اُطر العلاقة فى الخطاب الثقافى بين الشرق والغرب … ايمن محمد رجب على

ايمن محمد رجب على: باحث دكتوراه فى المنطق وفلسفة العلوم جامعة الفيوم

نشأ الخطاب الثقافي الشرقى والغربى إلى جانب عدة خطابات أخرى كانت في الساحة وتلك الخطابات قدمت الكثير مما عندها ـ وإن كانت في كثير من الأحيان لا تتوافق مع وجهة النظر الإسلامية في التعامل مع الواقع المعاش ـ من الفكر الاغترابي الدخيل فظهر الخطاب الديني ( ( كبديل مناقض يدعو إلى العودة إلى الذات الشرقية صاحبة الهوية الدينية ، هذه الظاهرة أدت إلى تشكل خطاب ثقافي متعدد الاتجاهات:
1- الخطاب الثقافى الإنعزالى: فقد برز هذا الخطاب كرد فعل عندما كان سائداً فى فترة من الوقت ومازال موجوداً، وهو خطاب يدعو إلى التقوقع حول الذات والرفض المطلق لكل ما ياتى من الثقافات الأخرى، ويمثل هذا الاتجاه الحركات الراديكالية والأصولية.
2- الخطاب الثقافى المستغرب: ويدعو إلى ترك الذات والانقطاع إلى الفكر الآخر، وكانت خطاباته في كثير من الأحيان تسخر من الموروث الإسلامي ودعاة هذا الاتجاه هم المتغربون الذين درسوا في الغرب وتأثروا بفكره ورفضوا كل ما يمت إلى تراثنا وثقافتنا بصلة متذرعين بتجاوز العالم لثقافتنا حتى اثرت الثقافة الوافدة على قراة النص.
ويعنى التغريب بالنسبة للنصForeignization الاحتفاظ بالمذاق الاجنبى للنص الادبى حتى يظل اجنبياً وعدم الانتماء الى ادب اللغة وخروجه عن الاطار( ( .
ومن هنا تأتي بعض دعوات المثقفين في العالم الإسلامي – ممن تأثروا بالغرب وانقطعوا عن تراث الأمة – إلى الانقطاع عن الانتماء التاريخي للعالم الإسلامي والإسراع في الالتحاق بركب الحضارة الغربية. ومن امثال المفكرين الكبار الذين تاثروا بهذه الحضارات طه حسين وقاسم امين وغيرهم ، فقد دعا الدكتور (طه حسين) [1306 – 1393هـ/ 1889 – 1973م] في كتابه (مستقبل الثقافة في مصر) الذي صدر سنة 1938م بالقاهرة إلى ربط مصر بحضارة البحر الأبيض المتوسط أي أن تكون مصر على حد تعبيره قطعة من أوربا وانتقد العرب ووصفهم بالغزاة إلى جانب الفرس واليونان والاتراك ولقد فجر (طه حسين) أضخم معركة فكرية في مصر عام 1933م حين كتب في أحد مقالاته بجريدة (كوكب الشرق) (إن المصريين قد خضعوا لضروب من البغض وألوان من العدوان جاءتهم من الفرس واليونان وجاءتهم من العرب والترك والفرنسيين) ولقد هبت العاصفة بعد هذه العبارة واستمرت أكثر من ثلاثة شهور وقود الصحف على اختلاف ألوانها في مصر والبلاد العربية
3- الخطاب الثقافى العقلانى: وهو يدعو إلى الاستقلالية الذاتية القيمية والوقوف على الثوابت الإسلامية مع إمكان الاستفادة أو الممازجة مع فكر الآخر في الجوانب التي لا تسبب خللاً ولا تكون نواة سلب في النظام الاجتماعي، فليس كل الآخر بالمطلق مرفوض، ولا كله بالمطلق مقبول.ويمثل هولاء الشيخ عبد الحليم محمود ودراسته بالسوربون رغم تاثره بالفلسفة الغربية لكن لم تؤثر على هويته الشرقية وظل محتفظاً بها.


نشر منذ

في

من طرف

الكلمات المفاتيح:

الآراء

اترك رد