السير النفسي للحراﭪ الجزائري و نوعية تقمصاته الوالدية … محمد عياش

محمد عياش: أستاذ مساعد متعاقد بقسم العلم النفس جامعة تيبازة

مقدمة
لا احد يشك أن ظاهرة الهجرة السرية في الجزائر أصبحت ظاهرة مقلقة بشكل ملفت للنظر لدرجة أنها أصبحت تشكل مادة إعلامية هامة.
و لا يلومنا احد إذ قلنا بأنها ظاهرة القرن الواحد و العشرين و لسنا نبالغ إذا سمينها كذلك لأنها امتدت إلى جميع الأعمار و مست كلى الجنسين. و انتشرت انتشار وبائي إذ لا تخلو معظم بلديات الوطن من مهاجر غير شرعي ،رغم برامج الدعم و تشغيل الشباب و الأغلفة المالية التي خصصتها الدولة لمحاربة البطالة و لكن وسائل الإعلام الحكومية و الخاصة تطلعنا بأخبار المهاجرين السريين من حين لأخر.
إذن هل هي ردود فعل يائسة لشباب فقد أي إحساس بالمواطنة و لانتماء لوطن ، أم هو نمط حياة توظفه تلك الفئة من الشباب التي تفضل الموت في البحر على المكوث في الوطن مرددين مقولتهم الشهيرة «يأكلني الحوت البحر خير ما يكلني الدود الأرض « .
و الملفت للانتباه هو تلك الفئة التي تم إرجاعها للوطن و تبقى تحاول الهجرة سرا طوال مدة مكوثها في الجزائر حتى أصبح هذا نمط معاشها اليومي الذي أصبح يؤثر على النسق الأسري الذي بات مهدد بالانهيار.
في هذا البحث أخذنا على عاتقنا البحث عن السير النفسي لمجموعة من الشباب هاجرو سرا و ارجع إلى الوطن بعد إلقاء القبض عليه من قبل شرطة الحدود الفرنسية، وهو الآن لزال يحاول العودة إلى المهجر بشتى الطرق و الوسائل.
اتخذنا نظرية تحليل النفسي كمقاربة نفسية و لمعرفة طبيعة السير النفسي الذي يوظفه هؤلاء الشباب في التعاطي مع هذه الظاهرة.
كما أصررنا على معرفة نوعية التقمصات أو التماهيات الوالدية التي تشكلت على ضوئها شخصيتهم ،لأن التقمص هو آلية أو ميكانيزم أساسي في سيرورة بلورة البنية النفسية لأي فرد. فكل إنسان يمر لا محالة بهذا الميكانيزم الحيوي في طفولته لذا ارتأينا أن نبحث عن هل التقمصات تلعب دورا في إصرار هؤلاء الراشدين على العودة إلى الحرﭬــه رغم المخاطر كالموت في أعالي البحر أو السجن أو الوقوع في براثن شبكات التهريب .
وقد تم إجراء هذا البحث في خمسة فصول على الشكل التالي:
خصصنا الفصل الأول للبحث لتسليط الضوء على النظرية التحليلية و كيف تنظر إلى نمو الشخصية و أركان بُنيتها وما هي مبادئ التي تخضع لها وكيف يوظف الشاب طاقته النفسية (الليبيدو Libido).
أما الفصل الثاني فخصصناه للتعريف بأدوات البحث التي كانت من النوع الاسقاطي و التي تكشف لنا طبيعة السير النفسي للشباب، التي نظّر لها علماء علم النفس التحليلي من جامعة باريس 5 و وقع اختيارنا على اختبار الرورشاخ و اختبار تفهم الموضوع.
و رُصد الفصل الثالث للتطرق للتقمصات الوالدية و هي من الآسسات القاعدية في بناء الشخصية .
و الفصل الرابع تناولنا فيه الهجرة السرية أو الحرﭬـه في الجزائر و العالم لأن الظاهرة تتسم بالعالمية : تاريخها ، مراحل تطورها و أشكالها ، كما حاز الجانب الإحصائي قسطا وافرا في هذا الفصل.
ختمنا بالفصل الخامس و هو الجانب الميداني من هذا البحث هدفنا من خلاله لتحليل و عرض النتائج المتعلقة السير النفسي و نوعية التقمصات الوالدية للمفحوصين (الحرﭬـه ) من خلال إنتاجهم الاسقاطي (بروتوكولات الرورشاخ و اختبار تفهم الموضوع) و بالاعتماد على المقابلة العيادية النصف الموجه لما تمنحه لنا من فرصة للحديث مع المفحوص في إطار منظم و مطمئن ، بغية معرفة إذا ما كان لديهم سير نفسي متشابه و تقمصات والدية مماثلة.
سعينا أيضا من خلال هذا الجانب التعرف على كيفية مواجه المهاجر السري للصراعات الداخلية، التي يمكن أن تخلق لديه قلقا و توترا داخليين تدفع به إلى بذل جهد و طاقة من اجل تسوية النزاع و حل الصراع الداخلي حفاظا على استقراره الذاتي ، كيفية مواجهته للضغط النفسي المتعلق بالهومات الأوديبية ذات صيلة بموضوع الحب الأولي .
بالتالي تتجلى لنا معرفة إذا كانت هذه الطاقة الليبيدو المبذولة تهدف للتكيف و لمعالجة الصراع و لحل الإشكالية ثم تقيم الوضعية بشكل منطقي ومقبول يساعد على التوافق و الاتزان بين العالم الداخلي Intrapsychique والعالم الخارجي Extrapsychique. أو يقمع هذا الصراع و يتعمد كبته في أعماق اللاشعور حيث يتراكم و تتزايد ضغوطاته حتى تُقع صاحبها في الاضطراب النفسي.
1- الإشكالية:
إن الهجرة هي حركة الانتقال الأشخاص فرادى أو جماعات من موقع جغرافي إلى أخر بحثا عن الأفضل اجتماعيا، امنيا أو اقتصاديا.
و منذ القديم و الإنسان يرتحل و يهاجر من مكان إلى أخر دون قيد أو عائق. حتى ظهور الثورة الصناعية و ما تبعها من تطور في القوانين المحلية و الدولية حيث فرضت جوازات السفر و تأشيرات التي حدت من حرية تنقل الأشخاص ، على غرار الهجرة في السابق كانت تتم بصورة انسايابة تبعا لأغراض محددة سابقا، واعتماد مبدأ الحدود الذي وضعه الاستعمار لأساب عسكرية أو اقتصادية للفصل بين الدول حد من الهجرة النظامية و بالتالي نشأت هجرة موازية تسمى بالهجرة السرية أو غير الشرعية.
تُعد الهجرة السرية أو الحرﭬـة ظاهرة عالمية موجودة في الولايات المتحدة الأمريكية، الاتحاد الأوربي، دول الخليج و في أمريكا اللاتينية. فرعايا المكسيك و كوبا مثلا يتسللون إلى الولايات المتحدة الأمريكية ورعايا البرازيل و الأرجنتين يتسللون إلى مايوت Mayote أما في أفريقيا فرعايا دول الساحل يتسللون إلى ساحل العاج و إفريقيا الجنوبية و نيجيريا .
لكن الحرﭬــة إلى أوربا اكتسبت طابعا إعلاميا منقطع النظير حيث أصبحت إحدى القضايا المزعجة للدول و المنظمات غير حكومية في حوض البحر الأبيض المتوسط و تحظى باهتمام واسع خلال السنوات الأخيرة.
فرغم تعدد الأسباب المؤدية إلى هذه الظاهرة فلم يُستطاع تحديد حجمها الفعلي نظرا للطبيعة غير الرسمية التي تكتسيها الظاهرة ، و غالبا ما تتفاوت الإحصائيات التي تقدمها الجهات المختلفة لأعداد المهاجرين غير الشرعيين حيث تُقدر منظمة العمل الدولية حجم الهجرة السرية بين 10 و15 % من عدد المهاجرين في العالم و البالغ عددهم حسب التقديرات الأخيرة للأمم المتحدة حوالي 180 مليون شخص، أما في تقرير منظمة الهجرة الدولية فان مؤشر حجم الهجرة السرية في الاتحاد الأوروبي يصل إلى 15 مليون فرد .
و الجدير بالذكر أن هذا النوع من الهجرة ليس حديث العهد فقد كان متواجدا في أوربا في الستينات و كان أصل هؤلاء المهاجرين من أسبانيا و البرتغال و المغرب العربي. بعد انقضاء فترة الستينات من القرن الماضي أصدرت أوربا قوانين تحرم الهجرة السرية إلى أراضيها و تبنت إجراءات قانونية رادعه و ازدادت هذه الإجراءات مع إنشاء فضاء شينغن في جوان 1985 و الذي يسمح لحامل تأشيرة أي دولة من دول الاتحاد الموقعة على الاتفاقية بالمرور على أراضي بقية الدول و ازداد الخناق في عام 1990 بعد توسيع الاتحاد الأوربي و كانت لهذه الإجراءات ردود أفعال عكسية حيث استفحلت هذه الظاهرة بشكل ملفت للانتباه حيث ابتكرت وسائل و طرق جديدة يستخدمها مرشحي الهجرة السرية .
أما في الجزائر أخذت هذه ظاهرة الحرﭬـة أبعاد خطيرة في السنوات الأخيرة حيث بلغت منحنيات مقلقة لدرجة 1500 شاب حاولوا العبور إلى الشاطئ الآخر خلال 2007 و لقد أعلنت السلطات الجزائرية على لسان وزير التضامن السيد جمال ولد عباس أن حراس الشواطئ تمكنوا خلال سنة 2007 من إنقاذ 1568 شابا مرشحا للهجرة السرية .من بينهم 1300 شاب واجهوا خطر الموت الحقيقي كما أوضح السيد الوزير لحصة ” الواجهة ” للإذاعة الوطنية أن هؤلاء الشباب تم إنقاذهم في سواحل وهران و عنابة.
كما ذكر الوزير أن 66 % من الشباب المهاجرين ينطلقون من السواحل الغربية باتجاه الميريا فيما يختار 33% منهم السواحل الشرقية للاتجاه نحو سردينيا بايطاليا.
تذكر إحصائيات القوات البحرية للسنوات الثلاث الأخيرة 2006، و 2007 و 2008 أن 2340 شخصا تم توقيفهم علما أن عدد المهاجرين الغير الشرعيين تضاعف 5 مرات بعد إن كان عددهم لا يتجاوز 335 شخصا عام 2005 .
في ما يخص الخصائص الاجتماعية للحراﭪ فقد أسفرت نتائج دراسة قام بها مركز البحث قي الاقتصاد المطبق CRIAD أن 75% من المهاجرين السريين عزاب و63% يشغلون مناصب عمل و38% يحملون شهادات جامعية و 40% ذوي مستوى التعليم متوسط .
فالإقدام على فكرة الحرقه ليس وليد الصدفة بل هو نتاج سير نفسي فريد من نوعه يُفضي إلى هذا السلوك المليء بالمخاطرة و يعتبر السير النفسي للفرد نتاج للنمو النفسي التدريجي الخاص به الذي يعتمد أساسا على التفاعل بينه وبين المحيط الخارجي .
و سيرورة دينامكية التي تخضع لمبادئ سير الجهاز النفسي، هذا الأخير يُعتبر كل وظيفي دينامكي يسير وفقا لقوانين ضبط خاصة به مثل ما هو حال لكل جسم عضوي وهو بذلك يحاول إن يحتفظ بحالة توازن داخلي والتكيف مع متطلبات الواقع.
فسير النفسي هو ذلك النشاط الذي تبذله و تقوم به أركان الجهاز النفسي من اجل حل الصراع ، وتحقيق التوازن على مستوى هذا الأخير،و خاصة من طرف الأنا الذي يحاول اختيار الآليات دفاعية و ميكانيزمات المناسبة من اجل التوفيق بين المتطلبات الجامحة للهو(خزان الرغبات و الغرائز)،و رقابة الأنا الأعلى و عليه يكون السير النفسي مجموعة أساليب واليات يلجا الأنا لتوظيفها إزاء موقف معين أو وضعية ما ، أي طريقة تفاعل الجهاز النفسي و تعامله مع الوضعيات المختلفة بما فيها المثيرات على السير النفسي الذي يتميز به الحراﭬـه.
كما سعينا أيضا معرفة نوعية التقمصات الوالدية لديهم ، لأن آلية التقمص تساهم في بلورة شخصية الفرد مع نمو السياق التقمصي و تتوقف الصحة النفسية عموما على علاقات الفرد بوالديه أي بمتقمصاته لاسيما مع الأم باعتبارها أول موضوع الحب و الرغبة و كذلك بالأب إذ أن تسوية عقدة أديب لا تكتمل إلا بوجود صورة الأب التي يتم تقمصها لحل الصراعات النفسية و تجاوزها ،خاصة عندما يعاد تنشيطها في مرحلة المراهقة ، وقد يحدث التثبيت في المراحل الأولى للنمو ،الأمر الذي ينقص من قوة التقمصات و في حماية توازن الأنا فمسار السياق التقمصي يحدد مدى تكيف الفرد مع واقعه الداخلي والاجتماعي في سن الرشد.
أما بالنسبة المهاجر السري (للحراﭪ) الذي هو موضوع اهتمامنا في هذا البحث نظرا لظروفه الاجتماعية غير الملائمة و التي لا يستطع جهازه النفسي مجابهتها، و نظرا للتثبيتات في المراحل للنمو الأولى ، و نوعية التقمصات التي أدت إلى تكوين أنا هش ، فان الحراﭪ يحاول الابتعاد عن موضوع الرغبة (احد الوالدين حسب الجنس) بحثا عن ملجأ يغيب فيه الشعور بالذنب فيحاول الهجرة ،غير أن قوة الارتباط العاطفي بالماضي سوف يعيده إلى هذا الموضوع ،فهو يبذل قصارى جهده للبقاء بعيدا ، إلا أن ذلك أمرا يبقى مستحيلا عندما يدفعه الطفل اللاشعوري للرجوع إلى أحضان موضوع الحب.
فالفرد يحتاج إلى علاقة جيدّة مع والديه حتى تتشكل شخصيته السوية، ويتم هذا عن طريق التقمص ، أي إستدخال الفرد للمواضيع الأولية واتخاذها كنموذج في اختياره لموضوع الرغبة وتجدر الإشارة إلى أن موضوع التقمص مرتبط بظاهرة اختيار الموضوع اللبيدي فبعدما كانت الأم موضوع الرغبة في المرحلة الأوديبية لكلا الجنسين .
وبالتالي تظهر لنا أهمية العلاقة الأولى بين الطفل وأبويه لأنه يساعده على تشكيل تقمصات جيدّة حول موضوع الرغبة الذي اختاره.
وباعتبار التقمص يتم في المرحلة الأوديبية ومن خلال علاقة الطفل بوالديه والذي هو أول مظهر للارتباط العاطفي بشخص آخر، فنستطيع طرح التساؤل التالي هل المهاجرين السرين لم يتجاوزو العلاقات مع الموضوع بتقمصات جيدة و بالتالي يتميزون بالتثبيت على مستوى الصراعات القديمة أي ما هي نوعية التقمصات لدى الحراقه لمجموعة بحثنا ؟
وأثناء إعدادنا لهذا البحث تساءلنا حول الخصائص النفسية التي يمكن أن يتشارك فيها أفراد مجموعة بحثنا الحراﭬـه و طرحنا الإشكالية التالية: قد يتميز السير النفسي الحراﭬـه بالهشاشة ؟ و هل هؤلاء الشباب لديهم تثبيتات على مستوى التقمص ؟
2- فرضيات الدراسة:
بناءا على كل ما سبق، فإننا نقترح الفرضيات التالية:
– يتميز السير النفسي لدى المهاجر السري “الحرﭪ” بالهشاشة التي تظهر في اختبار الرورشاخ (Rorschach) و اختبار تفهم الموضوع (T.A.T) من خلال الكف و الفقر في الإنتاج ألإسقاطي.
– تتميز تقمصات الوالدية للحراﭪ بتثبيت على مستوى الصراعات القديمة حيث لم يتجاوزوا العلاقات مع الموضوع و بالتالي هي ذات نوعية مرضية.
3- أسباب اختيار الموضوع:
و من الأسباب التي دعتني إلى اختيار هذا الموضوع هو طبيعة عملي في ميدان تنشيط الشباب و إدماجهم اجتماعيا قرابة 20 سنة و من خلال احتكاكي بهم في السنوات الأخيرة تبين لي رغبتهم الملحة في الهجرة و حلم العيش في الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط مهما كانت الوسيلة و مهما بلغ الثمن.
و من الأسباب الموضوعية التي دفعتني للخوض في هذه الدراسة :
1- قلة الدراسات النفسية المتعلقة بالحراﭬـه.
2- رصد الخصائص النفسية للحراﭪ.
3- الاستفحال الخطير و المقلق لهذه الظاهرة في السنوات الأخيرة .
4-لاكتساب هذه الظاهرة أهمية بالغة في العالم بصفة عامة و الحوض البحر الأبيض خاصة.
4- أهداف الدراســة :
ترجع أهمية هذه الدراسة في كونها تحاول معرفة مدى انتشار الظاهرة وتأثر الشباب بها من خلال:
– التركيز على الجانب النفسي باعتباره عاملا مهما يؤثر في إقبال الشباب على الحرقة.
– التأكد من وجود تقمصات مرضية للمهاجر الغير شرعي من خلال تطبيق الاختبارات الاسقاطية.
– المساهمة بهذه الدراسة في إبراز الواقع النفسي للمهاجر غير شرعي أو الحراﭪ.
– بعض الدراسات للهجرة السرية كانت بتناول قانوني، وفي دراستنا هذه نتناول الظاهرة من منظور التحليل النفسي.
– معرفة الخصائص النفسية للحراﭪ الجزائري.
– يكون هذا البحث أرضية لدراسات مستقبلية
5- أهمية الدراسة :
تعد هذه الدراسة الخاصة بظاهرة الهجرة غير الشرعية “الحراﭬـه “التي يقوم بها شباب شمال إفريقيا و الشباب الجزائري خاصة ، دراسة نفسية تهدف إلى صبر للواقع الداخلي لهذه الفئة التي تأثرت بالعديد من العوامل الاجتماعية و النفسية التي دفعت بهم إلى ارتكاب هذه المخالفة القانونية إذا اعتبرنا دخول أراضي دول أخرى مخالفة يحاسب عليها القانون ، نهيك عن خطر الموت الذي يهددهم في كل الأحوال.
و انعدام دراسات النفسية العلمية في هذا المجال إلى من بعض المقالات و الحوارات التي أجراها بعض أخصائيين في علم الاجتماع في بعض القنوات التلفزيونية بحيث أعطيت لها تأويلات كل حسب تخصصه بيد أن هذه الدراسة تسعى إلى توظيف نظرية التحليل النفسي و في تفسير سلوك هذه الفئة الهائلة من المجتمع وصولا إلى تحقيق الهدف العلمي من معرفة التنظيم العقلي و نوعية التقمصات الوالدية التي تقف وراء لهذه الظاهرة الخطيرة .
و الأهمية الأخرى هو إنجاز مردود علمي يكون خلفية لدراسات مستقبلية و مردود اجتماعي ذو قيمة يحد من الانتحار الجماعي الذي يكبد المجتمع خسائر مادية و نفسية , من خلال الدعوة إلى العناية و الرعاية الجادة لهذه الشريحة في جميع المستويات :الجامعة ، التكوين المهني المتوسطة و الابتدائي و هذا بإبداء الرأي و إعطاء الحلول لمواجهة العوامل المهيأة و المفجرة للقيام بهذه المغامرة التي نسبه نجاحها يكون ضئيلا جدا.
6- تحديد الإجرائي لمتغيرات الدراسة :
6-1- السير النفسي:
هو حسب ن. شرادي (2006) سيرورة دينامية تخضع لمبادئ أساسية في الجهاز النفسي، هدفها تحقيق الانسجام و التوازن الداخلي (حماية الأنا من كل الأخطار التي يمكن أن تهدد أمنه واستقراره و تسبب له ألما)، و هو نتاج عملية نمو طويلة تأخذ بعين الاعتبار الواقع النفسي الداخلي بتفاعلاته مع الواقع المادي الخارجي (إدخال متدرج للتفاعلات بين الشخص و محيطه بكل الشحنات العاطفية التي تتضمنها).
و يختلف هذا التوظيف النفسي من شخص إلى آخر، تبعا لاختلاف التجارب و الخبرات و كيفية توظيفها منذ المراحل الأولى من الحياة .
6-2- الكف: الكف هو أسلوب يوظفه الأنا تجنبا للقيام بوظيفة ما ساعيا لتحاشى صراع أو خطر يهدد استقرار النفسي ككل.
التعريف إجرائي : يظهر الكف في كل من الرائزين الإسقاطيين كما نوضحه فيما يلي:
الكف في اختيار الرورشاخ : (Rorschach)
من خلال :
– قلة عدد الاستجابات
عدم التنوع في الاستجابات .
– طغيان الاستجابات الشكلية السلبية (F-) و وضئالة الاستجاباتBot “أو النباتية “A”
– طغيان لاستجابات الحيوانية – الإنسانية” H ”
– الرفض المطلق لبعض اللوحات .
– ضالة التعبير عن الوجدانات ,لا سيما تجنب الاستجابة نحو اللوحات الملونة.
– الصلابة في التعامل مادة الاختبار .
– ويظهر الكف في رائز تفهم الموضوع (T.A.T) من خلال كثرة أزمنة الكمون ، سيطرة الصمت ،
اختصار السرد القصصي.
– السطحية و الابتذال في بناء القصص .
– عدم التعريف بالشخصيات الواردة في لوحات الاختبار بالإضافة إلى عزل شخصيات السرد القصصي.
– رفض لوحات الاختبار .
– انعدام المرونة في أساليب الارصان .
6-3- مفهوم التقمص:
يعتبر التقمص أو التماهى ( Identification) ميكانيزما دفاعيا أساسيا في تشكل الشخصية ،و هو كما يعرفه ج.لابلانش (J.Laplanche ) ب.ج.بونتاليس (J.B.Pontalis)عبارة عن”عملية نفسية يتمثل الشخص بواسطتها أحد مظاهر أو خصائص أو صفات شخص أخر و يتحول كليا أو جزئيا تبعا أحد لنموذجه .
تفترض آلية التقمص الاشتراك مع شخص و أخر في مميزات معينة ،دون أن يكون هذا الشخص موضوعا لرغبة لبيدية ،عن طريقها يتم الارتباط العاطفي بشخصية الأخر و التشبه بها ،فيتم حل الصراع الاوديبى عبر السياق التقمص ،إذا يكتسب الطفل في المراحل المبكرة للنمو الأنا الأعلى للأب .
6-4- الهجرة غير الشرعية: “الحراﭬـة “- الهجرة السرية هي الانتقال من وطن الأم الى الوطن المهاجر اليه للإقامة فيه بصفة مستمرة بطرق مخالف للقواعد المنظمة للهجرة بين الدول طبقا لأحكام القانون الداخلي و الدولي .
– يستخدم هذا المصطلح للدلالة على مخالفة القوانيين و النظم المعينة بالهجرة و حركة الأفراد بين الدول .
-المفهوم الإجرائي للهجرة غير شرعية.
هو الاتجاه نحو الضفة الشمالية للبحر المتوسط بدون وثائق رسمية عبر قوارب الموت أو بتأشيرات مزورة أو الذهاب بتأشيرة سياحية وبدون رجعة.
7- الدراسات السابقة:
تعتبر الدراسات السابقة من الخطوات المنهجية الهامة حيث تعرف بأنها الحجر الأساسي الذي ترتكز عليه أي دراسة في بداية الأمر كما أنها أساس التحليل الذي تنتهي به كل دراسة.
تكمن الأهمية الكبرى التي تكتسيها الدراسات السابقة هي المساعدة على التحكم في الموضوع وفق الخطوات التي يجب إن يتقيد بها الباحث و الأدوات التي يجب استخدامها وصولا إلى نتائج متحصل عليها.
ويمكن تلخيص أهمية الدراسات السابقة وعلاقتها بموضوع دراستنا في النقاط التالية:
– تكوين خلفية نظرية عن الموضوع.
– لسنا وحدنا من يدرس الموضوع وإنما هناك من كان له السبق و تعرض له و نتائج بحوثهم تضاف إلى رصيدنا عن الموضوع. من جملة الدراسات الرائدة لظاهرة الهجرة السرية في الدراسات العربية جاءت نتيجة الظروف الاجتماعية والاقتصادية و مدى تأّثر هذه الدول بالظاهرة- الجزائر- المغرب- مصر إلا أن الطابع المتشعب الذي تكتسيه هذه الظاهرة دفع مخابر البحث لتقصي أشكالها و خصائصها.
7-1- ففي دراسة (نصر الدين حمودة) (Nesserdine Hammouda 2009) بينت النتائج المتحصل عليها من خلال بحث ميداني على عينة شملت 4429 فرد تتراوح اعمارهم بين 15 و29 سنة حيث كان توزيع العينة حسب الجنس 43.5 % ذكور و 29 % اناث يفضلون الهجرة السرية على المكوث في الوطن للاسباب التالية: من اجل العمل,التكوين,الحياة الافضل .
7-2- وخلصت الدراسة التحليلية التي قامت بها مدرية شرطة الحدود على عينة تتكون من 126 الحراڨة الذين القي القبض عليهم ,وجد ان معدل 70% منهم شباب يتراوح سنهم بين 18 و 30 سنة و70.5% منهم دون عمل اما بالنسبة للمستوى التعليمي فنجد 55.10 %ذوي مستوى تعليمي متوسط و 20.5 %ذوي مستوى تعليمي ابتدائي ومنهم 16.7% مستوى ثانوي و 3.8% مستوى جامعي و 2.6% دون مستوى.اما بالنسبة للحالة المدنية ف 91% منهم عزاب و 7.7% متزوجون .كما نجد 66.7% من يعاني من مشاكل مالية و 33.1 %لا يعاني منها 89.7% منهم لم يسبق وان غادر الوطن و 9% حاولوا المغادرة.اما %56.7 حاولوا المغادرة خلسة على متن البواخر , 14.6 %على متن الزوارق و 4.5 %على متن قوارب الصيد، اما بالنسبة لاسباب السفر فكانت النتائج كالتالي 53.3 %يبحثون عن مستقبل احسن و 32.5 %بغرض العمل 6.5 %بهدف العيش في اوروبا .
7-3- اما النتائج التي وصلت اليها الباحثة ماجدة حسين من معهد التخطيط القومي المصري,من خلال دراسة مست 6000 فرد في 2009، خلصت ان التقليد هو من اهم الاسباب الدافعة للهجرة السرية.و ذلك من خلال انتماء افراد العينة الى محافظة من اقل المحافظات المصرية من حيث معدل الفقر و البطالة الا انها الاكثر طردا للشباب نحو الهجرة السرية، اي 15 %من سكان المحافظة التي يبلغ عدد سكانها 40الف نسمة .
7-4- الدراسة محمد رمضان 2009 هدفت إلى التحقق من أن الاغتراب الاجتماعي الذي يعاني منه الفرد الجزائري في بيئته الأصلية هو العامل الأساسي الذي يدفعه إلى ممارسة سلوك الهجرة السرية. لقد تبين من تطبيق مقياس الاغتراب الذي أعدّه الدكتور ” محمد خضر عبد المختار”، أن أفراد العينة سجلوا أعلى درجة على المقياس في أبعاده النفسية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية بمعامل ارتباط ضعيف اي غير دال احصائيا .
7-5- ساعد رشيد . واقع الهجرة غير شرعية في الجزائرمن منظور الامن النفسي،جامعة محمد خيضر- بسكرة- الجزائر 2012 .خلصت الدراسة الى ان 75% من الحراقة عزاب ، 63% يتولون مناصب شغل معتبرة، 38% حائزين على شهادات جامعية ، الا ان حب المغامرة والانتقال الى الضفة الاخرى يجعلهم يفكرون في العيش بقارة اكثر انفتاحا كما تتيح لهم فرص صقل مواهبهم وكفاءاتهم العلمية وان 40% يملكون مستوى تعليمي متوسط .
8- التعليق على الدراسات
تطرقت هذه الدراسات إلى مدى تأثير الجانب الاقتصادي و الاجتماعي لدفع الشباب إلى الهجرة السرية معتمدتا على الإحصاء الوصفي فقط حيث قدمت معلومات هامة ، الا ان دراسة ماجدة امام حسين تطرقت الى التقليد لكن في مقاربة سوسيولوجية اكثر من نفسية، اما دراسة محمد رمضان تطرقت هي ايضا للإغتراب الإجتماعي لكن دون التعقيب عن الدوافع النفسية التي تقف خلف هذا االإختيار.
و مجمل القول ان جل هذه الدرسات لم تتطرق الى الجانب النفسي الذي يعد بعدا إنسانيا هام في تفسير السلوك الإنساني،لذا ارتأينا في هذه الدراسة التركيز على التنظيم العقلي و نوعية التقمصات الوالدية التي تدفع الشباب و الراشدين الى الهجرة السرية.
يعد التنظيم العقلي للفرد ما نتاجا للنموه النفسي التدريجي ، الذي يعتمد أساسا في ذلك على التفاعلات أي الإستراد و التصدير للمثيرات التي تحدث بينه و بين المحيط الخارجي.
لكل فرد من نوع البشري تنظيمه العقلي الفريد و الذي لا مثيل له، ويرجع هذا لأختلاف التجارب و الخبرات الإنسانية التي يعيشها الفرد و كيف يتعامل معها جهازه النفسي منذ المراحل الأولى للحياة.
إن السير النفسي سيرورة دينامكية تخضع لمبادئي سير الجهاز النفسي ، الذي نظّر لها سيجموند فرويد (Sigmund Freud ) منذ القرن 19 .ان الجهاز النفسي يعتبر نظام وظيفي دينامكي يعمل وفقا لقوانين و مبادئ ضبط خاصة به، مثلما هو الحال في كل عضوية و هو بذلك يحاول أن يحتفظ بحالة من التوازن داخلي و التكيف مع متطلبات الواقع.
8-1- ميــــــدان البحـث:
كان ميدان البحث هو دار الشباب احمد بوثلحة لبلدية مراد ولاية تيبازة و هي مؤسسة عمومية ذات طابع ثقافي تنشيطي وتم اختيرتا لهذه المؤسسة بسب التسهيلات الإدارية و كذلك الموضوع هو من اهتمامات المؤسسة لذا وفرت لنا المساعدات البداغوجية لإجراء هذا البحث حيث أعطي لنا مكتب نستقبل فيه المفحوصين، و بالتالي لم نصادف أية صعوبة في المؤسسة ، بالعكس كانت المؤسسة الشبابية في خدمة البحث و الباحث.
8-2- منهج البحث:
استخدمنا في هذا لبحث المنهج العيادي الذي يقوم على الدراسة المعمقة لحالة فرد سويا كان أو شاذا و هو السعي للوصول إلى داخلية الفرد و فهم هذه الداخلية . و انه يمكن إن يترجم هذا الفهم بعد ذلك إلى معرفته أي الوصول إلى أشياء لها دلالة و معنى .
إذن فالمنهج العيادي أو الإكلينيكي يهتم أساسا بالحالات الفردية بمعنى دراسة الفرد كحالة مستقلة لها ماضيها و حاضرها و تطلعاتها و لا يمكن معرفتها تماما إلا على ضوء التعرف على كل ما يتصل بها فالمنهج العادي يمكننا عن طريق المراقبة من معرفة سلوكات و استجابات الأفراد اتجاه مشكلات معنية ، ثم البحث في هذه الاستجابات و أسبابها ، مما يؤهلها لوضع تفسيرات لها .و بالتالي تقديم التشخيص المناسب ثم نسعى لتصحيح السلوك المضطرب و حل الصراع بين الأسباب التي تدفعني إلى اختبار هذا المنهج طبيعة البحث في الظاهرة محل الدراسة ، فظاهرة الحراﭬـه لها بعد نفسي ديناميكي و المنهج العيادي ، ينظر إلى الشخصية بتصور دينامكي أي سلوك الحراﭪ و ما ينتج عنه من ادعاءات ظاهرة أو مضمرة ماهية الإنتاج لتفاعل أو صراع بين منظومات الشخصية و من بين خصائصه ، انه يتناول الشخصية بنظرة كلية، ينظر إلى الشخصية في بعدها المكاني و الزماني و لقد اخترت هذا المنهج من اجل التعرف على خصائص التوظيف النفسي لكل حالة من مجموعة البحث.
8-3- معايير انتقاء مجموعة البحث:
تتمثل مجموعة البحث من مجموعة راشدين تم اختيارهم بطريقة قصديه وحسب الشروط التالية:
• أن يكون سنه من 35 سنة إلى 40 سنة.
• أن يكون هاجر سرا أو إقامة بطريقة غير شرعية أي Sans papiers.
• أن يكون القي عليه القبض في المهجر وارجع إلى الوطن قصرا.
• وكون المفحوص كان شاغر لمنصب عمل قبل الهجرة السرية .
• أن يكون أفراد مجموعة البحث متزوجين.
• وان يكون لهؤلاء الأفراد الرغبة الجامحة في العودة إلى المهجر بأي وسيلة ومهما كلف الثمن.
لقد حددنا هذه المعايير حتى نتمكن من معرفة التنظيم العقلي و نوعية التقمصات الوالدية للأفراد اللذين تتوفر فيهم هذه الشروط وكذلك الرغبة الشديدة في العودة.
8-4- وصف مجموعة البحث:
تتشكل مجموعة البحث من 5 أفراد راشدين كلهم جربوا الهجرة السرية لعدة سنوات وهم الآن في حالة بحث عن وسيلة للعودة. يبين الجدول التالي الحالة المدنية لكل فرد و كذلك الحالة المدنية مع عدد الأطفال بإضافة إلى المستوى التعليمي و المهنة وكل هذه المتغيرات لم تكبح جماح هؤلاء الأفراد في التفكير و المحاولة في العودة إلى المهجر، وفي نفس الوقت فهي تزيد من قوة فرضيتنا أن هناك سير نفسي يتميز “بالهشاشة” و طغيان العماليات الأولية في سيرهم النفسي مشتركة لدى مجموعة البحث الذي يقف وراء هذه الرغبة.
الحالة
اسم الحالة المدنية السن عدد الأولاد المستوى التعليمي المهنة
عبد القادر متزوج 38 01 متوسط تاجر
محمد متزوج 40 01 متوسط موظف
احمد متزوج 35 01 متوسط تاجر
بن عايشة متزوج 40 01 متوسط تاجر
كمال متزوج 35 01 متوسط موظف
جدول رقم 04: توزيع الأفراد حسب الحالة المدنية, المستوى التعليمي, المهنة, السن, عدد الأولاد:

يتضح من خلال الجدول أن أفراد مجموعة البحث أنهم كلهم مكثوا في فرنسا لمدة تتراوح بين سنة وستة سنوات أي من 2001 إلى 2008 إلى أن الفرد ملياني مكث سنة لكنه كان كل سنة يذهب إلى فرنسا يبقى هناك أكثر من 10 أشهر و بالتالي إذا جمعنا مدة المكوث المتقطعة يتضح من خلال الجدول أن أفراد مجموعة البحث أنهم كلهم مكثوا في فرنسا لمدة تتراوح بين سنة وستة سنوات أي من 2001 إلى 2008 إلى أن الفرد كمال مكث سنة لكنه كان كل سنة يذهب إلى فرنسا يبقى هناك أكثر من 10 أشهر و بالتالي إذا جمعنا مدة المكوث المتقطعة نجدها بين 3 سنوات.
جدول رقم05: توزيع الأفراد حسب مدة المكوث في المهجر.

السنة
الاسم سنة الذهاب سنة الإرجاع
عبد القادر 2004 2011
محمد 2005 2011
احمد 2006 2012
بن عايشة 2008 2009
كمال 2007 2011

4- تقنيات البحث:
كما اشرنا إليه في بداية اعتمدنا في إجراء بحثنا هذا على كل من رائز الرورشاخ (Rorschach) و رائز تفهم الموضوع (T.A.T) إلى جانب المقابلة العيادية نصف الموجهة التي اعتمدنا فيها على دليل المقابلة و الذي يضم مجموعة من الأسئلة و التي اقترحنها لنجمع من خلال الإجابة عنها بعض المعلومات التي تساعدنا في دراسة الحالات نشير إلى انه إثناء التطبيق قمنا أولا بتطبيق اختبار الرورشاخ (Rorschach) ،ثم طبقنا اختبار تفهم الموضوع (T.A.T)، وبعده مباشرة طبقنا المقابلة العيادية.
اعتمدنا هذا الاختيار المنهجي بتقديم الرائزين الإسقاطين قبل المقابلة العيادية حتى نتفادى تأثير المقابلة العيادية على الإنتاج الاسقاطي لأفراد المجموعة .
4-1- اختبار الرورشاخ: Rorschach)):
اختبار الرورشاخ هو واحد من الاختبارات الاسقاطية و الذي يسمح بدراسة الحياة الداخلية للفرد ، و التعرف على شخصيته انطلاقا من الإسقاطات التي يقوم بها الفرد على مادة هذا الاختبار ، كما يساعد اختبار الرورشاخ في التعرف على نمط التوظيف النفسي للفرد و ذلك من خلال التحليل الدقيق لاستجابات الفرد لمادة الاختبار.
4-2- رائز تفهم الموضوع (T.A.T) :
هو اختبار إسقاطي أيضا يساعد مثل الرورشاخ على سبر أغوار و الجوانب متعددة من شخصية الفرد، تساعد على فهم أعمق و أوضح لهذه الشخصية التي يمكن ان تكون سوية أو مرضية ، فالتحليل المعمق لبروتوكولات اختبار تفهم الموضوع أي استجابات الفرد لمادة هذا الاختبار تمكن من وضع تشخيص حول الحالة بعد معرفة خصائصها ، و عليه يمكننا هذا الاختبار من التعرف على نمط السير النفسي المهاجرين السرين ضمن مجموعة البحث ، و لهذا الغرض اعتمدنا على هذين الرائزين الاسقاطيين من اجل صحة الفرضية .
4-3- المقابلــة العياديـة :
المقابلة العيادية هي عادة لقاء بين الفاحص و المفحوص ، تقوم على أساس الحوار و التفاعل و بناء الثقة بين طرفي المقابلة ، من اجل المواجهة الفعالة للمشكل و الحل الموفق للصراع ، و قد تناول العديد من الباحثين مثل كولات شيلون Colette Chiland وكاترين سيسو Catherine Cyssau للمقابلة العيادية بالتعريف ، و كان لكل واحد تعريفه لها و أسسه التي تعتمد عليها و نقدم فيما يلي بعض التعاريف الواردة للمقابلة العيادية .
كما تعرفها كاترين سيسو « هي أسلوب من أساليب جمع البيانات و المعلومات لدراسة الموضوعات المختلفة ، فهي تقوم على أساس المحادثة بين الباحث و المبحوث عن موضوع دراسته، مما يمكنه من التعرف على رأيه و مواقفه ، بهذا تكون المقابلة سلوكا لفظيا و عملية من عمليات التفاعل الاجتماعي حيث تقوم هذه الأداة على الاتصال الشخصي بين الباحث و المبحوث عن طريق طرح بعض الأسئلة في موضوع محدد ،».
و عليه تكون المقابلة العيادية لقاء بين طرفين (فاحص و مفحوص) غايته الحصول على المعلومات لحالة ما بحيث تكون كافية لفهم الحالتها و معاناتها و بالتالي تشخيصها من اجل اختيار العلاج المناسب لحل المشكل ، و نشير إلى إن هناك ثلاثة أنواع من المقابلات .

مناقشة النتائج:
تظهر نتائج مجموعة البحث أن الكف كان سيد الموقف في المقابلة و في اختيار الرورشاخ و رائز تفهم الموضوع ، ففي المقابلة يتجلى الكف في الإجابات المختصرة المحدودة و التي جاءت خالية من أي إضافات أو إثراء مما يعكس تجنب افراد العينة لأي قلق أو توتر داخلي يمكن أن تثيره هذه الأسئلة ، كما جاءت إجاباتهم عامة خالية من أي تحديد أو تفسير ، إضافة إلى التناقض في إجاباته و التي تعكس رغبتهم في التخلص من السؤال بطريقة ما و التحرر من القلق التي تثيره ، ففي كل المقابلات تجنب افراد العينة الحديث عن أي شكل من أشكال الصراع و ذلك لإبقاء القلق الداخلي دفينا و مكبوتا.
و في اختبار الرورشاخ يظهر الكف من خلال تقلص عدد الاستجابات في البروتوكول و قلتها و ضعف الزمن الكلي المخصص لهذه الاستجابات الذي يبرز رغبهم في التخلص السريع من لوحات الاختبار التي يبدو أنها أثارت فيه قلقا داخليا سرعان ما كبتوه عن طريق السرعة و الاختصار إضافة إلى التركيز على النظرة الشاملة للوحات متجنبا الدخول في أجزائها الصغيرة و تفاصيلها الدقيقة ، حتى لا يتسنى للقلق أن يطغى و للصراع أن يبرز و يظهر ، تظهر دفاعات صلبة و رقابة صارمة و شديدة ضد طغيان القلق الداخلي الذي من شانه تهديد استقرار الأنا و الإخلال بتوازنه ،و يظهر ذلك من خلال الصلابة في استعمال المحددات التي جاءت كلها شكلية لتعكس التمسك الشديد بالواقع الخارجي (اللوحات) دون محاولة ربطه بالواقع الداخلي ليكون بذلك تموقع بن عائشة بين العالمين الداخلي و الخارجي في غير محله ، حيث عجز عن الربط بينهما بل تمسك بأحدهما (الخارجي) على حساب الآخر ، ليعكس فقر الحياة الداخلية لبن عائشة و كبته للوجدانات و منعها .
طغيان المحتوى الحيواني بنسبة عالية يعكس رفض بن عائشة لربط علاقات إنسانية مع الآخرين و تخوفه من هذه العلاقات وما قد ينتج عنها، يظهر الكف أيضا من خلال المواظبة و التكرار و تصلب الادراكات رغم تغير المثيرات إذ نلمس ثبات التصورات و تصلبها مما قد يدل على رفض الواقع .
بالنسبة لاختبار تفهم الموضوع يظهر الكف جليا من خلال سيطرة أساليب الكف عبر كامل البروتوكول ،و ظهورها بنسبة عالية مقارنة بالأساليب الأخرى ، يظهر الكف في بروتوكول منير من خلال الصمت الذي طغى على البروتوكول و هذا عبر كل القصص التي كثيرا ما تخللها و سبق بداية كل قصة ، كما يظهر أيضا من خلال رفض بعض اللوحات و عدم التعريف بالشخصيات في لوحات أخرى ، يظهر تجنب منير للصراع من خلال تمسكه بالمحتوى الظاهري للوحات أو بما هو يومي و التأكيد على القيام بالفعل ، و مع سيطرة الكف جاءت الأساليب الأخرى متفاوتة في الظهور حيث كانت الأساليب الأولية قليلة أما بالنسبة لأساليب الرقابة كانت بشكل متوسط نسبيا حيث نجد الاجترار و الوصف المتعلق بالتفاصيل و الرمزية و التعبير عن الصراعات النفسية الداخلية ، هذه الصلابة في ارصان الدفاعات تعكس المقروئية السلبية للبروتوكول التي تدل على سير النفسي الهش لبن عائشة

الاستنتاج العام
إن الجهاز النفسي في إطار بنيته ، متصور كنظام وظيفي دينامكي يستجيب لقوانين تنظيمية مثلما هو الحال بالنسبة لكل جسم عضوي ، أو أي مادة حية هذه الأخيرة تعكس الواقع النفسي الداخلي الذي يتمثل في السير النفسي للفرد.
فالسير تحكمه من جهة أخرى مجموعة من العمليات الأولية الخاضعة لمبدأ اللذة وتجنب الألم والتوتر، بالإشباع الفوري للرغبات دون اكتراث بالقيم والمجتمع، ومن جهة أخرى إلى عدد من العمليات الثانوية فتكون الطاقة على مستواها مربوطة وخاضعة لمبدأ الواقع.
فاللاشعور هو المنطقة الأكثر قربا من المنبع النزوي ، ذو المادة المرفوضة من قبل الشعور التي يحكمها مبدأ اللذة. ومن جهة الموقعية الثانية ينقسم الجهاز النفسي إلى ثلاثة أقسام تتمثل في الهو: وهو خزان الغرائز والرغبات والانا الأعلى ممثل الرقابة والضمير، الخلاق والقيم الاجتماعية. بينما يشكل الأنا : القطب الدفاعي بين متطلبات الهو ونزواته وضغوطات العالم الخارجي بالإضافة إلى متطلبات الأنا وهو بالتالي الركن المسؤول والمكلف بضمان حفظ التوازن النفسي للفرد ضد الأخطار ، الداخلية والخارجية وهذا بتوظيفه لمجموعة من الدفاعات لإيجاد صيغ تسوية ملائمة.
حيث تختلف الآليات الدفاعية باختلاف الإصابات والخطر المهدد ، فقد يكون هذا الاستعمال للدفاعات فعال فيسترجع الفرد بذلك توازنه كما قد يكون مفرطا باثولوجيا، فيصل هذا الأخير إلى هشاشة الشخصية والتدهور بكاملها.
وعليه فان للسير النفسي مظاهر خاصة حسب الإصابة ووضعية الفرد، فينعكس ذلك تماما من خلال تعامل الجهاز النفسي مع هذه المادة.
وهذا الذي توصلنا إليه من خلال دراستنا للحالات الخمس لنكون بذلك قد وفقنا في تبيان هذه الهشاشة النفسية للانا حينما تم وضع كل مفحوص على حدى إمام هذه المادة التي تثير مختلف التداعيات للوحات والإشكاليات التي تعالجها وطريقة تعامل المفحوصين معها.
ـ كما تبين لن أيضا وجود التثبيتات مرضية لدى المفحوصين التي ترجمت بدورها نوعية التقمصات و التماهيات المرضية التي يتصف بها كل فحوص ، بحث تلعب هذه التقمصات و هشاشة السير النفسي دورا جوهريا في محاولتهم الهجرة كل مرة و ليس لديهم أي مشاريع مستقبلية إلا الهجرة و لو كانت غير شرعية.
و بالتالي و صلنا إلى التحقق من الفرضيات المطروحة في بحثنا هذا.
ـ وعليه فما نلاحظه في البروتوكولين ودليل المقابلة مع المفحوصين هو الإنتاجية الفقيرة والضعيفة، كما جاءت في أوقات قصيرة جدا وان هذه الإجابات متصلبة نوعا ما.
ـ كما ظهر جليا الاختزال في النسج القصصي من اجل تجنب القلق والتوتر الداخلي الذي نثيره مادة الاختبار مع بروز الكف الذي كان يرمي المفحوصين من خلاله، تجنب الصراع الذي تثيره اللوحات.
ـ عدم تطرق المفحوصين إلى التعريف بالشخصيات، إلا انه يوجد ربط فيما بينهم.
ـ إن الرفض لبعض اللوحات سواء من اختبار رورشاخ أو رائز تفهم الموضوع ، دليل على رفض التعامل مع مثل هذه الإشكاليات من هذا النوع ، فهو بمثابة هروب من مواجهة الصراع.
ـ كما سجلنا التركيز على وصفهم البسيط للوحات ، وعدم التطرق إلى الاستثارة الكامنة التي يفترض إن يتناولها المفحوصين ، حتى يتمكنوا من بلورة الصراع وبالتالي تجنب تناول الإشكالية مع عدم توضيح أسباب الصراع ، واللجوء إلى الاختزال والاختصار خوفا من الاستدعاءات الخطيرة بالنسبة للانا والتي تثيرها هذه اللوحات.
ـ وهكذا نستنتج من كل ما سبق أن نوعية التقمصات لدى الشخص في المراحل الأولى من حياته ، تحدد مدى تكيفه أو عدم تكيفه مع واقعه الداخلي والخارجي الموضوعي لاحقا.
كما يعتبر التقمص من الميكانزمات الأساسية لتشكل الشخصية ، فبفضله يتحرر الفرد من مواضيعه البدائية واستبدالها بأخرى خارجية ، الأمر الذي يسمح له القيام بالحداد بعيدا عن الشعور بالذنب ، والذي قد يدفع ببعض الأفراد إلى محاولة الهروب من استثماراتهم الليبدية دون نجاح السياق التقمصي في وضع حد للصراع الداخلي ، مما يدفع الأنا الثمن الباهض عندما يحاول معايشة تجربة جديدة كالهجرة دون تحمل غياب موضوع الحب.
وعليه فإننا نتقبل فرضيات بحثنا ونقول:
– نعم يتميز السير النفسي للحراﭪ بالهشاشة و يظهر هذا من خللا الكف و الرقابة الزائدة و يتصف أيضا بالفقر في الإنتاج الإسقاطي و نوعية السلبية للإرصان في اختبار الرورشاخ ورائز تفهم الموضوع .
– نعم تتميز تقمصات الحراﭪ بتثبيت على مستوى الصراعات القديمة بحيث لم يتجاوزوا العلاقات مع الموضوع، أي لديهم تقمصات مرضية.

الخلاصة
تناولنا في الجانب النظري من هذا البحث السير النفسي كما تنظر إليه المدرسة التحليلية و التي تتناوله من وجهتي نظر اساسيتن هما وجهة النظر الاقتصادية ووجهة النظر الدينامية ، فوجهة النظر الاقتصادية تدرج السير النفسي وفق العمليات الأولية و الثانوية ، العمليات الأولية تنشط على مستوى الهو أو اللاشعور و هي خاضعة لمبدأ اللذة حيث السعي إلى التحقيق الآني للرغبات دونما اكتراث بالمنطق و لا القيم ، بينما تنشط العمليات الثانوية على مستوى ما قبل الشعور و الشعور و تكتسب خلال مراحل النمو و الحياة ، و هي خاضعة لمبدأ الواقع الذي يراعي العالم الموضوعي الخارجي .
إضافة إلى مبدأ اللذة الذي يبحث عن تحقيق الرغبات و النزوات بأي ثمن ، و مبدأ الواقع الذي يحاول تعديل مبدأ اللذة و تحقيق رغباته في حدود ما يفرضه الواقع الخارجي الموضوعي نجد أيضا مبدأ الثبات الذي يحاول الإبقاء على درجة توتر ثابتة و تجنب كل ما يزيد منها . التكرار حيث يعيد لا شعوريا خبرات ماضية، يحييها لتعاش و كأنها حاضرة.
بينما تعتبر وجهة النظر الموقعية التنظيم العقلي نشاطا ديناميا تتفاعل فيه أركان الجهاز النفسي و التي تعتبر حسب الموقعية الأولى الشعور ، ما قبل الشعور و اللاشعور الذي يضم الميول و الرغبات و الغرائز التي تبحث عن التفريغ ، و ما قبل الشعور الذي تعتبر مادته وسطية فهي لا شعورية و أن اختلفت عن اللاشعور ، إذ بإمكانها أن تصبح شعورية بجهد قليل ، أما الشعور فهو مقر التفكير المنطقي ، و رقابة نزوات اللاشعور ، أما حسب الموقعية الثانية فاركان الجهاز النفسي تتمثل في : الهو، الأنا، و الأنا الأعلى حيث يعتبر الهو خزان الغرائز و الرغبات متجاهلا الأخلاق و القيم التي يتبناها الأنا الأعلى و يتمسك بها و يحاول الحفاظ عليها و تحقيقها ضد رغبات الهو، أما الأنا فهو يعمل جاهدا من اجل خلق و تحقيق التوازن بين المتطلبات الجامحة للهو و الرقابة الشديدة للانا الأعلى ، و هو بذلك يحاول إشباع نزوات و متطلبات الهو مراعيا في ذلك العالم الموضوعي الخارجي و الوقع الاجتماعي (الذي يمثله الأنا الأعلى) و الأنا من خلال بحثه عن التوازن بين أركان الجهاز النفسي يوظف آليات دفاعية متعددة و مختلفة من حالة لأخرى و من فرد لأخر ، فكل فرد يختار الآليات الدفاعية المتناسبة مع إمكانياته النفسية و حالته يضأ ، و ذلك لخفض التوترات الداخلية ، أو لحل الصراع و لما كانت غاية هذا البحث التعرف على نمط التنظيم العقلي .
وسلطنا الضوء الإسقاط و الاختبارات الإسقاطية التي تتقصى أغوار النفس البشرية و هما الرورشاخ و اختبار تفهم الموضوع اللذان يكشفان كل من الآليات الدفاعية التي يوظفها الفرد و نمط تنظيمه العقلي في التعامل مع المثيرات الخارجية و الداخلية.
و تطرقنا بتفصيل إلى التقمص كآلية ينتهجها الفرد في إستدخال بعض سمات الأخر كالأب أو الأمم أو البديل و يجعلها جزء منه حيث تنمو شخصيتهم وفق ذلك التقمص.
و أعطينا للمتغير الثالث الهجرة السرية حقها بتعرض إليها كظاهرة عالمية و جزائرية بخصوصيتها، معرجين عن تاريخ هذه الظاهرة في الجزائر مدعمين بحثنا ببعض الإحصائيات و التي كانت شحيحة بسب حساسية الظاهرة.

المراجع:
1- أحمد عبد العزيز الأصفر،الهجرة غير المشروع الانتشار والإشكال والأساليب المتبعة ،جامعة نايف، بدون طبعة، الرياض،2010.
2- ماجدة إمام حسين، سياسات التنمية البشرية كمدخل للحد من الهجرة غير الشرعية”، المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، القاهرة، 2008.
3- محمد رمضان، الهجرة السرية في المجتمع الجزائري الاجتماعي مجلة العلوم الإنسانية العدد43، الجزائر، 2009.
4- مهدي بن شريف، الهجرة السرية في الجزائر”مجلة الشرطة، العدد 88، 2008.
5- محمد محمود السرياني،هجرة قوارب الموت عبر البحر المتوسط بين الجنوب و الشمال ،جامعة نايف،بدون طبعة ، الرياض، 2010.
6-نادية شرادي ، التنظيم العقلي و التكيف المدرسي عند تلاميذ السنة الثالثة ثانوي (دراسة مقارنة بين الذكور و الإناث عن طريق الأحلام و الإنتاج الاسقاطي)، رسالة ماجستير في علم النفس الاجتماعي ، جامعة الجزائر،1997.
7- سعدي بزيان، دور الطبقة العاملة الجزائرية في المهجر في ثورة نوفمبر 54،الهومة، الجزائر،1986.
8- ساعد رشيد،واقع الهجرة غير الشعرية في الجزائر من المنظور الأمني الإنساني،جامعة بسكرة،2012.
9- فيصل عباس، التحليل النفسي والاتجاهات الفرويدية المقاربة العيادية ،لبنان,دار الفكر العربي، 1996.

10-Collette (C.), L’entretien clinique, PUF, 3eme édition, Paris, 1998.
11-Catherine (C.), Entretien en clinique, Press édition, Paris, 1998.
12- GERM, L’annuaire de la méditerranée, Publisud, Maroc ,1996.
13- GERM, L’annuaire de la méditerranée, Publisud, Maroc, 1997.
14- GERM, L’annuaire de la méditerranée, Publisud, Maroc, 1998.
15- Hammouda (N.), Le désir de migration chez les jeunes algériens
16- Laplanche (J.) et Pontalis (B), Vocabulaire de la psychanalyse, PUF ,10éme édition, Paris, 1990.
17- Jeammet (PH.), Reynaud et Consollis(S.), Psychologie médical, Paris, Masson, 1ère édition, 1980.
18- Sillamy (N), Larousse Dictionnaire de psychologie, Paris, 1996.
19-Hammouda (N), Le désir de migration chez les jeunes algériens, E.U.I, Italie, 2008.


نشر منذ

في

من طرف

الآراء

  1. الصورة الرمزية لـ سايل حدة وحيدة من جامعة الجزائر 2
    سايل حدة وحيدة من جامعة الجزائر 2

    أعتقد أن ظاهرة “الحرقة” ترتبط بالعوامل الاخرى الاجتماعية والاقتصادية وذلك مهما كان التنظيم العقلي للفرد، ينبغي معالجة المسألة بطرق أخرى، توقعات الافراد في محاولاتهم هذه لتحسين حياتهم حسب ما يطمحون اليه، ظروفهم المادية، مستواهم التعليمي، ظروفهم المهنية، كلها عوامل تحدد الظاهرة بغض النظر عن التنظيم العقلي، بينت لنا التجربة الميدانية أن الانسان يتعرض لكل الظواهر فهي مسألة نسبية، نجد المنحرفين والمجرمين في غالبيهم سيكوباتيين ولكن هذا لا يمنع بعض الأفراد “العاديين” من ارتكاب الجرائم، كما أن كل أنواع الشخصية قد تتعرض للمرض، المهم في كل هذا هو التفكير في طرق لمساعدة الناس الذين هم في حاجة للمساعدة والتفكير والتريث وأخذ القرار المناسب والحفاظ على التكيف وعلى الذات مهما كانت شخصيتهم.
    أقول أن الاهتمام بالتنظيم العقلي قد يحدّد من تدخل الاخصايين لمساعدة الغير أو دمجهم في برامج التربية الصحية والالتزام والتقبل.
    الأستاذة سايل وحيدة
    جامعة الجزائر2

  2. الصورة الرمزية لـ سايل حدة وحيدة من جامعة الجزائر 2
    سايل حدة وحيدة من جامعة الجزائر 2

    أعتقد أن ظاهرة “الحرقة” ترتبط بالعوامل الاخرى الاجتماعية والاقتصادية وذلك مهما كان التنظيم العقلي للفرد، ينبغي معالجة المسألة بطرق أخرى، توقعات الافراد في محاولاتهم هذه لتحسين حياتهم حسب ما يطمحون اليه، ظروفهم المادية، مستواهم التعليمي، ظروفهم المهنية، كلها عوامل تحدد الظاهرة بغض النظر عن التنظيم العقلي، بينت لنا التجربة الميدانية أن الانسان يتعرض لكل الظواهر فهي مسألة نسبية، نجد المنحرفين والمجرمين في غالبيهم سيكوباتيين ولكن هذا لا يمنع بعض الأفراد “العاديين” من ارتكاب الجرائم، كما أن كل أنواع الشخصية قد تتعرض للمرض، المهم في كل هذا هو التفكير في طرق لمساعدة الناس الذين هم في حاجة للمساعدة والتفكير والتريث وأخذ القرار المناسب والحفاظ على التكيف وعلى الذات مهما كانت شخصيتهم.
    أقول أن الاهتمام بالتنظيم العقلي قد يحدّد من تدخل الاخصايين لمساعدة الغير أو دمجهم في برامج التربية الصحية والالتزام والتقبل.
    الأستاذة سايل وحيدة
    جامعة الجزائر2

اترك رد