استكتاب: تدريس العلوم الإسلامية بالتعليم الجامعي: مقاربات بيداغوجية

المركز الدولي للدراسات والأبحاث التربوية والعلمية بشراكة مع مختبر القيم والمجتمع والتنمية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير -جامعة ابن زهر (المغرب)

تشكل العلوم الإسلامية مرجعية لاستمداد الهدى والرشاد النابع من الوحي، كما ظلت عبر تاريخ المسلمين من أهم آليات بناء المجتمع وحفظ أصوله المعرفية وأسسه المنهجية وقيمه التربوية. وقد أولتها الأمة رعاية خاصة من حيث تنظيمها والتشجيع عليها، والجهود التي بذلت في تنظيم طلب العلم الشرعي، ومراعاة التدرج في المستويات التعليمية، وتحديد أنواع العلوم وزمن تعلمها، وشروط نيل الإجازات والرتب العلمية؛ وقد بذلوا الوسع من أجل الارتقاء بالتعليم الشرعي للإجابة عن إشكالات زمانهم.
وقد انتظمت الرسالة العلمية والتربوية لهذه المناهج في مؤسسات عريقة كجامع القرويين بالمغرب، وجامع الزيتونة بتونس، وجامع الأزهر بمصر…فتخرج منها علماء أفذاذ تحملوا الرسالة وانتصبوا لتدريس هذه العلوم في ذات المؤسسات أو في غيرها من المعاهد والجامعات العلمية والتعلمية.
واستجابة لمطلب الضبط الأكاديمي لقنوات التعليم الشرعي تأسست الجامعات المتخصصة في تدريس علوم الشريعة، كما تم اعتماد شعب وأقسام اختصت بالدراسات الشرعية في الكليات المتعددة الاختصاص في العالم العربي والإسلامي.
وهكذا، راكمت مناهج تدريس العلوم الإسلامية بالجامعات تجربة قمينة بالدراسة والتقويم سعيا لبلورة رؤية استشرافية تستفيد من التراكمات السابقة وتحاكي التجارب الجامعية العالمية الناجحة في مجال الدراسات الإسلامية والعلوم الشرعية.
وإذا حق لنا أن نعتز ببعض الإنجازات العلمية والتربوية التي حققتها هذه التجارب، فمن الإنصاف الاعتراف بقصور المناهج الحالية عن تحقيق الجودة المنشودة في خريجي الجامعات.
وإنه لمن المؤسف حقا أن تكون مناهج كليات علوم الشريعة وشعب الدراسات الإسلامية – في واقعنا المعاصر – عاجزة عن تخريج الكفاءات العلمية المتخصصة المستوعبة لكنه هذه العلوم والقادرة على تطويرها حتى تستجيب لحاجات الأمة في هذه العلوم من أصول وفقه وعقيدة وعلوم قرآن وعلوم حديث وعلم مقاصد وفكر إسلامي . إن واقع الحال ينبئ بالقصور في امتلاك خريجي كليات الشريعة وشعب الدراسات الإسلامية للقدرات المنهجية التي لا ينتهض علم بدونها كالقدرة على الفهم والمقارنة والترجيح والتحليل والتركيب…
ويجمع المتخصصون الْيَوْمَ على ضرورة المراجعة الشاملة لهذه المناهج حتى نجعلها قادرة على أداء رسالتها؛ مراجعة من شأنها الإسهام في سد الثغور المعرفية والمنهجية التي تحتاجها الأمة.
ويمكن إجمال مظاهر القصور إلى عوامل أظهرها ضعف الجودة البيداغوجية والتي من أهم صورها:
– غياب رؤية منهجية علمية بيداغوجية مؤطرة في أغلب مسالك الدراسات الإسلامية وكليات علوم الشريعة بالجامعات في العالم العربي والإسلامي؛
– التركيز على البعد المعرفي للعلوم الشرعية وإهمال وظيفيتها ومقاصدها العملية؛
– التركيز على الفروع والجزئيات – وأكثرها تاريخي -على حساب القواعد والمبادئ الكلية الناظمة لها؛
– التركيز على التلقين وغياب الطرق النشطة التي تشرك الطالب في بناء المعارف واكتساب المهارات والقيم؛
– أغلب المقررات هي عبارة عن مداخل للعلوم من خلال مقررات من قبيل: المدخل إلى علوم القرآن، والمدخل إلى علوم الحديث، والمدخل إلى علم العقيدة، والمدخل إلى علم الفقه… وهو خيار منهجي لا يسنح للطالب بالنفاذ لكنه العلوم الإسلامية واستيعاب طبيعتها الابستمولوجية.
– انفصام كثير من المضامين المعرفية عن الواقع؛ إذ ترتبط كثير من محاورها بإشكالات تاريخية بعيدة عن الإشكالات الراهنة التي يتطلبها الواقع ( قضايا علم العقيدة، أو المعاملات المالية …)؛
– رتابة أساليب التقويم واعتمادها على الحفظ والاسترجاع مع غياب تام لقياس المهارات المنهجية في المستويات المعرفية العليا.
– غياب رؤية كلية توحد استراتيجية التكوين من حيث المضامين والمخرجات واستراتيجيات التدريس والتقويم.
وتبعا لذلك يكون البحث العلمي التربوي هو المدخل الأسلم لمراجعة هذه المناهج، باعتباره المؤسس لموضوعية التقويم وسلامة الرؤية الاستشرافية لمستقبل مناهج التخصصات الإسلامية في الجامعة.
وخدمة لهذا المقصد يتشرف “المركز الدولي للدراسات والأبحاث التربوية والعلمية” بشراكة مع مختبر “القيم والمجتمع والتنمية” بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير -جامعة ابن زهر – باستكتاب الباحثين والمتخصصين في المجال، خدمة للعلم وأهله، وأملا في جودة مناهج تدريس علوم الشريعة في ذاتها ومخرجاتها.
كما نعلم الباحثين أن الجهات المشرفة ستعمل على تنظيم ندوة علمية بعد طباعة الكتاب.
المحاور الكبرى:
§ الدراسات الإسلامية وتدريس العلوم الشرعية بالجامعات وضرورة الإصلاح.
§ واقع البحث العلمي في مجال تدريس العلوم الإسلامية بالجامعات العربية والإسلامية.
§ مناهج تدريس العلوم الشرعية بالتعليم العالي بين طبيعتها الابستمولوجية ومقاصدها العملية.
§ التكامل المعرفي بين مسالك الدراسات الإسلامية وباقي مسالك العلوم الإنسانية والاجتماعية
§ واقع مناهج التدريس بتخصصات الدراسات الإسلامية وعلوم الشريعة: دراسات ميدانية
§ دراسة التجارب العالمية في بناء وتقويم مناهج علوم الشريعة في التعليم العالي.
شروط المشاركة:
– أن يندرج البحث ضمن المحاور المعلنة، وألا يكون قد سبق نشره او المشاركة به في ندوة أو ملتقى علمي؛
– أن يعبئ الباحث -داخل الآجال المحددة- استمارة المشاركة التي تضم ملخصا لمشروع البحث يتضمن إشكالية البحث وأهدافه ومحاوره، والمنهج المعتمد؛
– أن يرسل الباحثون الذين تم قبول ملخصاتهم بحوثهم كاملة في الآجال المحددة، وأن تحترم المعايير العلمية؛
– ألا تقل صفحات البحث عن 15 صفحة ولا تزيد عن 30 صفحة بما في ذلك الهوامش والمراجع والملاحق.
مواعيد مهمة:
– آخر موعد لاستلام استمارة المشاركة والملخصات: 31يناير 2017 .
– موعد إعلان قبول الملخصات: 28 فبراير 2017.
– آخر موعد لاستلام البحوث كاملة: 30أبريل 2017.
– موعد إشعار المشاركين المقبولة بحوثهم بعد عملية التحكيم العلمي: 10 يونيو 2017.

استمارة المشاركة

اللجنة العلمية :
– د.الحسن بنعبو (كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير)
– د.أحمد فكير (كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير)
– د.عبد الواحد الجهداني (كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير)
– د.عمر أعميري (كلية الشريعة بآيت ملول)
– د. أحمد صدقي(كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير)
– د.عبد العزيز قابوش(كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير)
– د.عبد الغني الهرادي(كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير)
– د.الحسين الزاهدي(المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بإنزكان أكادير)
– د.عبد الرحمان الماحي(المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بإنزكان أكادير)
– د. محماد رفيع (كلية الآداب ظهر المهراز بفاس)
– د. عبد العظيم صغيري (دار الحديث الحسنية بالرباط)
– د. ربيع حمو (الأكاديمية الجهوية لمراكش آسفي)
– ذ.يونس محسين (الأكاديمية الجهوية للرباط سلا القنيطرة)
– د. مصطفى صادقي ((المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بوجدة)
– د.طارق الفاطمي(الأكاديمية الجهوية لمراكش أسفي)
– د.محمد المسكيني(المركز الجهوي للعيون سمارة)
تنسيق العمل:
– د.الحسن بنعبو
– د.ربيع حمو
للتواصل والاستعلام يرجى الاتصال ب:
– الرقم الهاتفي: 00212662685305/ 00212667019722
– البريد الإلكتروني: [email protected]


نشر منذ

في

,

من طرف

الآراء

  1. الصورة الرمزية لـ لبنى خشة
    لبنى خشة

    أ. لبنى خشة، جامعة الامير عبد القادر للعلوم الاسلامية، الجزائر
    إنّ التكامل المعرفي بين مسالك الدراسات الاسلامية وبين مسالك العلوم الانسانية واللغة العربية خاصة تكامل بيّنٌ لا يمكن فصله، فاللغة العربية تمهد الدرب لبيان مكنونات الدراسات الاسلامية وتوضيح الدلالات البيّنة منها و الخفية، ثم إنّ الدراسات الاسلامية في ضوء التفاسير الحديثة تحتاج إلى وقوف بيّن عند المناهج الحداثية والدراسات اللغوية والربط بينها وبين الدراسات الغربية، والبحث عن الجدر العربي للدراسة الغربية.
    الموضوع أكثر من مميّز سيكون لنا شرف المشاركة

اترك رد