د. محمد بنعمر – المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، المغرب
إشكال أولي:
نسعى في هذه الورقة البحثية إلى إبراز البعدين النفسي والاجتماعي، ومدى التأثير الذي يمارسه على العملية التَعليمِية التعلمية، خاصة في احد أبرز أبعادها، ومستوياتها، واعني البعد المنهجي الديداكتيكي المتعلق بتدريسية، وتعليمية المواد الدراسية في القسم الابتدائي خاصة…
لقد غدا واضحا أن تدريسية المواد التعليمية، تتداخل فيها عدة اعتبارات، وتتأثر بعدة معطيات، وتتفاعل فيها عدة عناصر، ومكونات، خاصة ما كان له صلة بالمعطيات السيكولوجية، والعناصر السيسيولوجية، والاختيارات البيداغوجية في علافتها المباشرة بديداكتيكية المواد، وهي المسماة في علوم التربية اليوم باسم تعليمية ، وتدريسية المواد من حيث هي جزء أساسي في تركيبة للمنهاج الدراسي …
إن هذا التأثير الذي تمارسه المعطيات النفسية،والسيكولوجية،والاجتماعية في تدريسية المواد، هو الذي شكل احد المسلمات، والأساسيات بين الباحثين والمشتغلين بقضايا الديداكتيك، وبمنهجيات التدريس، خاصة المنهجيات الخاصة بالأقسام الابتدائية،[1] بحيث شكل هذا الموضوع التربوي، والبيداغوجي موضوعا للمقاربة،ومحورا للمدارسة، والمناقشة بين المهتمين بالشأن التربوي سواء في ملتقياتهم العلمية، أو في منشوراتهم البحثية، أو في أبحاثهم الأكاديمية. … .
إن العمل التعليمي التعلمي، مهما كانت طبيعته، ومرجعياته، والنسق الببداغوجي الذي ينتمي إليه، أو الذي يتأسس عليه، ، لا يمكن له أن يحقق أهدافه، أو أن يصل إلى غاياته الكبرى إلا بمراعاة مكوناته التي منها يتركب،وبها يتألف وهي: -المعلم–المتعلم- المادة الدراسية الحاملة للمعارف،إضافة إلى الفضاء المدرسي الذي تمارس، وتدبر فيها تلك المعارف …”.[2].
وهذه العناصر بأكملها، تشكل ثالوثا أساسيا متفاعلا، ومتداخلا على الدوام، حاضر بقوة في بناء العملية التعليمية.بحيث يصعب أن نتصور العملية التعليمية، بدون استحضار هذا الثالوث. ومن ثم فإن أي غياب، أو تغييب،أو إقصاء لأي طرف من هذه الأطراف الأساسية المشكلة للعملية التعليمية ،من شأنه أن يؤثر على سيرورة العملية التعليمية التعليمية في أهدافها وكفاياتها التي تسعى إلى تحقيقها،في المتعلم ،لان كل طرف من هذه الاطراف المشكلة للعملية التعليمية، يؤدي دورا خاصا لا يمكن أن تؤيديه الإطراف الأخرى….
وهذا الإشكال التربوي،هو الذي سنحاول إبرازه، ومقاربته في هذه الو رقة البحثية التي كانت في محور المرجع السيكولوجي، و السيسيولوجي وأثره في تدريسية المواد.
والداعي إلى هذا الاختيار هو آن البحث في تدريسية المواد،وبالخصوص في علاقاتها بالمرجعيات النفسية ،والاجتماعية، من حيث الأثر والتأثير نكتسي أهمية بالغة في العملية التربوية والتعليمية، خاصة في هذه اللحظة الآنية، التي تباشرفيها الجهات المسؤولة على الشأن التعليمي، والتربوي إصلاح المناهج الدراسية في الأقسام الابتدائية من اجل مواكبة هذه المناهج للتحولات السريعة التي تعرفها المجتمعات الإنسانية اليوم …
اترك رد