ورأس الجلسة الأولى التي تناولت محور المؤتمر الأول “الأعلام الجديد الواقع والخصائص”، أمين عام دائرة الإفتاء العام في الأردن الدكتور محمد احمد الخلايلة، وناقش المشاركون ثلاثة بحوث في موضوع المحور، وهي خصائص الإعلام الجديد وأنماطه لمؤسس مكتبة المورد للنشر الإلكتروني في الرياض المهندس سامي بن عمر الحصين، وظواهر الإعلام الجديد بين الايجابية والسلبية لمستشار الحكومة الالكترونية في إمارة أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة الدكتور عمر أحمد فضل الله، ووسائل التواصل الاجتماعي والشباب للمستشار في مجموعة الخليج للعلاقات العامة بالرياض الدكتور علاء الدين علي حمودة.
وتناول الباحثون في نقاشهم ضرورة توافق الدول العربية والإسلامية على استراتيجيات لمكافحة الظواهر السلبية للإعلام الجديد؛ بإرساء الاستراتيجيات والمعايير والضوابط والقوانين المنظِّمة، واستخدام تقنيات الحظر والمنع لكل المواد والمواقع والظواهر السالبة والهدامة للمجتمعات.
وأوضحوا أن هذه الاستراتيجيات تشترك فيها وزارات الثقافة والإعلام والاتصالات وغيرها من الجهات المعنية، مع أهمية وجود مرجعية توثيقية للمحتوى على الإنترنت بواسطة منظمات عربية وإسلامية متخصصة مُحْكمة، وأهمية تنسيق المحتوى الإعلامي بين الوزارات والمؤسسات المعنية على مستوى العالمين والعربي والإسلامي.
كما تناولت الجلسة تطور التقنية ودخولها في تفاصيل حياتنا اليومية وإلى تغيرات جِذرية ليس على صعيد تعاملنا مع التقنية وأجهزته وأسلوب حصولنا على الخدمات وحسب؛ بل على مستوى اكتسابنا للعلوم والعناية بالصحة وأسلوب تعاملنا وتواصلنا مع بعضنا، فأصبح تواجد الشخص في الشبكات الاجتماعية من المؤهلات التي تدعم حصوله على وظيفة أو تؤدي إلى حرمانه منها، بل وأصبحت من الوسائل المعتبرة في تحديد الارتباط بشريك العمر.
وأشاروا انه على صعيد الإعلام تحديداً؛ لم تكتف التقنية بتغيير الوسائل، فاستبدلت المطابعَ بالمواقع الإلكترونية، والأثيرَ بالبودكاست Podcast، والساوندكلاود Sound Cloud والأقمار الصناعية باليوتيوب YouTube وفيمو Vemo، بل تجاوزتها إلى تغيير بيئة العمل وطبيعة العاملين فيه، فاستبدلت الإعلامي الموظف بالمواطن الصحفي، واستبدلت أجهزة الراديو والتلفاز بالأجهزة المحمولة وأن هذه التغيرات أحالت الإعلام التقليدي من صانعٍ للخبر وموجهٍ للرأي؛ إلى مِنصات لنشر ما ينتجه المواطن الصحفي والتفاعل مع ما تقوده الشبكات الاجتماعية.
وخلصت الجلسة إلى أن هذا التغير الكبير في الوسائل والانتشار؛ أدى إلى تمكينها من إحداث تأثيرات كبيرة في المجتمعات، تستطيع من خلالها توجيه الرأي العام لنشر ثقافة أو ترويج فكرة أو سلعة.
تراس هذه الجلسة سعادة د العربي بو عمامة رئيس قسم الإعلام والاتصال بجامعة عبدالحميد بن باديس / الجزائر .
أما المتحدثون:
1 / الجانب الثقافي والمعرفي للدكتور الزبير عبدالقادر الباحث في التربية والثقافة الإسلامية في المغرب
2 / الجانب الأسري والمجتمعي لمعالي د شمس الدين زين العابدين وزير الرياضة والشباب الأسبق في السودان
3 / الجانب الأخلاقي والسلوكي للدكتور زكرياء السرتي مدير عام ضياء للبحوث والمؤتمرات في المغرب
تناول المتحدثون فى هذه الجلسة دور الشباب المسلم في
الإعلام الجديد أو الإعلام الاجتماعي باستخداماته الوسائط المعلوماتية العالية التقنية أصبح الذى واقعاً ينبغي معرفة كيفية التعامل معه للاستفادة منه ولكبح الآثار السالبة التي تصاحبه أو على أقل تقدير إضعاف تأثيرها على المجتمع عامة وعلى الشباب خاصة. خاصة وإن شباب العالم العربي والإسلامي يعيشون واقعاً متردياً مع زيادة مساحة الفقر والتحولات الاجتماعية والثقافية غير المستوعبة. كما يفتقد الشباب التربية على التعامل مع الآخرين بخاصة في مجال الخلافات الفكرية والفقهية. ذلك بسبب القصور الفكري وقلة الزاد من العلم الشرعي والثقافة الدينية والحياتية الذي يدفعهم إلى العنف والخصومة ونشر الفتنة.
وابان المشاركون في الجلسة انه و رغم ذلك يمكن للشباب المسلم في البلاد الإسلامية والعربية أن يكون له دوراً مقدراً في الاستفادة من هذه الوسائط الإعلامية في تثقيف وتوعية نفسه بجانب الإسهام في طرح رؤى شبابية لقضايا مجتمعاتهم وفق منظور ثقافي وديني يؤكد الهوية والشخصية الإسلامية المعاصرة التي تفتخر بانتمائها وتعزز دورها في قيادة البشرية (كنتم خير أمة أخرجت للناس..)
موضحين ان الأمر لبس سهلاً ولكن ينبغي أن يخطط له بدقة وعناية ونهج علمي كمشروع لتفعيل قدرات الشباب في مقابلة هذه التحديات.
وفى السياق نفسه طالب المتحدثون بوضع توصيات يستفيد منها شباب المسلمين من الاعلام الجديد منها:
· وضع رؤية استراتيجية لتفعيل طاقات الشباب في المشاركة في مناشط ثقافية وفكرية ودعوية ورياضية على مستوى المدارس والجامعات والأحياء والمدن.
· التخطيط لعقد حوارات نشطة وذكية مع طلاب المدارس والجامعات حول طموحاتهم وتوقعاتهم وكيفية مشاركاتهم وإسهاماتهم في قضايا الوطن وذلك بالتعاون مع إدارات المدارس والجامعات وأساتذتها.
· حث المسئولين لإيجاد مواقع الكترونية للتواصل مع الشباب وعامة الناس في شرح سياساتهم وطلب المشاركة البناءة في تطوير مهامهم.
· ترسيخ أدب التعامل وسط الشباب مع الأسرة وقبول مبدأ الخلافات في الرأي.
· وضع برامج نافذة للشباب بمشاركة الأسرة والمجتمع لغرس التربية الروحية والمعرفة القوية والثقافة الواسعة والفكر الناضج.
· إجراءات دراسات متعددة ومتعمقة حول تأثير الإعلام الجديد على قطاعات الشباب في العالم الإسلامي.
تراس هذه الجلسة سعادة دمبارك مجذوب من السودان .أما المتحدثون فهم:
ترأس هذه الجلسة معالى الدكتور صالح بن حميد المستشار بالديوان الملكي في المملكة العربية السعودية وتحدث فيها كل من:
* تطوير الخطاب الدعوي: للدكتور محمود بطل الاستاذ بكلية الدعوة الاسلامية جامعة الازهر القاهرة
* رؤى عملية لإعلام إسلامي جديد: للدكتور صالح ابو اصبع الاستاذ بجامعة الشارقة الامارات العربية المتحدة
* ابداعات شبابية في الاعلام الجديد: للدكتور السر على سر استاذ الوسائط المتعددة في جامعة السودان للعلوم
اوضح المشاركون فى هذه الجلسة ان استخدامات الشباب لوسائل الإعلام الجديد تطورت تبعا للتطور المضطرد لثورة الاتصال والمعلومات، فبداية كان استخدام الشباب لوسائل الإعلام الجديد للدردشة وتفريغ الشحنات العاطفية وتبادل الملفات، الى استخدامات ذات فائدة بتبادل وجهات النظر حول قضايا مجتمعاتهم من اجل تحسين فرص الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فنجد اهتمامات الشباب المسلم لا تنفصل عن مكونات المجتمع المسلم الذي يقوم على التكافل والتعاضد والتكليف بمهام الدعوة والحفاظ على انتشار المد الإسلامي، وتبليغ الناس دعوة الإسلام التي تقوم على الوسطية والتسامح، الأمر الذي جعل فئات الشباب تتسابق في توظيف اكبر قدر من السمات وابتداع التطبيقات في مختلف الاتجاهات – الثقافية، الدعوية، الفكرية، الاجتماعية وريادة الأعمال- لصالح إحداث التغيير في مجتمعاتهم وما حولها من مجتمعات.
كما تحدث المشاركون في هذه الجلسة عن التحديات التي تواجه صناعة الإعلام التقليدي هي تحديات حقيقية ستؤثر على بحيث يتجه الكتاب والصحافة المطبوعة بخطى حثيثة نحو النشر الإلكتروني. وأصبحت الإذاعات تستخدم الإنترنت مما ساعد في طهور المئات من الإذاعات المحلية والنوعية. وكذلك أصبح انتشار الهاتف الجوال والذكي وسيلة متعددة الاستخدامات، ناهيك عن انتشار الفضائيات واتاحتها عبر الإنترنت والهواتف الجوالة. وأصبحت مصادر المعلومات المفتوحة متاحة بحيث يستطيع الباحث عن المعلومة ان يجدها بسهولة على الإنترنت واصيح تواصله بالناس وبما يجري حوله أمرا لم تختبره البشرية.
واكد الجميع ان التواصل اصبح ميسرا بين الأفراد عبر الإعلام الإلكتروني الرقمي مما سيقود إلى مزيد من الحرية الاجتماعية والسياسية، وهذا سيؤدي إلى تفاعل الجماهير ويُفعّل دورها في التأثير على مناشط الحياة العامة ويؤثر في بنية المجتمعات وكياناتها السياسية.
واضاف المتحدثون في الجلسة الإعلام الجديد اتاح حرية تواصلية لا مثيل لها، تحتاج إلى ضبطها لتكون حرية مسئولة. وتتيح تقنيات الاتصال الرقمي اختيارات عديدة وحرية لا مثيل لها في استقبال المعلومات وتداولها، ألا تقدم الفضائيات- كوسيلة جماهيرية- والإنترنت مثالا واضحا على ذلك ؟
ومن هنا فإن مسئولية الإعلامي المسلم الالتزام بالمواصفات والشروط المطلوبة في الإعلامي المسلم التي أشرنا إليها أعلاه والالتزام بمجموعة الضوابط الثمانية عشر التي حددها (وثيقة الشرف الإعلامي للمؤسسات الإعلامية ووسائل الاتصال في الأمة الإسلامية).
واكد المتحدثون في الجلسة عن دور الإعلامي المسلم لم يعد محليا في ظل ظروف الإعلام الجديد، إذ أنه يعمل في ظل منافسات مفتوحة على مستويات محلية وإقليمية ودولية. ولذا وجب على الإعلامي المسلم أن يلعب دورا يتلاءم مع هذه المستويات، ونوصي بأن يعمل الإعلامي المسلم على تحقيق ما يلي:
1. نشر الثقافة العربية الإسلامية، وتأكيد قيمها الروحية والفكرية الإنسانية والمتسامحة في مواجهة الصورة السلبية والمشوهة للعرب وللإسلام والعالم الإسلامي.
2. تعزيز التضامن العربي – الإسلامي، والمساهمة بفاعلية في المؤسسات الإسلامية الإعلامية والثقافية المشتركة، لدعم وتطوير تراثنا المشترك، ومقاومة مخاطر الغزو الثقافي الذي تواجهه.
3. تعزيز التعاون مع البلدان النامية والوصول إلى علاقات متبادلة تقوم على الثقة والمصالح المتبادلة، وإيصال الثقافة العربية والإسلامية إلى شعوبها وتعزيز الشعور بالمصير المشترك، ودعم قضاياها الوطنية العادلة، في ظل العولمة والتكتلات الإقليمية الكبيرة.
4. تعزيز التعاون مع شعوب العالم، على أساس الاحترام المتبادل والمساواة والعدل والسلام واحترام سيادتها وحقوقها، ولما فيه من مصالح مشتركة، وخير للحضارة الإنسانية، وبما يحقق التفاهم بين الشعوب ويعزز تعاونها في سبيل التقدم والتنمية.
5. العمل على إشاعة الحوار الثقافي “باعتباره ضرورة إنسانية للتواصل بين شعوب الأرض، والتعاون في حماية مبادئ الحق والعدل وتحقيق التسامح وترسيخ ثقافة العيش المشترك، ومعالجة المشكلات التي تنشأ عنها النزاعات والحروب”. اعتبار اللغة العربية هي الأساس في نشر الثقافة ونقلها، والتعبير عنها. مما يستوجب الاعتناء بها وصونها ومراقبة الأداء بها وتطويرها وتبسيطها، حفاظا على المقوم الأساس للأمة العربية ومحور ثقافتها وذاتيتها القومية.
6. الدفاع عن الحرية الثقافية والإعلامية وحق الناس في حرية الاتصال، والعمل على ضمان هذه الحريات بالتشريعات المناسبة التي تكفل التوازن الثقافي والتنوع الثقافي، والتسامح الفكري، والتنوع الإبداعي والتعددية الثقافية.
7. العمل على إزالة العوائق التي تعترض طريق التدفق الإعلامي والثقافي بين الدول الإسلامية ومن بينها إعادة النظر في أسس الرقابة وإجراءاتها المعمول بها، على الأخص بالنسبة للمواد الإعلامية الواردة من الدول الإسلامية.
اترك رد