الطب الشعبي بين الحتمية السوسيو ثقافية وتحديات نسق الطب الحديث .. مريم لنصاري

مريم لنصاري: جامعة الحاج لخضر باتنة-الجزائر، تخصص تنظيم وعمل

الملخص:
إن المرض منذ القديم يشكل تهديدا للحياة البشرية وهو بذلك يمثل تهديدا لاستقرار النظام الاجتماعي بوصفه يزود الأفراد بأسباب التوقف عن العمل ومن ثم فهو يحتاج إلى قواعد تنظمه وتضبطه فكون المرض غير وظيفي بالنسبة للمجتمع كما ذهب إلي ذلك أنصار البنائية الوظيفية هو الذي حدا بالكثير من المجتمعات إلى البحث عن آليات وممارسات لمواجهته ، متمثلة في التمائم والسحر والتعاويذ والرقى والأعشاب الطبية والتردد على الأولياء الصالحين وغيرها من أشكال الممارسات الشعبية البدائية.
ورغم التغير الاجتماعي وما صاحبه من تطور تكنولوجي في شتى المجالات وخاصة المجال الطبي الذي عرف تطور ملحوظا في نوعية الخدمات الصحية المقدمة للمرضى من خلال استخدام التقنية الحديثة في التشخيص والعلاج،الآمر الذي افرز تحسن في المؤشرات الصحية والقضاء على الكثير من الأمراض التي كانت منتشرة بشكل مخيف في المجتمعات المتقدم منها والمتخلف ،كالملاريا وغيرها،من جهة وانتشار حملات التوعية الصحية من جهة أخرى ،إلا أن كل هذا لم يلغي مطلقا استخدام العلاج الشعبي.
اذ لا تزال الشواهد الواقعية تؤكد أن الكثير من شرائح المجتمع تشتغل بالطرق الشعبية وتؤمن بها كطريقة او ممارسة فعالة من شانها أن تقضي على مشاكلهم الصحية ،الأمر الذي يضع الطب الشعبي كممارسة او وظيفة اجتماعية محل تجاذب بين أصالة ثقافية متجذرة لدى الكثير من أفراد المجتمع لما تحمله في طياتها من تفسيرات واقعية لحالاتهم الصحية مستمدة من ثقافة محلية محضة وبين تقدم متسارع للطب الرسمي وما يحققه من نجاحات وارتفاع في مؤشرات الصحة العامة ،وبين هذا وذاك نحاول من خلال هذه المداخلة تحليل وتحديد مكانة الطب الشعبي مابين حتمية أصولية ثقافية وتحدي معاصرة طبية علمية ، وذلك من خلال بحث العلاقة بين النسقين الطبيين الحديث والشعبي في النقاط التالية:
أولا: تعريف الطب الشعبي
ثانيا: تعريف الطب الحديث (الرسمي)
ثالثا:أوجه الشبه والاختلاف بينهما
رابعا:المؤثرات السوسيو ثقافية على الصحة والمرض
خامسا: أنماط التفاعل بين خدمات الطب الشعبي والطب الرسمي

للاطلاع على المقالة


نشر منذ

في

من طرف

الكلمات المفاتيح:

الآراء

اترك رد