الموهبة الشعرية لدى العلامة حبيب الرحمن الأعظمي .. محمد قاسم الندوي

محمد قاسم الندوي: باحث، قسم العربية والفارسية وآدابهما – جامعة الله آباد

لقد كان العلامة المحدث حبيب الرحمن الأعظمي من العلماء الأفذاذ في عصره، وكان يحظى بمكانة مرموقة في مجال الحديث النبوي وخاصة في ما يسمى بفن أسماء الرجال، اعترف بفضله وشهد له بعبقريته أعلام عصره في هذ المجال، وقبل أن نتوغل في الموضوع نود أن نلقي الضوء على حياته ومكانته العلمية.
هو الشيخ حبيب الرحمن بن صابر بن عناية الله الأعظمي ولد عام 1319ه المصادف 1899م في بلدة مئو بولاية أترابراديش، تلقى دراسته الابتدائية على أبيه الذي كان من علماء البلدة و تعلَّم العلوم الإسلامية والفنون الأدبية على علماء بلدته الكبار، ثم التحق بدار العلوم ديوبند للاستزادة من العلوم الإسلامية، وهناك سنحت له فرص عديدة للاستفادة من كبار علمائها كالعلامة أنور شاه الكشميري، والمفتي عزيز الرحمن الديوبندي، والعلامة شبير أحمد العثماني وغيرهم، وبعد عودته من ديوبند أكمل دراسته المتبقية في دارالعلوم مئو، وتولى تدريس العلوم الإسلامية والحديث النبوي في عدة مدارس وتخرج على يديه تلاميذ بارعون في الفقه والحديث ممن شغلوا مناصب علمية وجيهة في المراكز العلمية المختلفة.
نشأ العلامة الأعظمي رحمه الله، في عصر لم تكن قد ازدهرت فيه وسائل العلم والمعرفة والدراسة والتحقيق والتأليف، ولكنه وضع جل طاقاته الفكرية والعلمية – بتوفيق من الله تعالى – في إثارة كنوز الحديث الشريف، وإبراز ما حوته من اللآلئ الفريدة والجواهر المضيئة، وعرضها في سوق المعرفة والعلم، حتى يرغب فيها الراغبون ويختاروها كأحسن حلية يتحلى بها جِيدهم، ويتجمل بها مكتبات العالم الكبرى على سعتها وجمالها في خدمة علم الحديث والسنة، وتحقيق هذا الفن الشريف، وإبراز ما كان مستوراً منه، وفي كشف جوانب يكتنفها نوع من الغموض، وذلك كتحقيق الكتب الخطية النادرة في علم الحديث، التي لم تكن قد رأت النور، فاستخرجها من مكامنها المتعددة، ثم قام بالمقابلة والتصحيح والتعليق، وبالتالي طبعها وقام بإخراجها من دور النشر الكبرى، أفل ذلك النجم اللامع الذي تلألأ في سماء العلم والمعرفة، ونوَّر مشيخة علم الحديث في هذه البلاد وخارجها عام 1412ه المصادف 1992م فرحمه الله تعالى رحمةً واسعةً.
كان العلامة الأعظمي لانهماكه في الحديث النبوي الشريف، ولشدة اتصاله وارتباطه بالنبي الكريم وتفانيه في حبّه صلى الله عليه وسلم، نال من الله تعالى موهبة شعرية، فقد جادت قريحته في المديح النبوي، وكان جل أشعاره في المديح النبوي باللغة الأردوية، وله قصائد شعرية في الغزل ورثاء بعض العلماء من أساتذته ومعاصريه معظمها بالأردوية والفارسية في مستوى أدبي رفيع، وعدد منها باللغة العربية، تدل على ذوقه الأدبي السليم وحسّه الشعري المرهف، ويبدو من أسلوب الأبيات الغزلية التي قرضها العلامة الأعظمي أنه نسجها على منوال الشعراء الجاهليين الذين تراودهم ذكريات جميلة مع الحبيب ومرارة العيش بعد مفارقة الحبيب أو مغادرته إلى مكان آخر أو الخيانة من جانبه، وفيما يلي أبيات في الغزل قرضها العلامة وهو لم يناهز التاسع عشر من عمره ، يقول:
فليـــت لأيـــــــــــــــــــــــــــــــــام اللقـــاء معــــــــــادة عليَّ وألفيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت الأحبة في جنبي
ولاسيّ أيــــــــــــــــــــــــــــاماً ألاقي بها حبــــــــــــــــــاً براءً سوى نقض العهود من الذنب
حديث حبيبي في الفؤاد له برد ورؤيتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه عن حلـــــو عيشتنا تُنبئ
وبمناسبة عيد الفطر المبارك أهدى إلى صديقه قصيدةً بعنوان “تهنئة العيد”، وهي كما يلي:
هنيئاً لكم عيدٌ أظل عليكم هنيئاً نجوم السعد إذ ذاك طلع
فجاء بأفراح و بهجة أنفس يفرج عن حبي الهموم و يقلع
و إني وإن وافاني العيد لم أزل كئيباً شجى البال و العين تدمع
يهيج فؤادي منزل و تشوقني ديار عهدت الحب فيها و أربع
و يلتاع قلبي حين أذكر رفقة أحبة صدق لي ، بهم أنا أولع
فدعني على حالي وعش أنت سالماً و غيم هموم عن فؤادك مقشع
و دمتَ حبيبي في نعيم و نعمة و لا زلت بالعيش الرغيد تمتع
وعُثر أيضاً على أبيات غزلية له في ورقة بالية بدون تاريخ، لكن يتضح من أسلوبها أنه كتبها في أيام دراسته وهي ستة أبيات:
ألا يا لوعة الحب المبرح أقصري كأنك قد أوقدت ناراً بمجمر
حريق بنار الهجر قلبي و أضلعي فيا عين رشّيها بماءك و اقرر
غداة غدت ليلى ، تأهب ظعنها و شدت لها العيسا لأمر مقدر
رمتني يعينيها فخلت كأنم رمتني بسهم فوق قوس موتر
بقلبي جروح من أسنة جفنها فها هي أنكى من أسنة سمهر
غدت بفؤادي ثم صبري بفجأة فما قول وعاظ يقولون لي اصبر
وهذه أبيات قالها بمناسبة حفلة سنوية عقدت في جامعة مفتاح العلوم بمدينة مئو، حضرها عدد من كبار العلماء الأجلاء، فاستهل بحمد الله سبحانه وتعالى والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم على شاكلة الخطبة:
لك الحمــــــــــد اللهــــــــــــــــــم رب البرية فإنك أهــل الحمـــد مــن غير شـــركـة
فأنت الذي يقضي لنا كل حاجة وأنت الــــــــــذي ندعــــــــــوه عــــــنـــــد المصــــــيبـــــــــــــة
تتابعـــــــــت النعـــــــــماء حتى تجـــــــاوزت عن الحصـر والإحصـاء وعمت وطمــــــــــــــــت
فــــأعـــــــــجــــــــــزت الآلاء يارب أن نفــــــي بـــــــــشكــــــــــر لمـا قـــــــد دق مـــنهـــــا و أعيت
فـــكيـــف بمــــا قـــــد جــــل مــــنها وإنـــــمـا جــــــلائلهـــا ممـــا عـــن الـوصــف جــــلـــــــــــــــــت
و صلّ على قطب الوجود مــحمد أبي القاسم المبعوث في أرض مكة
أرانا الهدى بعد الضلالة والعــمى و أخرجنا من الظلمــــــة أي ظلــــــمــــــــــــــة
و أصحابه الغـــــــــــر الكـــــــــــرام و آله ذوي الهمــــــــــــــــــة العليا كــــــــــــــرام الســجيــــــــــــــة
و بعد فهذي حفلـــــــــــــــة سنــــــــــــــــــــوية دعونا لها الأعلام من كل وجهـــــــــــــــــــــة
وبعد الحمد والصلاة مدح العلماء المندوبين وذكر مكانتهم العلمية ومآثرهم الحميدة ومناصبهم في الجمعيات وما إلى ذلك .
وقال في رثاء أستاذه الكبير الشيخ عبد الغفار العراقي الأبيات التالية:
عليك ســــــــــــــلام الله يا ثاوي القـــــــــبر ورحمتـــــه أعطيت مــــــــــن أوفـــــــر الأجــــــــــــــــــــر
لقد كنت أيم الله سلوى لنا عن الغـ ـطارفة الماضـــــــين في سالـــــــف العـــــصـــــــــــــر
رزايا عـــــــــظام فـــاجعـــــــــات كثـــــــــــيرة مصـــاب أبي الأنوار عـــلامة الدهـــــــــــــــــــــــــر
محط رجال المستفيدين ، ملجأ الأمــــ ــــاثل ، مـــــــــــــــــــــأوى كل أشعــــــــــــــــث مغــــــــــــــــــــــــــــــــبر
فقيه ديار الشرق مســـــــــــند وقـتــــــــه ومرجع أعــــــــــــــلام الهدى رحلة العصــــــــــــــــــــر
إليه جـــــــــزاه الله خـــــــيراً قــــــــد انتهت رئاسة أصحاب الإمـــــام بذا القــــــــــــــطـــــــــــــــــــــــر
أديب أريب ينـــــــــــــثر الـــــــــــــدر نطـــــــــقــــــه وفي الشعر يأتي بإحـــــــــــلال من الســــــــحـــــر
وفيه خلال لو ذهبت أعــــــــــــــــــــدها وجدت نطاق القول ضاق عن الحصر
قد ابتلي أسقاماً فمازال حامداً لمــــــــــــولاه فيها و استقـــــــــــــام إلى القــــــــــــــــــــــبر
ثوى في خيام الحمد أرّخت ملهماً إذا رمت علم الفوت والألم بالصــــــــــــــــــــدر
وقد قرض العلامة الأعظمي قصيدة تتضمن سبعة وثلاثين بيتاً في رثاء شيخه العلامة شبير أحمد العثماني وهي من أكبر قصائده الرثائية التي قرضها بمناسبة وفيات الأعلام في عصره، وهي كما يلي:
أراني و قلبي دائمـــــــــــــــــاً يتــــــــــــوجـــــــــــــــــــــــــع ولست أرى دمعي عن العين يقلـــــــــــــــــــع
يفجعني دهــــــــــــــري فـــــــلا يكتفي بوا حدٍ ، بل بحــــــــــــــبر بعــــــــــــد آخر يفجـــــــــــــــــــع
خليل ، و محمود ، عزيز و أنــــــــور وأشــــــــــرف كانـــــــوا بيننا ثم أقشـعـــــــــــــوا
و من بعدهم مولاي شبير أحمد الإمام الهمـــــــــــام القـــــــرم أمسى يـــــــــــودع
شـــيوخ تقضوا واحداً بعد واحدٍ فأصبح علـــــــــــم الدين مغنـــاه بلقـــــــــــــــــــــــع
و هـــــــــــــــــذي رزايا فـــــــادحــــــــــــــات وإننــــــــــا إلى يومنــــــــا هـــــــــــــذا لهـــــــــــا متفجــــــــــــــــــــع
ولكنّمــــــــــــــــا الــــــــــــــــــــــرزء الأخــــــــــــــــــــــــير رزيــــــــــــــــــــــة لعمــــــرك أنكى للقلــــــــــــــــــوب و أوجــــــــــــــــــع
فقــــــــــــــد كان سلـــــــــــــــــــــــوانا ، و بقيــــــــــــــــــــــــــة لأ ســـــلافنـــــــــــــا كنــــــــــــــــا بــــــــــــــه نتمتـــــــــــــــــــــــــــــــــــع
منار الهدى طود العلى قدوة الــورىَ به يؤتسى شيخ له القـــــــــــوم خضــــــع
أفاد طلاب العــــــــــــــــــــــلم درساً و خطــبةً وخطاً وتصنيفاً له الفضل أجمـــــــع
إليه انتهى فـــــــــــهم الكتـــــــــــــــــــــــاب فـــــــــــهذه فـــــوائـــــــــــــده تمــــــــــــــــلى وتتـــــــــــلى وتسمــــــــــــع
و درّس أحـــاديث النبي و شــــــــــــــــرحـــــــــها بوجــــــــه لنـــــــــــا فيـــــــــــه شــــــفاء ومقنــــــــــــــع
يخـــــــــــــــــــــــــــــلد ذكــــــــــــــراه لنا شـــرح مســـــلم كتــــــــاب جــــــــليل مســــــــــــتطاب ممتـــــــــع
مناقبه جلـــــــــــــت عن الحصــــــــــــــــــــر كثرة مـــــــــــآثره تروى مدى الدهر تسمــــــــــــع
فطــــــــــــــين ذكي ثاقب الــــــــــذهن نافــــــــــــذ البــصــــــــــــــــير ذو رأي متــــــــــــــــين مـــــــــــــــــــــروّع
فقـــــــــــــــيـــــــــــه ونــــــــــــــــظار كـــــــــــــــذا مـــتكلــــــــــــــــــم يقــــــــــوّم زيغ الـــــــــــــــزائغــــــــــــــــين فيقمّـــــــــــــــع
مفسر تنزل الــــــــــــــــــكتـــــــــــــــــاب محــــــــــــــدث ورتبته في ذيـــــــــــــن أعـــــــــــــــــلى وأرفــــــــــــــــــــع
أديب بعيد الصيت والذكر منشــئ بليغ خطيب بالغ النطق مصقـــــــع
فمــــــــــن كل نوع حظّـــــــــــــــــه متكامـــــــــــــــل وفي كل ضرب فضــله ليس يدفع
نقي ، تقي ، ناســـــــــــــــــــــك ثـــــــــــــم ديــــــــــن نموذج أخيـــــــــــار مضـــــــــــــــوا مــتــــــــــــــــورع
شبيه بهــــم في سمــــــــــــتهم ثم دلّــــــــــــــــــهم وقـــــــــــــور حليم خاشـــــــــــــــع متـــخشـــــــــع
قضى العمر في بث العلوم ونشرها خــــــــــطاباً وتذكــــــــــيراً يفيــــــــــد وينفــــــــــــع
محط رجــــــــــــــــال المستفيـــــــــــــــــــدين بيته ومجلسه روض من العلم ممــــــرع
فأكرم به من عالم عامــل بعلمــــــــــــه جالـــــــبــــــــــــــاً نفعـــــــــــــــــــاً إليــــــــــــــــــــــــه وينفــــــــــــــع
ويدأب إذا ما الديك صاح بسحرة يقـــوم فيدع الله والنــــــــــاس هجّـــــــــــــع
رزئنا به علماً كبـــــــــــــــــــيراً وحــــــــــــــكمـــــــــــــــــةً وهذا الرزء خرقــــــــــــــــة ليــــــــــــس يرقــع
فأفئدة الأصحــــــــــــــاب كلـــــــــــمَى لفقده وأكبادهم حــــــــرى وكادت تصـــــــــــدع
وأعينهم عـــــــــــــــــــــــبرى تســـــــــــــــــــيل شؤنهـــــا وأحشاؤهم ممـــــــــــا دهــــــــــــــــوا يتقطــع
بكى فقده مصر وشـــــــــــــــــــامٌ أعولـــــــــــــت مدائن باكستان والهنــــــــــــــــد أجمـــــــع
بنفسك فارفق أيها المرء واستفــــق فحتى متى تبكي عليــــــــــــــه وتـــــــجـــــــــــــــزع
(فــــــــــكل نعيــــــــــــــــــــم لا محـــــــــــــــــــــالة زائــل) وكل ســــــــــــــــبيل الهــــالكـــــــــــــــين سيتبـــــــع
وفي الوارث الباقي عزاء من الـــــــــذي مــــــــضى وإليــــــــــــه كل حي ســــــــــــيرجـــــــــع
نرجّي له الحســـــــــــــــنى ومـــــــــــــــرضــــاة ربه فما عنده خــــير لعبــــــــــــــد مضيــــــــــــــــــــــــع
فأكرم إله الخلـــــــق في الخــــــلد نزلـــه وأفضل وأجزل إن فضلك أوسع
أقول ضريح فيـــه نور مــؤرخـــــــــــــــــــــاً لقبر ثوى فيه الإمـــــام السـميـــــــــــدع
استخرج العلامة الأعظمي أعداد سنة وفيات أعلام عصره من أساتذته وأقرانه في المقطوعات الشعرية بكل من الأردوية والفارسية والعربية، فعندما توفي الشيخ عبد القادر الرائيفوري عام 1962م استخرج سنة وفاته بكلمة “شيخاً معظماً” من خلال هذين البيتين :
قضى الشيخ عبد القادر اليوم نحبه وكان أجل العارفـــــــين و أكرمــــــــــــــــــــا
بكيت و ما يغني البكاء فقيل لي ومن ذا رزئتم ، قلت شيخاً معظماً
كان العلامة الأعظمي صاحباً وفياً للشيخ عبد اللطيف النعماني رحمه الله استخرج سنة وفاته بكلمة “المغفور له” في البيتين التاليين:
صاحبي عبد اللطيف الألمعي نال في الفـــردوس أعلى منزله
قال تلميذ له أرّخ لنا موتَه ، قلت : اكتب المغفور له
يصف العلامة الأعظمي العلامةَ السيد سليمان الندوي ويذكر مكانته في العلم ويبين مدى صلته بالعلامة شبلي النعماني ويشير إلى أهم مآثره العلمية وهي تأليف سيرة النبي صلى الله عليه وسلم،حيث يقول:
سليمان ملك العلم سيد أهله خليفة شبلي مؤلف سيرة
وفي رثاء الشيخ السيد حسين أحمد المدني رحمه الله قرض الأبيات التالية:
رزء عظيم دها الإسلام وأكربــــــــــــــا شيخ الحديث وقطب العصر قد ذهبا
ولست أحسب إلا أن ناعيـــــــــــــــه نعى المكارم و الأخـــــــــــــــــــــــلاق والأدبا
قد كان مجتمعاً فيه الفضائل من علم و حلم و عرفان و لا عجــــــــــــــبا
فإنه قد تربى عند سيـــــــــــــدنا رشيد أحمد يسعى عنــــــــــــــــــــده أدبا
و عند مرشد أهل العصر قاطبة كانوا هم العجم أو كانوا هـــــــــــــــم العربا
شيخ المشايخ أمداد الإله و قد قضى سنين طوالاً حينمــــــــــــــا صحبا
ويرثى العلامة الأعظمي الشيخ حفظ الرحمن السيوهاروي أحد المناضلين الكبار لتحرير الهند من الاحتلال البريطاني ، يقول:
كان الفقيد أخونا حفظ رحمن شهماً نبيلاً عظيم القدر والشأن
عاش الفقيد نقي العرض عن دنس فما له عائب فينا و لا شانئ
و ليس يوم رزئنا فيه صاحبنا بيوم حزن و لكن يوم أحزان
فمن لمجلس شورى ديوبند و مَن لمسلمي الهند من قاص ومن دان
يحمي حقوقهم بالانتصار لهم في البرلمان بتصريح و إعلان
وفي جانب آخر من الوريقة التي عُثر فيها على الأبيات المذكورة وُجدَ البيتان التاليان مكتوبين، و يبدو أنهما أيضاً في رثاء الشيخ حفظ الرحمن السيوهاروي:
لو انهمــــرت عيني دمـــاً و تقطـــعـــــــــت أسىً كبــــــدي والـــــــقلـــــــــب مني تقــــــطراً
لـــــكان حــــقيقـــــــــــــاً إن رزءًا أصـــــــــــــــابني بدلهي غداة الأمس أعظم ما جرى
وعندما زار الشيخ المحدث عبد الفتاح أبوغدة مدينة مئو عام 1979م فاستقبله بالمقطوعة الشعرية التالية :
أهلاً بمقدمك الهنيئ و مرحباً يا عالم الشهباء إمام الشام
لم يحو علمَ الفقه والآثار شا ميٌّ كجمعك بعد ذاك الشامي
فهذه لمحة موجزة عن الموهبة الشعرية لدى العلامة حبيب الرحمن الأعظمي رحمه الله تعالى رحمة واسعة، ومحاولة بسيطة لجذب انتباه الباحثين والنقاد إلى هذا الجانب الخفي من بين جوانب مضيئة أخرى من حياته.
***
المراجع
1. حياة أبي المآثر للدكتور مسعود الأعظمي .
2. محدث الهند الكبير العلامة حبيب الرحمن الأعظمي للدكتور سعيد الأعظمي الندوي.
3. مجلة الحديث، العدد الثامن، صفر 1436هـــــــ ديسمبر 2014م.


نشر منذ

في

من طرف

الآراء

اترك رد