الدرس الافتتاحي لربيع العلوم الاجتماعية

اِنطلقت اليوم السبت 26 مارس 2022 بإفران أشغال الدورة الثانية لربيع العلوم الاجتماعية بمشاركة نخبة من الباحثين والجامعيين. ويشارك عشرات الباحثين من مختلف المؤسسات الجامعية الوطنية في فعاليات هذه التظاهرة العلمية المنظمة، على مدى يومين، من طرف كلية الآداب والعلوم الإنسانية (جامعة محمد الخامس الرباط)، وكلية الإنسانيات والعلوم الاجتماعية (جامعة الأخوين إفران)، ومجلس الجالية المغربية بالخارج. وتتضمن فعاليات هذا اللقاء ورشات تفكير وندوات علمية وحفلات توقيع وتكريم.
وخلال الدرس الافتتاحي الذي انطلق مع الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا من نفس اليوم، ألقاه الأستاذ الدكتور: المختار غامبو، في موضوع: “كيف استطاعت الجالية تحويل وضعية التهميش إلى قيم التعددية؟”، أكد الأستاذ على كيفية تحول التعددية الثقافية في بلاد المهجر إلى قيم كونية لها أبعادها التضامنية والاجتماعية، وفي هذا الصدد أشاد الدكتور بالمجهودات الكبيرة التي تبذلها المملكة المغربية في الاهتمام بقضايا المهاجرين في بلاد المهجر. وقد أضاف السيد المختار غامبو أنه أثناء الحديث عن الهجرة نتحول إلى خطاب مؤسساتي يحتاج إلى إقناع خاصة في أمريكا ودول أوروبا حول النموذج المغربي.
كما أشاد الدكتور المختار غامبو بالدور الكبير الذي يلعبه المهاجرون على مستويات عدة منها الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والثقافي. وبهذا وجب إعادة النظر في النظرة إلى المهاجرين في بلاد المهجر، لأن الهجرة فرضت نفسها بقوة وأصبحت تدرس في الجامعات والمعاهد الكبرى بالمغرب وخارجه، لأنه في نظره، أصبح المهاجرون يساعدوننا في تفكيك خطاب الاستشراق، وبالتالي لابد من النظر إلى المهاجرين كفاعلين، إذ أن المهاجر في الدراسات يوفر آليات تفكيك وتحليل الخطاب الغربي حول التعددية الثقافية.
وفي سياق حديثه عن تجاوز النظرة الغربية التقزيمية للمهاجرين، دعا السيد المختار غامبو إلى ضرورة تجاوز المفاهيم الكلاسيكية التي تحيل وتعبر عن الهجرة والمهاجرين المغاربة خاصة، وقدم الدكتور نماذج حية حول المهاجرين المغاربيين الذي عملوا على تقديم نموذج حي لقيم وأخلاق التسامح والتضامن والحوار بين ثقافة الأنا وثقافة الآخر، مثل ما أنجزه مصطفى الزموري، إذ اعتبره نموذجا أصليا للمغامرة، لأنه اهتم بالسكان الأمريكيين الأصليين على عكس مرافقيه الإسبان، وبذلك لعب دور الوسيط والدبلوماسي بين الأمريكيين والإسبان، هذا المغربي، في نظر السيد غامبو لم يأتي للغزو بل فرض خطاب السلم والتعايش في المجتمع الأمريكي. والأمثلة كثيرة مثل محمد حسن الوزان الذي يعتبر أول من استعمل كلمة إفريقيا وأعطى لها مشروعيتها الجغرافية والمضمونية برؤية تأصيلية.
وقد أكد السيد غامبو في نهاية درسه الافتتاحي على ما يلي :
­ الهجرة تحرر الدول من المركزية الغربية.
­ الهجرة تفكك الخطاب القدحي حول المهاجرين.
­ الهجرة تؤكد على قيم التضامن والاقتصاد التضامني
­ الهجرة خلقت نوعا من العدالة المجالية.
­ ضرورة التفكير في موضوع الهجرة في إطار حتمية التاريخ.


نشر منذ

في

,

من طرف

الآراء

اترك رد