كلية الطب في جامعة قطر تُناقش توجّه "الشخصنة" في علاج المرضى

2015-06-22

استضافت كلية الطب في جامعة قطر الأسبوع الماضي د. شارلز وينر أستاذ الطب وعلم وظائف الأعضاء في جامعة جونز هوبكنز للطب في ولاية ميرلاند الأمريكية وذلك للحديث عن توّجه علمي حديث في مجال تعليم الطب ويُعنى بشخصنة الحالات المرضية والتعامل مع كل مريض على أنه حالة بحدّ ذاتها.

وقد هدف اللقاء إلى تسليط الضوء على الحقيقة التاريخية لتوجّه الشخصنة في علاج المرضى، حيث قال د. وينر: “قدّم العالِم توماس كوهن في كتابه الشهير بعنوان “بُنية الثورات العلمية” والذي أصدره عام 1962 فكرته التي تتمحور حول أنّ تطور العلم ليس دائما متدرجا أو تراكميا نحو الحقيقة، بل قد يمر بثورات بنيوية دورية تسمى “بارادايم”، ومن هنا انطلقت فكرة الشخصنة في علاج المرضى”.

كما أشار د. شارلز وينر إلى فكرة كوهن التي تُشير إلى أن العلوم لا تتطور بشكل نمطي، وإنما من خلال إجراء البحوث والاستفادة من التكنولوجيا لتحقيق تغييرات جذرية بشكل دوري.

كما استهدف اللقاء استعراض التوجهات الطبية التي سبقت توجه الشخصنة في علاج المريض، ومناقشة سُبل الوقاية وتقييم المخاطر وطرق العلاج والتعليم في توجه الشخصنة، وأيضا تمت خلال الندوة مناقشة استراتيجيات تُعنى بتطوير صحة الأفراد في إطار توجه الشخصنة لعلاج المرضى

وقال د. وينر ” أن طريقة العلاج المُقترحة تأخذ بعين الاعتبار ثلاث عوامل رئيسية مجتمعة، وهي التركيبية الجينية للمريض والمؤثرات الخارجية، بالإضافة إلى دراسة الحالات المرضية المُشابهة ونوعية حياة المريض”.

وأشار د. وينر إلى أن جامعة جونز هوبكنز الأمريكية للطب قامت بتطبيق هذا التوجه بشكل عملي، من خلال طرح مقرر “الجينات للمجتمع” كخطوة أولية لبناء هيكلة جديدة في مجال تعليم الطب والرعاية الطبية.

يُذكر أن كلية الطب في جامعة قطر تأسست في نوفمبر 2014، كما بدأت عملية استقبال طلبات قبول الدفعة الأولى في كلية الطب ابتداء من مارس الماضي، وتم الإعلان مؤخرا عن القبول المبدئي لعدد 17 طالبا قطريا، وسيبدأ طلبة الدفعة الأولى رحلتهم الأكاديمية على مقاعد الدراسة في الفصل القادم خريف 2015.

تتمثل رؤية كلية الطب في أن تكون كلية طب رائدة، وأن تكون الخيار الأول لنخبة من الطلبة، والأكاديميين المحليين والدوليين.

وتُشكل الكلية قوة دافعة نحو الابتكار في قطاع الرعاية الصحية في دولة قطر، وشريكاً في مواجهة التحديات الوطنية الصحية الرئيسية، ومصدرًا موثوقًا لرفد قطر بأطباء على مستوىً عالٍ من الجودة والثقة.

وتتلخص رسالة الكلية في تخريج أطباء وقادة لمستقبل قطاع الرعاية الصحية في قطر يتميزون بالكفاءة والرعاية والرأفة والدافعية والشعور القوي بالمسؤولية نحو صحة المجتمع والإسهام في إيجاد حلول تلبي الاحتياجات الصحية للدولة والمنطقة وتحسين صحة المجتمع، من خلال دعم استراتيجية الصحة الوطنية وتقوية نظام الرعاية الصحية الحالي عبر علاقات تكامل وتعاون فعال، بالإضافة إلى بناء ثقافة تنوع تساعد على خلق بيئة مستدامة لاستقطاب واستبقاء طلبة وأعضاء هيئة تدريس وموظفين وإداريين على أعلى مستويات الجودة والكفاءة في السياق المحلي.

كما ستتقوم الكلية بتأسيس شراكات استراتيجية مع المراكز البحثية ومؤسسات الرعاية الصحية بما يخدم تعزيز قطاع التعليم الصحي في الدولة. كما تعزز التعاون مع التخصصات الصحية المطروحة في الجامعة كالصيدلة والعلوم الحيوية الطبية والتغذية البشرية.

وستكون الدراسة في الكلية لمدة 6 سنوات تقود لشهادة طبيب عام M.D. وهو يوازي درجة الدكتوراه في العلوم الطبية تبدأ بسنة تحضيرية (علوم طبية)، تليها خمس سنوات في برنامج الطب البشري يتخللها تدريب عملي إكلينيكي بالتعاون مع “مؤسسة حمد الطبية” وغيرها من مؤسسات الرعاية الصحية مثل “سدرة” و”مؤسسة الرعاية الصحية الأولى”.

وتهدف الكلية لجذب 40-50 طالب في سنتها الأولى على ألا تقل نسبة القطريين منهم عن 20% -30% وبهدف زيادة النسبة في السنوات اللاحقة.


نشر منذ

في

,

من طرف

الكلمات المفاتيح:

الآراء

اترك رد