تقرير الندوة العلمية:
معالم التجديد في مشروع الإمام المربي عبد السلام ياسين رحمه الله
المنعقدة بمدينة الرباط يوم السبت 10 صفر 1435 الموافق 14 دجنبر 2013
بمناسبة مرور عام على وفاة الإمام المربي عبد السلام ياسين رحمه الله، نظمت جماعة العدل والإحسان يوم السبت 10 صفر 1435هـ، 14 دجنبر 2013م ندوة علمية، تحتفي بفكر الإمام ومشروعه، وقد افتتحت الندوة المنعقدة ببيت أسرة المرحوم بحي السويسي بمدينة الرباط، والتي حضرها عدد من الضيوف من داخل المغرب ومن خارجه، بآيات بينات من الذكر الحكيم، ثم تناول الكلمة الدكتور عبد الصمد الرضى الذي رحب بالحاضرين، وأحال الكلمة للأستاذ محمد عبادي الأمين العام للجماعة الذي افتتح كلمته بشعر يقول فيه الإمام:
ثم شكر عائلة الفقيد زوجة وبنات وأبناء وأصهارا، إذ وقفوا إلى جانبه وتحملوا معه في سبيل هذه الدعوة الشيء الكثير، فأوذوا وصبروا، وحوصروا لمدة عشر سنوات، وقطعت صلة الرحم بينهم. كما شكر أصحاب الفضيلة من الضيوف الذين تجشموا عناء السفر من الداخل والخارج، وذكر أن هذا الاجتماع من أجل كشف النقاب عن مدرسة الإمام المجدد وفكره وتصوره الذي لطالما تعرض للتشويه والتزييف لتنفير الناس منه ومن مدرسته لكثرة ما مورس من التضليل الإعلامي عليه والدعاية المغرضة، لكن يأبى الله إلا أن يظهر الحق، لأن الكلمة الصادقة لا يمكن أن تُحجب بالغربال. وأضاف أن صاحب الذكرى باختصار هو عبدُ الله وكفى، عاش بالله وفي الله ومع الله، وعاش مع السنة محبة وتعلقا واتباعا، كلما اكتشف سنة من السنن النبوية اعتبر ذلك اليوم عيدا، يضيف العبادي، عاش في أحضان أولياء الله تعالى، هذه الصحبة لله ذكرا وتبتلا وتضرعا والصحبة في الله، والصحبة مع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلت قلبه يستنير بنور الله، فامتلأ هذا القلب حبا لله وحبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وحبا لكل محبوب عند الله تعالى عز وجل. كان يحب الخير لكل الناس ويفتح قلبه لكل الناس ويُشفق على كل خلق الله تعالى عز وجل.
هذه الصحبة أنتجت هذا القلب الكبير الرحيم الذي كان يشفق على أعدائه قبل أقاربه، كان يقول: “يجب أن نُشعر الناس الذين آذونا أنهم أحسنوا إلينا”، هذه الصحبة أنتجت عقلا مستنيرا يفهم عن الله ويفقه كلام الله وكلام رسول الله ويفهم سنن الله في خلقه فأنتج تراثا ضخما تجتمعون اليوم للبحث في درره..أنتج هذا العقل ما يربو عن أربعين مؤلفا، كلها اكتست حلل التجديد على كل المستويات: الجانب التربوي، الجانب العلمي، الجانب السياسي، الجانب التحليلي للتاريخ لأنها نتجت عن قلب ملهم متعلق بالله منطرح بين يدي الله. رحمه الله برحمته الواسعة.
بعد ذلك ذكر السيد عبادي خصال الفقيد رحمه الله وأثره على أبناء الجماعة، حيث قال فضيلته: “كان أبا حنونا كان ملاذا لنا، وجدنا حائرين فأخذ بأيدينا ودلنا على خيري الدنيا والآخرة، وجدَنا غافلين فأيقظ هممنا لطلب أعز ما يطلب. عِشنا معه أياما وساعات يصدق فيها قول القائل: لو يعلم الملوك ما نحن عليه لجالدونا بالسيوف، تخرج من اللقاء معه وأنت منشرح الصدر وقد أزيلت عنك جبال من الهموم والغموم والمشاكل..علمنا أن نطلب الله قبل أن نطلب ما عند الله تعالى”، فرحمه الله رحمة واسعة.
الجلسة العلمية الأولى: التجديد التربوي والعلمي عند الإمام
وبعد كلمة الأمين العام، بدأت مداخلات المحور الأول بمداخلة الأستاذ محمد حمداوي، عضو مجلس إرشاد الجماعة، الذي عنون مداخلته “التجديد في مشروع الإمام المربي عبد السلام ياسين رحمه الله: فلسفته، أصوله، خصائصه ومجالاته” ، بدأها أولا بتحديد مفهوم التجديد، ويعني به الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله إحياء الفهم السليم لدين الإسلام وبثه وسط الأمة والدعوة إليه، والعمل على بعث الإيمان وتقويته في القلوب، و تحرير إرادة الأمة من كل خضوع لغير الله تعالى، و تربية الأفراد على السلوك القويم، وعلى روح العمل الجماعي التعاوني الأخوي، وإنتاج فكر واجتهاد متجدد، يوحد الجهود و يجيب عن تحديات الأمة الحالية وحاجياتها المستقبلية في مختلف المجالات، ويحدد معالم النهوض والبناء. وبعد ذلك، تحدث عن فلسفة التجديد عند الإمام رحمه الله، وذكر أنها تنبني على نظرة إيمانية تحريرية شاملة، فاحصة ومتكاملة وأصيلة للدين والإنسان والتاريخ والتراث والحضارة المعاصرة، وتغطي مجالات التربية والتنظيم والعلم والمعرفة.
وبعد ذلك استعرض المتدخل أصول فلسفة التجديد عند الإمام المجدد، وأولها القرآن الأصل الجامع، فمن القرآن الكريم تُستمَدُّ قوة الايمان وعزة الانتماء لهذا الدين ولهذه الأمة، ومنه تستمد الروابط الأساسية لمجتمع العمران الأخوي القائمة على الأخوة والمحبة والرحمة، والفاعلية الفردية والجماعية. والأصل الثاني بعد القرآن هو الوصل بين القلب والعقل، ثم الأصل الثالث: منهاج عمل لهندسة التربية والتغيير والبناء (نظرية المنهاج النبوي) ، أما الأصل الرابع، فعنونه بالجمع بين العلم والإرادة، أما الاساس الخامس، فهو التربية أساس البناء، ثم سادسا: التحرير الشامل للإنسان، حيث ذكر أن الإمام ياسين يقصد إلى تحرير الإنسان من الخضوع لغير سلطان الله تعالى، وتحريره في الوقت نفسه من الخضوع لسلطان نزواته وشهواته الظالمة والتوسعية والعنصرية والإقصائية، ولهذا انتقد الإمام رحمه الله دين الانقياد وذهنية القطيع ونزوة الطغيان بكل أنواعه، أما الأصل السابع والأخير فهو السلمية، ذلك أن الرفق والتدرج من السمات الأساسية للدعوة التي نظر لها وربى عليها الإمام أجيالا.ثم لأن التغيير المنشود في هذه النفس الإنسانية التي عليها مدار كل اهتمام في مسار النهوض والبناء مبني على القابلية والاقتناع، ولا مجال فيه للإكراه أو الإلزام وانتقل بعد ذلك إلى بيان خصائص التجديد عند الإمام، وعدد منها: الشمول والتكامل، الرفق والتدرج، الربانية، الإنصاف، استقلالية التجديد، ووقد ختم مداخلته بالحديث عن مجالات التجديد.
ثم تناول الكلمة الدكتور محمد الزاوي، بورقته في موضوع: “معالم التجديد التربوي عند الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله” تناول فيها ثلاثة مباحث؛ أولها “التجديد في مفهوم التربية” حيث استخلص ثلاثة تعريفات لمصطلح التربية أثبتها الأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله في مؤلفاته، وهي كلها تنسجم مع الدلالات اللغوية والاصطلاحية لمفهوم التربية، والملاحظ أن كل واحد منها يوجه اهتمام الناظر إلى زاوية معينة من العملية التربوية؛ إما إلى الأساس الذي يجب أن تنطلق منه، أو إلى نوعية العلاقة بالمربي، أو إلى الأفق الجماعي المرسوم لها. وبتكامل هذه التعريفات الثلاثة يتخذ مفهوم التربية معنىً قرآنيا نبوياً ـ
وثاني المباحث خصصه لـ “التجديد في هدف التربية” حيث أكد أن للتربية غايتين متلازمتين هما الغاية الإحسانية والغاية الاستخلافية:
- الغاية الإحسانية: وهي مطلب تربية الفرد المؤمن، قال الإمام المجدد رحمه الله تعالى: ” الغاية أن يعرف العبد ربه. وكل ما يسميه لسان الاصطلاح تربية دون أن يحقق هذه الغاية فليس التربية التي نقصدها “.
- الغاية الاستخلافية: هي مطلب تربية الجماعة المؤمنة وتأهيلها لعمارة الأرض وحمل رسالة الإسلام العادلة للعالمين.
أما المبحث الأخير “التجديد في شروط التربية” فقد بين فيه أن التربية الإيمانية سلوك صاعد مقتحم لعقبات ثلاث في أنفس البشر وفي آفاق الكون، ويتم هذا الاقتحام بتوفر شروط ثلاثة، هي الخصال الثلاث الأولى المؤسسة للمنهاج النبوي:
- خصلة “الصحبة والجماعة”: اقتحام لعقبة الأنانية الفردية الحائلة بين الإنسان وعالم التحرر الروحي.
- خصلة الذكر: اقتحام لعقبة العقل السابح في غلواء الحس والمادة.
- خصلة الصدق: اقتحام لعقبة العادة القاعدة بالإنسان عند غرائز الشهوة والشح والكسل.
وبعد الدكتور الزاوي، تناول الكلمة الدكتور محمد البشير أرياصوري الأستاذ بجامعة مرمرة بتركيا سابقا، ومترجم كتاب المنهاج النبوي إلى اللغة التركية، حيث انصبت مداخلته حول موضوع “شعب الإيمان بين الإمام البيهقي والإمام عبد السلام ياسين” ، حيث استعرض الجهود العلمية للإمامين الحليمي والبيهقي في تصنيف شعب الإيمان، المستقاة من الحديث النبوي” “الإيمان بضع وسبعون شعبة”” ، ثم تحدث عما ميز تصنيف الإمام لهذه الشعب ومظاهر تجديده في فهم الحديث، حيث ذكر أن الإمام ركز على التربية خاصة، وأسس تربيته انطلاقا من شعب الإيمان بناء على المنهاج النبوي، ثم ذكر جملة من الفروق بين الإمام وسابقيه، إذ إن هدف الإمام ياسين “أن يكون سلوكنا على بصيرة واتباع” وقد ذكر الدكتور البشير أن الإمامين الحليمي والبيهقي عاشا في زمن مُلْك عضوض، بينما الإمام ياسين عاش في عصر مختلف جذريا عن عصر الإمامين، ثم شرع بذكر الفروق، حيث ذكر أن الإمامين درسا الموضوع علميا، بينما الإمام أضاف لذلك هم إنشاء جيل يحمل هم الأمة، أما الفرق الثاني، أن الإمام يتناول أعمال الإيمان ويجعلها ضمن خصلة من الخصال. فلم يكن مقلدا لمن سبقه في كثير من النواحي، ثم تميز الإمام ياسين بجعل كل مجموعة من الشعب ضمن فئة خاصة سماها خصالا، وشرحها شرحا تربويا أخلاقيا، وذكر أن هم الإمام إنشاء جماعة همها الزحف، تؤدي واجبها سعيا للاستخلاف وتؤدي وظيفتها.
وكانت المداخلة الأخيرة للدكتور محمد رفيع، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أستاذ الفقه والأصول بجامعة ظهر المهراز بمدينة فاس، والخبير المحكم لدى العديد من المجلات العلمية ومراكز الدراسات والأبحاث، حيث تحدث عن “التجديد العلمي عند الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله، أصوله المنهجية وقضاياه المعرفية” ، وقد خصص المبحث الأول لمقاصد التجديد العلمي عند الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله، وهي:
- القصد الأول: بناء الإيمان في القلوب،
- القصد الثاني: بناء علم الجهاد في العقول،
- القصد الثالث: بناء فقه الحركة في السلوك.
وفي المبحث الثاني أوضح الباحث جملة “الأصول المنهجية للتجديد العلمي” ، وهي: تحكيم الوحي في تقويم التراث الفقهي، وتحكيم الكليات القرآنية الثلاث: الشورى والعدل والإحسان، ومراعاة السياق التاريخي للتراث الفقهي، ومراعاة التدرج في التنزيل، ومراعاة واقع الأمة ومصالحها.
أما المبحث الثالث فقد اشتمل على رصد “معالم التجديد في التراث الفقهي عند الإمام” من خلال معلمين اثنين: أولهما المعلم المنهجي النقدي الذي يضم تضخم الفقه الجزئي وضمور الفقه الكلي، وظاهرة التجريد والاستطراد في الفقه، ونسبية التراث الفقهي. وثانيهما المعلم المعرفي النقدي الذي يضم مسألة إمارة الاستيلاء أو ولاية المتغلب، ومسألة أهل الحل والعقد، وربط الفقه بسياقه المعاصر.
وأما المبحث الرابع “التجديد في أصول الفقه ومقاصد الشريعة” فقد بين فيه الدكتور رفيع بعض القضايا المقاصدية التي أعمل فيها الإمام رحمه الله نظره التجديدي المتميز، ومن بينها: التعليل المصلحي، وترتيب المقاصد الشرعية، وصيغتها، وربط الاجتهاد بالجهاد، وشروط الاجتهاد وعوائقه.
بعد ذلك فتح الدكتور عبد الصمد الرضى المجال للنقاش، وتدخل كل من جار الله البشير، من حركة البناء الوطني بالجزائر، و الأستاذة حميدة مسؤولة القطاع النسائي في جبهة التغيير الوطني بالجزائر أيضا، التي قارنت بين منهج التغيير عند الإمامين البنا وياسين، وبعدها تحدث الدكتور أحمد الزقاقي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي أعاد صياغة أهم الأسئلة في مشروع الأستاذ ياسين، وبعده تحدثت الأستاذة انتصار أبو نائل، عميدة المرأة في المؤتمر الوطني السوداني، وقد تحدثت في التحديات التطبيقية التي تواجه عملية التغيير الذي تنشده الحركة الإسلامية، ثم تحدث الدكتور عبد الحكيم حجوجي، عن قضية التعليم في الفكر التجديدي للإمام ياسين رحمه الله، وبعده تحدثت الأستاذة ثورية بلعربي عن بعض مناقب الشيخ وما أثله من علوم.
وقد فتح المجال للسادة المتدخلين للرد على التساؤلات التي تمت إثارتها، ليعلن مسير الندوة الدكتور عبد الصمد الرضى عن نهاية الجلسة العلمية الأولى من أعمال هذه الندوة العلمية…
الجلسة العلمية الثانية: التجديد في قضايا المرأة والدعوة والسياسة
وتميزت الجلسة الثانية من الندوة بمشاركة الدكتورة خديجة مسامح التي أكدت أن الأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله “يلح على أن الحاجة إلى تجديد الدين حاجة عامة تهم النساء والرجال على حد سواء” . وتناولت في مداخلتها، التي حملت عنوان “معالم التجديد عند الأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله في قضية المرأة” ، التجديد الذي قام به الإمام رحمه الله على مستوى التشخيص حيث “ربط قضية المرأة بقضية الأمة فأكد رحمه الله أن القضية فيها تلازم بينهما” .
أما الأستاذة البتول بلمودن، فأكدت في مداخلتها أن النظرية المنهاجية عند الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله “تمتاز بالأصالة، وذلك من خلال لزوم المعين الصافي قرآنا كريما وسنة مشرفة، وقصدهما رأسا في كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالمرأة” . وأشارت في مداخلتها تحت عنوان “ملامح ونماذج من كتاب ” تنوير المؤمنات” أن “هذا الارتباط القوي بأصلي الشريعة الإسلامية هو ما فتح الآفاق أمام الأستاذ ياسين رحمه الله، ليتجاوز حدود النظر التجزيئي المكبل بالواقع الموبوء إلى شساعة التغيير المنشود” . وأضافت الباحثة في عرضها أن “اجتهاد الإمام رحمه الله في قضية المرأة تميز بإلحاحه على مشاركة المرأة، وعلى مراعاة الواقع واعتبار السياق، وعلى المقصدية والتوفيق بين المصالح” .
وتحدث الأستاذ الباحث عبد الرحمن حرور عن التجديد عند الإمام رحمه الله فأكد “أن منطلق التجديد عند الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله، هو تجديد الدين والإيمان” ، لأنه، كما يقول، “عندما يتجدد الإيمان في القلب ويصفو وتغمره محبة الله ورسوله، يمتلئ رحمة تفيض على العقل بالحكمة والفهم” . وأشار الباحث في مداخلته التي تطرق فيها لـ”معالم التجديد الدعوي عند الأستاذ عبد السلام ياسين” أنه “من الحكمة التي أوتيها الإمام رحمه الله، نظراته الجديدة في الدعوة وفقهها” ، فجدد في “معنى الدعوة إلى الله عز وجل، وفي الغاية من الدعوة إلى الله عز وجل، وفي أساليب الدعوة، وفي وسائلها، وفي مواصفات الداعية إلى الله عز وجل، وفي العلاقة بين الدعوة والدولة، وفي بيئة الدعوة، وفي تكامل البناء الدعوي، وفي المصطلحات”.
وتحدث الأستاذ محمد المرواني رئيس الحركة من أجل الأمة، فقدم خلاصات كبرى “تؤسس نظرية دعوية مندمجة عند الإمام”. ففي مداخلته التي حملت عنوان “التجديد الدعوي عند الأستاذ عبد السلام ياسين” ، كشف أن الإمام رحمه الله كان يعتبر أن “لب الأمر كله هو الدعوة إلى الله” . وبعد أن عرض الباحث 23 معلما دعويا، في مفهوم الدعوة عند الإمام ومنهجها، أكد على أن “للإمام نظرية مندمجة في الدعوة، أنهى الأستاذ المرواني مداخلته بسبع خلاصات جوهرية، وهي أن: الدعوة عند الأستاذ المرشد شاملة من حيث مراتبها (إسلام فإيمان فإحسان)، ودعوة مربية ومعلمة، ودعوة رحيمة، ودعوة حكيمة، ودعوة عدل وتحرير، ودعوة سيدة (في علاقتها بالدولة)، ودعوة عالمية” .
وفي مداخلته التي حملت عنوان “بعض معالم تجديد الفكر السياسي عند الأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله” ، قال الدكتور محمد منار، الباحث في الشأن السياسي وعضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، “إن المجال السياسي يعتبر من مشمولات المشروع الدعوي التغييري العام للأستاذ عبد السلام ياسين” ، وأكد الأستاذ الزائر بجامعة محمد الخامس أن “فهم المشروع السياسي التجديدي عند الأستاذ عبد السلام ياسين متعذر دون استحضار الارتباط القوي للرجل بالقرآن والسنة” . وألمح المتدخل إلى فكرة أساسية وهي “ضرورة التعامل مع الفكر السياسي للأستاذ ياسين بصفته فكرا سياسيا استراتيجيا” .
بعد ذلك فُتح باب النقاش، حيث تدخل كل من: البرلمانية الجزائرية اسمهان سرموك، ورئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع أحمد ويحمان، وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين محمد رفيع، والباحثة فاطمة الدويك، والنائب الثاني لرئيس حركة التوحيد والإصلاح محمد الهلالي، والأكاديمي والمفكر عبد الصمد بلكبير. وهي المداخلات التي قدمت وجهات نظر أغنت مضامين الجلسة العلمية.
لتختتم الجلسة الثانية والندوة بـ”توصيات الندوة ” التي عرضها الدكتور زكرياء السرتي، الباحث في تحليل الخطاب، وهي التوصيات التي شددت في مجملها على مواصلة مثل هذه الندوات والفعاليات للتعرف أكثر على مشروع الإمام وتراثه العلمي العملي.
اترك رد