الندوة الدولية: ديداكتيك اللغات (العربية، والأمازيغية، والفرنسية) بين التكامل والتخصص.

الإشكالية، الأهداف، المحاور والضوابط:
ليست اللغة أداة تواصل وتورية، فحسب، بل إنها أيضا، ترميز للعالم ومفهمة له وتعبير عن رؤية الفرد للوجود وعن آماله وآلامه وطموحاته ومخاوفه. إن اللغة تغلف وجودنا اليومي ، وتشكل الذات وتتشكل بها وتعبر عنها وعن حاجاتها بما في ذلك حاجتها إلى التواصل مع الآخر. ولعل هذه الشمولية جعلت اللغة موضوع دراسات فلسفية ولغوية وسياسية و أنتربولوجية وغيرها، وجعلت الحديث عن ديداكتيك اللغات حديثا تتقاسمه تخصصات علمية متعددة وتغذيه روافد معرفية مختلفة، لكن هذه الشمولية وهذا التكامل لا يتم الالتفات إليهما إلا نادرا. والدليل على ذلك أن ديداكتيك اللغات في المدرسة المغربية -و لأسباب ثقافية وسياسية واقتصادية- يقيم حدودا يصعب تجاوزها بين الممارسين على وجه الخصوص؛ فيكتفي كل واحد بما وصلت إليه أبحاث اللغة التي يدرسها دون الالتفات إلى ما يقع بجواره، كما أن الحديث عن ديداكتيك لغة معينة لا يستحضر إلا على سبيل الإشارة الخاطفة تعدد الروافد المعرفية لتدريس اللغات ومكوناتها.

إن هذه النظرة التجزيئية المغرقة في التخصص تتغافل الإطار المعرفي اليوم (المقلاد أو البراديغم) الموسوم بالدعوة إلى تكامل التخصصات وتجاوز النظرة التجزيئية التي بينت فشلها في القدرة على الإلمام بالمواضيع المدروسة والوصول إلى خلاصات وافية.

وإذا كانت الندوة لاتضع بين أهدافها الحديث عن الأبعاد النفسية والوجدانية والسياسية والاقتصادية باعتبارها خيارات أو محددات لما بعدها، فإنها تسعى إلى الإفادة من روافد معرفية متعددة لتعليم اللغة وتعلمها ، و الإفادة ،أيضا ، من خلاصات مباحث لغة ما في تدريس لغة أخرى مع الاحتفاظ لكل لغة بخصوصيتها. ذلك أن ديداكتيك اللغات يتأسس على مشترك بين لغوي يعزى إلى اللغة باعتبارها ظاهرة إنسانية مشتركة ، وعلى تفرد خاص بكل لغة في علاقتها المخصوصة بجماعة لغوية معينة. في هذا السياق – نقصد السياق المعرفي الكوني وواقع ديداكتيك اللغات في المدرسة – تأتي هذه الندوة الدولية التي ينظمها مختبر الدراسات والأبحاث في التربية والديداكتيك والتدبير بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة درعة تافيلالت قصد الإسهام في بيان التكامل المعرفي بين ديدكيتك اللغات( استحضار المشترك) والوقوف على الروافد المعرفية المشكلة لديداكتيك بعض مكونات منهاج اللغات ( يقوم درس النصوص على سبيل المثال على توظيف اللسانيات ، والمناهج النقدية ، وعلم النفس…)، هذا بالإضافة إلى الإفادة من معرفة لغة في تدريس لغة أخرى، و في تدبير التعدد اللغوي ( هل يمكن لأستاذ اللغة الفرنسية على سبيل المثال تدريس مهارة التعبير الشفوي دون معرفة الخصائص الصواتية للغة الأم للطفل وتوظيفها في تقويم النطق ؟)

مكان الإنعقاد
المغرب – الرشيدية

موعد انعقاد الفعالية
17 – 18 مايو، 2023

آخر أجل تقديم الملخصات
31 مارس، 2023

آخر أجل إرسال الأبحاث
30 أبريل، 2023

الهاتف
/212666589860/ 212667598223 /212661120263

تعريف الجهة المنظمة:
المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالرشيدية. المغرب


نشر منذ

في

,

من طرف

الآراء

اترك رد