشارة إلى أن العديد من الكتابات المتأخرة في الموضوع، خاصة مع شيوع النشر على صفحات الانترنت، طغى عليها طابع التكرار الخالي من فوائد التأليف المعروفة من قبيل؛ الإبداع الجديد بما يحافظ على عنصري الأصالة والمعاصرة، أو الشرح والتحليل والتفسير لما استغلق من الإنتاجات السابقة، أو الجمع لما تفرق في الكتب الكثيرة على نحو يحقق النظرة الشمولية…إلخ.

[xiv] – وليم سليمان، الحوار بين الأديان، الهيئة المصرية العامة للكتاب، مصر، د.ط.، 1976م.

[xv] – محمد حسين فضل الله، في آفاق الحوار الإسلامي المسيحي، دار الملاك، بيروت، ط:1، 1994م/1414هـ.

[xvi] – بسام عجك، الحوار الإسلامي المسيحي، دار قتيبة، بيروت، ط:2، 2008م/1429هـ.

[xvii] – سامر رضوان أبو رمان، الأبعاد السياسية للحوار بين الأديان؛ الحوار الإسلامي المسيحي نموذجا، عالم الكتب الجديد، إربد، الأردن، ط:2، 2005م/1426هـ.

[xviii] – انظر في لائحة المصادر والمراجع نماذج من الدراسات المنشورة في أعداد المجلة.

[xix] – محمد خليفة حسن، الحوار بين الأديان؛ أهدافه وشروطه والموقف الإسلامي منه، مركز زايد للتنسيق والمتابعة، دولة الإمارات العربية المتحدة، مارس 2003م.

[xx] – MAURICE BORMANS, Guidelines for Dialogue between christians and muslims, translated from the french by R.Mastron Speight, Pontifical Council for Interreligious dialogue, Paulist press, Newjersey. U.S.A, Interreligigious DocumentI, 1990.

[xxi] – أليكسي جورافسكي، الإسلام والمسيحية، ترجمة خلف محمد جراد، منشورات سلسلة عالم المعرفة، رقم:215، الكويت، تشرين الثاني 1996م.

[xxii] – يوسف الحسن، الحوار الإسلامي المسيحي؛ الفرص والتحديات، منشورات المجمع الثقافي، أبو ظبي، ط:1، 1997م.

[xxiii] – سعود المولى، الحوار الإسلامي المسيحي؛ ضرورة المغامرة، دار المنهل اللبناني، بيروت، ط:1، 1996م/1416هـ.

[xxiv] – مشير باسيل عون، الأسس اللاهوتية في بناء حوار المسيحية والإسلام، دار المشرق، بيروت، ط:1، 2003م.

[xxv] – محمد مهدي شمس الدين، الحوار الإسلامي المسيحي؛ نحو مشروع للنضال المشترك، مؤسسة الإمام شمس الدين للحوار، بيروت، بالتعاون مع مؤسسة المرحوم محمد رفيع حسين معرفي الثقافية الخيرية، بيروت، ط:1، 2004م/1424هـ.

[xxvi] – محمد السماك، مقدمة إلى الحوار الإسلامي المسيحي، دار النفائس، بيروت، لبنان، ط:1، 1998م.

[xxvii] – فاروق حمادة، العلاقات الإسلامية النصرانية في العهد النبوي، دار القلم، دمشق، ط:1، 2005م/1426هـ.

[xxviii] – جوليت حداد، البيانات المسيحية الإسلامية المشتركة، من 1954م إلى 1992م، دار المشرق، بيروت، ط:1، 1995م.

[xxix] – محمد الفاضل بن علي اللافى، تأصيل الحوار الديني؛ تأصيل المصطلحات وتحديد الضوابط الشرعية مع مثال تطبيقي (السودان نموذجا)، دار الكلمة، المنصورة، مصر، ط:1، 2004م/1425هـ.

[xxx] – خالد محمد الزواوي، سماحة الأديان والسلام العالمي، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، الإسكندرية، ط:1، 2004م.

[xxxi] – غسان سليم سالم، محاور الالتقاء ومحاور الافتراق بين المسيحية والإسلام، دار الطليعة، بيروت، ط:1، 2004م.

[xxxii] – محمد الغزالي، التعصب والتسامح بين المسيحية والإسلام؛ دحض شبهات ورد مفتريات، دار القلم، دمشق، ط:2، 1422هـ/2001م.

[xxxiii] – مركز المحروسة للنشر والخدمات الصحفية والمعلومات، مصر، الحوار الإسلامي المسيحي؛ مجموعة مقالات صحفية مصورة، إصدار سنة 1999م.

[xxxiv] – المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية، الموجز في معاملة غير المسلمين، مؤسسة آل البيت، عمان، الأردن، د.ط.، 1994م.

[xxxv] – محمد هلال، مفاهيم معاصرة في ضوء الإسلام، دار البشير، عمان، الأردن، ط:1، 1992م/1413هـ.

[xxxvi] – حسن الصفار، التنوع والتعايش؛ بحث في تأصيل الوحدة الاجتماعية والوطنية، دار الساقي، بيروت، ط:1، 1999م.

[xxxvii] – روجيه غارودي، في سبيل حوار الحضارات، تعريب الدكتور عادل العوا، عويدات للنشر والطباعة، بيروت، لبنان، ط:6، 2007م.

[xxxviii] – يوسف سايفرت، تفاعل الحضارات؛ دور الفينومنولجيا الواقعية في حوار الحضارات والديانات، ترجمة وتقديم الدكتور حميد لشهب، طبع مركز الحوار والتفاهم بين الثقافات والحضارات للأكاديمية العالمية للفلسفة بإمارة الليكتنشطاين.

[xxxix] – محمد سعيد رمضان البوطي، الإسلام والغرب، دار الفكر، دمشق، ط:1، 2007م/1428هـ.

[xl] – زينب عبد العزيز، الفاتيكان والإسلام، دار القدس، القاهرة، ط:1، 1995م/1416هـ.

[xli] – محمد فاروق الزين، المسيحية والإسلام والاستشراق، دار الفكر، دمشق، ط:3، 1424هـ/2003م.

[xlii] – محمد الحسيني إسماعيل، الإنسان والدين؛ ولهذا هم يرفضون الحوار…!!، مكتبة وهبة، القاهرة، ط:1، 2004م/1424هـ.

– محمد الحسيني إسماعيل، المؤامرة؛ معركة الأرماجدون وصراع الحضارات، مكتبة وهبة، القاهرة،ط:1، 2004م/1424هـ.

– محمد الحسيني إسماعيل، الحوار الخفي؛ الدين الإسلامي في كليات اللاهوت، مكتبة وهبة، القاهرة، 2004م/1424هـ.

[xliii] – موسى إبراهيم الإبراهيم، حوار الحضارات وطبيعة الصراع بين الحق والباطل، دار الأعلام، عمان، الأردن،ط:1، 2003م/1423هـ.

[xliv] – أحمد شلبي، صراع الحضارات في القرن الحادي والعشرين ودور الحضارة الإسلامية في هذا الصراع، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، د.ط، ود.ت.

[xlv] – محمد محمد الدهان، قوى الشر المتحالفة؛ الاستشراق، التبشير، الاستعمار، دار الوفاء، المنصورة، مصر، ط:2، 1988م/1408هـ.

[xlvi] – شفيق مقار، المسيحية والتوراة؛ بحث في الجذور الدينية لصراع الشرق الأوسط، رياض الريس للكتب والنشر، لندن، قبرص، ط:1، 1992م.

[xlvii] – عرضت نماذج من تصنيفات أنواع حوار الأديان، وانتهيت إلى اختيار التصنيف الثنائي المختصر، نظرا لشموله لجميع التصنيفات السابقة الآيلة بعد التحقيق إلى قطبيه، ولأنه أيضا ينسجم مع منطق المنطق العام للدراسة.

[xlviii] – نظرا لقطعية مبدإ الحوار في الإسلام، ولتضافر الأصول اللاهوتية والمعطيات التاريخية في التأكيد على قدسية هذا المبدإ عند المسلمين.

[xlix] – وتحدثت فيها عن ركيزتين أساسيتين كفيلتين بدعم التوحد في مواجهة كافة التحديات؛ أولهما توحيد الله وثانيهما وحدة الإنسانية.

[l] – إلا حين يكون الرأي مشهورا معلوما من الإنتاج الفكري بالضرورة.

[li] – عبد القادر عرابي، المناهج الكيفية في العلوم الاجتماعية، دار الفكر، دمشق، ط:1، 1428هـ/2007م، ص:246.

[lii] – محمد عبيدات ومحمد أبو نصار وعقلة مبيضين، منهجية البحث العلمي؛ القواعد والمراحل والتطبيقات، دار وائل، عمان،ط:2، 1999م، ص:46.

[liii] – مثلما يصلح لاستخراج أوجه الشبه والاختلاف بين القضايا والموضوعات المتعددة.

– الدكتور فريد الأنصاري، أبجديات البحث في العلوم الشرعية، دار الكلمة للنشر والتوزيع، مصر، ط:1، 1423هـ/2002م، ص:91.

[liv] – محمد عبيدات ومحمد أبو نصار وعقلة مبيضين، منهجية البحث العلمي؛ القواعد والمراحل والتطبيقات، م.س.، ص:44.

[lv] – محمود زيدان، الاستقراء والمنهج العلمي، دار النهضة العربية، بيروت، د.ط.، د.ت.، ص:24.

[lvi] – ناهد حمدي أحمدي، مناهج البحث في علوم المكتبات، دار المريخ، الرياض، د.ط.، 1399هـ/1979م، ص:24.

[lvii] – وهو الذي يعبر عنه بالحكم على الكلي بما يوجد في جزئياته جميعها.

– فرج الله عبد الباري، مناهج البحث آداب الحوار والمناظرة، دار الآفاق العربية، القاهرة، ط:1، 2004م، ص:46.

[lviii] – النقد هو غير النقض.

[lix] – فريد الأنصاري، أبجديات البحث في العلوم الشرعية، م.س.، ص:99.

[lx] – قامت القوات الأمريكية بمحاصرة مدينة الفلوجة، و قصف المدنيين بالقنابل الفسفورية وغيرها لأزيد من أسبوع ابتداء من 03 أبریل من العام 2004م كعقاب جماعي على حادث مقتل عدد من المرتزقة من طرف المقاومة بشوارع المدينة، حين أسرفوا في القتل والنهب والاغتصاب وانتهاك الأعراض.


نشر منذ

في

,

من طرف

الآراء

  1. الصورة الرمزية لـ فضيل ناصري
    فضيل ناصري

    السلام عليكم.هنيئا لك المناقشة و هنيئا لك النشر أخي عبد الحليم

  2. الصورة الرمزية لـ فضيل ناصري
    فضيل ناصري

    السلام عليكم.هنيئا لك المناقشة و هنيئا لك النشر أخي عبد الحليم

  3. الصورة الرمزية لـ الدكتور يونس العلوي المدغري/المعهد الأوروبي للعلوم الإسلامية
    الدكتور يونس العلوي المدغري/المعهد الأوروبي للعلوم الإسلامية

    ننوه بجهود هذا الباحث الشاب المبدع ونرجو له مستقبلا علميا موفقا

  4. الصورة الرمزية لـ hasnae rachidi
    hasnae rachidi

    جيد..

  5. الصورة الرمزية لـ خالد بنهيمة

    ممتاز مسيرة علمية موفقة

  6. الصورة الرمزية لـ خالد بنهيمة

    ممتاز مسيرة علمية موفقة

  7. الصورة الرمزية لـ Aziz

    شكرا لكم جميعا

اترك رد