ندوة علمية: من قضايا تحليل الخطاب

تنظم كلية الآداب والعلوم الإنسانيّة بصفاقس (تونس) ندوة علميةفي موضوع: من قضايا تحليل الخطاب، من: 5/ 12 / 2013 إلى 7/ 12 / 2013.

تقديم:
ينطوي الترابط المتين بين اللغة والإبلاغ على ضمنيّات مختلفة أهمّها رسوخُ تحليلِ الخطابِ بغيةَ فهمه في تجربة الإنسان اليوميّة. فهو شائع بين الأفراد يمارسونه بصورة تلقائيّة. وذلك نابع من دخول السلوك اللغويّ في منظومة استعداداتهم الذاتيّة المؤمّنة للتفاعل مع المحيط والفعل فيه. ويستفاد من ذلك أنّ تحليل الخطاب، بما هو فعل تلقائيّ مطّرد، يمثّل واقعة موضوعيّة بسيطة متجانسة الأبعاد وقابلة للعزل والتشخيص. ولكن هل التحليل نشاط آليّ مضمون النتائج بمجرّد أن يتوخّى المحلّل فكّ السنن، أم هو مسار مفتوح تتداخل فيه معطيات متنوّعة المشارب منها اللغويّ والنفسيّ والاجتماعيّ والثقافيّ والأنتروبولوجيّ والمنطقيّ؟ وهل للخطاب مفهوم نمطيّ يضمن التماثل بين سائر سبل تحقّقه وأنواعه؟ أم هو في الإنجاز أنواع متفاوتة لكلّ واحد منها خطط خاصّة في البناء وسبل مخصوصة في التحليل والتأويل؟
الواضح أنّ تحليل الخطاب، بخلاف ما تقدّم، ظاهرة متشعّبة ومعقّدة، إذ يسم مقوّماته تنافر في مُتَصَوَّرَي “التحليل” و”الخطاب” معا. غير أنّ التشعّب والتنافر لا يختزلان كلّ الصعوبات التي نقدّر مصادفتها في هذا الباب. فلخيارات العمل مطبّات أخرى في الإجراء، لما قد تفضي إليه من تشويه واختزال للخطابات ما لم تُرَاعَ الفوارق. إذ يكفي أن نقرّ، مثلا، بأنّ دلالة الخطاب مرتبطة بالإحالة إلى الخارج حتّى نطمس الاختلاف بين خطابات العلم والأدب والتأريخ والإشهار وغيرها. هذا فضلا عمّا يقترن به الاختيار من اجتزاء يهمل أبعادا أخرى قد تكون في بعض المواضع أكثرَ مُنَاسَبَةً لمعالجة نصوص بعينها.
وتمثّل غايات التحليل مظهرا آخر من مظاهر التعقيد. فالوعي بالتشعّبات السابقة يفرض على المنظّر في تحليل الخطاب أن يحدّد الهدفَ من علمه. وعندئذ يحقّ لنا نسأل:
– هل الغاية منه أنّ نحدّد أساليب انتظام بنية الخطاب بما هو شكل لغويّ دالّ؟
– هل علينا أن نتفحّص قواعد الإبلاغ وأصول المحادثة باعتبارها الإطار المكتنف لتداول الخطاب؟
– هل علينا أن نهتمّ بالخطاب لنتبيّن خطاطة الأنشطة الذهنيّة التي يجريها المؤوّل؟
– هل يمكن أن نتقصّد غايات أخرى: كأن نرمي بواسطته إلى رصد سبل اعتماد الإنسان للعلامة والرمز والفوارق بين أشكال التواصل (مشافهة، كتابة، صورة…)، أو نقدّر أنّ تحليل الخطاب يمكن أن يطلعنا على مظاهر انتظام المضامين في المجتمع وسبل توزيعه إيّاها على نحو مؤسّسيّ؟
– وإذا كان ذلك كذلك فما هي الفروق بين أنماط التواصل وأجناس الخطاب؟ وكيف يتجسّد فيها الفرديّ والجماعيّ والنفعيّ والجماليّ والإحاليّ والتخييليّ…؟
وتبعا لكلّ صنوف التعقيد المذكورة، أفضى الاهتمام بتحليل الخطاب، منذ ستّينات القرن الماضي، إلى حراك معرفيّ مثير في علوم اللغة وخارجها على حدّ سواء. فلقد أدبرت اللسانيّات عن النظام المغلق والبنية المجرّدة ونحو الجملة لتهتمّ بالترابط العضويّ بين اللغة والإبلاغ وتفتح آفاق بحث جديدة موصولة ببنية الإخبار ووجوه التعامل بين المتخاطبين وآليّات الحجاج والاستدلال وتماسك النصّ وأصول المحادثة وسائر ممكنات البحث في الخطاب بطريقة تجعل تحليله لا ينخزل في تحليل المعنى وتقيم بينه وبين البلاغة والأدبيّات التداوليّة فوارق منهجيّة مهمّة. ولم يكن المشهد خارج اللسانيّات بمعزل عن هذه الطفرة، إذ انخرط في تحليل الخطاب باحثون لهم مشارب متنوّعة كنقد الأدب والسيميائيّة والتأويليّة والفلسفة وعلم الاجتماع والأنتروبولوجيا والتاريخ وعلم النفس… وأضحى المبحث محطّ تقاطع وتضافر ناميين بين العلوم. وتجاذبته تقاليد بحث متفاوتة بتفاوت المداخل جاوزت نتائجها مجتمعة معالجة الخطاب إنشاء وتقبّلا، وانخرطت في مسارات تكميليّة تهتمّ بمظاهر تصنيعه في المؤسّسات ودوائر القرار على نحو يتيح سياسة الجمهور المستهدف به.
ونظرا إلى قيمةِ الخطابِ وفاعليّتِهِ، وعمقِ الجدلِ الدائر في أساليبِ تناولهِ، وتبعا لتشعّبِ القضايا التي ينفتح عليها تحليله واتّساعِ الاهتمامِ الحادثِ به، رأينا أن نفرده بندوة لا نعبّر من خلالها عن أهليّته للبحث فقط، بل نتيح بها لأنفسنا فرص الاطّلاع على الجدل العلميّ المفتوح فيه ضمن دوائر البحث المتقدّمة ونضمن سبيل الاستفادة منه والإسهام فيه ما أمكن.

المحاور:

ولهذا الغرض نقترح أن تندرج إسهامات المشاركين في أحد المحاور الآتية:
• إبستيمولوجيا تحليل الخطاب (الأطر المنهجيّة، المفاهيم، الاختبار، المدوّنة…)
• مداخل تحليل الخطاب (لغويّة، سرديّة، تداوليّة، نفسيّة، سيميائيّة، أنتروبولوجيّة، اجتماعيّة، تأويليّة، دينيّة…)
• إسهامات العرب في تحليل الخطاب (قديما وحديثا)
• تصنيع الخطاب (البيداغوجيا، الإشهار، السياسة، الحوسبة…)
• تطبيقات متنوّعة في تحليل الخطاب (محامل سمعيّة أو سمعيّة بصريّة أو رقميّة…، أجناس مختلفة…)
لجنة التنظيم:
الأساتذة: محمد الخبو’ أحمد السماوي’ أحمد الجوّة’ حمّادي ذويب’ محمّد الشيباني’ أحمد الناوي بدري.
المنسّق: خالد السويّح
تواريخ مهمة:

– آخر أجل لقبول الملخّصات هو: 15/ 10/ 2013
– آخر أجل لقبول نصّ المشاركة كاملا هو: 15/ 11/ 2013.
– تاريخ الندوة: 5-6-7/ 12/ 2013

العنوان: كلية الآداب والعلوم الإنسانيّة بصفاقس
طريق المطار كلم 4.5 صفاقس 3000 الجمهورية التونسية

الهاتف: 98557041

الفاكس: 74670540

الموقع: www.flshs.rnu.tn

البريد: [email protected]

نتقبّل مشاركات الضيوف على البريد الإلكتروني

الآراء

  1. الصورة الرمزية لـ فردوس

    السلام عليكم سؤالي يتمثل في
    هل يمكن السماح للطلبة المتخرجين من كلية الأدب العربي بالمشاركة في الملتقى
    شكرا و لكم مني فائق التقدير و الاحترام
    و ارجو الاجابة

اترك رد