مؤتمر الحداثة وتجديد علوم الإنسان

تنظم كلية العلوم الانسانية والاجتماعية بجامعة عبد الرحمان ميرة بجاية الملتقى الدولي الحداثة وتجديد علوم الإنسان يومي 5-6 ماي 2015.

الإشكالية:

في بداية هذا القرن، يعيش العالم على وقع أزمات مختلفة و متعددة الأبعاد، منها ما هو ثقافي و ومنها ماهو اقتصادي و سياسي و اجتماعي و حتى ايكولوجي.
ومماّ لاشكَّ فيه، أنَّ الفكر الحديث المبني على التعقُّلية قد حرَّر الإنسان من سطوة الفكر الديني التّقليدي و الدُّغمائي، محدثا بذلك تغييرا جذريا في الباراديغمات الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية السائدة في تلك الحقبة. و قد ساهم الفكر الفلسفي لعصر الأنوار في إحداث قطيعة ابستمولوجية ” بتأليهه ” للعقل و روح النَّقد وإعطائهما أهمية معتبرة. منذ ذلك الوقت و الحضارة الإنسانية تسير في طريق التطور الاجتماعي و الاقتصادي و السياسي، إذ لا ينكر أحد التقدم الحضاري الهائل الذي عرفته الإنسانية منذ ما ينيف عن خمسة قرون، أي منذ قيام عصر الحداثة الأوروبية.
و مع أن الركائز العلمية التي وضعت منذ عصر التنوير مافتئت تدفع بالعالم نحو التحرك بتسارع كبير في شتى المجالات، راحت حركة الحداثة الأوروبية تتقدم خطوة إلى الأمام و خطوتين إلى الخلف، بخاصة ضمن ما يسمى ” بالمجتمعات الصناعية ” التي كان لها تأثير كبير على القيم و الثقافة و السُّلوك الاجتماعي، ذلك أن مصير الإنسان و غايته أخذتا تختفيان و تتواريان تحت ستار المنفعة و الكم و رغبة النفوذ الإنسانية.
في هذا السياق، ينتقد هربرت ماركوز في كتابه ” الإنسان ذو البعد الواحد” الأشكال الجديدة للسيطرة الاجتماعية في إطار ما يسميه ” بالمجتمعات الصناعية المتقدمة ” التي من أهم خصائصها خلق احتياجات وهمية الهدف منها هو إدماج الإنسان في منظومة إنتاجية-استهلاكية. يشير ماركوز إلى ان ” الميديا “، في إطار هذه المجتمعات، لا تهدف فقط إلى ” تنوير ” الرأي العام و نشر المعلومات، بقدر ما تهدف إلى تنميط السلوك و الفكر من اجل قمع إرادة النَّقد عند الفرد، هذا من جهة و من جهة أخرى توجيه نشاطاته و اهتماماته. بعدها يخلص ماركوز إلى القول بان إنسان هذه المجتمعات هو إنسان ذو بعد واحد تنعدم فيه المقدرة على النّقد للواقع والإرادة في توجيهه.
لم تستثن علوم الإنسان، المنتمية إلى الحقول العلمية من منطق ” العقلانية التكنولوجية ” على حد تعبير ماركوز، إذ أصبحت هذه العلوم تسير في مجرى الإيديولوجيات و المذاهب، لذا فانه ليس من باب الصدفة أن تعرف العثرة تلوى الأخرى و تعجز عن تفسير الظواهر و التنبؤ بالأزمات قصد إيجاد حلول لها. و الحق أن علوم الإنسان تعاني اليوم من قصور و من محدودية، إن لم نقل قد أفلست، فقد أضحى موقفها من الظواهر و الأزمات موقفا سلبيا لا يتسم بصفة ” العلمية”. و لعل هذا ما جعلنا نطرح هذه الأسئلة الجوهرية في إطار هذا الملتقى الدولي المزمع عقده في رحاب جامعة عبد الرحمان-بجاية :

• كيف أنَّ الحداثة الأوروبية التي رفعت شعارات من قبيل الحرية و المساواة بهدف إرساء تصور جديد يجعل من الإنسان الممارس الوحيد لسيادته و لحريته بواسطة العلم؛ تنزع إلى معارضة مفاهيمها و استبدالها بمفاهيم تدميرية جديدة؛ فتحول العلم من أداة لتحقيق طوح الإنسان و آماله إلى أداة طغيان و تدمير للعالم، تحول الإنسان بمقتضاها إلى مجرد أداة لإنتاج التبعية ؟
• ضمن هذا الإطار نقترح تتبع صيرورة تبلور و تطور علوم الإنسان في أوروبا منذ القرن الثامن عشر إلى غاية يومنا هذا، محاولين إيجاد تفسيرات للتَّوجهات الجديدة التي عرفتها هذه العلوم.

الأهداف:

• إستئناف ورشة التّفكير التي ابتدأناها مع ” مالك بن نبي وإسهاماته في العلوم الإنسانية والاجتماعية ” ضمن البحث عن أسباب العطالة في العلوم الإنسانية وسبل تجديدها.
• رصد الصّلة بين الحداثة كتجربة غربية وإنعكاساتها على علوم الإنسان.
• التّفكير من أجل تطوير نماذج معرفية جديدة من أجل سياسة حضارية مختلفة تجاه علوم الإنسان.

المحاور:

المحور الأول: في أصول الحداثة
1. الحداثة كرؤية للعالم : تصور للموجودات، نظام في المعرفة، منظومة في القيم.
2. مكانة علوم الإنسان في مشروع الحداثة الأوروبية.
3. مكانة القيم في مشروع الحداثة الأوروبية.
4. أزمة الحداثة و تأثيرها على تطور علوم الإنسان.
المحور الثاني : من أزمة الحداثة إلى أزمة علوم الإنسان
1. أزمة استعارة براديغمات علوم الطبيعة في ميدان علوم الإنسان.
2. علوم الإنسان و القطيعة بين العلم و القيم.
3. محاولات التغلب على أزمة علوم الإنسان في الغرب (مدرسة فرانكفورت، ادغار موران…).
4. محاولات التغلب على أزمة علوم الإنسان في العالم الافرواسيوي (مالك بن نبي، علي الشريعتي ، سعيد إدوار…).
المحور الثالث : في كيفية تجديد علوم الإنسان
1. نحو براديغمات جديدة في ميدان علوم الإنسان.
2. مكانة القيم الأخلاقية في توجيه علوم الإنسان.
3. دور علوم الإنسان في ايجاد حلول لازمة العالم الحديث.

مواعيد و ملاحظات مهمة:
– آخر أجل لإرسال الملخصات هو: 28 فيفري 2015.
– الرد قبل 3 مارس 2015.
– آخر أجل لاستلام البحوث كاملة هو: 20 افريل 2015.
– سيتم نشر الأبحاث العلمية المتميزة في عدد خاص من مجلة الكلية» « Références
– انعقاد الملتقى الدولي يكون يومي 5-6 ماي 2015 بجامعة عبد الرحمان ميرة-بجاية، قطب أبوداو.
– تقبل الأعمال باللغة العربية و الفرنسية و الانجليزية.
– يتم إرسال الملخصات والبحوث عبر البريد الالكتروني:
[email protected]
[email protected]

تحميل استمارة المؤتمر

الهاتف: 47 43 16 59 05

البريد: [email protected]

مسئولية الباحث: النقل الخارجي

مسئولية الجهة المنظمة: الإقامة والإعاشة


نشر منذ

في

,

من طرف

الآراء

  1. الصورة الرمزية لـ أحمد محمد ببا
    أحمد محمد ببا

    في أي دولة تقع جامعة عبد الرحمان ميرة بجاية

    1. الصورة الرمزية لـ شبكة ضياء
      شبكة ضياء

      دولة الجزائر.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: