مؤتمر استحضار المدونة النقدية القديمة في الخطاب النقدي المعاصر

ينظم قسم اللغة والأدب العربي الملتقى الوطني الثاني “التراث قضايا ومقاربات” تحت عنوان: استحضار المدونة النقدية القديمة في الخطاب النقدي المعاصر، يومي 01 و02 جوان 2015، بقاعة محاضرات المركز الجامعي تيسمسيلت، الجزائر.

الديباجة:

لا يزال الموروث النقدي بقضاياه وطروحاته حاضرا في فضاء الخطاب النقدي المعاصر، مشكّلا نقطة عبور إجبارية لابد منها في معالجة أي قضية تطرحها سياقات الحياة وأنساقها على الباحثين المعاصرين، لا سيما تلك السياقات التي يدعى فيها المثقف العربي إلى التفاعل مع الآخر الأجنبي المتفوق حضاريا، فلا يجد_والحال هذه_ بدا من أن يبحث في كيفيات هذا التفاعل ومشروعيتها وفرص تقبلها في أوساط المجتمع كلها. من هنا تبرز إشكالية عامة سرعان ما تتسرب تفاصيلها إلى ميادين البحث العلمي والمعرفي المختلفة، فيكون للنقد الأدبي نصيب منها، يعكف النقاد على بحثه واقتراح معالجات له، تتوزعها حتما المرجعيات التي كتب لهؤلاء النقاد أن يتبنوها.

يطرح الموروث النقدي علينا إذن أسئلة تتصل بالهوية وتحسس ما يمكن أن يهددها من مخاطر، وأسئلة أخرى تتصل بتأصيل المفاهيم ودعوى استباقنا إلى ابتكارها وتصورها، ويطرح علينا أسئلة الاختلاف عن الآخر وحدود التلاقي معه،كما يطرح علينا أسئلة أكثر استشكالا وأشد إحراجا، ترتبط بتنوع هذا الموروث في حد ذاته وكثرة الاختلاف فيه، ورفض بعض طروحاته ونظرياته واتجاهاته لبعضها الآخر، باختصار : يطرح علينا هذا التراث الأسئلة نفسها التي نطرحها اليوم متوهمين أننا نأتي بجديد. لنا أن نتساءل في إطار حوار علمي نزيه: ألم يشكَّك في قيمة علم الكلام والفلسفة والمنطق وغيرها من العلوم االعقلية، وتحارب حربا شعواء في تاريخنا القديم؟ ألم يتحفظ كثير من القدماء على التفاعل مع الآخر ويُزْروا على من “تورط “في ذلك دون إذن من المؤسسات المهيمنة عهدئذ؟ ألم يعمل جمهور النقاد على لجم حركة الإبداع الأدبي وترويضها خلال قرون مديدة؟ ألم يتّهم الكتاب والشعراء والفلاسفة و المبدعون وأصحاب العقول بالخروج على الملة، ويلقى بعضهم المصائر المأساوية المعروفة؟ قال القدماء وبهم نقتدي: ما أشبة الليلة بالبارحة !

حاول المعاصرون الإجابة عن أسئلة التراث فيما كانوا يتلقون أسئلة الحداثة التي كانت تلح عليهم بالإسراع في التفاعل مع معطياتها وطروحاتها المرتبطة أساسا بمصالحهم الحياتية ارتباطا لم يكن يتيح لهم المهلة للتفكير والتروي، فكان على هؤلاء النقاد أن يواجهوا رهانين؛ رهان المحافظة على التراث واستلهامه مع إظهار التوقير له والإخلاص لمن يُظَن أنهم مرجعياته وسدنته، ورهان الاستجابة لمقتضيات الحداثة التي تفرض عليهم في كثير من الأحيان اطراحا صريحا وواضحا لكثير من مركبات التراث. ولّد هذا الموقف تشتتا في مواقف النقاد والمثقفين عامة، فانقسموا فريقين، تراثيين وحداثيين، آمن الأوائل بأولوية الرهان الأول، واعتنق الآخر فكرة النضال من أجل تحقيق الرهان الثاني. وبين الفريقين نهض فريق ثالث غير واضح الملامح حاول أن يوفّق بين الأطروحتين بكثير من الاجتهاد والإخلاص، دون أن يحقق الكثير من النتائج، فكان كما يقول الحديث الشريف، كالمنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى.

في إطار هذا التصور الإشكالي لموضوع الملتقى، يطمح منظموه لفتح نقاش أكاديمي مثمر، يتيح تبادل التجارب البحثية، ورفع درجة الاشتغال العلمي الجاد على قضايا الموروث النقدي وإشكالاته التي لا زالت تعد بالخصب والتحدي.

أهداف الملتقى:

1) استنطاق طروحات العلوم الإنسانية التي تناولت الموروث النقدي القديم، سعيا إلى إغناء البحث النقدي المعاصر بعناصر نماء وتطور جديدة وضرورية

2) محاولة إنجاز قراءة تحاورية تقييمية لأعمال النقاد العرب المعاصرين التي ارتكنت إلى المناهج السياقية والنسقية

3) إنجاز محاولات في نقد النقد ترصد منحنى إنتاجية القراءات المعاصرة التي استهدفت الكشف عن المضمرات الدينية والمذهبية والإيديولوجية في الخطاب النقدي القديم

4) الوقوف على مستويات التأسيس العلمي لطروحات النقاد المعاصرين المتوزعين على أقطاب الجذب الثلاثة: القطيعة، والإحياء، والتقويم

محاور الملتقى:

_ قراءات الموروث النقدي في إطار الدراسات التراثية المنتمية لحقول العلوم الإنسانية

_ المنجز اللساني المعاصر وتطبيقاته النقدية كخلفية لقراءة المدونة النقدية القديمة

_ حوار المقاربات السياقية للمنجز النقدي القديم، والتأسيس للتناول العلمي لقضاياه

_ مضمرات الخطاب النقدي القديم الدينية والأخلاقية والمذهبية ومحاولات الحفر عليها عند المعاصرين

_ القراءات المعاصرة للتراث النقدي بين دعويي القطيعة والتقديس من جهة، واقتراحات التقويم والمثاقفة من جهة أخرى.

معلومات هامة:

تحميل الاستمارة

1) يجب أن تكون المداخلة أو الورقة البحثية ذات تعلّق مباشر بأهداف الملتقى ومحاوره.
2) لا تقبل إلا المداخلات الفردية.
3) تستقبل لجنة القراءة ملخصات البحوث المقترحة من الآن وحتّى 15 فبراير 2015

4) يتراوح حجم الملخص بين 300 و400 كلمة كحد أقصى، ويرسل مصحوبا بسيرة ذاتية مختصرة عن الباحث(في وثيقة مستقلة)
5) يتم الرد على أصحاب الملخصات في أجل أقصاه 05 مارس 2015

6) تستقبل لجنة القراءة نصوص المداخلات كاملة حتّى 25أبريل 2015

7) يتلقّى أصحاب المداخلات المقبولة دعوة للمشاركة في الملتقى قبل 10 ماي 2015

8) يجب ألا يقل حجم النص النهائي للمداخلةعن 4000 وألا يزيد على 7000

9) سيتم إرسال قواعد كتابة الأوراق وعرض المداخلات إلى أصحاب البحوث المقبولة
10) تقبل اللجنة البحوث المحرّرة باللغات العربية والفرنسيّة
11) يتكفل المنظمون بمصاريف الإيواء والإطعام أيام الملتقى فقط
12) جميع المراسلات تتم باسم منسق الملتقى الدكتور بلحسين محمد على البريد الإليكتروني الآتي:

[email protected]


نشر منذ

في

,

من طرف

الآراء

اترك رد