مشكلة البحث العلمي ليست في التمويل

رفض مدير عام صندوق دعم البحث العلمي الدكتور عبدالله الزعبي المزاعم بارتفاع أكلاف انشاء “حاضنات أو حدائق” علمية تكنولوجية في الجامعات والكليات الاردنية تكون نواة لرعاية العمل الابداعي والابتكاري.وقال الدكتور الزعبي في محاضرة بعنوان أهمية البحث العلمي وآلية الاستفادة من دعم صندوق دعم البحث العلمي في المشاريع البحثية القاها اليوم السبت في جامعة الشرق الاوسط بحضور العمداء وأعضاء الهيئة التدريسية في ان فوائض البحث العلمي المخصص للجامعات الرسمية خلال عامي 2010 و2011 تقدر بـ”9 ملايين دينار لم تستفد منها الجامعات الرسمية”، لافتا إلى أن حجب جائزة البحث المميز في قطاع العلوم الانسانية هذا العام كان بسبب “أنه لم يتقدم أحد”. وقال إن التجربة الاوروبية اثبتت أن “بعض هذه الحاضنات عبارة عن مجرد مساحات صغيرة مكتظة بالأجهزة ودكتور باحث و 5- 6 طلاب”، داعيا لربط هذه الحاضنات مع شركات تحتضن الابداعات. واشارالزعبي الى مشكلة تعيق عملية إجراء البحوث “وهي ليست في التمويل بل في عوامل عديدة منها فقدان الثقة بين المراكز البحثية والجامعات،وغياب ثقافة البحث العلمي وضعف البيئة البحثية وقلة التشاركية من حيث المرجعيات والعزوف عن إجراء البحوث الجيدة بسبب الخوف من الفشل”. وقدم رؤيته لكيفية إنماء العمل البحثي الابتكاري لدى الجامعات، داعيا لإيجاد تشاركية بين القطاعين العام والخاص لدعم البحوث، والنشر في مجلات علمية عالمية معتبرة ، ” وليست مجلات علمية لا تقرأ”، والانفتاح على الجامعات العالمية المرموقة في مجال الابتعاث.ودعا الى تنمية الابداع والابتكار لدى الطلبة قبل الحديث عن البحث العلمي، مشيرا لرفضه مسار الشامل في الماجستير لانه “نواة البحث العلمي”.

وحول التحديات التي تواجه عمل الصندوق، بين الدكتور الزعبي أن برامج الصندوق كثيرة ومنها ما هو متخصص في بناء قدرات أعضاء هيئة التدريس الذين يعزفون عن المشاركة في هذه البرامج، مستشهدا ببرنامج خصص له 300 ألف دينار أردني لبناء قدرات أعضاء هيئة التدريس في مجال البحث العلمي غير أنه لم يحضر سوى “66 عضو هيئة تدريس فقط”.وأشار لطلب رؤساء جامعات قبل أربعة شهور ايقاف الدعم المشترك بين الجامعات والصندوق والمخصص لدعم مشاريع طلبة الماجستير. وأكد الدكتور الزعبي أن مشكلة البحث العلمي ليست في التمويل ولكن لعوامل أخرى منها القدرات التنافسية المحدودة، مدللا على وجود الانفاق على البحث العلمي تجاوز الـ”25 مليون دينار” من الصندوق.

وقال رئيس الجامعة الدكتور ماهر سليم إن عملية نشر ثقافة البحث العلمي تبدأ من المراحل التعليمية الاولية وليس من المرحلة الجامعية،مشيرا لأهمية البحث العلمي الذي يلبي احتياجات المجتمع ويحاول ايجاد الحلول لمشكلاته. وعرض لجهود الجامعة في دعم البحث العلمي الذي يعد أحد أسس الجامعة بالإضافة للتعلم وخدمة المجتمع المحلي، مبينا دعم الجامعة للعمل الريادي من خلال دعم المشاريع الريادية في إيجاد شراكة بين الطالب وعضو هيئة التدريس، فضلا عن تخصيص جائزة بنحو 100 ألف دينار لدعم الباحثين في عملية النشر في مجلات علمية محكمة. وجرى في نهاية المحاضرة نقاش موسع مع أعضاء هيئة التدريس، تمحورت حول مشكلات البحث العلمي وتحديدا في التمويل والاسس و وتوحيد المرجعيات .

جريدة الرأي


نشر منذ

في

,

من طرف

الآراء

اترك رد