المؤتمر الدولي الثاني عشر: الشتات الفلسطيني

افتتحت كلية دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة في بيت لحم، مؤتمرها الدولي الثاني عشر بعنوان “الشتات الفلسطيني”، وقد حضر الافتتاح حشد من الأكاديميين والباحثين، والفنانين والخبراء المشاركون في المؤتمر والذين أتوا من 15 دولة من مختلف أنحاء العالم، ويدرسون في أكثر من 25 جامعة في ألمانيا، الولايات المتحدة الأمريكية، أوروبا، فرنسا، ايطاليا، بريطانيا، أمريكا اللاتينية، أفريقيا، آسيا، وبإضافة إلى بعض الدول العربية.

كما وحضر الافتتاح عدد من السفراء والقناصل الفخريين الفلسطينيين والشخصيات الفلسطينية الاعتبارية العامة رفيعة المستوى، منهم: الدكتور صبري صيدم وزير التربية والتعليم العالي، المطران منيب يونان رئيس مجلس أمناء كلية دار الكلمة الجامعية ومطران الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، الدكتور متري الراهب رئيس كلية دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة، سيادة المطران عطاالله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس، السيدة فيرا بابون رئيسة بلدية بيت لحم، السيد زياد البندك مستشار رئيس الدولة للشؤون الكنسية، الدكتورة خلود دعيبس سفيرة فلسطين في دولة المانيا الاتحادية، الدكتورة هند خوري سفيرة فلسطين في فرنسا، إلى جانب العديد من السفراء والقناصل من الدول الأوروبية، وذلك في رواق قاعة ومسرح مؤتمرات الدار في دار الندوة الدولية في بيت لحم.

وافتتح المؤتمر القس الدكتور متري الراهب رئيس كلية دار الكلمة الجامعية بكلمة رحب من خلالها بالحضور، وبمعالي الوزير الدكتور صبري صيدم، وزير التربية والتعليم العالي، مهنئاً بالمنصب الجديد ومشيداً باختياره لهذا المنصب الهام والحساس.

وتابع الدكتور الراهب: “ان مؤتمر الشتات الفلسطيني يأتي ضمن سلسلة من المؤتمرات الدولية التي اقامتها كلية دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة لتبحث في موضوع: الارض… الشعب… والهوية”، واستطرد قائلاً: “يسرنا ان يشترك في هذا المؤتمر اساتذة جامعيون من 25 جامعة من 15 دولة، والذي يجمعهم هو تخصصاتهم و ابحاثهم عن الشتات الفلسطيني”.

ثم تحدث الدكتور الراهب عن محاور المؤتمر والتي ستركز على الشتات الفلسطيني في كل من امريكا اللاتينية وامريكا الشمالية واوروبا، هذا بالاضافة الى محاور حول تشكلات الهوية الفلسطينية في الشتات ودور الدين، والتحديات التي تواجه الجاليات الفلسطينية في المهجر اليوم، وفي الختام شكر الدكتور الراهب داعمي المؤتمر والحضور على دعمهم للبحث العلمي والانتاج الفكري والذي يشكل الرافعة الاساسية للنهوض بالمجتمع الفلسطيني.

وشددت السيدة فيرا بابون رئيسة بلدية بيت لحم خلال كلمتها على أهمية مثل هذه المؤتمرات، وذكرت: “أنه عانت بيت لحم من الهجرة الكبيرة خلال القرن العشرين، نظراً للعديد من الأحداث القاسية التي حلّت في المنطقة منذ بداية القرن، فقد هاجر عدد كبير من سكانها بهدف رفع مستوى معيشتهم”، وأضافت: ” أن بيت لحم تخسر بشكل مستمر مبدعيها في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والفنية وغيرها، بسبب الهجرة”.

واستهل سيادة المطران منيب يونان رئيس مجلس أمناء كلية دار الكلمة الجامعية ومطران الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة كلمته، معبراً عن سعادته بإنجازات الكلية الجامعية، وقد طلب خلال كلمته من المهاجرين أن يستثمروا في هذه البلد من أجل الحفاظ على الهوية الفلسطينية.

وقد ألقى الدكتور صبري صيدم وزير التربية والتعليم العالي كلمته قال خلالها: ” تحية لكل المبادرات التي من شأنها تعزيز التواصل مع الأهل في الشتات أفرادا ومؤسسات وشركات”، وأضاف: “التأكيد على رفعة الوطن لن تتحقق إلا بجهد وطني يجمع فئات الشعب الفلسطيني وشرائحه أينما تواجدوا”.

وقد تخلل الحفل عرض فيلم وثائقي حول المؤتمرات التي قامت كلية دار الكلمة الجامعية بتنظيمها خلال السنوات الماضية، وفي ختام الافتتاح قام مسرح ديار الراقص بعرض مسرحية بعنوان “خارج المكان”، والتي تعبر من خلال الرقص والموسيقى عن قضايا الهوية ، إذ تتحدث المسرحية عن أن المكان يمتلك حكاية لشعب اعتاد على المحنة تلو الأخرى..التهجير القسري والرحيل إلى عوالم مختلفة..من المغادرة والوداع والوصول والشوق و الأمل والمنفى إلى انتفاضات واجتياحات وأكثر، إذ يبقى الإنسان في وسط كل هذا باحثاً عن حريته في زمن يطغى فيه الاحتلال من جهة وثقافة الاستهلاك وتكاثر التعصب الفكري من جهة أخرى، حينها يجد الشاب نفسه محاطاً بالتناقض بين الرغبة في البقاء أو المغادرة لمكان أخر.. أيهما خارج المكان؟

ويذكر أن كلية دار الكلمة الجامعية تقيم سنويًا مؤتمرًاً دوليًاً تدعوا إليه مجموعة كبيرة من المختصين والباحثين من عدة دول في العالم حول موضوع معين، وهذا المؤتمر حول “الشتات الفلسطيني” هو المؤتمر الدولي الثاني عشر التي تنظمه الكلية الجامعية، إذ كان من المقرر أن يقام العام الماضي ولكن بسبب الحرب والعدوان على غزة تم تأجيله لهذا العام.

وتعتبر كلية دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة هي أول مؤسسة تعليم عالي فلسطينية تركز تخصصاتها على الفنون الأدائية والمرئية والتراث الفلسطيني والتصميم، كما وتمنح درجة البكالوريوس في التصميم الجرافيكي والفنون المعاصرة وانتاج الأفلام وتعمل على تطوير مهارات ومواهب طلابها لتخرجهم سفراء لوطنهم وثقافتهم وحضارتهم.

الآراء

اترك رد