عجبي من يقظة أهل الباطل واجتماعهم عليه … سالم خليفة بحر

سالم خليفة بحر: باحث في الشريعة الاسلامية والقانون المقارن – فرنسا

قول إذا سمعته تظن أنه قول ليس ببعيد عن سراج النبوة٫ وهو كذلك! أنطق الله به الشيخ المجاهد مصطفى السباعي٫ هو من هو فمن لا يعرف السباعي فلن يعرف إلا لعق الأواني٫ فأمثاله وهم قلة في الأمة ولكن لهم من الأثر ما لا يخفى٫ وددت أن يجود علينا زماننا (بأردى) ما عنده في ما يساوي وزن هؤلاء الرجال٫ وهيهات ,وأنى لنا ذلك؟ ونحن مفرقون؟!
فهل اليوم يكفي العجب من أجمتاع أهل الباطل علي باطلهم واجتماعهم عليه بل أشد من هذا وأكثر٫ فإن اليوم يقتل أهل الحق بحقهم٫ وبما زين لهم أهل الباطل من الأهواء التي شتتهم يتيهون في الأرض٫ في أرض التيه والنسيان٫ حتي أنك ترى من يحارب الحق متحد قلباً وقالباً مع عدوه قبل صديقه٫ لا لشئ إلا لطمس الحق٫ حتى أن كثير من أهل الحق ميعوا الدين والدنيا٫ بحجة اليسر من ناحية٫فما تركوا شيئاً من ربقة الإسلام٫ وبين من تشدد حتي ضيقوا على أنفسهم قبل أن ينفروا خصومهم ليكونوا سيفاً مسلولاً علي الأمة بيد عدوه وهم من جلدتها٫ قبل أن يكونوا شوكة في حلق من نفرهم بحجة المخالفة ومجانبة الصواب٫وأنهم أهل حق إذا كان كما قال سبحانه ( وأن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين أفي قلوبهم مرض أم أرتابوا٬٬٬) ولكنهم قالوا ذلك لأنهم( أم يخافوا أن يحيف الله عليهم ورسوله؟!! الآية)
فهل لهؤلاء شئ من العقل أن ينتبهوا كيف يصطف عليهم العدو الذي يمنح جزء منهم المال الذي يحرص عليه حتي لا يفقده من أجل ملذاته٫ وهو أشبه بالذي يحمل قِربة مثقوبة؟!
وثم ليس بغريب أن نجد أمثال هؤلاء٫ إذا وجدنا في كلام محمد صلى الله عليه وسلم ما يؤكد ذلك ففي قوله لمن شك عدل قسمة النبي في الغنائم حق وبيان ٬٬٬ فقد قال صلى الله عليه وسلم بعد أن قال له: ومن يعدل إن لم أعدل أنا؟ ثم قال : إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا ، قَوْمٌ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ رَطْبًا ، لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ ، كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ) الحديث
فهولاء القوم هم اليوم هم من يتحكم في الأمة ويبيعونها بثمن بخس٫ حتي من ورائهم جُعلت المساجد مراقصاً عياذاً بالله ٫ كما قال الشاعر:
حتي المساجد تبكي وهي جامدة <<< حتي المنابر تبكي وهي عيدان
إن الحديث عن مسألة إيجاد آلية تخرج الأمة من نفقها المظلم أصبحت مشكلة ملحة وقائمة ومتجددة ومستمرة ومتطورة مادام أن الرجال نائمون٫ ولا ينفع أن الكثير من الناس اليوم يشعر بما يشعر به الآخر من الحسرة والندامة لما فيه الأمة٫ وليس هذا إلا بسسبب اجتماع أهل الباطل على باطلهم وغفلة أهل الحق وتشتت أهوائهم فيه
ولعل من الشتات البائن الذي لا يخفى كلمة المسلمين في بلاد الغرب فهم شتات في أرض شتات لا يملكون إلا التنازع في ما بينهم وقل أن يصلح الحال وهم كذلك٫ والعجيب أن كل من تحدثه منهم تجده عالماً في الديمقراطية ٫ ويسب ما عليه بلادنا من سوء الإدارة وفقدان الحكم الرشيد٫ ثم أن نصبوه المسلمين أميناً على أموالهم أو أبنائهم ثم بدا لهم عدم أهليته على عكس ما قدروا وتأملوا بداية تجده يقاتل قتال الشجعان من أجل مكانه ومنصبه٫ وفي المقابل إذا فتحت له الحوار عن حال بلادنا يسخر منها ومن أهل بجملتها٫ وما ذاك بغريب إذ كان هو وأمثاله جروا البلاء للأمة بحجة التطوير والانفتاح٫ وهو فاقد له رغم أن يتمرغ فيه ليل نهار ٫ ولا يستمتع ممن ما ولي من أمر المسلمين في بلاد الغرب إلا بما يستمتع به من آتاه الله الملك٫ ثم إن نهيته عن الخوض في ذلك فيبرر الأمر بأنك تخدر للأمة٫ ولا تريده أن تستفيق٫ وهو أول من مد المعول لمن يهدم صرح الأمة٬ ولكن إذا ما أنزلقت الأمة في تيهٍ لا يعلم منتهاه إلا علام الغيوب فإنه يلجأ إلي نظرية النعام بأن يدس رأسه في التراب٫ ويتأمل بل ويوقن أن أحرار الأمة من خذلهم في عقر دارهم لن يخذلوه بتركه للعدو كما هو فعل وسبق٫
فهل يفقه هؤلاء كيف أنهم مخدعون من طرف خفي؟ ٫ ولكن الإشكال إذا ما حدثتهم سلقوك بألسنة حداد٫ أشحة علي الخير ٫وعلى جلب الخير للأمة التي أستفادوا من ورائها فتات العدو على حساب القريب الصديق.
وللحديث بقية ..


نشر منذ

في

من طرف

الكلمات المفاتيح:

الآراء

اترك رد