د. صحرة دحمان: جامعة الجزائر 2
يرتبط كلّ مجتمع- في الغالب – بلغة واحدة تحمل إرثه وثقافته وعاداته وتقاليده. لذلك تمثّل ظاهرة التّفرّد اللغوي Unilingue الوضعية اللسانية الأقرب إلى الطّبيعة البشرية؛ لأنّ الأفراد يمكنهم أن يعبّروا عمّا يجول بخواطرهم بتلك اللّغة؛ ذلك أنّهم لا يحتاجون في واقع الحال إلى أكثر من لغة ليحققوا غرضي التّعبير والتّواصل. غير أنّ الحاجة إلى لغة أخرى قد يرتبط بأسباب مختلفة تختلف من شخص لآخر ومن مجتمع لآخر.
لذلك تتسم مجتمعات كثيرة بوجود ظاهرة التّعدد اللغوي Multilinguisme، بحكم تواجد أكثر من لغة في تلك المجتمعات لأسباب متباينة. وتعدّ الجزائر واحدة من البلدان العربية التي لجأت إلى استعمال اللغة الأجنبية (الفرنسية) في مناهجها وبرامجها الدراسية، بعد استقلالها مباشرة، لنقل المعارف والعلوم.
لذلك ترمي هذه الورقة البحثية التي عنوناها “اللغة الفرنسية في المناهج الدراسية الجزائرية (بين تعليمها والتّعليم بها)”، التّركيز على خيار الجزائر الذي جعل الفرنسية لغة ناقلة للعلوم والمعارف في مراحل التّعليم المختلفة في بداية الاستقلال ثمّ الانتقال إلى خيارات أخرى بعد ذلك، نتجت عنها آثار عديدة سببت مشكلات للمتعلّمين الذين وجدوا أنفسهم مضطرين لاستعمال أكثر من لغة في مسارهم الدّراسي؛ حيث تمثّل اللغة الفرنسية متغيّرا مهما في النّجاح في عدد من التّخصصات العلمية والتّكنولوجية. فضلا عن كونها لغة مسَيْطِرة في مجال الشّغل والعمل.
اترك رد