تأويل النص الشكسبيري في الخطاب السينمائي

يناقش كتاب تأويل النص الشكسبيري في الخطاب السينمائي الصادر عن المؤسسة العامة للسينما ضمن سلسلة الفن السابع تصدي السينما العالمية لأفكار وموضوعات وشخصيات المسرحي البريطاني وليم شكسبير ويبحث في الميزة التي جعلت نص شكسبير حاضراً عبر العصور رغم الانقلابات العميقة التي مست بنية الوضع البشري المعرفية والعقلية والنفسية.
ويتساءل صاحب البحث بان جبار خلف هل النص الشكسبيري يكتسب فرادته من كونه نصاً شعرياً وإذا كان الأمر كذلك فما بالنا نحن الناطقين بالعربية نستعذب هذا النص وهو قد فقد صنعة الشعر عبر الترجمة.
ويتحدث الباحث عن ميزة نص شكسبير فيقول : إذا أخرجنا النص الشكسبيري من دائرة الشعر فإنه يتحول باتجاه كونه أدباً درامياً بمعنى أن ما يجعله صالحاً ليس شعرية النص وإنما فن الدراما الذي ينطوي عليه مع ما يمكن أن يبقى في الترجمة من مسحة شعرية أصلية.
ويلفت الباحث إلى ميزات أخرى في النص الشكسبيري حيث يجد أن شكسبير يميل إلى الموضوعات التي تشكل ثوابت الوجود البشري ما لا يمكن أن تندثر طالما بقي إنسان على وجه الأرض وموضوعاته هي عن السلطة والسقوط والشجاعة والغيرة والشك.
وعن هذا النص ووجوده في السينما يشير الباحث إلى أن ما كتبه شكسبير وجد حياته الجديدة عبر الفن السينمائي من خلال تحويل النص من نص مقيد بالمكان المسرحي إلى نص ينطلق عبر شاشة السينما التي هي نافذة العالم وكأنما انتظر النص الشكسبيري اكتشاف السينما كي يأخذ مداه الأرحب.
ويجد الباحث أن الكاميرا أعطت صيغة جديدة للنص عندما دخلت منطقة الشعر الشكسبيري نتيجة قدرتها على الإيحاء والتكثيف والاختزال مستشهداً بفيلم هاملت للورانس أولفييه حيث أدخل تغييرات على مدخل البناء الدرامي للمسرحية ومن ثم طرح هذا التغيير مشكلات هامة تتعلق بالعرض السينمائي والكثير من التفاصيل.
وأتى الكتاب على ذكر المشكلات التي أحاطت بالنص في السينما موضحا أن النص الشكسبيري مكتوب للناس وقد وقع بيد الذين يريدون تحميل النص بما لا يحتمل فخرجوا برؤى وأفكار فلسفية فوق طاقة النص المسرحي وشخصياته.
وقد اعتمد الباحث في الكتاب على إيراد مقاطع من مسرحيات شكسبير بالإضافة إلى تقديم ما تم تطويعه سينمائياً من هذه النصوص وأجري مقارنات بحثية وصل من خلالها إلى نتائج هامة تبين صورة الشخصية والحدث الشكسبيري على شاشة السينما واختلافها في كثير من الأحيان عما قدمه شكسبير على خشبة المسرح.
ويلفت الباحث الى أن التأويل يختلف اختلافاً كبيراً عن الاقتباس لأنه يقوم على التصرف بالمادة الإبداعية وفق آليات منطقية وعليه أيضاً لا يمكن إلغاء النص الأصلي أو تشويهه وإلا فلا يعد العمل تأويلاً.

المصدر


نشر منذ

في

,

من طرف

الآراء

  1. الصورة الرمزية لـ Fady Fareed

    this book was so meanful that was written by a super experienced woman

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: